المحرر موضوع: بقعة ضوء سياسية / بقلم سلوان ساكو  (زيارة 1405 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سـلوان سـاكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 453
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
بقعة ضوء سياسية / بقلم سلوان ساكو
قد يختلف البعض حول تقييم الأحزاب الرئيسية التي تمثل شعبنا المسيحي في البرلمان العراقي الحالي من المجلس الشعبي والحركة الديمقراطية الآشورية ( زوعا)، وقائمة الوركاء التي استطاعت أن تحصد مقعد برلماني من خمسة مقاعد أصلا ، ولكن بدون شكْ هي ليست بالمستوى المطلوب ، ومرة ثانية تثبت أحزابنا السياسية فشلها وضيق أفقها ، وقصر نظرها ليس في السياسة فقط بل حتى في المجال الاجتماعي والانساني ، فهي لم توفق في استحقاق وزاري واحد وذهبت الحقيبة الوزارية الى شخص اخر بعيد عن الكتلتين الرئيسيتان فالسيد فارس يوسف ججو ينتمي الى الحزب الشيوعي العراقي الذي اختير وزيرا للعلوم والتكنولوجيا في الوزارة العراقية الجديدة ، وفي المقابلة التي اجراها سيادة البطريرك مار لويس ساكو مع مندوب موقع عينكاوة قبل أسبوع ، قال ان الاستحقاق الوزاري كان سيذهب الى كتلة اخرى لو اتصالي مع رئيس الوزراء القديم والجديد . قائلا لهم "داعش هجرنا والحكومة تريد تغييبنا في الحكومة الجديدة هذا غير مقبول سنضطر للنزول الى الشارع ونرفع صوتنا أحتجاجا على ذلك"، ولكنني لم أسمِِ اي شخص لشغل الوزارة فهذا ليس من شأني ويبقى هذا الاستحقاق مهم بالنسبة لنا . هذا يُبين مدى هشاشة السياسيين المسيحين وضعفهم في التمثيل الحكومي . هذا يجرنا الى الوراء قليلا ، حيث من ايام الحاكم المدني في العراق بول برايمر في ٢٠٠٣ ، لم يستطيع نواب المكون المسيحي فعل الكثير ، وكانت المصالح الشخصية وجمع المال والرواتب والمخصصات والحراسات والحماية في سلم أولوياتهم فالنائب يونادم كنا مثلا لم يسجل له منجز واحد يستحق الذكر على فترة تزيد عن ١٠ سنوات ، ويجب برأي ان يحاكم مرتين أولاً بسبب غبائه السياسي ومرة اخرى بسبب تقاعسه في اداء وجبه الوطني المكلف به اتجاه الشعب المسيحي الذي فوضه كمندوب  عنه في المحافل الدولية والمحلية، ولم يكن بقدر المسؤولية المنوطة له فسببْ خيبة آمل لدى طيف واسع ممن وثقوا به . والكتلة الثانية بعد الحركة الديمقراطية الآشورية ، هي كتلة المجلس الشعبي هي الآخرة لم تفعل او تقدم خدمة ترتقي الى مستوى نواب في البرلمان العراقي ، اكثر ما يستحقونه هو أعضاء في مجلس بلدي في ناحية نائية .
هذا الامور وغيرها تفسر وتوضح وتبدد الضباب عن جزء غامض من المشهد السياسي المسيحي العراقي وكيف أن ضيق في الرؤية ولد عدم ثقة بين المواطن وبين المسؤول ،الذي لايزال هذا المسؤول مراهق في عالم السياسة ،
من هذا المنطلق، ما نشهده اليوم في العراق هو في غاية الخطورة في ظلّ هذا التهجير القسري والتغير الديمغرافي لشعب عاش من آلاف السنين ، وخاصة اذا توقعنا ان الحرب على الارهاب سوفة تطول حسب ما قال الرئيس الامريكي بارك اوباما الى سنوات ، والشتاء قادم وعلى الإبواب ، ومشاكل كثيرة مثل التعليم والمدارس والصحة وتحديات المعيشة اليومي والرواتب .... الخ ، فلا يعُقل ان يظل اكثر من ١٥٠ الف نازح بدون مسكّن الى فترة طويلة في ظل غيب ابسط وسائل الراحة .
لا يمكن تجاهل أنّ الأوضاع في غاية التعقيد. لذلك هناك حاجة أكثر من أيّ وقت لدور قيادي يضع كلّ طرف في المنطقة، أو من الذين يتدخّلون في شؤونها في حجمها الحقيقي.