قرارات في كوردستان تسلب حريات المسيحيين والايزيديين وتخرق الدستور لمغازلة الاحزاب الاسلامية !!
-------
صدر عن مجالس محافظات اقليم كوردستان العراق (السليمانية - اربيل - دهوك ) قرارات جديدة مؤخرا لتنظيم توقيتات خاصة لأغلاق المحال الخاصة لبيع الخمور فضلا عن الامكان المخصصة لتناولها للاطلاع الرابط الاول ادناه وبصدد ما تقدم اوضح رأي الشخصي الاتي :
1 - ان صدور مثل هذه القرارات المستعجلة والسالبة للحريات من قبل مجالس محافظات الاقليم الثلاثة ستكون بمثابة البداية لمنع بيع وتناول المشروبات الكحولية في محافظات اقليم كوردستان بشكل كامل لاحقا تحت تأثير عباءة الاسلام السياسي المتشدد (الحملة الايمانية) في تواطىء ومغازلة واضحة للاحزاب الاسلامية الكوردستانية التي تضطلع اليوم بدور كبير في مجالس محافظات الاقليم والتي وصلت اليها ديمقراطيا حيث لها الدور الكبير في اصدار مثل هذه القرارات المجحفة بحق المكونات غير المسلمة لمواجهة تعقيدات التعامل مع عصابات داعش الارهابية ونتائجها على المجتمع في الاقليم المنوع قوميا ودينيا
ثم ايهما اخطر على المجتمع في كوردستان المتاجرة وتناول المشروبات الكحولية ام المتاجرة مع عصابات داعش الارهابية ؟ في مجال النفط والاسلحة والسيارات رغم ان داعش العدو الاول للاقليم والمشكلة ان المتعاملين مع داعش تجاريا من مستويات عسكرية وامنية وسياسية وتجارية رفيعة ومسؤولة في الاقليم !! اليس ذلك خيانة للشعب والاقليم ام ماذا ؟ اترك الجواب للمنصفين من ابناء الاقليم من الديمقراطيين والعلمانيين واليساريين والقوميين وابناء المكونات غير المسلمة للاطلاع الرابط الثاني ادناه
2 - القرارات انفة الذكر اعلاه خرق فاضح ومخالفة صريحة لدستور العراق الفيدرالي ومسودة دستور اقليم كوردستان اللذان يحتويان على مواد دستورية تدعو الى الديمقراطية والحريات الشخصية وحقوق الانسان وحقوق وحريات المكونات القومية والدينية (غير المسلمة) (المقصود بالمكونات غير المسلمة في العراق ابناء شعبنا المسيحي والاخوة الايزيدية والصابئة المندائيين وغيرهم الذين تبيح شرائعهم الدينية تناول المشروبات الكحولية)
حيث ان اصدار مثل هذه الاجراءات القسرية والصارمة والسالبة لحقوق وحرية ابناء شعبنا المسيحي في محافظات الاقليم مخالفة للطبيعة البشرية بأسم الدين والاخلاق والاداب لان الاخلاق والفضيلة ومبادىء الدين لا تتحقق بالاجراءات التعسفية المجحفة وأنما تأتي كنتيجة طبيعية لتطور وتقدم ورقي المجتمع في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والديمقراطية وحقوق الانسان والمرأة وسيادة القانون والنظام
ان مثل هذه الاجراءات يتم تنفيذها تحت غطاء الدين والشريعة والاخلاق لصالح اجندة بعض الاحزاب الاسلامية الكوردستانية والتيارات الاسلامية المتشددة في الاقليم مع اهمال واجحاف رأي وحقوق وحريات الاتجاهات الديمقراطية والعلمانية المسلمة والمكونات غير المسلمة بالتهميش والالغاء والاقصاء جهارا نهارا في كل الاحوال ان هذه القرارات لا تعالج مشاكل وازمات وتعقيدات المشهد السياسي والامني والاقتصادي والفساد المالي والاداري في الاقليم بل تسيىء الى تجربة اقليم كوردستان امام منظمات حقوق الانسان الدولية وامام المجتمع الدولي
3 - السؤال الذي يطرح نفسه ما هو موقف ممثلي شعبنا وممثلي الاخوة الايزيدية في مجالس محافظات اقليم كوردستان الثلاثة حيث لدى شعبنا ممثل في كل محافظة (اربيل - السليمانية - دهوك) منتخب ديمقراطيا ؟ نأمل ان يصدر تصريح رسمي عن كل واحد يكشف عن موقفه بخصوص هذه القرارات ليطلع شعبنا على الحقائق والوقائع وفي حالة عدم التصريح يعني هناك تهاون ومساومة على حقوق وحريات شعبنا من قبل ممثلي شعبنا في مجالس محافظات الاقليم
خاصة ان الحملة الايمانية في الاقليم والتي تقودها الاحزاب الاسلامية الكوردستانية وحلفاءها بأسم الدين والفضيلة والاخلاق لا تراعي التنوع الفسيفسائي في المجتمع وهدفها استكمال فصول المؤامرات والمخططات المشبوهة المحلية والاقليمية والتي بدأت بعد 2003 ولازالت مستمرة لغاية اليوم لتهجير المختلف عنهم قوميا ودينيا بهدف قلعنا من جذورنا في وطننا ويبدو هذه الايام وفي الاقليم تحديدا بدء تنفيذ الصفحة الجديدة والاخيرة من المخطط المشبوه لقلع وتهجير ما تبقى من شعبنا المسيحي من ارضه التاريخية في الاقليم !! (من الموجودين منهم اصلا في الاقليم او المهجرين والنازحين اليه قسرا) على مراحل وبهدوء بعد استكمال تنفيذ الصفحات الاخرى منه والتي تم بموجبها تهجير ابناء شعبنا من الموصل وبلداته التاريخية في سهل نينوى قسرا
