المحرر موضوع: مسيحيو الشرق شهداء ايمانهم  (زيارة 433 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كميل حنا

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 7
    • مشاهدة الملف الشخصي
مسيحيو الشرق شهداء ايمانهم

شعوب وحضارات تقتلع من جذورها، ابادة كاملة للاقليات في المنطقة، كنا نسمع عن مثيلاتها في كتب التاريخ. واليوم نشاهد بأم العين، أحدث اساليب القتل تمارس بحق كل من يعارض او يرفض نهج الدواعش وأخواتهم في الارهاب والاجرام، وحتى الساعة ليس هنالك اي موقف عربي رسمي تجاه ما يحدث من مجازر وحشية ترتكب بحق المسيحيين والايزيديين وكأن المطلوب ترك هؤلاء الابرياء تحت رحمة قاطعي الرؤوس ليفتكوا بأجسادهم، وبات مسيحيو الموصل وسهل نينوى في العراء ينتظرون مصيرهم المجهول.
ولم يرَ هذا الغرب حلاً سوى اعطائهم سمات دخول وسلخهم عن أرضهم وتاريخهم. يا للعار على انسانية هذا العالم المزيفة وتلك الديموقراطية التي يتغنون بها. كيف يسمح المجتمع الدولي ان يترك ناس عزّل ابرياء يذبحون لاجل ايمانهم ومعتقداتهم، وهو ما زال صامتاً ينتظر ويترقب ولم يعلم ان خطر هؤلاء الظلاميين يستهدف كل العالم.
عذراً يا موصل، لستِ وحدكِ اليوم جريحة واسيرة الارهاب والتكفير. فكل المسيحيين على مساحة المنطقة باتوا مضطهدين.
هل يكفي أن نصلي ونستنكر ونغفر ونسامح ونترك الجلادين واللصوص يقتلون أطفالنا ويسلبون أموالنا ويصادرون ممتلكاتنا ونبكي أحباء وأهلا لنا ونتحسر على ما فقدناه. وما نشاهده ونسمعه ليس حلما يا عرب، إنه حقيقة ثابتة راسخة.
شكراً داعش، لقد أثبتت باجرامك للعالم أن ما فعله العثمانيون منذ مئة عام بحق الأرمن والسريان هو حقيقة تاريخية، وإن هنالك فئة في الاسلام ترفض قبول الآخر وتكفرّه وتستبيح دماءه. وفي القرن الواحد والعشرين تتكرر هذه الإبادة على يد عثمنة بعض العرب. ومسيحيو العراق، كمسيحيي الشرق أبرياء يسقطون لأجل إيمانهم. ولكن الى متى؟
فمَن يؤمن بالله وباحكامه، كيف يسمح لنفسه بهدر دماء الناس؟ هل مَن يرتكب كل هذه الجرائم الانسانية هو بمسلم؟ عن أي اسلام تتحدثون يا آل داعش؟ ماذا ابقيتم من صورته في اذهان الناس في ظل كل هذا المشهد الدموي الذي ينقله اعلامكم الى العالم؟ يا مدعين الايمان لقد شوّهتم حقيقة الاسلام وصورة المسلمين. يا أهل الجهل والتعصب والتطرف، لقد أعمت الأحقاد أبصاركم ولم تعودوا تميزون بين الحق والباطل. فما تفعله أيديكم من تدمير لأوطان المنطقة والقضاء على كل الحضارات الغنية فيها، وتطهيرها من سكانها الاصليين، لا يخدم الاسلام والمسلمين؟
لماذا يا عرب كل هذا الصمت. ألا ينتصر الاسلام الا بدموع ودماء الابرياء، وسلب ممتلكات الناس؟
هل بات قرار الاسلام في يد قلة من المجرمين؟ لماذا؟؟؟ بيننا وبينكم تاريخ، وتاريخنا تجاهكم مشرّف وتاريخكم معنا اليوم يتحدث بنفسه في العراق وسوريا ومصر مروراً بكل المنطقة. للاسف لا عرب ولا جامعة عربية ولا صوت معتدل اسلامي قال كفى اضطهادا للمسيحيين. ولا تستطيع بعض الجهات العربية أن تغسل أيديها من دماء المسيحيين وكل الاقليات والاثنيات الاخرى. فهذا المخطط الاجرامي الذي تديره الغرف السوداء في المنطقة يجب أن تُحاسَب وتُحاكم. قبل أن تغرق ببحر من الدماء ومَن سيدفع الثمن الاغلى هو العرب والاسلام نفسه، وكل الأطراف التي سمحت لنهج التطرف ان يدخلها.
إن كل مساعدة لا تشمل حماية شعبنا من الذبح، وتعيده الى أرضه التاريخية مرفوضة، والعالم بأسره يتحمل مسؤولية كل الاجرام والارهاب المنظم الذي يستهدف المسيحيين بشكل مباشر.
ونسأل: هل تبخر تاريخ عمره 1500 سنة بين المسلمين والمسيحيين مع وصول داعش؟ وهل المشكلة الاساسية هي داعش فقط؟ أو هنالك مجتمع بكامله يؤيد هذا النهج الظلامي والسكوت على ماذا يدل؟ اسمحوا لنا ايها المسلمون، ان ما يحدث هو عار في التاريخ الاسلامي والعربي وهذه الصفحة السوداء دخلت التاريخ.
مسؤوليتكم اليوم يا عرب إنقاذ المنطقة بكل نسيجها والحفاظ على وحدتها. كفى كلاماً عن مؤامرات وخلافات تحاك، فهؤلاء الدواعش لم يأتوا من كوكب آخر. فمَن اعطى مالاً وأرسل رجالاً معروف بالاسم والعنوان الكامل. ونسأل هل جاء اليوم الذي بدأ فيه السحر ينقلب على الساحر؟ نعم ايها العرب ليس سراً ان الدواعش باتوا على ابواب عروشكم والخطر في كل مكان. اطووا خلافاتكم وانقذوا العروبة وصورة الاسلام من الدماء لان هؤلاء باسمه ينحرون رقاب الناس.
وهذا التطهير العرقي ألا يتطلب تدخلاً عربياً ودولياً؟ إن السياسة التي تنتهجها كل من اميركا وبريطانيا وفرنسا والدول العربية حول ملف مسيحيي الشرق بات يطرح حوله اكثر من علامة استفهام.
ونسأل: هل اصبحوا جزءا من مشروع تهجير المسيحيين من المنطقة؟ ونقول لهذا الغرب الذي فقد ايمانه متى يستيقظ من غيبوبته حيث التطرف الاسلامي ينمو في بلادهم، واذا كان اليوم مسيحيو الشرق هم شهداء ايمانهم فغداً؟؟؟؟؟....
كميل حنا
امين الاعلام في الرابطة السريانية