الشماس عدنان مرقس الجزيل الأحترام
تحية اخوية،
قرأت ردك الأخوي ووقفت على محتواه وفهمت انك لم تسمع القصيدة. ادعوك ان لم تكن قد اطلعت عليها حين نشرتها عنكاوا كوم الغراء كتابة وبالصوت مع تعليق على الرابط المرفق اداناه.
اخي العزيز اعرف انك تأثرت سلباً حين ميزتُ كنيستي عن كنيستك وذكرتَ انها علامة استفهام كبيرة لا تريد الدخول في تفاصيلها. ومن حقك ان يراودك هذا الشعور واعتذر ان كنت قد جرحتُ مشاعرك، لكن يا أخي الشماس الذي دعاني الى التذكير بذلك هو ان اسمك لا يوحي بانك تابع للكنيسة الآشورية ولكنك اسغربت اللهجة الكلدانية مما دعاني لأن ابحث في ارشيفك وهنالك اطلعتك على طائفتك -- واسمح لي ان اكتب هذا-- فورد بخاطري ان اكتب هذا الأمر كمعلومة كي يكون القارئ على بيّنة منها.
وها انك يا أخي العزيز للمرة الثانية في هذا الرد تقول انك لم تفهم محتواها: "لأنها بلهجتكم المحكية البحتة.". في هذا لا اوافقك البتة لأن قصيدتي هذه هي بالسورث "المهذبة او المُحَسّنة" التي هي لغة شموليه كلامها مركب من الأنسب المتوفر في لهجاتنا المحكية واللغة السريانية. المقصود هنا بلهجاتنا المحكية هي السهلية -- القوش مثلا-- والجبلية -- صبنا مثلاً -- والأورمية -- اورمي مثلاً. اما اللغة السريانية فهي الموجودة في كتبنا الكنسية والتي لا نستعملها في كلامنا اليومي او في البيت لكننا حين نكتب شعرا او مقالة او نلقي كلمة على الجمهور، فاننا نقتبس منها بعض المصطلحات كي تأتي القصيدة او الكتابة او الكلمة الملقاة مهذبة ومصقولة وجميلة. هذا هو اسلوبي في تأليف قصائدي والقاء كلماتي على الجمهور. وأنا مؤمن ان هذه هي الطريقة الصحيحة لجعل كتابة " السورث" مقبولة وموحدة لشعبنا المشتت- بمختلف طوائفه- وفي نفس الوقت في عصرنا هذا نراه في يقطن سوية المدن الكبيرة مثل بغداد،البصرة، شيكاغو، ستوكهولم، سدني، وغيرها كثيرة. وقد اطلعت على اسلوبك في الكتابة فانك انت ايضاً تتجه بهذا المنحى والحقيقة ان هذا هو الأسلوب المستعمل لدى غالبية الكتاب والشعراء والمتحدثين، وهي طريقة تتماشى مع العصر والتطور. وهذا يوجب ايضاً ان نستعمل أحياناً مفردات تستوجبها الضرورة وهي بلهجة معينة ولا نفهما، ولكن هذا يجب ان لايكون مدعاة لأن نقول ان القصيدة مكتوبة بلهجة معينة ونحجم عن قراءتها او سماعها.
اليك بعض الكلمات التي استعملها في هذه القصيدة والمقتبسة من السريانية وانا متأكد من انك كشماس قد مرت عليك:
محيلا/ ضعيف ، طوثانوثوخ / غبطتك ، خقيرا/ الموقر، كشيرا / مجتهد ، توقانا / اصلاح ، شاريروثا / الأصالة او الصدق، خويادا / الوحدة، كَزا/ كنز، خددتا/ التجدد، دخيا/ مخلص، طووارا/ تطور، مخَيّدي / متحدة.
كنت اتوقع أحد من العامة الذي اجبرتهم الظروف لأن ينسوا لغتهم "كغالبية الأخوة الكلدان، مع احترامي لهم جميعاً" ولكن لم اكن متوقعاً منك يا شماسنا العزيز وانت تكتب الشعر وشماشا في الكنيسة ان تقول انك لم تفهم القصيدة، اليس من حقي في هذه الحالة ان اظن ان شماسنا المحترم له مشكلة مع كل ما يظن انه كلداني!!! بصراحة هكذا ظنت ولذا كتبت ماجاء اعلاه وأفسد القضية بيننا.
اليك ايضاً يا أخي الشماس البعض من الذي احسبه جماليات هذه القصيدة، فهي مكتوبة على كيلا/ وزن الثمانية الذي يشتهر به ما ر نرساي الملفان والملقب كنارة الروح. انا بلا شك لا اصِل طبرا/ اظفر مار نرساي لكني حاولت تقليده في ترنيمة " تودي لطاوا / الشكر للصالح . لا ادري ان كنت تعرف ان غالبية شعراء العصر الذهبي السرياني من امثال مار نرساي ومار افرام ومار يعقوب السروجي لم يكتبوا شعر القافية لكنه اعتمدوا الوزن الدقيق. مثلا مار نرساي في قصيدة تودي لطاوا ركبه هكذا 2-2-2-2 ليصبح ثُماني كي لا يخالف اللحن في كل بيت مُرنم. اما انا فليس لي هذه القابلية، جزء من ذلك هو ان لغتي ضعيفة قياساً بلغة مارنرساي ، ولذا اعتمدت القافية المحكمة والقوية لثماني ابيات فقط وهذه كل مقدرتي قياسا الىمقدرة الجاهبذة المذكورين اعلاه ان قصائدهم كانت تتألف من مئات الأبيات احياناً. اليك بعض القوافي المحكمة: ساكو- شيكاكو- بركاكو، داوا- طاوا- سراوا، رَخشا- خَمشا- بَيشا،وهكذا دواليك.
هذا اضافة انك تجد السطر الثالث من كل بيت موزون ولكن غير مقفى والسبب هو تجنب السجع اللفظي وكي لا اتقيد بفكرة ملزمة باتباع القافية.
عزيزي الشماس: امل انا الآخر اني ما ازعجتك والقراء الأعزاء بهذا الأسهاب ولكن ثق اني مرتاح منك الى ابعد الحدود ويا ليتك علقتَ على كل ما اكتبه في المستقبل وانا ايضاً اجاريك كي نستفاد من بعضنا البعض، والمناسبة ان كان ممكناً ان تدليني عن كيفية كتابتك للسريانية بهذا الخط الجميل والصقيل والواضح .انا لي برنامج" سبرا مذنخايا" وهو جميل في " مايكروسوفت ورد " لكن للأسف لا يمكن تصفحه في عنكاواكوم مما أضطر لأن اسجله على"JPG" والنتيجة تكون كما رأيت وشكوت من ان الخط ناعم وغير واضح وانا اسف لذلك.
أمل ان نبقى على اتصال ، واالرب يبارك ويبارك الجميع.
http://www.ankawa.com/index.php/ankawaforum/index.php?topic=743965.0 بأخلاص وامتنان، وتودي،
حنا شمعون / شيكاغو