المحرر موضوع: ألمرأة المندائية تعتكف  (زيارة 1228 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل rahiba alkhamisi

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 19
    • مشاهدة الملف الشخصي
ألمرأة المندائية تعتكف
« في: 12:22 01/02/2007 »
ألمرأة المندائية تعتكف
[/color]


أصابنا ألتكرار في الكتابة عن المشهد الدموي الذي تعاد أحداثه المؤلمة يومياً على     
أرض الوطن الحبيب.
الكل يكتب وبدأب ويتابع بأسى وهو يعض على جرحه , يتابع ما يجري في العراق من طحن للأرواح والاجساد البريئة وإضطهاد وترويع وخطف وإغتصاب وسلب ونهب وذبح على الهويه .والغاء وتهميش أو تغييب الجماعات العريقة والتطهير العرقي للأقليات الدينية وبالتالي اختزال العراق وتصفية أبناء شعبه دون ذنب أو مبرر.
الى أين يسير العراق والى متى نكتب ونكرر؟ !!! الى متى نسكت أونستغيث؟
لقد وصلت الاوضاع بشعبنا الجريح الى حالة تجاوزت حدود المعقول وشملت كل افراد هذا الشعب الذي وقع تحت رحمة من لا رحمة لديهم وللمرأة المندائية العراقية كانت الحصة الكبرى في تحمل الاذى والجور , وهي التي عانت شتى العذابات والمظلومية عبر التاريخ, وكان أخيراً أن اعتكفت في البيت حرصاً وحفاظاً على شرفها أو كرامتها أو روحها , ان الاوضاع المأساوية التي تعيشها المرأة المندائية تجرنا الى التطرق في بحث وضعها من زواية العمل، سيما وانها كانت ولا زالت تعاني من هذه المأساة خلال العقود الاخيرة، الا ان هذه المعاناة اخذت طابعا متميزا يتسم بالحدة والتراجع الجماعي عن ميادين العمل، وان كانت هناك مشكلات تتمثل بالتمييز بينها وبين الرجل سواء في ميدان العمل أو قضايا الاجور او امام المحاكم والقضاء ومنابر العدالة، وبوجه عام في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فانها اليوم انسحبت كليا من الميادين المشار اليها لتحافظ على نفسها من انتهاكات مستمرة لحقها في الحياة والعمل ووضعها في مكانها اللائق في المجتمع.
كان المجتمع خلال فترة الحكم الفاشي ينظر الى مسالة تخلف المرأة عن الرجل باعتبارها امرا ضروريا وطبيعيا في كون ان الرجل يتمتع بقوة عضلية وجسمية وتفوق فكري على المرأة، الا ان مثل هذه النظرة الذكورية المتخلفة، تواجهة اليوم جدارا اكثر تعنتا وصلابة يرفض رفضا قاطعا فكرة تحرر المرأة ومساواتها بالرجل حتى في اقبية البرلمان العراقي من قبل رجال العمائم الذين احتلوا مقاعدهم باسم الشعب
بعد ان كانت المرأة تحيا تحت هيمنة الرجل وان لاتكون لها اية سلطة، تتعرض اليوم الى شتى انواع الاضطهاد الذي وصل الى درجة وأد فكرها ووجودها لتحرم حتى من حقها بالوجود
الكل يعلم أن نسبة الامية في العراق بين النساء ازدادت لتتشكل أكثر من 70% وهذا ما يدعو للحيف والألم.
والكل يعلم أيضاً أن نسبة الأمية عند النساء المندائيات اللائي تعمدن بالمعرفة هي صفر %
وهذه النسبة بالتأكيد مدعاة للفخر حيث أن المرأة المندائية هي في صدارة الشريحة المتعلمة بين النساء في المجتمع العراقي رغم كل ماحصل ويحصل. ولكن الذي يؤسف له, هو أن المرأة المندائية اليوم اضطرت للاعتكاف في البيت حفاظاً على حياتها ,وصيانة لشرفها ضد عواصف الاغتصاب والاختطاف أو الاعتداءات والاستلابات غير الانسانية من قبل أناس سخروا أنفسهم لاختزال أو الغاء وجود المرأة المثقفة في مجتمعنا ليعودوا بالعراق الى ماقبل العصور الجاهلية.
