كنيسة القوش كيف تتهاوى
سامي بلوحاشا لكنيسة المسيح ان تنزل من عليائها، لكن المقصود في عنوان المقال هذا هو كنيسة القوش كمؤسسة دنيوية، التي يسيرها الرجال ذين يديروها وفق اهوائهم، وليس بموجب تعاليم المسيح التي لا يعلا عليها، من قيم واخلاق ومشاعر انسانية.
قرأت في الفترة الاخير وسمعت الكثير من خلال لقاءاتي مع ابناء وبنات بلدة القوش عن نقد لسلوك رجال كنيسة القوش وهروبهم من تحمل مسؤوليتهم في المحنة التي عصفت ببلدتهم وامتهم ولازالت، وبسبب الاحباط الذي شعر به اهالي القوش من سلوك هؤلاء دفع البعض منهم الى توزيع مناشير في احد اسواق القوش ينعتهم بالمتخاذلين والخونة، وما كتبه الاستاذ عمانوئيل تومي، الشخصية الالقوشية، ومن عائلة القوشية معروفة، ونشره على صفحته في الفيسبوك لم يكن خارج هذا السياق، عندما زار الاستاذ عمانوئيل القوش في منتصف اب الماضي ووجد ابواب الكنيسة ومقر المطرانية موصدة، واهل بلدته العائدين اليها محرومين من اداء فرائضهم الروحية في هذا الوقت العصيب، كان هذا السبب الذي اثار حفيظته في توجيه نقد شديد الى رجال كنيسة القوش لعدم تحملهم مسؤولياتهم تجاه كنيستهم وابناء بلدتهم، وباقي ابناء ابرشية القوش في القرى والبلدات الاخرى.
كان نقد الاستاذ تومي كافيا لان يجعل رجال كنيسة القوش بضغط اصبعهم على الزناد باتجاه منتقدهم، بقيامهم بتحرض افراد من عائلاتهم للقيام باعمال استفزازية ضده وارسال التهديدات له، وصلت عند احدهم الى حد التهديد بالقتل، مستغلين غياب سلطة القانون والفوضى التي عمت المنطقة بانهيار المؤسسات الحكومية والسلطات التنفيذية والقضائية. ولازالت هذه التهديدات تصل الى السيد تومي لحد كتابة هذه الاسطر، ان المبادرة التي قام به هذه الرجل كانت استثنائية، ولم يقم بها اي القوشي اخر من المهجر، صعب عليه ان يرى اهل بلدته في هذه المحنة دون ان يزورها متحملا المخاطر ليقدم ما يمكنه من دعم معنوي لشبابها القائمين على الحراسات في تلك الايام الصعبة، بالاضافة الى تطوعهم للقيامهم باعمال خدمية اخرى مثل جمع النفايات وسقي الاشجار في شوارع البلدة.
ان هذا التحريض من قبل رجال كنيسة القوش لافراد من عائلات، للقيام بالتهديد لمن ينتقدهم، وباسلوب استفزازي وعدواني، يعكس الصورة الحقيقية لما آلت اليه كنيسة القوش بادارتها الحالية، وابتعادها عن جوهر التعاليم المسيحية التي تدعو الى التسامح والمحبة، وهناك الكثير لما تختزنه ذاكرة ابناء وبنات القوش من مثل هذه الاعمال، سنحاول القاء الضوء عليها في القادم من الايام لغرض تحفيز رجال الكنيسة لتقويم المسيرة باتجاه الطريق القويم التي تقوم عليه الحياة المسيحية من قيم سامية، ولتكون سيرة حياتهم مثال يقتدي به الاخرين، وليس سببا في نفور ابناء الكنيسة من جوهر ايمانهم.
ان الاستاذ عمانوئيل تومي بسبب هذه التهديدا نرى بانه معرض باية لحظة للتعرض لاعمال عدائية من قبل هؤلاء، وفي حال حصول اية اعمال سؤء لهذا الرجل فان رجال كنيسة القوش لن يكونوا بمنأى عنها، سواء اقدم عليها افراد من عائلاتهم او اشخاص من خارج القوش، واي مكروه يقع له فانهم سوف يتحملون مسؤليتها امام المجتمع الالقوشي وإن تمكونوا من يخرجوا منها امام القانون بتأثير نفوذهم وعلاقاتهم مع اصحاب القوة والقرار. فهذا لا يعني بان الحقيقة ستطمر الى الابد، وبالتاكيد فان عائلة عمانوئيل تومي واصدقائه، سوف لن يبقوا ساكتين وسوف يعملون المستحيل لكشف الحقائق ليطلع عليها الجميع.
عسى ان تكون هذه الاسطر حافزا لتصحيح المسيرة في ادارة كنيسة القوش.