الاستاذ كوركيس أوراها المحترم
تحيـــه ومحبه
لأكثر من سبب ,أحاول قدر المستطاع الابتعاد عن الخوض (حاليا بالذات) في امور الكنيسه وخلافات رجالات لاهوتها فيما بينهم ,رغم ذلك,تضطرني أحيانافقرة هنا او جملة هناك بعد ان اجد ان لها مساس مباشر في علاقات إنساننا الكلدواشوري السرياني (المسيحي) مع مؤسساته السياسيه والدينيه والتي بشكل او بآخر انعكست على علاقة ابناء شعبناالسلبيه فيما بينهم, وفي مقالكم اخي المحترم كوركيس أكثر من جمله وفقره من هذا القبيل , لذا ارجو منكم السماح لي باقتباس إحداها التي تقولون فيها:((أما في الزمن الأخير فمع الأسف فأن معظم رجال كنيستنا فضلوا خدمة أنفسهم كرعاة ويريدون من الرعية أن تخدمهم لا هم أن يخدموها من خلال أختيار أمكنة تريحهم ليخدموا فيها، وأن تقوم الرعية بالتبرع الدائمي لهم "للكنيسة" وان يكون كلامهم هو المسموع وأن لا يعارضهم أحدا حتى وأن أخطئوا وهم لا يقبلون النقد ليس فقط من الرعية "المؤمنين" وأنما أيضا من رؤسائهم الدينيين)). انتهى الاقتباس
استاذنا العزيز كوركيس , عمق اسفنا وحزننا على الذي يدور كبير جدا , لذا اطلب المعذره من جنابكم وجناب القراء الكرام لان مداخلتي ستطول قليلا , فأنا شخصياانتمي الى عائله وسطية او معتدله كما يقال في تعاطيها مع مسالة الدين , اصبح المهجر خيارا أكاد الوم نفسي حاليا على اختياره رغم اضطراري عليه, فبعد ان استقر الامر بي وبعائلتي في هولنده, رحبت بزيارة احد المعارف لي مصطحبا معه الكاهن الكاثوليكي الكلداني(م),وقد استقبلتهما حسب الاصول دون ان اعرف شيئا عن سبب هذه الزياره, الا بعد ان شرع الكاهن في التحدث وتوجيه اسئلته التي احسست وكأني امام محقق امني يريد الوصول بي وبعائلتي الى قبول تهمة ذهابنا احياناالى كنيسه الهولنديين الكاثوليكيه او كنيسة المشرق الاشوريه, حاولت ان اشرح له اسباب ذلك لكن قسوة تعليقاته كانت تزداد مع استمرار احترامي له والتزامي باصول الحوار والضيافه الى أن اضطرني ان اطلب منه استكمال شرب كاس العصير ومغادرة بيتي بعد ان شعرت باني قد قبلت بدخول الخطيئة الى بيتي. السيد الكاهن المذكور وبسبب الشكاوى الكثيره ضده,باع ما استحوذه من امتيازات ورحل او نقل الى مكان آخر,,,,,
كبراولادي وتزوجت ابنتي البكر من عراقي كلدواشوري مسيحي كاثوليكي ثم ولدت طفلة أسمتها مريم , وعندما حان وقت تعميذ الطفله ذهبنا الى كنيسه كاثوليكيه هولنديه وجيئ بكاهن عراقي كاثوليكي من اجل تعميذها, صعقت حينما سمعته يقول ادفعوا لي ال 150 ايرو مقدما ثم سأعمذها , فعل نسيبي الشاب ذلك, ثم اثناء تعميذها بدى منزعجا وهو يسأل اين الكاميرات؟ عليكم بتصوير المراسيم ونشرها بالفيس بوك كي يراها الناس.
