المحرر موضوع: في مهب الريح  (زيارة 1133 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل BASIM DKHUKA

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 397
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
في مهب الريح
« في: 07:22 30/01/2007 »
                                             في مهب الريح
باسم دخوكة

ملعونة هي السياسة , تدفعنا أحياننا أن نقول ما لا نؤمن به , أن نفعل ما لا نرغب به , وأن نصافح من نعاديه , وقد نذهب الى أبعد من ذلك فنساوم على حساب القيم والمبادئ  وعلى حساب طموحات شعبنا و أماله و أهدافه , و نجد دوما ً ما يبرر أفعالنا و مواقفنا, ولا نحتاج الى الكثير من الجهد لذلك التبرير فالرد جاهز : اننا نفعل كل ذلك من أجل مصلحة (الأمة و الشعب) !
نعم هكذا هي التصريحات التي يطلقها قادة أحزابنا " الكلدانية الأشورية السريانية " الحكماء .
ولذلك تجدهم يقدمون على كل التحالفات الخارجية ما عدا التحالف في ما بينهم , أي بين هذه الأحزاب و التيارات و الحركات المختلفة تنظيميا ً, و السبب في عدم تحالفها مع البعض هو أيضا ً في ( مصلحة الأمة و الشعب)  !
وما يأتي على لسان مصادرها السياسية و إن إختلفت الوجوه  فإنها جميعا ً تتفق على تصريح واحد وهو : الطعن بالطرف الآخر و إتهامه بالخيانة و المساومة مع ...., وهم كثيرون .
إذن هذه الأحزاب التي تحمل هدف واحد و غاية واحدة و رسالة واحدة يجوز لها أن تتحالف مع من يكون إلا في ما بينها . بل وتنشر غسيل بعضها البعض على الملئ و تستخدم كل أسلحتها " الغير فتاكة"  في طعن بعضها البعض وتفعل كل ذلك في صالح الأمة بالطبع !
لو أتينا و سمينا هذه الأحزاب و التيارات و الحركات بأسمائها فلن يستغرب أو يندهش أحدا ما , ولكن ما حاجتنا الى ذلك إن كنا نعيش ونتعايش مع هذه الصراعات في كل يوم يمرعلينا على المرئيات و صحف الأنترنيت و المطبوعات أيضا ً .
 فقد بات الصراع في ما بين المدافعون عنا يفوق على الصراع مع الذين يحاولون هضم حقوقنا !  نعود لنقول بإنها لن تكون مفاجئة لأحد عندما لا نستثني أي من هذه الأحزاب من هذا الأتهام .
فأنا على يقين ستكون المرة الوحيدة التي سوف يتفقون فيها على رأي واحد هو إدعائهم : بإنني عميل أو خائن , و أنا أتقبل إتهامهم هذا إن كان بداية لنهاية خلافاتهم والتي لم تكن يوما ً إلا لغيات ومصالح شخصية .
فالواقع المرير الذي لابد لنا أن نعيشه و نعترف به هو إن الأجتهادات الفردية التي يقوم بها البعض منا لتقليص الفجوة و تقريب المختلفون ما هي إلا محاولات غير مدروسة بشكل جيد نابعة من منطلق إبراز الذات و تعتيم الحقائق , وإلا كيف يمكن حل كل هذه الأزمات في مؤتمر و ندوة تنعقد هنا وهناك , إضافة الى الحضور الضئيل للجماهير اليها فلا تشارك فيها إلا القلة القليلة من أحزابنا السياسية . فهل مشكلتنا هي إننا نفتقد الى كيان سياسي ذو رؤية شمولية واضحة المعالم ولا يكون وليد الصراعات القائمة بين الكيانات الموجودة على الساحة السياسية ؟ فالرد : أتركه لشعبنا و الأحزاب الموجودة على أرض الواقع .     


dkhuka@hotmail.com