المحرر موضوع: نبؤة اشعيا في زمن الهروب (كما تلتها علينا فتاة من عنكاوا)  (زيارة 2116 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بطرس نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 416
    • مشاهدة الملف الشخصي
نبؤة اشعيا  في زمن الهروب
   (كما تلتها علينا فتاة من عنكاوا)
                     
بطرس نباتي
دابت كنيستنا الكلدانية على تقديم نصوص من الكتاب المقدس (العهد العتيق) سواء في القداديس الاحتفالية أو في صلاة الرمش (المساء) وجل ما تقدمه يتكون من نبؤات عن مخلصنا يسوع المسيح ، والمعروف عن اسفار هذا العهد انه مؤلف من عدة أجزاء منها ما يتعلق بالتكوين ومنها ما يتعلق بنبؤات الانبياء  ومنها ما يتعلق بالمزامير والاشعار التي جمعت في فترات متعاقبة ، وغالبا ما يسود كتاباته تحذير من الدمار الذي سيلحقه الرب بالامم إذا ما تمردت على ارادته ، ويخص بنو اسرائيل بالكثير من الويلات وبالعديد من الكوارث لكونهم شعبه الذي انقذهم من ايادي فرعون فلم يحافظو على عهد الرب   لذا يخصهم ( العهد العتيق ) بالقسم الاعظم من النبؤات التي تتحدث عن المآسي التي سيلحقها الرب بهم مستقبلا سواء على ايادي ملوك أشور أو في السبي البابلي أو على يد جيرانهم من الكنعانيين والاموريين وغيرهم .
لست هنا في مقام تقديم دراسة نقدية او مقارنة بين هذه الاسفار وما يقابلها من قصص واساطير في الادب النهريني او غيره ، ولكن ما لفت نظري كان قراءة في نبؤة اشعيا ( الفصل الثلاثون) تلتها علينا في قداس الاحد في كنيسة ماريوسف في عنكاوا  فتاة في مقتبل العمر وباللغة العربية  وكانت قراءتها رائعة حقا ،فما أن قالت أنصتوا ...حتى رحت أنصت واتامل بالنبؤة وكأنها تخرج من فمها وليس من فم نبي مضى على نبؤته مئات السنين وشعرت بانني امام نبؤة جديدة تحققت تفاصيلها هذه الايام بالذات ، عندما وصلت إلى (إنه هكذا قال السيد الرب قدوس اسرائيل في التوبة والراحة تخلصون وفي الطمانينة والثقة تكون قوتكم ، ولكنكم لم تشاءوا ، وقلتم لا بل على الخيل نهرب ، فلذلك تهربون ، وعلى المحضرات نركب فلذلك يُحضٍرُ طاردوكم ، الف يهربون بزجرة واحد وبزجرة خمسة تهربون حتى تتركوا كسارية على راس الجبل وكراية على الاكمة ،....)
في قصيدة رائعة نشرها في الستينيات  الشاعر جان الخص في مجلة كلكامش التي كانت تصدر في ايران باللغة السورث ( بعنوان بدري ) كان يوصي شعبنا آنذاك بالهرب من اعدائه كان يقول فيها ما معناه :
 اهربي يابدري كي تحافظين على هويتكِ على كنائسكِ على حياتك ِ..
وإبان الاظطهادات المتلاحقة عبر التاريخ  القريب منه او البعيد  هربنا  أو تعرضنا للذبح والابادة وعلى يد الغزات القادمين من وراء حدود اوطاننا  سواء من عمق الصحارى او من اعالي الجبال تقول الاساطير قدموا مثل الجراد وحصدونا حصدا ولم يبقوا طفل في المهد ولا شيخ مسن ولا امرأة .
اليوم ايضا سواء ان كانوا واحدا او خمسة كما جاء في النبؤة ولكنهم قلعونا من مدننا وقصباتنا ولم نقوى على البقاء لماذا ؟
تقول النبؤة باننا كنا قد هيأنا الخيل والعدة كي نهرب ، أي لم يكن لنا ثقة بقوتنا وكنا بدل التحضير لمثل هذا اليوم  نهيأ وسائل الهروب، وطيلة مكوثنا في الراحة وضمن ما كان لنا من مال وجاه لم نحتاط  للمستقبل ولم نخطط ليوم يهجم فيه خمسة أو واحد  لنهرب منهم ، يوم كان لنا الجاه و المال  صرفناه على بناء النوادي والحفلات واستقدام المغنين والمغنيات وتأسيس المنتجعات  ، وعقد مؤتمرات اللغو الفارغ ،ولم نشترِ به القوة ومستلزمات الدفاع عن النفس ، لم نكن متحضرين للمجابهة فهرب الالف بفعل قوة رجل واحد وهرب الجميع عندما هوجمنا من خمسة ..
في كل العصور وفي كل الازمنة نهرب نهرب من واحد ونهرب من خمسة كما قالت تلك الفتاة الرائعة ، وبدل الخيل التي حضرناها للهرب اليوم نمتطي ادوات اخرى سيارات تنقلنا نحو الحدود وطائرات تنقلنا عبر المدارات ،ولا يقف بوجه هروبنا عائق.
نقف طوابير على بوابات سفارات العالم نؤلف قصصا عن حياتنا ليقتنع العالم باننا مضطهدون وهناك ايضا  من هم مستفيدين من وضعنا ومن هروبنا ..
ومهربون ينقلوننا عبر الحدود بدون جوازات سفر او فيزا أو بفيزا ليس عليها طبع اصابع  لتسهيل مهمة اللجوء ..
 بالامس تغنى شعرائنا بالوطن وبالصمود وتحدي الاعداء وبانهم سيسحقون اعدائهم تحت أقدامهم، واليوم من رجل واحد  يهرب الف اومن خمسة نهرب  جميعا.
بالامس تغنينا بالصمود واليوم نقبل من الذي تركنا وهرب ليس من فعل واحد او خمسة، بل من لا شيء ، نتقبل منه أن يكون وصيا علينا ، ان يملي علينا وصاياه ويعلمنا كيف نهرب او كيف يشل قوتنا بنصحنا بان لا نحتاط ولا يكون لنا قوة ندافع فيها عن ، لكون الدعوة إلى التسلح صدرت من أشوري وليس من كلداني ، نتقبل من المهزوم منذ زمن ان يقودنا عبر الريمونت كونترول ويقول لنا انتم ما عليكم الا احد الامرين اما الهرب او البقاء تحت رحمة السيف.. وان لا يكون لكم قوة ووسائل الدفاع كما لدى الشعوب الاخرى لأنكم منقسمون على ذواتكم فاذا طالب بذلك اشوري يكون ذلك اعتداء صارخا على الكلدان واذا طالب بها كلداني فانه عنصري حاقد لا يمثل الاشوريين  ..
فماذا ننتظر اذن لنحقق نبؤة اشعيا او.. نبؤة فتاة عنكاوا.. ولنحضر الخيل والطائرة ومن لم يقوى على ذلك عليه المسير ليلحق بالاخرين ، فقد غادر معظم المستفيدين ،من أغنياء  الزمن الفاسد ، لنغادر إذن لنلحق نحن أيضا بهم   جميعنا هربا من خمسة .. انه زمن الهروب  فلنبادر اخوتي ولكن تذكروا فقط  نحن لو هربنا جميعا  كما قالت الفتاة ( سنُترَك كسارية على راس الجبل وكراية على الاكمة)  .