فالمرأة المندائية الموظفة أوالعاملة تركت وظيفتها أو عملها لتحتمي بجدران المنزل,وكذلك الفتاة الجامعية التي تركت اتمام دراستها وألغوا في نفسها طموح التحصيل الدراسي الجامعي ومثلها طالبات المدارس حتى الصغيرات منهن واللائي لازلن في المراحل الدراسية الابتدائية الاولى. كل ذلك حصل لكي لاتتخلى عن عفتها وشرفها أو أن تفرط بحياتها,وما أصعب هذه المعادلة الظالمة !!!!
لقد أصبحت المرأة كالجسد الذي يخترقه مرض خطير فيبتر عضو من أعضاءه من أجل سلامة بقية الاعضاء, ثم يبتر عضو آخر وهكذا الى أن يتلاشى ذلك الجسد وينتهي أو يموت , فتركت أولاً تفكيرها بالسياسة والثقافة أو حتى التدخل باعطاء رأي سديد, ثم تحجبت هذه المرأة لكي لا تتعرض للانتهاكات والاعتداءات, وأخيراً حرمت نفسها من عملها أو تعليمها لكي تمكث في بيتها لالشيْ إلا دفعاً للمنية المحتومة التي تنتظرها ألا وهي الاغتصاب أو الذبح أمام الملأ وحتى في وضح النهار.
لقد بتروا كل الاوصال الحيوية في المرأة المندائية جزءاً بعد جزء ليصنعوا منها دمية فارغة خرساء ليس لها إلا الخدمة في البيت والخضوع للقدرأو الموت, _____!!!!!!!!!__أوأن تعيش فقط لكي تأكل وتشرب حالها مثل حال ...... وبقي مثقفوا العراق في الداخل والخارج يدعون لنصرة هذا الكائن المظلوم, بقوا يكتبون ويطالبون ويشنون حملات التضامن مع نساء العراق ومع المرأة المندائية بالذات لأنها تشكل نقطة إضاءة في تاريخ المرأة العراقية, ولكن من يقرأ ؟ ومن يستمع ؟ ومن ينقذها؟
المرأة المندائية الحائرة في وضعها وفي ما أصابها تنتظر الفرج, أو تنتظر أن تزول هذه الغمة السوداء أو تنتظر الخلاص بأي شكل من الاشكال, أو تترجى من يؤازرها وينهض بها من الشرفاء, لتعود الى مكانها الطبيعي فتعمل وتدرس وتربي الأجيال وترتفع في بلدها الى مقام الدول المتحضرة.
سوف لن تتخلى المرأة المندائية المتعلمة عن مكانتها مهما فعلت بها الظروف ومهما قست عليها أيام المحن السوداء التي يمر بها العراق في الوقت الراهن, وسوف لن تساوم على مكانتها بكل غال وثمين لأنها الجديرة والأولى التي استحقت وتستحق أن تكون في صدارة النساء المتحضرات في مجتمعنا العراقي, وأن تشكل هي بذرة التطور والتحضر والعلو في عراقنا الحبيب فهي البنت والحفيدة التي اقتدت بالأم والجدة اللتين كان لهما فضلاً كبيراً في تقدم المرأة العراقية وفي خدمة وتطور البلد العزيز.
تحية أكبار للمرأة المندائية التي تجابه الظلم والعصف الدموي وهي تحبس أحلامها وطاقاتها الخلاقة النبيلة في سجن بيتها ال مفروض عليها, تحية للمندائية التي تركت بلدها العراق مجبرة لتعيش في بلد آخر وتتحمل مآس أخرى ومن نوع جديد, تحية لكل امرأة أصرت على أن لايموت ضميرها وأن لاتستسلم لعوادي الزمن المؤقتة.
وأخيراً تحية للأمل المشترك الذي تتقاسم فيه كل نساء الطائفة المندائية المتعلمات, ولسوف نصل الى نقطة الضياء مهما دلم الظلام.

راهبه الخميسي_ألســـــويد[/b][/font][/size]