المحرر موضوع: لم أجد عند الايزيدية غير الطيبة والمودة  (زيارة 2727 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف شكوانا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 447
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لم أجد عند الايزيدية غير الطيبة والمودة
يوسف شكوانا

كان يوم السبت 24 كانون الثاني عام 1970 عندما وقفنا نحن الخريجين من معهد المعلمين في الموصل امام مديرية تربية نينوى، كان عددنا يفوق 400 خريج وبيد كل منا قائمة بأسماء المدارس التي فيها شواغر، يدخل كل منّا على انفراد ليختار احدى المدارس، وعند خروجه نسأله عن اختياره كي نحذفها من القائمة، كانت بعض المدارس قريبة من المدن ولكنها كانت (فتح جديد) وهذه خاصة بالمسلمين فقط باعتبار المتعيّن سيكون المعلم الوحيد في المدرسة وعليه تدريس مادة الدين الاسلامي، وهكذا وجدت نفسي امام الاختيار الصعب حيث لا علم لي بما تبقّى من المدارس، سألت اعضاء اللجنة عن أي مدرسة في قضاء الشيخان فقيل لي انه لم يبقى اي شاغر فيه، فكان خياري الثاني قضاء سنجار وقراه التي لم اشاهدها من قبل، فاخترت اسم (جدالة) وعند خروجي سألني الزملاء ولما قلت لهم عن اختياري قال لي بعضهم بأنني اسأت الاختيار لأن سكان القرية جميعهم من رجال الدين الايزيدية المتعصبين ويسمون (الفقراء)، رجعت الى القوش ومن شدة قلقي طارت نشوة التعيين التي انتظرتها بفارغ الصبر. اما عن سبب رغبتي في قضائي الشيخان وسنجار فيرجع الى معرفتي في الايزيديين الذين كنا نراهم يوميا في سوق القوش وكذلك لصداقتي مع العديد منهم ايام الدراسة في ثانوية القوش.
في اليوم التالي غادرت القوش الى الموصل ومنها الى سنجار مع وقفة استراحة في تلعفر، سالت في سوق سنجار عن السيارات التي تعمل على خط جدالة فقيل لي انها سيارة واحدة (بيك اب) وستغادر بعد قليل، وصلت القرية التي تقع 17 كيلو مترا غرب سنجار على السفح الجنوبي للجبل وذلك عبر طريق ترابي وعر استغرق قطعه بحدود الساعة، وصلت المدرسة التي كانت في أقصى جنوب القرية التي كانت بيوتها اشبه بشريط طويل يطل على الوادي، كان الملاك التعليمي للمدرسة يتكون يومها من المدير عناد من الموصل ومعلم واحد اسمه حسن من الحلة ولكن بعد سنوات استمرت التعيينات فاصبح عددنا خمسة وبذلك اكتمل الملاك، كانت المدرسة بناءا حديثا ضمن مجمع يشمل المدرسة والمستوصف وبيت المضمد، ولما كان عدد غرف المدرسة يفوق الحاجة بكثير كان المعلمون يسكنون فيها خلافا للقانون. انتشر خبر وصول المعلم الجديد في القرية فأخذ الرجال يتوافدون مجموعات الى المدرسة للترحيب والتعرف على القادم الجديد، فرحوا لما علموا بانني من القوش او من منطقة الشيخان (ولاتي شيخ) كما يسمونها، في اليوم التالي بدأت الولائم فكان موعدنا في بيت المختار دخيل حمو شرو رئيس عشيرة حمو، وبعده حجي ميرزا رئيس عشيرة جندو المنافسة لعائلة المختار وهكذا توالت العزائم خاصة من قبل اولاد اعمام المختار، وبمرور الايام توطدت العلاقات بيننا وأخذتُ اشاركهم مناسباتهم كحفلات الزواج والاعياد والزيارات الى درجة كنت أحضر حتى التي كانت خلال العطلة الصيفية، هذا ما جعلهم يعتبرونني كواحد منهم وكثيرا ما كانوا يدعونني بالاخ مع اضافة جملة (كل واحد على دينه)، احببتهم الى درجة لم اطلب النقل الى مكان أقرب الى القوش رغم استحقاقي ذلك ولمدة ست سنوات، ولولا فكرة الزواج لما طلبت النقل الى قرية الجراحية التي بقيت فيها ثلاث سنوات غادرت بعدها الوطن الى امريكا، بعد تسع سنوات من التعليم في القريتين الايزيديتين جدالة والجراحية.
