عجز الجيش العراقي يتجلى في الأنبار ويذكّر بفضيحة الموصلمسؤولون أميركيون لا يزالون يتحدثون عن تدريب القوات العراقية في وقت يحقق فيه الجهاديون انجازات متسارعة على الأرض في غرب البلاد.ميدل ايست أونلاينجيش هش في منطقة ملتهبةواشنطن - صرح مسؤولون في وزارة الدفاع الاميركية الجمعة ان القوات الحكومية العراقية بحاجة ملحة الى التدريب لتتمكن من مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية في غرب البلاد حيث تبدو "في وضع هش".
ويذكّر هذا الوضع بفرار الجيش العراقي من الموصل في العاشر والحادي عشر من يونيو/حزيران على وقع الهجوم الواسع والمفاجئ للجهاديين.
وقال هؤلاء المسؤولون ان الجيش العراقي يتعرض لضغط متزايد في محافظة الانبار غرب البلاد مشيرين الى ان الاهتمام الدولي منصب على شمال سوريا ومدينة كوباني الحدودية مع تركيا حيث يحاول المقاتلون الاكراد الصمود امام هجوم التنظيم.
واوضح احد هؤلاء المسؤولين الكبار طالبا عدم الكشف عن هويته ان "الوضع هش هناك. يتم امداد القوات وهي صامدة لكن الامر صعب ومرهق". وكرر قائلا "اعتقد ان الوضع هش جدا هناك حاليا".
واضاف هذا المسؤول ان عشرات الغارات التي شنتها قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في الاسابيع الاخيرة في غرب العراق ساعدت على تطويق مقاتلي "الدولة الاسلامية" وبقاء بغداد آمنة.
واخفق الجهاديون في السيطرة على مدينة حديثة الاستراتيجية بعدما شنت قوات التحالف غارات لمساعدة الحكومة العراقية على التصدي لهم. وقال المسؤولون ان الوضع كشف الى اي حد القوات العراقية بعيدة عن ان تكون قوة فعالة وانها بحاجة ملحة الى التدريب.
وكشفت الظروف الصعبة في الانبار تناقضا واضحا مع المعلومات الواردة من شمال البلاد حيث نجح البشمركة في صد هجمات. وقال احدهم "لا يمكن المقارنة" بين قدرات القوات الكردية وقدرات الجيش العراقي.
واضاف ان "الاكراد يتقدمون ويستعيدون السيطرة على مدن واراض" وتمكنوا من التنسيق مع قوات التحالف.
وصرح مسؤول اخر طالبا عدم كشف هويته ان غرب العراق يشكل مصدر قلق. وقال ان "الوضع ليس جيدا". واشار الى ان الجيش العراقي شن عدة هجمات لكنه فشل. وتابع "انهم يبدأون عملية لكنها تتوقف بعد كيلومتر واحد".
وتحوّلت مدينتا الرمادي والفلوجة إلى حطام جراء القصف، فقد دُمّرت المستشفيات والمنازل والمدارس والمساجد، ونُسفت الجسور. وقال سكان وعمال إغاثة إن الشوارع السكنية التي تظهر عليها آثار الرصاص قد أصبحت مهجورة.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ما يقرب من 500 ألف شخص من سكان الأنبار قد هجروا ديارهم منذ بدء القتال بين الدولة الإسلامية والقوات العراقية في أواخر ديسمبر/كانون الاول.
ونزح أكثر من ثلثي تلك الأسر داخل المحافظة. ونظراً للوضع الأمني، لا يحصلون على شيء يذكر من الدعم الإنساني.