القوش .. خالية من النساء والأطفال والشيوخ
عنكاوا كوم /القوش - موفد الموقع :خاصخلف الخطوط الدفاعية لقوات البيشمركه الكوردستانية، على الطريق العام ما بين قضاء الشيخان وناحية القوش ..عشرات القرى الايزيدية والمسيحية تقبع بصمت في سفح الجبل ،يخيم عليها شبح الموت،بعد ان غادرها أهلها تحت وطأة الخوف والقهر.
قبل ايام فقط كانت مدينة القوش تنبض بالحياة والمحبة والسلام .. وهي تستقبل أضعاف سكانها من النازحين من مدينة الموصل، تستقبلهم بحفاوة، تشاركهم الحزن الى جانب رغيف الخبز، بغض النظر عن الانتماء الديني او القومي، اما اليوم فلم تعد القوش أكثر من إطلال مدينة خالية من أبنائها الذين هجروها، تاركين ورائهم الذكرى وأجراس الكنيسة، ونصب توما توماس الذي بدا كحارس حزين.. ليتفرقوا شتاتا في بقاع الأرض، هائمين في محافظات الاقليم يبحثون عن فندق أومدرسة او كنيسة او حديقة عامة او فسحة في منزل صديق تؤمن حياة أطفالهم.
تحت لهيب الشمس .. دخلنا المدينة الصامتة، دون ان يعيقنا طابور السيارات او نقطة تفتيش، تجولنا وسطها علنا نلتقي بطفل او فتاة او شيخ، ليقص علينا حكاية هذه المدينة المهجورة، ولكن سرعان ما تبدد الأمل في ذلك حين التقينا بمجموعة من الشباب بوجوههم المحترقة مدججين بالسلاح، وعلى أهبة الاستعداد للدفاع عن مدينتهم من شر الإرهاب ،وللحافظ عليها من لصوص المدن والقرى المهجورة.
وبالقرب من إحدى الكنائس وفي ذلك الزقاق القديم ،صادفنا رجل سبعيني جالسا على كرسيه في مدخل منزله البسيط وهو يحتضن بندقية كلاشنكوف، فدفعنا الفضول للاستفسار عن سبب بقائه ؟
فأجاب : لم يعد لدي في الحياة ما اخسره، ولم يعد هناك ما اخشى عليه غير مدينتي.. فقد غادرت عائلتي الى الخارج منذ أعوام وبالأمس غادرت زوجتي ايضا.
عدنا مجددا الى مدخل المدينة لنلتقي بمسلح أخر، استضافنا في إحدى المقرات الحزبية في القوش، فما دخلنا حتى التقينا بعشرات من الرجال المسلحين من أبناء القوش مدججين بالأسلحة تبدو عليهم علامات البأس والخبرة القتالية، وهم في انتظار المجهول، يتناوبون الحراسات والدوريات الراجلة داخل المدينة وخارجها بغياب عناصر الشرطة، وخلال تبادلنا أطراف الحديث وحول أسباب هجرة الأهالي من المدينة، كان الجميع متفق على الإجابة ذاتها بأنهم يتخوفون من سيناريو "سنجار"وان تامين العوائل من أولوية مهامنا في الدفاع عن مدينتنا.