تقع قرية جدالة التي تتألف من 300 بيت على السفح الجنوبي لجبل سنجار، تتقاسمها عشيرتان هما عشيرة حمو شرو وعشيرة جندو، معظم سكان القرية من درجة (الفقراء) وهي درجة دينية مقدسة عندهم، يمر في وسط القرية جدول غزير الماء يتجه نحو الجنوب ليسقي البساتين، ومياهه مقسمة بين مالكيها بانتظام، تطغي على السكان روح المرح حيث تكون آلة (الطنبورة) حاضرة في كل جلسة مع العرق سواء المصنوع محليا او السوري (القجخ)، يحترمون الغريب الى ابعد الحدود طالما لا يمس بمعتقداتهم التي يتجنبون الحديث عنها في جلساتهم الليلية هذه. وعن حمو شرو المعروف بموقفه ودوره في مسألة ضم منطقة سنجار الى العراق عند تشكيل الدولة العراقية حيث تمت مكافأته بتعيين حفيده خدر خديده نائبا الى اليوم الاخير من العهد الملكي الذي سقط في 14 تموز 1958 وكان هذا النائب على قيد الحياة يتميز بالطيبة والبساطة، كنت التقي به دائما ليحدثني عن البرلمان في ذلك العهد وبعض الاحداث التي يرويها كانت من الغرابة بحيث يصعب تصديقها، من طرائفه ان النواب كانوا يستلمون رواتب عطلتهم السنوية مقدما والتي كانت لثلاثة اشهر حزيران وتموز وآب وقدرها 300 دينار لهذه الاشهر، ولما قامت ثورة تموز في 14 تموز الذي يعتبر منتصفها طالبهم عبد الكريم قاسم بارجاع نصف المبلغ وقدره 150 دينار، امتنع خدر عن ارجاع المبلغ وهرب ليعيش في الجبل لفترة الى ان تأكد يأن الحكم مستمر ولا يوجد اي أمل باعفائه من دفع المبلغ فاضطر الى الرجوع ودفعه.   
ان الحديث عن تلك السنوات يطول لأنها مليئة بالاحداث والظروف الصعبة حيث الصراع على المنطقة ومنع تطبيق التدريس باللغة الكردية من قبل النظام رغم شمولها بذلك ومقتل قائمقام سنجار واعتقال عدد من كوادر الحزب الديمقراطي الكردستاني (حدك) والقتال الذي نشب بين البعث و(حدك) مما ادى الى لجوء الاخير الى الجبل ليقوموا بحركة مسلحة ضد النظام والتي عرفت باسم قائدها (خديده پسّي)، كانت جدالة تعتبر المنطقة الاكثر سخونة في تلك الاحداث حيث سكان القرية منقسمين بين الفريقين المتصارعين فكانت في النهار تحت سيطرة المختار الموالي للحكومة وفي الليل يتجول في ازقتها الملتحقون بالجبل، والاثنان يتسابقان في الحرص على أمننا وسلامتنا، فالمختار عرض علينا عدة مقترحات اولها ان نسكن في بيته الواقع في منتصف القرية والمحاط بعشيرته، رفضنا المقترح فعرض علينا ارسال الحراس ليليا الى المدرسة، ولما رفضنا هذا المقترح ايضا جاء بالمقترح الثالث الذي وافقنا عليه وهو تزويدنا بالسلاح كي نحمي انفسنا، اخذ كل منا وعددنا وقتئذ خمسة بندقية كلاشنكوف ومسدس كنا نستخدمهم في الصيد وضرب النيشان، في منتصف احدى الليالي طرق باب المدرسة حجي ميرزا، فتحنا له رغم معارضة الاثنان البعثيان بيننا خشية أسرهما وبسبب علاقتي الاخوية معه وجدت نفسي مرغما على فتح الباب واستقباله بنفس الحرارة التي سبقت التحاقه بالحركة حيث كانت زياراتي له شبه يومية في ديوانه المقابل للمدرسة، ومع شاي منتصف الليل قال لنا بالحرف الواحد (انني جئتكم معاتبا لما سمعته بانكم تقومون بالحراسة فهل توفي حجي ميرزا كي تحرسون انفسكم) كما اشاد بألقوش واهاليها في جمل لا ارى ضرورة كتابتها هنا، كان