غير متصل Ribuar

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 56
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
استاذنا بطرس نباتي المحترم
احييك على هذة الكلمات الشجية
احييك على هذة الكلمات التي وضعتها عاى راس الزاوية
لو لم نهرب فما العمل و هل موتنا من اجل ارضنا سوف يفيد ابنائنا ؟؟
حتى في اربيل مدينتنا تعرضنا للاضطهاد بسبب دخولنا الى احد المتاجر في السوق الكبير و سؤالنا عن سعر سلعة معينة
بادرنا صاحب المحل بعدم الرد و ذلك لرؤيته الصليب معلقا على صدورنا و قال (لوتان نافروشم)
نحن اسفون لاننا تركنا عنكاوا تركناها قبل ان تبدأ العاصفة تركناها في زمن الا و هو زمن الهجرة
و اشكرك مرة اخرى
ريبوار ايليا داود
دوسلدورف ----- المانيا (جيرانك سابقا )
ريبوار ايليا داود
المانيا.......... دوسلدورف
+++++++++++++

غير متصل بطرس هرمز نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 440
    • مشاهدة الملف الشخصي
شكرًا عزيزي رييوار على مرورك العذب من التصرفات التي  نشاهدها او نحس بها من المقابل  نحس بأننا ضمن مجتمع لا يتقبل الاخر المختلف  وهذه أيضاً تهون  لو وجدنا قوانين  تنصفنا ولكن تكون المصيبة افضع حينما يكون هناك نصوص قوانين ولكن للأسف تتلاشى عند التطبيق نزولا عند رغبة متنفذ وهذا ما لا يمكن حدوثه في المجتمعات آلتي تعيشون  فيها .الامر الاخر من هذه التصرفات وغيرها أصبحنا مهزومون  بدواخلنا وفقدنا الأمل  كما  ذكرت عن  بني اسرائيل  في زمن النبي  رغم ذلك هناك بصيص  من  الأمل في اخر النفق  تحياتي
بطرس نباتي