المحرر موضوع: الشرق الاوسط . مسيحيو العراق يفرون من خطر «داعش» إلى حياة جديدة في فرنسا ووزير الخارجية الفرنسي استقبلهم في مطار شارل ديغول  (زيارة 2589 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عيون اخبارية

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 823
    • مشاهدة الملف الشخصي
مسيحيو العراق يفرون من خطر «داعش» إلى حياة جديدة في فرنسا
وزير الخارجية الفرنسي استقبلهم في مطار شارل ديغول
أربيل: «الشرق الأوسط»

في أمسية دافئة بمطار أربيل الدولي في إقليم كردستان العراق، استبد القلق بنحو 150 لاجئا، معظمهم مسيحيون، وهم يترقبون لحظة الفرار من وطنهم على متن طائرة حكومية فرنسية.
ينتمي هؤلاء اللاجئون لجميع الأعمار وينتمون إلى 25 عائلة مختلفة، وكانوا يحملون رسالة واحدة وهم يتأهبون للسفر إلى باريس هربا من خطر مقاتلي «داعش» وهي أنه لم يعد بوسع المسيحيين العيش في العراق.
ويصطحب شكيب (46 سنة)، وهو محام في محكمة الموصل، زوجته وأمه وابنته وابن أخيه إلى مدينة تور في غرب فرنسا. وكل ما تبقى لديهم من متعلقات.. حقيبة واحدة لكل منهم. وقال شكيب «لا مستقبل في العراق (...) تركت حياتي. أنا في منطقة وسطى بين الحزن والسعادة. لكن مع (داعش) لا يمكننا العودة». وحسب تقرير لوكالة «رويترز»، غادرت العائلة الموصل قبل ستة أسابيع بعد أن وجه لها متشددو «داعش» إنذارا إما اعتناق الإسلام وإما القتل.
وتتعرض فرنسا لضغوط من الرأي العام لقبول مزيد من المسيحيين من الشرق الأوسط، واستقبلت بالفعل نحو 100 شخص منذ أن بدأ «داعش» هجومه في العراق في يونيو (حزيران) الماضي. ووصل نحو 40 مسيحيا من شمال العراق في نهاية أغسطس (آب) الماضي وفقا لمعايير صارمة بأن لديهم روابط عائلية في فرنسا وموارد تكفي للعيش هناك. ووصل 60 آخرون بوسائلهم الخاصة. وبالنسبة لمعظم اللاجئين فإن القدوم إلى فرنسا يعني الخوف من المجهول. فقليل منهم يتحدث الفرنسية ولم يسافر معظمهم قط بطائرة ناهيك عن السفر إلى بلد غربي.
مايكل (56 سنة)، وهو مهندس كهرباء من بلدة قره قوش المسيحية، ليس له أمل في الحصول على وظيفة في فرنسا في هذه السن ولا يتحدث الفرنسية. لكنه يتوجه هو وابنتاه وابنه وزوجته إلى مدينة ليون حيث يعيش شقيق زوجته. وقال «الوضع هناك (في قره قوش) بات مستحيلا عندما جاء (داعش)». واستطرد قائلا «هربنا من قره قوش إلى أربيل في أول أغسطس الماضي. كان هناك قصف واشتباكات بين (داعش) والبيشمركة. (داعش) استولى على كل شيء: الطعام، أجهزة التلفزيون، الثلاجات، كل شيء. من الصعب أن تظل هنا كمسيحي».
واضطر سامي (28 سنة)، الفني في مجال تكنولوجيا المعلومات وهو من السنة، إلى الرحيل لأن زوجته مسيحية، قائلا إن الزواج المختلط لم يعد مسموحا به في العراق. وقال «أعتبر هذه فرصة لبدء حياة جديدة. نحن في بلد مسلم هنا، وسيقولون دائما إن المسلمين لا يمكن أن يتزوجوا من مسيحيات. عائلتي لا تقبل هذا». وأضاف سامي «كنت محظوظا بأن اصعد على متن هذه الطائرة»، مشيرا إلى أنه ليست له أي روابط بفرنسا خلافا للكثير من الأشخاص الذين كانوا ينتظرون الصعود على متن الطائرة الحكومية. وتابع «لا أعتقد أنني سأعود».
وكان من بين الأشخاص الذين سافروا جوا إلى باريس أمس عدد من الإيزيديين الذين فروا من منازلهم في جبل سنجار بعد أن استولى متشددو «داعش» على بلداتهم ونفذوا عمليات إعدام جماعي في أغسطس.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الذي استقبل اللاجئين شخصيا في مطار شارل ديغول أمس، إن استقبال الكثير من اللاجئين يمثل انتصارا رمزيا لـ«داعش» الذي يهدف في نهاية المطاف إلى تخليص البلاد من كل الذين يعارضون النهج الذي يطبقه. وأضاف «سنفعل كل ما في وسعنا لتخليص العراق من (داعش)، قاطعي الرؤوس، حتى يتسنى عودة هؤلاء الأشخاص ذات يوم إلى بلادهم عندما تتحسن الظروف». وتابع «ارتكب المتشددون مذابح في العراق وسوريا، لكن هذا تهديد للمنطقة بأسرها ولنا أيضا. نحن ندافع عن أنفسنا هنا. ليس مجرد فعل من قبيل الكرم».
ولا يتصور الكثير من اللاجئين الذين يعانون من آثار التجربة التي مروا بها خلال الشهور الثلاثة الماضية أن بإمكانهم العودة أبدا إلى بلد مقسم بشدة على أساس عرقي وطائفي. وقال أحدهم ويدعى جيد (28 عاما) «تقدم فرنسا حياة أفضل من العراق بالنسبة لصحتنا وسلامتنا. نأمل أن نظل هنا».
http://www.aawsat.com/home/article/185896