حقا موقفا محرجا تخلصنا منه ببعض العبارات الجميلة، وخلال معانقته لنا مودعا قال موجها كلامه للبعثيين الاثنين (لا تخشوا من شئ طالما حجي ميرزا على قيد الحياة)، ومن الجدير ذكره في تلك الفترة ظهور اغنية (طارق ميهفانو منو) اي طارق ضيفي، وطارق هو الابن الثاني لحجي ميرزا بعد شقيقه محسن، وتدور قصة الاغنية حول الفترة التي كان ملتحقا بالشمال مع عائلته مما ادى بالسلطة الى منع سماع هذه الاغنية التي انتشرت بسرعة كبيرة بين الاهالي،  وهكذا ورغم خطورة الوضع الا ان مودتهم وطيبتهم وحرصهم على سلامتنا جعلتنا نعيش حياتنا بصورة طبيعية من التجول في القرية ليل نهار وزيارة القرى الاخرى مشيا على الاقدام مثل الوردية وگابارا وحيالي والسكينية وسنجار واخرى لا اتذكرها جنوب الجبل وملّك وكرسي وغيرها شماله رغم وعورة الطريق الذي كان يستغرق ثلاث ساعات او اكثر، الشئ الوحيد الذي كنا نخشاه احتمال استجوابنا من قبل السلطة عن سبب عدم اخذنا الحيطة والحذر نتيجة الحالة الحرجة بين الطرفين ولكن اي شئ من ذلك لم يحصل حسب علمي، في الاعياد والمناسبات كنا نزور الوجهاء لتقديم التهاني وكثيرا ما كنا نبدأ ببيت المختار، حيث يسارع أحد أفراد العشيرة الى القول (ان غداءكم من مادبتي اليوم) اذ لكل منهم (جفنة) وهي اناء كبير ملئ بالرز او البرغل وفوقه خروف كامل يحمله بحدود ستة اشخاص، وكل جفنة توضع أمامنا في صدر الديوان حيث نجلس وعلينا ان نذوقها ولو بعدة حبات ثم تسحب قليلا ليأكل غيرنا وهكذا تتكرر عملية وصول الجفنات لحين وصول الجفنة الخاصة بنا لنأكل وبعدها يتقدم شخصان احدهما يحمل ابريق ماء وطشت صغير والاخر يحمل منشفة (خاولي) كي نغسل ايادينا التي استخدمناها كملاعق، والحالة هذه تتكرر في تقديم القهوة اللذيذة حيث يبدأون بنا دائما، كانت المنطقة مشهورة بزراعة أجود انواع التبوغ والتين والمشمش وجلود الخرفان وكلما حاولنا شراء بعضا منها كانوا يرفضون استلام اثمانها مما كان يسبب احراجا لنا فكنا احيانا نمتنع من اخذها خاصة لمعرفتنا بالحالة المعيشية الصعبة لمعظمهم، اما المنتوجات الحيوانية كاللبن والزبد فكانت تجلب الينا كل صباح وبما يفوق حاجتنا واحيانا يكون ذلك كل ما تملكه العائلة، اما السفر من والى سنجار بالسيارة الوحيدة للقرية فكان المقعد الامامي يحجز لنا كلما سافرنا وكثيرا ما كان احد الوجهاء يؤجل سفره الى يوم آخر كي يمنحنا المقعد وفي الحالات الاضطرارية يطلب من السائق ان يرجع اليه بسفرة اضافية بعد ايصالنا، كل هذا يتم دون اعلامنا في وقتها بأن الشيخ الفلاني كان ينوي السفر ولكنه الغاه او أجله كي يمنحنا المقعد الامامي. كنا دائما نتجول في البساتين المحاذية لبناية المدرسة جنوبا وفي موسم نضوج الفواكه كان صاحب البستان يعرض علينا بالحاح ويتوسل بنا كي نقطف ما نشاء من الثمار كالتين والرمان والمشمش اضافة الى الباقلاء الطرية، ومن الهوايات التي كنا نمارسها صيد السمك المتوفر بكثرة في الجدول ولكن صيده كان يتطلب النزول في الماء عند راس العين وذلك بعد منتصف الليل عندما تقف الحركة ويخرج السمك الى الجدول، وكنا دائما نقوم بهذه المهمة أنا والمعلم خليل من بحزاني فنرجع ومعنا العشرات من الذ انواع السمك.
