المحرر موضوع: القصة الكاملة للأخوين أصفر ونجار !  (زيارة 2975 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل آشور بيت شليمون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 842
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
القصة الكاملة للأخوين أصفر ونجار !
« في: اليوم في 01:41 »


القصة الكاملة ل " أصفر ونجار

 الموضوع منقول من موقع ( المحطة ) السوري مع الشكر لهذه المعلومات الهامة والغنية، من المؤكد هناك الكثيرون من ابناء شعبنا وخصوصا في العراق بالكاد سمعوا عن هاتين الشخصيتين الآشوريتين البارزتين وخصوصا بما قاما به في تثقيف شعبنا- الرحمة على أرواحهم ܀
...............

أصفر ونجار، مزارعين، ومحبي الخير...

أصفر ونجار - إسمين لعائلة واحدة مشهورة ومعروفة لدى الشعب السرياني في سوريا. شيوخ هذه العائلة شهدوا مجازر ديار بكر عام 1895، والمعروفة باسم "سيفو دآمد". لهذا السبب، هاجر رأس هذه العائلة الجليلة، اسيا سعيد نجار، من مواليد عام 1865، إلى الولايات المتحدة في عام 1897 واستقر في ولاية نيوجيرسي. أصبح واحدا من مؤسسي "مدرسة الأيتام السريانية- Assyrian Orphanage School" (تاو-ميم-سمكت)*، التي تأسست في عام 1899. ومع ذلك، في عام 1900، قرر اسيا سعيد نجار العودة إلى بلده الأصلي ديار بكر، في بيت نهرين. ومن الجدير بالذكر أن الشخصية القومية الآشورية المعروفة، الملفان نعوم فائق، كان وحداً من الذين نجوا من مذابح 1895 ديار بكر والذي كان قد وصل إلى الولايات المتحدة في عام 1912 وانضم الى مجموعة من القوميين الآشوريين، ومعظمهم من ديار بكر، الذين كانوا قد أنشأوا بالفعل منظمة* "تاو-ميم-سمكت". أيضا، أصدر الملفان فائق العديد من المنشورات السريانية، بما في ذلك "كوكبو دمدنحو" (نجمة الشرق)، "بيت نهرين"، و "حويودو" (الوحدة). كان لاحقاً لنعوم فائق تأثيراً كبيراً على عائلة أصفر ونجار، والتي وصفته بلقب "رائد النهضة الآشورية".

وقائع عائلة أصفر ونجار تبدأ في عام 1894، عندما تزوج أرموش أصفر لمريم رضونلي وانجبا الاثنين طفل رضيع، سمياه مسعود. تحطمت أحلامهم بعد ذلك بقليل، عندما حلت بهم مجازر"سيفو دآمد" في عام 1895 وسقط أرموش أصفر واحدا من ضحايا تلك المجزرة. كان لمريم وهي أرملة في أواخر سن المراهقة والطفل مسعود تحت رعايتها، فرصة ثانية في الحياة عندما التقت شاب يدعى سعيد اسيا نجار، الذي تزوجته في وقت لاحق في عام 1901. سعيد تبنى الطفل مسعود على الفور. ومع ذلك، احتفظ باسم عائلة الصبي "أصفر" تكريما لوالده إرموش. بعدها، انجبا سعيد ومريم ستة أطفال، خمسة أولاد وبنت سميت شاميرام. وبالتالي، أصبحت عائلتهم تعرف باسم عائلة أصفر ونجار.
وبعد مجازر "سيفو" عام 1915، كانت عائلة أصفر ونجار من بين آلاف العائلات السريانية التي نجت من المذابح التي ارتكبتها الدولة العثمانية، خلال السنوات الأخيرة، ضد الآشوريين والأرمن، واليونان. استقرت العائلة في منطقة الجزيرة جنبا إلى جنب مع الآخرين، من اللاجئين السريان الذين بنوا مدينة القامشلي.
كانت سوريا قد أصبحت مصدرا رئيسيا لإنتاج القمح عندما تملكت عائلة أصفر ونجار وتمكنت من استيعاب تقريبا 750 ألف فدان من الأراضي الزراعية في منطقة الجزيرة ومنها مدينة القامشلي والمدن والقرى المحيطة بها وكذلك منطقة الخابور وازدهرت الجزيرة حينها وكانت المنطقة الرئيسية المنتجة للقمح ويبلغ حجم انتاجها للدونم الواحد الثانية في العالم بعد أستراليا. وفي بداية الأربعينيات أنشأت عائلة أصفر ونجار "شركة أصفر ونجار" والتي أصبحت في 1950 الشركة المصدرة ل 100 ألف طنا من القمح و 300 ألف طنا من الشعير.
كانت شركة أصفر ونجار تمتلك وتدير أسطولا مولفاً من أربعين شاحنة، وعدد كبير من المعدات والآلات الزراعية، ومختلف تصنيع وتجهيز النباتات، بما في ذلك عدد من مزارع دودة القز. إلى جانب إنتاج القمح والشعير كانت تنتج أيضا كميات كبيرة من الأرز.

