العشائر السنية في العراق تستعد للفتك بـ'الدولة الاسلامية' تخطي التنظيم المتشدد كل الخطوط الحمر دفع السنة الى التحول من بيئة حاضنة الى عدو لقياداته، وقبيلة العزة تتولى ضربة البداية.ميدل ايست أونلاينالارض تضيق على "الدولة الاسلامية" بما رحبت
بغداد – تستعد القبائل السنية في عدة مناطق شمالي العراق لاتخاذ مواقف حاسمة تجاه تنظيم "الدولة الاسلامية" المتشدد، عقب ان بدأ قادته في تطبيق استراتيجية جديدة يتم بموجبها استهداف القيادات العشائرية المناهضة له.
فقد كشف مصدر أمني في محافظة ديالى، الثلاثاء، عن اتفاق زعماء 20 قبيلة داخل المحافظة على "ساعة صفر" موحدة، لإطلاق أكبر انتفاضة عشائرية ضد "الدولة الاسلامية"، مشيراً إلى أن هذه الانتفاضة ستكون بالتعاون والتنسيق مع القوات الأمنية العراقية، وفقاً لموقع السومرية نيوز العراقي.
وقال المصدر إن "زعماء 20 قبيلة كبيرة ينتشر أبناؤها ضمن المناطق الساخنة الخاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الاسلامية"، عقدوا لقاءات موسعة مع القيادات الأمنية في الأيام الماضية، للتنسيق والتعاون المشترك"، مؤكداً أن "زعماء القبائل اتفقوا مع القيادات الأمنية على ساعة صفر موحدة لإطلاق أكبر انتفاضة عشائرية ضد (الدولة الاسلامية)، بعد حشد المئات من أبناء العشائر، ودعمهم بالأسلحة والعتاد".
ونجح تنظيم الدولة الاسلامية في السيطرة على مدينة الموصل، ثاني اكبر مدن العراق، في العاشر من حزيران/يونيو غداة الهجوم الكاسح الذي ادى الى استيلائه على مناطق شاسعة في شمال البلاد وغربه دون مقاومة تذكر من جانب الجيش العراقي، ومن بين تلك المناطق محافظة ديالى.
وفي الموصل، المدينة ذات الغالبية السنية، دأب تنظيم الدولة الاسلامية على الاستفادة من تعاطف ودعم جزء من السكان الذين شعروا بالغبن حيال تجاوزات قوى الامن ذات الغالبية الشيعية ضدهم، الا ان ممارساته الخارجة عن الاعراف والثوابت العشائرية ال جانب المذابح وتهجير الاقليات وسبي النساء كلها حالت دون استمرار هذا التعاطف.
فقد نزح الاف من ابناء الاقلية الايزيدية بعد نجاح التنظيم المتشدد في السيطرة على قضاء سنجارالى جانب الاف اللاجئين من التركمان الشيعة الذين فروا من قضاء تلعفر المجاور واتخذوا من سنجار ملجأ لهم.
ولجأ ايضا قسم كبير من الاقلية المسيحية الى اقليم كردستان بعد ان هددهم التنظيم بالدخول في الاسلام او القتل، كما طلب الالاف منهم اللجوء الى فرنسا.
ونتيجة لذلك بدأت الولايات المتحدة في تنفيذ ضربات في العراق منذ الثامن من أغسطس/آب وفي سوريا منذ يوم الثلاثاء وبمساعدة حلفاء عرب في حملة تقول إنها تهدف "لتقليص وتدمير" التنظيم المتشدد الذي سيطر على مناطق واسعة من البلدين.
قالت الولايات المتحدة اها لن ترسل قوات على الارض لقتال عناصر التنظيم. وتعول قوات التحالف بدلا من ذلك على القوى المحلية في البلدين، ومن بينها العشائر السنية في العراق.
وقال المصدر الأمني العراقي، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "انتفاضة قبيلة العزة ضد التنظيم المتشدد في ناحية المنصورية، تمثل أولى خطوات تدخل العشائر في ملف تطهير مناطقها من التنظيم، بدعم من القوى الأمنية والحشد الشعبي"، لافتاً إلى أن "الأيام المقبلة ستحمل مفاجآت كبيرة".
وتابع المصدر أن "الدولة الاسلامية قتلت العديد من الشخصيات العشائرية في الأسابيع الماضية، بسبب مواقفهم الوطنية الرافضة للتنظيم، وهناك حاجة فعلية لانتفاضة قوية من اجل إزاحة خطر استباح جميع المحرمات، وتجاوز التقاليد والأعراف المجتمعية والدينية والأخلاقية".
ويبدو ان تنظيم "الدولة الاسلامية" يمر بأسوأ مراحله منذ الاعلان من طرف واحد عن قيام "الخلافة الاسلامية". فالى جانب الدعم الغربي الذي من المنتظر ان تتلقاه فصائل المعارضة السورية المعتدلة لمحاربة التنظيم داخل سوريا باعتبارها الجهة الوحيدة التي يمكن تعامل المجتمع الدولي معها، يبدو في العراق الامر اقل تعقيدا فهناك الجيش والاكراد والعشائر السنية، التي باتت تناصب التنظيم العداء، وهو ما يقضي على فكرة البيئة الحاضنة التي كان ينعم بها في شمالي العراق ابان انتفاضة العشائر على حكم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.