كان بعض افراد عائلة حمو شرو يعرضون علينا الرسائل التي تصلهم من بعض الارمن في لبنان لقراءتها لهم، ومن محتواها كنت اقف على الدور البطولي المشرف الذي وقفوه بقيادة جدهم حمو شرو تجاه الارمن الناجين من مذابح الابادة الجماعية في تركيا خلال الحرب العالمية الاولى حيث لم يشعروا بالاماكن خلال مسيرتهم المأساوية الطويلة الا عندما وصلوا سنجار وتحديدا منطقة البطل حمو شرو حيث أمر اتباعه بتقديم كل العون لهم، وهكذا عاشوا معززين مكرمين وبأمان تام حتى سفرهم الى لبنان.
لم تقتصر معرفتي بهذا الشعب الطيب على اهالي جدالة فحسب وانما تمتد الى ايام الثانوية ثم الدراسة في المعهد الموصل وبعدها سنين التعليم حيث تعرفت على العديدين منهم خاصة من اهالي بعشيقة وبحزاني الذين تركوا في نفسي ذكريات عزيزة لما كانوا يتميزون به من الطيبة والمودة، احببت كثيرا لهجتهم التي تعلمتها كما اتذكر روح النكتة والفكاهة التي كانت تسود جلسات سمرنا مع آلة الطنبورة والكمان مع اغانيهم الجميلة، فكم قطعت من المسافات في تلك الظروف وعبر طرق وعرة لزيارة صديق منهم في قرية اخرى والاستمتاع بمثل هذه الجلسات التي كانت شبه يومية مع المضمد فاخر وبعده حسن وكلاهما من بحزاني. سأكتفي هذا دون ذكر الاسماء الاخرى كي لايفوتني ذكر بعضهم الذين اصابت  اسماؤهم آفة النسيان بمرور الزمن.
هذا كان القليل من أجمل الذكريات التي أحتفظ بها بعد اكثر من اربعين عاما، ان هذا الشعب الطيب شهد الكثير من المجازر اسوة بشعبنا الكلداني السرياني الاشوري عبر التاريخ لا بل كانت مذابحهم احيانا اكثر شراسة معتبرين اياهم (كفرة) ونحن اهل ذمة، الا ان الاجرام الداعشي اليوم لا يفرق بين هذا وذاك فالكل كفرة بحسب مفهومه لا فرق بينهم وبقتلهم تنفتح امامه ابواب جنته الموعودة، انني  اذكر هذا لما يشهد هذا الشعب المسالم من ابشع الجرائم على أيدي الاجرام الذي لا يعشق الا القتل والتنكيل والاغتصاب والتمثيل بالجثث وهدم الحضارة وكل ما لم تشهده البشرية من قبل. ومع كل هذا تبقى امنيتي زيارة جدالة لاوجه للاحياء من سكانها اجمل التحايا وللاموات منهم اطلب الرحمة.


غير متصل شوكت توســـا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2243
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شلاما للوخ خورا يوسب ميقورا
سردكم الأنيق والمشوق لهذه الذكريات له طعم خاص  عند كل من ينشد الرزانه والسلاسه في إيصال ما يتوارد في الذهن  من  رأي او معلومه او ذكرى , علاوة على  ذلك , فان ما تضمنته تفاصيل مقالتكم الذكرياتيه , له من معاني انسانيه لها ان تشكل مثابة دعائم تبنى عليها مشاريعا هادئه ومتوازنه للعيش المستقبلي بين مكونات الشعب العراق ككل , وبين  المكونات التاريخيه  التي يتكرر استهدافها قوميا او دينيا او اخلاقيا, وكان هنالك يدٌ غريبه تخطط لتحقيق مثل هذا المأرب اللاانساني .
