الى روح الفقيد الغالي العم يونس الياس حكيم
إنه لمن المحزن حقآ أن يرحل الرجال الكبار بكل هدوء ,رغم ما عملوه من صعاب أمام قسوة الحياة وظروف العراق السابقة التي كانت تجربة عميقة لكل أبناء الشعب ظالمآ ومظلومآ.
إنه واحدآ من أولئك الرجال القلائل الذين لم تثنيهم القوانين الجائرة ,والتهديدات نحو الطريق الصحيح الذي سلكه والذي كان مليئآ بالمخاطر والتفاني والتضحية حدُ النفس.
لقد خلفت ممارسة السلطة في عهديها عام 1963 , وعام 1968 تجربة مرة,لأبناء (تلكيف ) بأن يكون ثلة من شبابها الأبطال وقودآ من أجل الثبات على المبادئ ,وعامل ردع من الدولة لكل من يتفوه بكلمة ضدها. وإزاء هذه المعاناة برز دور المرحوم البطل (يونس حكيم) بالتصدي ضد النظام وحمل السلاح وإثارة الشباب وأبناء المنطقة الغيورين الى رفع راية التحدي, حيث مارست السلطة كل أنواع الظلم والأذى تجاه المنطقة وأبنائها. وهكذا إندفع مئات الشباب المثقف للإنضمام الى حركة التمرد ,على هذا الواقع المظلم ,وإنضووا تحت قيادته ,بالإنضمام الى الحزب الديمقراطي الكردستاني . لقد حاولت السلطة تطويق هذه الحركة ,وتهميشها وتعريب المنطقة وإشعال فتيل المعارك الجانبية ,حتى حدث ما حدث في العام 1971 من مشادة بسيطة بين أبناء المنطقة ,حتى إتخذت السلطة ذريعة لجلب مئات السيارات الحكومية من أفراد الشرطة تدعمها المدرعات, لقد رأيته وهو يحمل بندقيته الأنكليزية في الطابق الثاني من داره وأنا برفقته ,لم يهتز ولم يُرف له جفنً ,صامدآ شجاعآ أبيآ وفيآ لأتباعه. ثم مالبث بعد ضغوط كبيرة أدت الى ترك داره السكنية والإلتحاق بالثورة الكردية ,والتحقت به عائلته المتفانية الى الجبال.
أني أقول وبكل صدق ..أنت يا (أبو علي )آخر الكبار الأبطال الذين فقدتهم بلدة تلكيف العزيزة التي أصبحت موطنآ للأوغاد والغرباء الآن.
هنيئآ لعشيرة آل حكيم بأن يكون أحدُ أبنائها الذي تفتخر به العشيرة .
هنيئآ لأولادك باسم (علي )والشهيد البطل رباح الذي إغتالته هذه المجاميع الإرهابية , والعزيزين ..لقمان وهاني.
هنيئآ لبناتك العزيزات باسمة , نادية , يسرى, والمرحومتين عزيزة وأميرة. كل الفخر لزوجتك التي رافقتك أينما حللت في السراء والضراء, المرحومة نعيمة حنا سيسي, وصدق المثل الذي يقول ( وراء كل رجل عظيم إمرأة) .
لقد أعطيت دروسآ عظيمة لأبناء تلكيف الذين ساروا على درب نضالك بالحكمة,والصبر,والشجاعة ثابتآ كالجبل الشامخ,وكما يقول المثل الفلسطيني (ياشجر ما هزكً ريح) وفي الختام .
نعزي أبناء تلكيف الطيبين بواحد من أبنائها ورمز شموخهم, ونعزي أنفسنا بالفقيد الراحل.
نم قرير العين يا من أديت فوفيت, وليكن مثواك الجنة ,والصبر والسلوان لعائلتك ومحبيك .
حميد خضر تيلا