المحرر موضوع: كنائس بلا نواقيس/ كاظم فنجان الحمامي  (زيارة 2674 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل jerjesyousif

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 125
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
كنائس بلا نواقيس

كاظم فنجان الحمامي


لم يشترك المسيحيون في الفتنة الطائفية المتفجرة في العراق، ولم يكونوا طرفاً في النزاع السياسي القائم، ولم ينهبوا ثروات العراق، ولم يخربوا العراق، ولم يطمعوا في حكم العراق، ولم يتجسسوا على العراق، ولم يتواطئوا مع القوات التي غزت العراق وسرقت ثرواته، ولا مع القوى الإقليمية العابثة والمحرضة والحاقدة.
ظل المسيحيون منذ قرون وقرون وحتى يومنا هذا من أقوى رموز المحبة والسلام على أرض العراق. وأقوى رموز الوطنية الصادقة، وأقوى رموز التحضر والرقي، وعلامة فارقة من علامات الانتماء الحقيقي لبلاد ما بين النهرين بجذورهم الآشورية والكلدانية والسريانية والأكدية والبابلية، فلم تشفع لهم إنسانيتهم ولا وطنيتهم ولا براءتهم ولا نزاهتهم ولا عفتهم ولا استقامتهم في التمتع بأبسط حقوق العيش بأمان على الأرض التي ينتمون، فكان القتل والتعذيب والطرد والتهجير والتشريد والابتزاز من نصيبهم.
ظهرت داعش فجأة من أوكار المنظمات الظلامية لتنسف التاريخ المسيحي للعراق بذريعة تطبيق الشريعة الإسلامية على الطريقة المغولية، وبذريعة القضاء على المشركين من المسيحيين والأيزيديين على الطريقة النازية. في الوقت الذي تعالت فيها الصيحات التحريضية من أقبية الصوامع المؤمنة بثقافة الموت، فلاذ المثقفون والمفكرون بالصمت المطبق، وتجاهلت الفضائيات المحلية والإقليمية والعالمية ما حل بهم من مجازر ومآسي وكوارث لم تخطر على بال هولاكو ولا على بال جنكيزخان. واكتفى الفاتيكان بالسكوت من دون أن يقرع ناقوساً واحداُ يوقظ به الضمائر المعطوبة.
كانت أمريكا في مقدمة الأقطار التي سلمت رقابهم لسيوف الدواعش، وكانت تركيا وقطر والغجر في مقدمة المؤيدين لحملات الإبادة الجماعية، وكانت الأقطار العربية في طليعة المصفقين لحملات تهديم كنائسهم وحرق أديرتهم.
أين اختفى المتشدقون بالتنوع الديني والقومي في العراق الجديد ؟، وأين اختفت شعارات الدين الحنيف التي جاءت لتحرر الناس من تراكمات الجاهلية الأولى وتهديهم إلى سواء السبيل بالحكمة والموعظة الحسنة ؟، وأين اختفت تطبيقات الآية الكريمة التي تقول: ((لا إكراه في الدين)) ؟.
ألا يحق لنا أن نتساءل: لماذا يسكت العالم على المأساة الإنسانية التي لحقت بالمسيحيين في العراق ؟، ولما يسكت على تهجيرهم وانتهاك كنائسهم وتحويلها إلا مقار وثكنات للقتلة والسفلة ؟، ما الذي يجري في العراق ؟. لماذا وقف زعماء العالم كالصم والبكم متفرجين حول ما يجري من تطهير عرقي بحق المسيحيين في هذا البلد ؟. أيعقل أنهم يتذكرون باستمرار المحارق والمجازر على مر التاريخ ويتناسون ما يحصل اليوم أمام أعينهم؟.ألا يرون أن الوضع أخطر بكثير مما يبدو ؟.
لقد ترك المسيحيون بيوتهم وتنازلوا صاغرين عن ممتلكاتهم ونزحوا مذعورين من قراهم على غير هدى هربا وخوفا من بطش الضباع الداعشية المتعطشة لدماء الأبرياء. الكنائس كلها أغلقت أبوابها في المناطق الساخنة، وفر القساوسة والرهبان بحثا عن الملاذ الآمن، بينما اكتفت حكومات كوكب الأرض كلها بالوقوف على التل لمراقبة المأساة وكأنها لم تسمع صراخ النساء وعويل الأطفال في الكهوف الجبلية الباردة.

ربنا مسنا الضر وأنت أرحم الراحمين

وردني بالايميل من الاخ العزيز كاتب المقال مشكورا اليوم 2014/11/12/جرجيس يوسف الساعور/ كندا

 


غير متصل Hermiz Hanna

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 190
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
   الاخ الاستاذ كاظم -باختصار لم يعد للمنظمات الدولية مثل الامم المتحدة ومجلس الامن و منظمة الدول الاسلامية منظمات حقوق الانسان الاخرى من اخلاف نظرا لسكوتهم على الجرائم الي ارتكبها الداعشيون بحق المكون المسيحي - مع مكونات اخرى -  في العراق وحتى لم يصدر اى استنكار شعبي من الاخوة المسلمين العراقيين بل فضلوا الصمت ربما خوفا على انفسهم - اين الخيرة ؟ اين الشهامة التي يتباهى بها العراقيون الذين شهدو لهكذا ماساة ولم يحركوا ساكنا وكانما المسيحيون كانوا غرباء في العراق ام صلببيون جاوء من اوربا اوامريكاولم يكونوا  من سكان العراق الاصليين قبل غيرهم .  ازيدك علما بان الخاسر الحيد سيكون العراق في النهاية لاءنه سيصبح العراق اكثر تخلفا وظلاما وقد خسر العراق قبلنا اليهود وكانوا اكثر حرصا على اموال العراق من العراقيين المسلمين مثلما شهد له  الكثير من الساسة العراقين  في تلك الحقبة من الزمن وزير مالية يهودى سابقا في الاربعينيات من القرن الماضي كان حريصا على خزينة العراق لحد الفلس الواحد بعكس ما يحدث الان من سرقةاموال الدولة من قبل الوزراء والمسوؤلين بشكل واضح .ونزاهة المواطنين المسيحيين في دوائر الدولة يشهد له الجميع من عمل معهم والتاريخ سوف يشهد على ما اقوله وما ذكرته.  مع الاسف بان الاخوةالمسلمين العراقيين لا يدركوا بان هذه الاعمال الاجرامية التي ترتكب باسم الدين هي مؤامرة كبيرة على العراق لتخليصه من مواطنيه المخلصين الاوفياء والذين لم يكونوا في يوم من الايام خونة لهذا الوطن .