بعد تقييمنا المتواضع لمقالكم وما احتواه من بصمات جميله ينطرب عليها المرء في وقت تكالبت فيه مساعي المريدين شرا لهذا البلد  , بودي ان اضيف او بالأحرى أن أذكـــّر بما سبق وأكدناه في مقالات سابقة ربما مر عليها قرابة العشر سنوات ,  أكدنا في حينهابان مصير ومستقبل اليزيديين في العراق وهكذا الكلدواشوريين السريان والشبك والارمن , لابد ان يشترك في رسمه جهدا مميزا يجنمع في رسمه وترتيبه ابناء هذه المكونات  أنفسهم,والاسباب عديده ليس من مجال هنا يكفي للدخول بتفاصيلها,  ولكن كان من المفروض ان يكون اول الداركين لاهمية هذا العمل المشترك هم ساسة ومثقفو هذه المكونات,علما انني سبق لي  بعد سقوط نظام صدام مباشرة او ربما قبل ذلك بفترة وجيزه وفي اكثر  من مناسبة  سبق وخصصت اكثر من مقاله حول ضرورة تشكيل هيئه  مشتركهاو جبهة سياسية تضم ممثلين ومثقفين من داخل هذه المكونات كخطوات احتياطيه وتحسبيه لاحتمالات  انفراد الكتل الكبيره  في تحقيق اهدافها وتنصلها عن  استحقاقات التغير  وتراجعها عن شعارات العمل المشترك  والديمقراطي الموحد , مع شديد الاسف حصل ما كان متوقعا ولم يك اي من هذه المكونات قد احتاط بما يقي مكونه من المآسي والكوارث التي توالت. 
نتمنى , ونأمل مرة اخرى ان يعود مثقفو وسياسيو هذه المكونات المظلومه الى مراجعة مواقفهم والبدء في العمل على تشكيل كتلة او هيئه تكون مهمتها التفكير بطريقة تضمن لهذه المكونات الجميله بقاءها عزيزه مكرمه في اماكنها التاريخيه وعدم السماح لاحد ان ينصب نفسه وصيا عليها.
مرة اخرى صديقي العزيز يوسب شكوانا, شكرا على مقالكم الذي جاء محفزا لي باعادة التذكير بما قلناه قبل عقد من الزمان   .....
تقبلوا خالص تحياتي ومحبتي

غير متصل يوسف شكوانا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 447
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اخوني شوكت
شكرا على مرورك وكلماتك التي اعتز بها دائما، ان القليل الذي كتبته ليس سوى بعض الاحداث التي عشتها مع هذا الشعب المظلوم مثلنا خاصة ما يواجهه شعبينا هذه الايام من الوحشية على ايادي الارهاب الوحشي.
دمت اخا عزيزا وكاتبا قديرا تنورنا دائما بكتاباتك القيمةسسسسسسسسسسسسح
تقبل خالص تحياتي
يوسب

غير متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4982
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي يوسف شكوانا
شلاما
اشكرك على هذا  السرد الجميل حيث تولد لدى القارىء حقيقة وطباع وعادات وكرم هولاء القوم
وشخصيا تعرفت على بعض الجنود اليزيديين في الجبهة
كانوا يمتازون بالشجاعة والهدوء
وبودي ان اسالك
ماذا كانوا يعتقدون عن هويتهم القوميه هل هم اشوريين او سومريين او اكراد او اي شريحه عراقيه اخرى
حيث نقرا هذة الايام بان قسم منهم يظنون انهم  من الاقوام الاصيلة الاولى وقسم اخر انهم اكراد
وكما يبدو انهم ايضا يعانون من مشكله التسمية التي نعاني منها
تقبل تحياتي

غير متصل يوسف شكوانا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 447
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي اخيقر
