البيت الثقافي في مدينة الصدر يستضيف الطفل الموهوب انيس عامر
تضامن عبدالمحسن رغم مايعانيه اطفالنا من اهمال وتهميش، ورغم شكواهم الدائمة من قلة توفير الملاعب والاماكن الترفيهية وقلة النوادي ومراكز التنمية العلمية و رياضية و فنية دون مقابل مادي... رغم كل ذلك يبرز بين اليوم والآخر طفلة او طفل موهوب ليعلن عن ولادة مبدع قاوم الظروف وحارب التهميش وضرب الاهمال ليثبت وجوده ويقرر مسيره بخطوة صحيحة نحو المستقبل الذي ينتظره بظفر.
واليوم اطل علينا طفل موهوب تردد ذكر اسمه عبر الاعلام مؤخرا بموهبته كمصور فوتوغرافي، انه الطفل (انيس عامر) الذي استضافه البيت الثقافي في مدينة الصدر التابع لدائرة العلاقات الثقافية العامة في وزارة الثقافة صبيحة يوم (30/9/2014) بإقامة معرض للصور الفوتوغرافية ليحتفي بموهبته ويعزز من امكانياته التي بدأت بسيطة ثم اخذت تتبلور الى الابداع.
تحدث الكاتب عادل الساعدي في تقديمه للموهبة انيس عامر لحضور قائلا: (منذ ان طلب مني ان اقدم الطفل انيس، لم اتقبل كلمة طفل موهوب، فالطفل حينما يكون موهوبا يجب ان نسميه بطلا)، ثم اضاف: (لكل طفل موهبة فان تم الانتباه لها ستتطور ويبدع ذلك الطفل، اما ان أُهمل فان تلك الموهبة ستدفن ولا يعرف عنها شيء). كما تناول تاريخ الفن ليتحدث عن رائعة دافنشي الموناليزا التي لم يمحها التاريخ رغم مرور اكثر من خمسمائة سنة على رسمها بسبب ما احيطت به من اهتمام وتناول مستمر كونها عمل ابداعي من فنان مبدع. ثم اختتم حديثه قبل التوجه الى طرح اسئلته قائلا: (ومثلما نحتفي اليوم بموهبة انيس ونسلط الضوء على اعماله وصوره، قد نحتفي به بالمستقبل حينما يصبح مبدعا ونفتخر به لأن هذه القاعة ضمته يوما في اصبوحة جميلة).
ثم تحدث الطفل الموهوب انيس الذي يبلغ الثالثة عشر من العمر عن هواياته قائلا: (لقد بدأت ارسم منذ صغري، ومازلت احتفظ ببعض رسوماتي قبل دخولي الى المدرسة، وحاولت ان اطور هذه الهواية بدعم من امي وابي من خلال توفير الالوان بمختلف انواعها، وفعلا اشتركت بأكثر من دورة للرسم في وزارة الثقافة وحصلت على عدة شهادات تقديرية بسبب تميزي في الرسم، ولكن في أحد الايام قمت بإلتقاط صورة لأمرأة تبيع القيمر، وقدمتها لجريدة (طريق الشعب) التي نشرتها وقد اخذت حيزا كبيرا من الاعجاب بين اهلي واقاربي، من هنا تولدت عندي موهبة التصوير الفوتوغرافي، وبدأت احمل الكاميرا اينما اذهب بحثا عن لقطة مميزة) كما تحدث عن اول معرض اقيم له في شهر حزيران الذي اقامته مكتبة الطفل في رابطة المرأة العراقية كما وجه شكره للسيدة شميران مروكل رئيسة الرابطة لدعمها معرضه الاول. وقد كان المعرض الثاني عند افتتاح مكتبة الطفل في محافظة كركوك، اما معرضه الثالث فقد كان في منتدى بيتنا الثقافي الذي اقامته لجنة المرأة في وزارة الثقافة مع مجموعة اطفال.
وهنا ابدى (انيس عامر) عن اسفه بسبب عدم تمكن بقية الاطفال من الحضور الى هذه الاصبوحة ليعرضوا صورهم بسبب تردي الظروف الامنية، متمنيا ان يعم السلام في العراق.
وقد تفاجأ الحضور بموهبة أنيس في كتابة الشعر ومشاركته الاولى في مسابقة شعرية للأطفال فكان من بين المميزين الذين طبعت اعمالهم ضمن كتاب (نبض الكتابة) وردد شعره الذي حمل عنوان (الوطن):
جاء يوما حاكم جائر
اجبر الاطيار والاسماك ان تترك البلاد وتغادر
اجبر كردا على ترك جبل اخضر نادر
.......
وبعد الحديث عن نفسه وموهبته جاءت مداخلات الحضور التي اثنت على موهبته وعلى صوره وقد حملت التقاطة فنان وعين مصور متمرس، كما اكدوا على ضرورة ان تهتم الحكومة بالمواهب الفتية لكي يسهموا في بناء الوطن ويبدعون فيه ويطوروه. كما وجه الطفل انيس كلمة الى وزارة الثقافة بضرورة اقامة دورات رسم وتصوير بالمجان، دون مقابل مادي حتى يتمكن الجميع من المشاركة.
في ختام الجلسة وجهت عائلة الطفل الموهوب شكرها الى مدير البيت الثقافي السيد (محمد حسين دهش) لإهتمامه بالاعمال الابداعية وبالحركة الثقافية والفنية من خلال اقامة الاصبوحات والامسيات في البيت الثقافي في مدينة الصدر.
هذا وقد تضمن المعرض اكثر من عشر صور فوتوغرافية تم التقاطها في مختلف الاماكن من بغداد والمحافظات.