4 - اقول لاعضاء مجالس محافظات الاقليم ممثلي كافة الاحزاب ان الحياة وقيمها بحد ذاتها ليست عبارة عن طقوس للعبادة والصيام والصلاة والتردد الى الجوامع او الحسينيات او الكنائس فقط وانما لابد ان يكون هناك توازن واعتدال ومرونة بين الترويح والاستمتاع والترفيه للانسان ليعبر عن حريته الضرورية ويعيش كما يشاء بوسائل اجتماعية وانسانية ترفيهية بريئة بعيدا عن ضغوطات الحياة والعمل لان التشدد والتطرف في فرض الافكار والاراء والقرارات والانظمة بطريقة عشوائية وقسرية غير انسانية ومقنعة يؤدي الى انتشار النفاق والازدواجية الشخصية والريبة والفساد الاجتماعي والعقد النفسية والنميمة في المجتمع كما حصل في افغانستان سابقا ايام حكم حركة طالبان المتطرفة ويحصل اليوم في المناطق التي تسيطر عليها عصابات داعش الارهابية في سوريا والعراق
في تجارب الدول المتقدمة والمتحضرة الديمقراطية يصان ويحترم فيها حقوق الانسان وحرياته والمبادىء الديمقراطية والمرأة ولاتتدخل هذه الدول في فرض تعاليم الدين وشرائعه لكنها تتجه لتشجيع واقامة المسارح والموسيقى والقنوات الفضائية الترفيهية والمنوعة والاذاعات المختلفة والسينما والرقص وتكثر من المنتزهات العامة وتشجع الرياضة والسفرات والنوادي الاجتماعية والمهنية وحتى الليلية للترفيه عن الانسان
للتخفيف من الضغوط النفسية التي يتعرض لها في العمل والحياة وهو نوع من التوازن النفسي والسلامة الشخصية للانسان واغلبها لاتتعارض مع الدين والاخلاق والاداب كما يتصور البعض من المتشددين والمتعصبين وطبعا ان هذه الدول المشار اليها اعلاه قد انشأت واسست وشجعت هذه الوسائل الترفيهية نتيجة ابحاث ودراسات ومقارنات بين المجتمعات التي تعيش في ظل قوانين صارمة ومتشددة والمجتمعات التي تنعم بأجراءات مرنة وسلسة تضمن الحقوق الديمقراطية والحريات الاساسية للانسان بصرف النظر عن دينه وقوميته ومذهبه ولونه وجنسه
5 - ان اصدار مثل هذه القرارات الجائرة تحت عباءة الدين والاخلاق تهدد ارزاق ومعيشة الكثير من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المسيحي والمكونات غير المسلمة في الاقليم وتأتي متزامنة مع الهجمة الحاقدة والشرسة والمنظمة التي تستهدف افراغ العراق من هذه المكونات وكذلك يمكن ان يفسر ان وجود هذه المكونات الصغيرة في وطنها اصبح غير مرغوب فيهم وكأنهم ضيوف او غرباء مما يدفعهم للتفكير الجدي للهجرة خارج العراق وهذا هو الهدف الاساسي من هذا المخطط المشبوه
ومن هذا المنبر اضع الموضوع امام انظار كل المستويات الرسمية والحزبية والشعبية والدينية والاتجاهات الفكرية والتيارات الديمقراطية والتقدمية والعلمانية في الاقليم وكذلك امام انظار منظمات الامم المتحدة لحقوق الانسان والمجتمع الدولي بأن تقف بالضد من تنفيذ مثل هذه القرارات والاجراءات المجحفة والسالبة لحقوق وحريات المكونات الدينيه والقومية غير المسلمة وحتى المسلمة منها العلمانية والتقدمية والديمقراطية حيث ان ذلك يتعارض ويتقاطع مع بنود الدستور نفسه ومبادىء حقوق الانسان
حيث على رئاسة وحكومة الاقليم والبرلمان وكافة الفعاليات السياسية الوطنية والقومية فيه التدخل لالغاء هذه القرارات الظالمة والتفكير جديا بضمان كامل حريات وحقوق شعبنا القومية والدينية والانسانية والتاريخية دستوريا وفعليا على الارض وليس سلب حرياته وحرمانه من ابسط حرياته وحقوقه للمحافظة على استمرار وجوده في ارض الاباء والاجداد بكرامة وكبرياء وامان وفي مقدمة هذه الحقوق الحكم الذاتي لشعبنا في مناطق تواجده الحالية والتاريخية من اجل تعزيز تجربة اقليم كوردستان في العيش المشترك والتأخي على قاعدة المساواة والمواطنة دون تفرقة او تمييز على اساس ديني او قومي
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=759503.0http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=759555.0 انطوان الصنا
antwanprince@yahoo.com