اشكرك على مرورك وكلماتك التي اعتز بها، حول سؤالك لقد كانت المنطقة في تلك الفترة داخلة في الصراع بين السلطة والاكراد فالغالبية العظمى كانت مع الاكراد الا ان السلطة سعت كثيرا لتغيير ذلك للاسراع في عملية التعريب الا انهم كانوا يرفضون ذلك بشدة، اتذكر المشكلة التي حصلت في المدرسة وكادت تؤدي الى غلقها بسبب معارضة الاهالي على النشيد المدرسي الذي مطلعه (انا ابن العروبة وابن الاسود) حيث قدمت لجنة من التربية والبعث وامام اصرار الاهالي قاطبة كان الاتفاق على حذف كلمة (انا) ليبقى ابن العربة وابن الاسود، بصورة عامة كانوا بعيدين كل البعد عن العروبة، اما عن الدين فكان رجال الدين  يقولون انهم اقدم من الاسلام والمسيحية، ولقد استغربت كثيرا لبعض عاداتهم ومناسباتهم المشابهة واحيانا المطابقة لما كان يمارسه سكان بلاد النهرين القدامى، فعيد رأس السنة عندهم يكون يوم الاربعاء الاول من شهر نيسان حسب التقويم القديم ومن مظاهر احتفالاتهم بهذه المناسبة وضع باقة ورد من السوسن الاحمر فوق باب البيت وهذا ما وجدته في بعض المصادر عن احتفالات بابل واشور بهذه المناسبة، اما زياراتهم الربيعية لنُصب شيوخهم ويسمونها (طواف) فهي تماما كزياراتنا لقديسينا والتي نسميها (شيرا) حيث الاكل والشرب والدبكات، كما ان يوم الاربعاء كان له مكانة خاصة لديهم وانني اتذكر كيف كان اهالينا يصومون يوم الاربعاء اضافة الى الجمعة من كل اسبوع ولا اعلم هل هي مجرد صدفة ام لها اسبابها التي اجهلها
تقبل خالص تحياتي
يوسب   

غير متصل جلال برنو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 328
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأستاذ يوسف شكواناالمحترم ، أشكرك لسردكَ الجميل وابراز الجانب الحَسَن لأيزيدييي قرى سنجار ، قرية _ جدّالة _ تحديداً ومن ثم عرجت قليلاً الى قرية الجراحية الواقعة في سهل نينوى .
أنا أُدرك جيداً أهمية الأستمرار في تكوين علاقات طيبة والتحالف مع الأقليات في الوطن الأم وخصوصاً في هذا الوقت العصيب ... ولكن في سردنا التاريخي لا بد الى الأشارة الى الجانب السيء أيضاً بغية اكمال الصورة الحقيقية ، مثال ذلك  ما مارسهُ بعض الأيزدية جيران القوش ، فحادثة هجوم جيراننا الأيزدية بقيادة أميرهم فارووق المدعوم من الجيش العراقي على بلدتي القوش عام 1969 لازالت تُذكرني بمقتل الراعي المسكين في كَلي " قاشا حنا" ، وكذلكَ مقتل طالب المدرسة الثانوية الشاب نوئيل في وادي الآبار شرقي البلدة دون وجود دواعي لكلتا الجريمتين التي انتهتا بلا عقاب . الذي أعرفهُ وأُدركهُ تماماً هو أن شعبي قد تعرض للأعتداء من قِبَلْ جميع القوميات والمذاهب التي جاورها أو اشترك في العيش معهم. أما مسألة الكَرَم والطيبة غالباً ما  تلمسها خلال معاشرتك لمختلف المجموعات البشرية وبوضوح بالغ في المجتمعات الشرقية . المهم أناأقيّم مقالكَ و ما حَملتهُ سطوركَ للتذكير بما هو مشرق في علاقاتنا مع جيراننا ، فقط أردت من خلال مداخلتي هذهِ التذكير أو بالأحرى التأكيد على ضرورة الحذر في التعاطي مع المكونات الأخرى بغية تحقيق مصالحنا القومية . عَم شلامي وايقاري

غير متصل يوسف شكوانا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 447
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ جلال المحترم
شكرا على مرورك وملاحظاتك، ان ما ذكرته قد حصل فعلا وقد حصل اضعافه على ايدي الاخرين ومن جميع الفئات في المنطقة، ولكن هل يلغي هذا ما لاقيته عندهم من الطيبة والمودة وهذا ما كتبت عنه، اما زج المسالة القومية بالموضوع فلم يكن هدفي ولم اتطرق اليه، ان الذي كتبته ليس سوى ذكريات لايام وسنين عشتها معهم كتبتها كما هي، فهل تريدني ان انكرها بسبب الحوادث التي ذكرتها.
تقبل خالص تحياتي
يوسب