اصبح العالم اليوم بفضل التكنلوجيا مكانا اصغر تقربت فيه المسافات وصار بامكان البسيط من الناس ان يقتني جهازا ويدخل الى عالم لا نهائي وهو عالم الانترنت.
وصار لهذا العالم الجديد مكانا مفتوحا للمحترم وللمهرج وللبغيض وللممل ايضا ان يتكلم وكاننا في مدينة الضوضاء.
الا ان الغريب في هذا العالم ان تصير امكانيةً للاصوات الضعيفة والبعيدة والمكبوتة ان تسمع وكانها من منبر. يطل على اسماع اصحاب المنابر الذين ضاعت من ايديهم فرصة اسكات الاخر والتفرد بالرأي وفرض الافكار على الاخر في هذا العالم الافتراضي.
وها نحن اصحاب الاسماء المستعارة نخرج بافكارنا وسمومنا لنرشق بها الدكتاتوريين وكاننا اصحاب اصباغ السبريه الذين يكتبون شعاراتهم على جدران المدينة ليلا ليصحوا الناس على صيحاتهم التي لا يستطيعون ان يصيحوا بها صباحا لئلا تحز رقابهم.
لذلك ارتأيت ان اتخذ اسما مستعارا و قناعا اقف به امام الافكار الرديئة والبالية والرتيبة
فلا يلومني احد من بعد على اتخاذي لاسم مستعار لانني اريد الاحتفاظ بحنجرتي قبل ان تحز ..انني مؤمن ان الكلام الذي سيخرج من فمي قد ينقذ حناجر اخر قد اسكتها الدهر لانها تكلمت بدون قناع.
لست جبانا ولست بطلا انما اريد اقول كلماتي بدون ان تتأثر حياتي وحياة الذين من حولي. فنحن في مدنُُ خطرة واسمي المستعار ما هو الا درع اتحصن خلفه.
فتشوا كلامي وتكلموا ضدي ان كنت قد اخطأت بحق احد او ان شتمت احدا.
انا هنا للحقيقة وللحقيقة فقط من اجل مستقبل افضل لاطفالنا. فالمستقبل بيدينا اليوم وسوف نسلمه غدا لاولادنا. فهل نسلمهم مستقبل مليء باصحاب المنابر والافكار المستبدة.
انني ادعوا من منبري هذا الصغير كل من له اسم مستعار ان لا يخرج عن الادب وان لا يحاول ان يسقط سلطة وانما ان يوصل صوته اليها كما يشعر لعل الجالس على كرسي الحكم يفهم بان هناك بشر يحكمهم ويجب ان ينصت الى ما يقولون ويفهم ثم يقوّم نفسه واتجاهه نحو تصحيح النفس والسماع للاخرين الذين هم نحن الجالسين في كراسي المسرح فيه لا يعرض سوى مسرحيات الفساد والخراب والدمار. والممثلين هم نفسهم ياخذون كل الادوار الجيد والرديء. والكاتب هو نفسه الفكر الاقصائي الذي لا يسمح لاحد ان يصعد على خشبة المسرح. الا للذين يحملون قصائد المدح والمجاملات.
فيا اخواننا لا تلومنا نحن (الحاسوبقراطيين ) لاننا اتخذنا اسماء لنا فقط لنختفي وننادي بالحق في الظلمة التي تمر بها بلادنا اليوم.