كانت شركة أصفر ونجار ناجحة في إنشاء نظام تعاوني في مجال الزراعة من خلال تشجيع العاملين فيه ومكافأتهم مع قطع من الأراضي والآلات لتنفيذ مشاريع زراعية خاصة بهم. وشمل عملها الخيري بناء المدارس والكنائس والمستشفيات ودور الأيتام ومراكز الشباب، و في عام 1943، كان للمدرسة السريانية الرئيسية في القامشلي عجز مالي وهي في خطر الإغلاق، ألا أن شركة أصفر ونجار سارعت بتأمين الأموال اللازمة لدفع رواتب المعلمين والإداريين. واستمرت المدرسة تعمل بنجاح لسنوات عديدة. وكان آخر مشروع كبير للشركة التبرع بمقدار الأربعين في المائة من الأموال اللازمة لبناء محطة توليد الطاقة الكهربائية في مدينة القامشلي.

كان بداية السياسات الكارثية في عام 1958، عندما أعلنت الوحدة بين سوريا ومصر ، والتي غيرت سوريا من كونها مصدرا كبيرا للقمح إلى وجود نقص في المواد الغذائية. وفي عام 1963، بدأت الحكومة بمصادرة الأراضي الخاصة الملكية وتوزيعها للبدو الذين لا يفلحون شيئاً وضرب المسمار الأخير في نعش اقتصاد البلد في عام 1967، عندما صادر نظام البعث تقريبا كل أملاك شركة أصفر ونجار، والمزارع والمصانع والآلات، وكذلك جميع مشاريعها. وبعد عقدين من الزمن، كانت سوريا تعاني من نقص القمح والدقيق.
اسفرت هذه السياسات الكارثية للنهاية المأساوية لعائلة أصفر ونجار، انهت بها كل النجاحات والمساهمات التي استمرت لمدة نصف قرن, بسبب مصادرة جميع الأراضي الزراعية، والآلات، والمعدات، وكان الشعب السرياني الآشوري في منطقة الجزيرة المتضرر الأول وبشكل خطير. وكان هذا حافزا رئيسيا آخر لإزدياد هجرة جزء كبير من الشعب السرياني الآشوري باتجاه أوروبا والولايات المتحدة، وأستراليا. وفعلا، كان هذا خطراً ملحوظاً ، خاصة و بعد عقدين من الزمن، عندما قام نظام البعث بتجفيف نهر الخابور بسبب سياسات متعمدة من بعض المسؤولين الحكوميين الفاسدين، مما أدى إلى هجرة المزيد من الاشوريين من منطقة الجزيرة.
كان عدد سكان مدينة القامشلي يشكل أغلبية الثلثين منهم من السريان الآشوريين حتى أواخر 1970s. فإضافة الى هجرة السريان الآشوريين، قامت حينها موجات كبيرة من أكراد تركيا وشمال العراق بالنزوح الى الجزيرة السورية . واليوم، لا يتعدى عدد السريان الآشوريين، السكان الأصليين لهذه المنطقة، خمسة وعشرين في المئة من مجموع السكان في تلك المنطقة.
.......
*  مدرسة الإيتام ( ܬܡܣ ) تأسست في بيروت- لبنان