المحرر موضوع: الكلام المباح (78) من يعرف المستهل؟!  (زيارة 685 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف أبو الفوز

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 680
    • مشاهدة الملف الشخصي
الكلام المباح (78)
مستهل !
يوسف أبو الفوز
أفرحتنا انتصارات قواتنا الأمنية والبيشمه ركه والحشد الشعبي، في مواقع معاركها ضد مجرمي ووحوش ما عرف بأسم "الدولة الاسلامية". زاد من فرحنا ان الانتصارات انعشت همم ابناء المنطقة الغربية فتزايد انضمامهم للجهد الوطني في مواجهة مرتزقة الظلام. فوجدها جليل فرصة ليقول: (هذا ليس كافيا، لابد ان يتعزز بأجراءات فعالة تعيد بناء القوات المسلحة، وتحسن أداء الجيش كقوة ضاربة. وان قوات الحشد الشعبي بحاجة لتطهير صفوفها من بعض المخربين والممارسات المخالفة للقانون ض ابناء الشعب).لم اعلق بشيء ، لاني أثرت الموضوع، حين تلوت لصديقي الصدوق، أبو سكينة، ما حملته الصحف عن التطورات الامنية في وطننا، خاصة في فترة ايام  عاشوراء.فبينما تنشغل القوات الامنية وفصائل الحشد الشعبي، في محاربة التنظيمات الارهابية على مختلف الجبهات، تبرز ظاهرة الخطف والابتزاز من قبل عصابات تعمل على استغلال الفراغ الامني في بعض المناطق والاحياء السكنية، ويستغل البعض ذكرى واقعة "الطف"واستشهاد الامام الحسين لتأجيج المشاعر الطائفية.
كان صديقي الصدوق ابو سكينة، يتمنى ان تمر ايام عاشوراء دون تحريك مطحنة التوتر الطائفي، فصاح : لا نريد مزيداً من الاحقاد المريضة على ايدي جهلة ومظللين لا يعرفون عمق رسالة الامام الحسين  ومعنى استشهاده لاجل الحق. كانت سكينة روت لنا، كيف ان زميلا في العمل، غضب وكاد يتهمها بالكفر لانها انتقدت  مظاهر المغالات في مراسيم العزاء، ودعت الى رفع راية الحسين بالمطالبة بالحقوق ورفع المظالم عن الناس بدل صرف الجهد في بدع لا تمت بصلة الى عمق رسالة الحسين الشهيد.
قال ابو سكينة:(زميلك هذا كل شيء ما يعرف، يجوز حتى ما يعرف شنو "المستهل"، يعرف بس"الجلخ").
والمستهل ـ عزيزي القاريء ـ هو الردة، التي يتلوها الناس، خلال مراسيم العزاء، ويعقبها اللطم على الصدور، اما " الجلخ " فتعبيرعن اللطم الشديد لحد احمرار الصدر ونزع الجلد.
وتعقيب ابو سكينة يعود بنا الى  ايام بعيدة، ومواكب العزاء في مدينة السماوة، حيث كانت تجتهد مواكب العزاء في منافسة بعضها في عرض مظالم الناس وهمومهم، واشهرها في تأريخ السماوة، "موكب الجمهور" الذي يسيره الشيوعيين واصدقاؤهم، ويستقطب شباب المدينة المتعلم، حيث يرددون الاشعار التي يكتبها عادة ابرز شعراء المدينة، وتحمل تطلعات الناس. من المواكب المعروفة، كان ايامها "موكب الحاج مجّلي" في الصوب الصغير، والحاج مجّلي شخصية محبة للخير والاحسان فكان موكبه يستقطب الفلاحين والكسبة من الناس. سوق السماوة المسقوف كان المكان الذي تسير وتستعرض فيه المواكب عادة، وعلى الجانبين يصطف الناس يتفرجون، جانب للنساء وجانب للرجال. ولكل دستة مستهل خاص، وهناك اماكن يجلس فيها وجهاء المدينة وبعض المسؤولين، وحين تصلها الدستات تصعد حمية الاصوات، فالمواكب شكل من التظاهرة للمطالبة بالحقوق أسوة برسالة الامام الشهيد. كان الحاج مجّلي كعادته مشغولا بضبط الدستات ومسيرها، وحين بلغت مواقع المسؤولين،عنّ له الالتحاق بأحد الدستات ليرفع صوته أمام المسؤولين، فسأل اقرب الرجال اليه عن نص المستهل، فأجابه الرجل، بما اصبح مثلا يردد بين اهل المدينة: شلك شغل بالمستهل، خذ جلخ يا مجّلي !