كبر ابني الثاني واستحق علينا التفكير معه بزواجه من فتاة عراقيه كاثوليكيه احبها واحبته , فشرعنا في تهيئة الحال الى ان حان موعد التفكير بالكنيسه والكاهن, كالمعتاد , مفضل لدى عوائلنا ان تكون الزيجه(زواغا), على يد كاهن كاثوليكي عراقي , وحين بدأنا مشوار ترتيب ذلك, ظهر امامنا كاهنان (س,ص)احدهما ينافس الأخر وكلاهما كاثوليكيان عراقيان, القس س قال من الافضل ان تكون الزيجه في كنيسته التي فضلها العروسان , لكنه اشترط استحصال موافقة من القس ص لاعتبارات عرفتها لاحقا,,, ولكي نستحصل الموافقه المكتوبه هذه, اتصلت باحد اعضاء اللجنة التابعه للقس ص الذي قدم نفسه بانه عضو في اللجنه المركزيه , بعد ان شرحت له سبب اتصالي به, قال بان امر استحصال هذه الورقه يتعلق بالقس ص نفسه فقط, ثم اضاف لي اننا في حال لو طلبنا من القس ص تزويج ابني علينا ان ندفع مبلغ 300 ايرو للجنه المركزيه مضافا اليها تكاليف حضور الشمامسه ومصروف حضور القس وايجار الكنيسه التي تصل الى 280 _300 ايرو اخرى , على اية حال كي اتدارك الامر سألت الاخ عضو اللجنه المركزيه عن امكانية اتصالي بالكاهن ص ظنا مني بان ذلك سيسهل الامر , اجابني الاخ بانني لو اتصلت بالقس فانه لن يرد وما علي الا ان احكي له فويس ميسيج voice message , بدأت احس باني سادخل في حانه ومانه ربما سيصعب على الخروج منها , مع ذلك اتصلت بالقس ص وفعلا ظهرباني يجب ان احكي في ماكنة نقل الرساله الصوتيه, بعد السين واللام واتصالي بعضو لجنه مركزيه اخر ليساعدني بالوصول الى القس عاد الكاهن ص مشكوراواتصل بي , شرحت لأبينا القس رغبة العريسين في زفافهما في كنيسة القس س لاكثر من سبب اولهما قرب الكنيسه ثم جمالية مظهرها مضافا الى ذلك قلة تكاليفها , ثم طلبت منه تزويدنا بورقة عدم ممناعته من اجل تسهيل امر الزيجه, رفض ذلك وعندما شرحت له مرة اخرى الاسباب راح يحكي لي عن مدى مصداقية الكاهن س من عدمها , طلبت منه عدم الزج بنا في خلافاتهم ورجوته بايجاد ما يسهل الامر, اجابني بانه لا باس لو يؤدي المهمه في كنيسه هولنديه لكن بشرط دفع 300 ايرو للجنه المركزيه واجور الشمامسه والنقل....
اتصلت بقس هولندي كاثوليكي وشرحت له حاجتنا لبناية الكنيسه , الرجل ابدى استعداد الكنيسه تقديم كل ما نحتاجه من زينه وعازف ارغن وسجاده حمراء من دون ان يتطرق الى موضوع الفلوس, بعد ان شكرته على ما ستقدمه الكنيسه,سالته ان كان هناك اي مترتبات ماليه , اجابني مبتسما, هذا بيت الله ونحن العاملون فيه نعمل بايمان في خدمة الناس وتسهيل امورهم, ولو شئتم مساعدة الفقراء فبإمكانكم التبرع للكنيسه بما ترونه حسب قناعتكم وسيتم تسجيل وصيتكم في سجل الخورنه
, بعد ذلك اتصلت بالقس ص وابلغته بالامر على امل ان نحدد الوقت لاحقا كي نخبره بموعد حضوره..
مرت ثلاث ايام ونحن نتحدث عائليا حول الملابسات التي صادفناها اثناء تهيئة القس والكنيسه , سالتني زوجتي وهي المؤمنه التي تعرف ربها وصلاتها على طريقتها الخاصه بها, ما سر اصرارنا على إحضار قس عراقي في حين كل التسهيلات والاستجابات جاءتنا من الكنيسه الهولنديه الكاثوليكيه؟؟ سؤال وجيه جدا سبق وراودني اكثر من مره لكني كنت اعزف عنه لاسباب منها اهمية لغة المراسيم , وحين سالت زوجتي حول موضوع اللغه , اجابتني نعم مهم وجميل ان تكون الصلاة بلغتنا الام لكن الا ترى ما الذي يفعله بنا قساوستنا؟ كان ابني المقدم على الزواج يسمعنا ونحن نتبادل الحديث الى ان استقر بنا الامر الى مفاتحة القس الهولندي بالموضوع.....
في اليوم التالي ذهبت ومعي ابني الى الكنيسه الهولنديه للتكلم مع القس H. Lحول موضوعتنا, تصور اخي كوركيس كم كانت دهشتي كبيره عندما سمعته يقول بانه وفر على نفسه تقديم هذا المقترح منذ اول لقاءنا معه احتراما منه لمشاعرنا , لكنني صعقت اكثر حين اضاف قائلا نحن جدا متأسفون لما نسمعه من مشاكل حول كنائس العراقييين..... وهكذا أتممنا معه كل مامطلوب تأديته دينيا من دون قال وقيل , كنيسه واسعه, زينه لائقه , عازف خاص وأورغن , سجاده حمراء, وربما سيكون هناك تقديم كوب قهوه للحاضرين عدا ان الكنيسه ستقدم للعريسين هدية علاوة على المواعظ والارشادات التي تشد العريسين الى الكنيسه وليس العكس كما هو حال قسسنا العراقين.
هذه حقائق عشتها بنفسي وعائلتي , رغم كونها مؤلمه ومخيبه, لكننا لا ندعي كونها سببا دافعا بنا للابتعاد عن ايماننا بالمسيح وبرسالته المسامحه ,لكنها مع الاسف قد فعلت فعلها في سحب العديد من مسيحيينا العراقيين باتجاه مسميات كنائس مذهبيه أخرى, ناهيك عن الشرخ النفسي الذي تخلفه هكذا ممارسات في صفوف ابناء شعبنا الواحد....
مرة اخرى المعذره عن اطالة مداخلتي لكني وجدت من المهم ادراجها كي يطلع عليها مسؤولو كنائسنا.........
تقبلوا خالص تحياتي