المحرر موضوع: ماالفرق بيننا وبينهم .. ؟  (زيارة 947 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مروان ياسين

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 189
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ماالفرق بيننا وبينهم .. ؟
« في: 19:04 10/09/2014 »
      ماالفرق بيننا وبينهم  .. ؟

                                 
  مروان ياسين الدليمي


ليس جديدا عندما نؤكد بأن داعش:تنظيم إجرامي تعكس أفكاره وممارساته أبشع صور التطرف المذهبي،وتسببت ممارساته التي ارتكبها بحق المدنيين ــ  سواء في سوريا او في العراق ـــ بضرر كبير أصاب سمعة الدين الاسلامي والمسلمين ــ ليس من السهل محوها ــ وقد يحتاج المسلمون الى الكثير من العمل المثمر لكي يبددوا هذا الهلع والخوف الذي بات يشعر به العالم تجاه كل ماله علاقة بالاسلام .

هذا التنظيم لم يلق ــ كغيره من التنظيمات المذهبية التكفيرية المتطرفة ـــ قبولا ولاتأييدا من قبل عموم المسلمين السنة،إلاّ في حدود ضيقة جدا ــ وهذا التأييد له ظرفه وأسبابه المرحلية ـــ بالقياس الى الجمهور العام للمسلمين.
كما لم يحظ بإي تعاطف انساني، طالما لايتردد افراده في أن يقطفوا رؤوس الابرياء ويستبحيوا حياتهم وكرامتهم الانسانية
لكن،مالفرق بيننا وبين الداعشيين فيما لو وقع بين ايدينا واحداً من أولئك المجرمين،أو أي شخص مشتبه به،فإذا بنا نمارس ضده نفس اساليب داعش الطائفية / الهمجية !؟ .. مالفرق  ؟
هل يحق لنا ــ طالما نحن لسنا على مذهب داعش، أو ، لاننتمي له تنظيميا ــ في أن نكون  طائفيين وقتلة ؟
هل يحق لنا مالايحق لغيرنا ؟ .. ماالشرع الذي نستند اليه ؟ .. ماالقانون ؟
إناستبعاد سلطة القانون في حسم الصراعات التي يشهدها المجتمع والأحتكام بدلا عن ذلك،الى سياسة قائمة على ردود افعال منساقة الى مشاعر وعواطف عامة،لن تذهب بالمجتمع الى حياة طبيعية آمنة بقدر ما ستذهب به الى دوامة مهلكة من الاحقاد والقتل المتبادل.
وإذا ماكنّا نسعى،أنْ لايدفع العراقيون جيلا بعد جيل حياتهم وارواحهم قربانا للكراهية الطائفية،التي عادة ما ينفخ في نارها رجال الدين والاحزاب الاسلاموية وقادة التنظيمات الارهابية والميليشيات حتى تبقى مستعرة،ينبغي أن ندفع بالقانون لأن يقتص من كل الذين يستهينون بالحياة الانسانية،ولافرق في هذا بين قاتل محترف وبين منتسب للجهاز الامني الرسمي،بل إن العقوبة ينبغي أن تكون اشدّ على الثاني أكثر من الاول لأن خطأه ستتحمله الدولة التي ينتسب إليها وظيفيا قبل أن يتحمله هو،وسيلطخ عار جريمته سمعة الدولة قبل سمعته،ولن يمحى هذا العار أبدا من تاريخها إلا إذا إحتكمت للقانون وقدمت المجرم المنتسب اليها للمحاكمة...
معضلة العراق في أنّ سلطة الدولة هي من الضعف الى الحد الذي لم تتوانَ من أن تستعين بالميليشيات ذات الهوية الطائفية الشيعية بشكل أكبر بكثير من إعتمادها على الجيش الوطني،وبقية قواها الامنية وهي تخوض معركتها ضد التنظيمات الطائفية السنية الارهابية مثل داعش والقاعدة.
هذا المنهج -الخطأ -افرغ معركتها من محتواها الوطني،وأسبغ عليها سمة طائفية،مما دفع الجمهور العام المعتدل من الطائفة السنية،بأن ينآى بنفسه بعيدا عن تأييد الدولة في معركتها هذه.
وإذا ماأرادت الدولة معركتها ضد الارهاب،لأن تصبح معركة المجتمع بكل قواه ومكوناته،ينبغي أن يكون الجيش هو القوة الوحيدة التي يتم الاعتماد عليها.
في هذه اللحظة بقدر مايبدو الدين الاسلامي في ظاهر المشهد العام منتصراً برايات داعش،كما يعتقد الجمهور العام للمسلمين عندما يبدو لهم وقد استحوذ واستملك الواقع والعقول،إلاّ أن الحقائق على الأرض تؤكد خسارته الكثير من المؤيدين والمتعاطفين معه ــ اضافة الى المؤمنين العقلاء المعتدلين ـــ بشكل لم يخسره منذ ظهوره قبل اكثر من ١٤٠٠ عام .
فمااظهرته التنظيمات الاسلامية المتطرفة من وحشية وعنف ودنائة قد عجَّل في أن يتحول عديد من المسلمين الى قائمة اللادينين والملحدين،بذلك يكون الاسلام هو الخاسر في هذه المعركة،طالما قد تخلى عنه العقلاء،وأصطف الحمقى والاغبياء والجهلة إلى جانب من يتاجر به.
والفكر الداعشي باعتباره اقصى درجات التطرف الديني،لم يقتصر حضوره في البيئة السنية فقط ،فهو موجود ايضا بهذا المحتوى ــ وإن بشكل آخر ــ  في البيئة الشيعية،حتى لو  كان لايحمل نفس الاسم،رغم محاولات  البعض  من المتفيقهين أن يسبغ عليه بعدا اخلاقيا !! .
بعد المحن التي مرت ــ ومازالت تمر ــ علينا قد نصل الى نتيجة مُرّةٍِ مفادها:أننا شعب مازلنا في مرحلة المراهقة،ولم نصل بعد الى مرحلة من النضج،بما يكفي لكي ندرك مانحن عليه من بؤس،وماينبغي أن نتخذه من ممارسات وافعال،تعبيرا عن حضورنا ووجودنا.
وإذا ماأردنا الخروج من هذا الحضيض الطائفي،ينبغي الوصول بأسئلتنا الى مرحلة لايكون فيها للخوف سلطة على وعينا في اللحظة  نتصدى فيها  لثقافتنا بكل روافدها الاصولية.
فإلى متى سنبقى نحرص على أن نستدعي اسماءً من الماضي(علي وعمر والحسين وعثمان ،الخ .. . ) فنقسم بها،وبعدالتها،وحكمتها،في نفس اللحظة التي يكون فيها سلوكنا ضد اعدائنا أبشع واقسى من سلوك اعدائنا ؟
ماالفرق بين ذاك القاتل التاريخي وبيننا ؟ .. ماالفرق بين يزيد والشِمر وبيننا؟ ماالفرق بين قسوته ودناءته وقسوتنا ؟ .. ماالفرق بين شدّة ظُلمهِ وبشاعة ظُلمنا ؟ .. متى نصحو على ازدواجيتنا ؟ .. متى نتبرأ من الظلم فكراً ومنهجاً وسلوكاً؟ .. متى نتوقف عن ممارسته ضد انفسنا قبل أعدائنا ؟
وبعد . . 
السنا داعشيين ايضا !؟