المحرر موضوع: عراك على فطيسة  (زيارة 552 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل هادي جلو مرعي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1380
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عراك على فطيسة
« في: 18:25 23/09/2014 »
عراك على فطيسة
هادي جلو مرعي
مثل أي حيوان متوحش يبدو البعض وهم يتعاركون على فريسة نهشتها أنياب نمر في غابة فتهاوت على الأرض، وإلتئم عليها بقية النمور ليتقاسموها وتندهش العين وهي ترى عشرات الأفواه والأنياب تقطع أوصالا وتسحب منها ماتقدر عليه، ثم يترك منها ماتتهاوى عليه الضباع وبنات آوى والثعالب، ثم الطيور التي تهوي من السماء، ولايتبقى سوى العظام التي ينخرها الدود فتبلى وتتبعثر ثم تتحول الى بقايا رماد يذوب في المطر ويتداخل مع الثرى المبتل ليذوي الى الأبد ملبيا غريزة الطبيعة، بعد أن لبى غريزة الجوع والنهش عند حيوانات الغابة.
مؤسف أن تتحول القضية في العراق الى نوع من هذا الصراع بين مجموعات حزبية تعلن كل واحدة منها دفاعها عن طائفة، أو قومية.. وداخل الحزب الواحد يتعارك القادة ليوزعوا المناصب فيما بينهم، ولايقتصر الصراع على الوزارات والمناصب النيابية فهناك آلاف المناصب الدنيا ومنها مايحتوي منافع لايعلمها إلا الله والراسخون في السياسة والنصب والإحتيال والمنفعة، ومنها بدرجات ومسميات مختلفة..
وزير، نائب، وكيل وزارة، مدير عام، رئيس قسم، مدير مكتب وزير، مدير مكتب نائب، مدير إعلام وزارة، مدير إعلام نائب، موظفون بدرجات مختلفة في وزارات ومديريات ومؤسسات، وروساء دوائر وممثلون للأحزاب، وضباط، وسواها من درجات وظيفية ربحية ونافعة.. ووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ومختلف العناوين والمناصب التي يتوزع عليها أعضاء الحزب، بينما لايلتفت أحد لملايين الأطنان من النفايات والأزبال والمصائب والخرائب وضياع فرص المستقبل لعشرات آلاف العاطلين عن العمل والتائهين والحائرين والباحثين عن وجود لهم في الغد المجهول.
لاأعلم أن كان هو الجوع والحرمان الذي يدفع العراقيين من النخب السياسية والذين فتحت لهم الأبواب أن يتسابقوا بطريقة حيوانية ليغتنموا المناصب والمكاسب ويسارعوا للحصول على فرص ليست لهم، وربما تكون لسواهم لكنهم يمنحونها بسلطة ما لذويهم ومن بمعيتهم من العاملين في ظلهم بنوايا الحزب والطائفة بينما يعادون ذوي الكفاءات وأصحاب المهارات حتى صار العراق من البلدان التي يخدم فيها العلماء فيالق من الجهلاء والسوقية، وصار صحيحا المثل القائل ( الأذكياء يخدمون ذوي الحظوظ) وأهل الحظ هم من تملكوا أمور الناس وحكموها دون رقيب فيهبون مالايملكون من مناصب وأموال وإمتيازات ولعامة الناس من الذين لايفقهون ولايعرفون كيف تدار الأمور وبلا معرفة ولاتخصص، والمهم لديهم أن يكون من ينوب عنهم ويمثل مصالحهم في هذه الوزارة أو تلك بلا هوية ولامعرفة ولاقدرات، والحقيقية إنهم إنما وضعوا هولاء في مناصب مختلفة في دوائر ووزارات ليضمنوا من خلالهم مصالح خاصة في تلك الوزارات