تعقيب
المصطلحات والتسميات ليست القشر وإنما اللب في كل الأمور ، هي
مهمة جداً لأنها تحوي الفكرة وتوضح معالمها وتعرِّفُ بها وتحدد مفاهيم الأحوال والأشياء والأمور ، وهي التي تقود الأفراد إلى تكوين القناعات ووجهات النظر المتطابقة أو المتباينة ، وبالتالي هي التي توجه الأفراد والدول والجماعات إلى التناحر والاحتراب ( فرد ضد فرد ، فرد مع مجموعة ، مجموعة مقابل مجموعة ، دولة مقابل فرد او مجموعة أو دولة أخرى .... إلخ ) أو تقود إلى عقد الأتفاقيات والتعاون والعقود .... إلخ ، لهذا لايمكن القبول بإطلاق تسمية داعش على أية جهة مسيحية أو فرد مسيحي أو دولة غربية ، فالدول الغربية تعتمد في أفعالها للتعامل مع دول أخرى على فكر سياسي محض وليس فكر ديني ، أما داعش فتستند إلى فكر ديني ، الإسلام ليس براء من داعش وليس كما تقول أخي كوركيس : ( حتى الدين الأسلامي ليس له علاقة بكواسر داعش وفكرهم التدميري ) ، هذا قول فيه مجاملة كبيرة ليست في محلها ، وبإمكان أي شخص العودة إلى القرآن المليء بآيات القتل والإرهاب والتكفير ، وإن لم يكن ذلك كافياً فهناك أمهات الكتب الإسلامية والتي تورد الأحداث والأخبار عن نبي الرحمة وسأكتفي بذكر مقتل أم قرفة الفزازية وأخذ أبنتها سبية ، وأيضاً قتل الشاعرة عصماء بنت مروان وهي تُرضع طفلها ، كما يعرف الكل بشروط العهدة العمرية والتي سقت المسيحيين الذل والهوان ودفعوا الجزية عن يد وهم صاغرين ، ولايمكن للتاريخ أن ينسى أفعال صلاح الدين الأيوبي .
أم قرفة
هي فاطمة بنت ربيعة بن بدر بن عمرو الفزارية. أم قرفة تزوجت مالكا بن حذيفة بن بدر وولدت له ثلاثة عشر ولدا أولهم (قرفة) وبه تكنى, وكل أولادها كانوا من الرؤساء في قومهم. كانت من أعز العرب, وفيها يضرب المثل في العزة والمنعة فيقال: أعز من أم قرفة وكانت إذا تشاجرت غطفان بعثت خمارها على رمح فينصب بينهم فيصطلحون. كانت تؤلب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل في السنة السادسة للهجرة زيد بن حارثة في سرية فقتلها قتلا عنيفا, فقد ربط برجليها حبلا, ثم ربطه بين بعيرين حتى شقها شقا. وكانت عجوزا كبيرة, وحمل رأسها إلى المدينة ونصب فيها ليعلم قتلها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عصماء بنت مروان
كانت عصماء بنت مروان تعيب الإسلام وأهله، وكان يرد عليها شاعر الرسول حسان بن ثابت، فقال رسول الله حين بلغه ذلك، ألا آخذ لي من ابنة مروان، فسمع ذلك من قول رسول الله عمير بن عدي الخطمي، وهو عنده، فلما أمسى من تلك الليلة سرى عليها في بيتها فقتلها، ثم أصبح مع رسول الله فقال : يا رسول الله إني قد قتلتها، فقال نصرت الله ورسوله يا عمير، فقال هل علي شيء من شأنها يا رسول الله، فقال لا ينتطح فيها عنزان [1].
على هذا الفكر الديني تتكئ داعش ، ولهذا فلفظة داعش لا تطلق على كل فكر تدميري وإن كانت في طريقها للتعميم فذلك بفضل مقالات كهذهِ ومؤيدين لها ، علينا أن نكون دقيقين جداً في اختيار التسميات ليس فقط لأن الكلمة مسؤولية وإنما لنتجنب وضع الجميع في سلة واحدة ونخلط الأوراق .
السلفية ، الوهابية ، الإخوان المسلمون ، طالبان ، ابن لادن ، الزرقاوي ، القاعدة ، المعتزلة ، الصحابة ...... وإلخ ،إن كان كل هؤلاء لا يمثلون الإسلام ، من يُمثل الإسلام إذن ؟
هل إن الإسلام سراب لا يمكن الإمساك بأذياله ، أم حلم لا يُدرك ، حقيقة أم وهم ، أم ماذا ؟
زمن المجاملات فات ميعاده ، اليوم الحقيقة وحدها تحكي وتقول .
أخي العزيز كوركيس في قلبي عتبٌ أخوي كبير عليك لأجل المادة الفكرية لمقالتك وأقصد بالتحديد " داعشي مسيحي "
" ليس الدواعش هم فقط سني المذهب بل هم شيعة ومسيح "
كنتُ أتمنى لو لم تصدر عن قلمك .
دُمتَ بخير وطابت أيامك .