الشعارات عندما تخرج من أُطرِها.. الكنيسة مثلا..!!
انّ موضوع الشعارات التي تستعين بها الاحزاب السياسية وكذلك التنظيمات والتشكيلات التي تسعى للظفر بالمقاعد البرلمانية وعبر صناديق الاقتراع، فهي ليست سوى بوسيلة براقة قد يصعب تحقيقها وربما يتطلب ذلك وقت طويل وظروف مناسبة او لستراتيجية طويلة الامد لتحقيقها، وبالدليل فشل تلك الاحزاب او التنظيمات التي سعت لتحقيق تلك الشعارات وعبر تاريخ طويل الذي كان حافل بسقوطها..
الاحزاب اليسارية مثلا:
فاليسار وبتعريفه الذي هو تيار يسعى لتغيير المجتمع إلى حالة أكثر مساواة بين أفراده. والذي يرجع اصل مصطلح اليسارية إلى الثورة الفرنسية عندما أيد عموم من كان يجلس على اليسار من النواب التغيير الذي تحقق عن طريق الثورة الفرنسية، ذلك التغيير المتمثل بالتحول إلى النظام الجمهوري والعلمانية. ولا يزال ترتيب الجلوس نفسه متبعا في البرلمان الفرنسي.
وبغض النظر عن الاحزاب التي كانت تحت مظلة اليسارية، فالذي يهمنا فهو الحزب الشيوعي الذي ذاع صيته في بلداننا العربية، بالاخص التي كانت تحمل شعار ( وطن حر وشعب سعيد) وبالرغم من انه شعار انساني .. الا انه لم ينل ما يستحقه بعد فشل سياسات الاحزاب التي ارادت تحقيقه وكما حصل في دول الاتحاد السوفيتي التي تبعثرت ورجعت الى انظمة اخرى كانت اكثر نجاحا اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ايضا.
الاحزاب العربية مثلا
هنالك الكثير من الاحزاب العربية التي تشكلت وعبر حقبة من الزمن والتي وضعت شعارات لها بغية تطبيقها ومنها حركة الناصريين التي كان شعارها (ما أُخذ بالقوة لا يمكن ان يسترد الا بالقوة).. وحزب الجبهة الديمقراطية التي كان شعارها( حرية، عدالة ، دولة مدنية ) والحزب العربي الديمقراطي الناصري الذي كان شعاره ( حرية، اشتراكية، وحدة) وحزب الاتحاد المصري العربي وشعاره ( يد واحدة.. قلب واحد.. لكل المصريين ) وهنالك الكثير ولا يمكن ادراجهم في هذه المقالة لأنتفاء الحاجة لذلك ولكن لكي لا ننسى فقد كان هنالك حزب البعث العربي الاشتراكي الذي تأسس في سنة 1947م والذي كان شعاره ..(الوحدة والحرية والاشتراكية) الذي عشنا ردحا من الزمن في وطننا العراق بحجة تطبيقه ولكن مصيره كان احتلال العراق من قبل دول استعمارية لتسليمه لأحزاب دينية ذات شعارات اقصائية..ومنها لازال العراق في ظلام دامس يعيشه شعبه وقد اكتمل ذلك الظلام بهجمة داعش الظلامية التي شعارها اسلم تسلم او تدفع الجزية او يقطع رأسك بحد السيف، لتحقيق دولة الخلافةالتي شريعتها منزلة ولا تحتاج الى الاختلاف معها عقائديا..
هل يحق للكنيسة ان ترفع شعارات؟!
ان الكنيسة، وأية كنيسة كانت..فهي ملتزمة بتعاليم المسيح .. والذين تبعوا المسيح فقد تسموا بالمسيحية لأن سيدنا المسيح لم يقل هنالك ديانة مسيحية وأتيت لتأسيسها وانما أتيت لأنقاذ العالم كله من براثن الخطيئة ...ولكن وفق تعاليم وحياة..! وليس وفق شعارات محدودة في معناها الزمني.. لذلك فالوحدة يجب ان لا تقتصر على جهة معينة وهو برافضها لأنه يميل لوحدة وثنية اساسا. وكما توضح ذلك بمقابلة غبطة البطريرك لويس ساكو مع البطريرك مار دنخا (وتفاصيلها اصبحت معروفة) والاصالة معروفة لشعبنا ولا تحتاج الى ان تتدخل ضمن شعار ما.. وهل كان قداسة البابا في سنة 1553 مخطئا (حاشاه)عندما اطلق تسمية الكلدان على كنيستنا الكاثوليكية في العراق..هنالك تاريخ للأشارة لذلك وكما قال غبطة البطريرك مار روفائيل بيداويذ بان المجوس انطلقوا من بلاد الكلدان ليقدموا الهدايا للمليك المولود يسوع المسيح.! ومن هنا تنطلق الاصالة.. اما التجديد فذلك يعود لمقولة السيد المسيح لتلاميذه..فان كل ما تحلونه في الارض يكون محلولا في السماء.. وكلما تربطونه في الارض يكون مربوطا في السماء ( آسف عن ذكر الاية وبصيغتها الصحيحة ولكن المعنى في قلب الشاعر ).
فالمسيحية ليست محصورة في الشعارات وبالاخص التي يرفعها رجال الدين المسؤولين، وانما المسيحية تدخل في كل المجالات وليس فقط في الوحدة والاصالة والتجديد، لأن المسيحية تعاليم وحياة وليست بشرائع منزلة لكي تكون لها شعارات..!!.. تحيتي للجميع
عبدالاحد قلو