المحرر موضوع: آفاق جديدة بعد اكتشاف مكتبة الأمبراطور آشور بانيبال العملاقة !  (زيارة 2454 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل آشور بيت شليمون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 842
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
آفاق جديدة بعد اكتشاف مكتبة الأمبراطور آشور بانيبال العملاقة !

آشور بيث شليمون

توطئة:

منذ أكثر من مائة عام كانت مراجعنا التاريخية تتركز على ثلاثة مصادر رئيسية وهي:
-   المؤرخ البابلي برخوشا ܒܪܚܘܫܐ،
-   الكتاب اليونان،
-   والتوراة العبرية .
ولكن بعد قيام المستشرقين الغربيين ببعض العمليات التنقيبية في الشرق الأوسط، وتحديدا في بيث نهرين/ ميزوبوتاميا، فلسطين ومصر حيث فتحت آفاقا جديدة التي لم يكن يحظى ويحلم بها المؤرخون والمستشرقون من ذي قبل .
..................

إن التنقيبات التي جرت في كل من ميزوبوتاميا، فلسطين ومصر واماكن اخرى من الشرق القديم يقول أليكساندر هيدل Alexander Heidel ( 1 )  قد فتحت مشهدا تاريخيا فريدا من نوعه .
ويستطرد قائلا، وهي حقيقة تاريخية بالنسبة لبلاد بابل وآشور.  وإن نقاط الإتصال بين التوراة العبرية/ العهد القديم وهذه النصوص التي وجدت في هذين البلدين ( بابل وآشور ) حيث معظم الكتب مكتوبة حول الموضوع. ومرة تلو المرة الحوليات الملكية الآشورية تؤكد ذلك .

مكتبة آشور بانيبال واهميتها التاريخية


كان الوقع عظيما في اكتشاف المكتبة الآشورية الضخمة في نينوى والتي تعد مفتاح لحضارة بيث نهرين / ميزوبتاميا من قبل اوستن لايارد ومساعده هرمز رسام ابن الوطن الآشوري الذي قام بتلك الحفريات المهمة جدا في مدينة الموصل عام 1849.
كما  يقول الدكتور باترك هانت ( 2 ) Patrick Hunt,Ph. D.   من جامعة ستانفورد في كتابه الجديد الموسوم – عشر اكتشافات التي اعادت كتابة التاريخ .

لقد وجد في هذه المكتبة أكثر من 26000  لوحة والتي هي محفوظة بكاملها في بريطانيا اليوم وللمزيد حول الموضوع يرجى النقر على الرابطين أدناه:

http://www.lobabforum.com/smf_ar/index.php?topic=3227.0
أو
http://ameer-saadallah.deviantart.com/art/The-very-first-Library-in-History-478677128

أهمية التوراة العبرية ولماذا إخفاق شعبنا الآشوري ؟

دون شك للتوراة العبرية شان عظيم على المستوى العالمي، ليس لكونه كتاب ملهم من قبل الله لأنبياء صهيون فحسب، بل كونه المصدر الوحيد كما قلنا منذ اكثر من مائة عام ونيف لتاريخنا الذي يغلفه الغموض الهائل من قبلنا مع الأسف  نحن أصحاب تلك الحضارة العملاقة!

ورب سائل قد  يسأل ما هو السبب؟ من دون شك الجواب واضح وسهل جدا لإعطائه، كون شعبنا الآشوري منذ دخوله المسيحية  برمته قد نبذ كل ما كان يتعلق به من الحياة الوثنية التي عاشها من ذي قبل من جهة،  ومن جهة أخرى كما نعرف اليوم كل الحوليات والسجلات الآشورية المكتشفة مكتوبة بالخط الإسفيني/ المسماري الذي كان وقفا على أناس محدودين وهم الكهنة وكان يعرف   بالقلم الحبري ( 3 ) ܟܬܝܒܬܐ ܟܘܡܪܝܬܐ والمسيحية جاءت وجرفت كل هؤلاء ورمتهم في زاوية النسيان وبذلك فقدنا المصدر الرئيسي في معرفة هذه الكتابة والتي علينا ان نشكر الغرب الذي اعطى لها الأهمية الكبرى في حل تلك الرموز العويصة اليوم حيث بوسعنا معرفة الكثير من الأشياء التي كنا نجهلها ولكن للمزيد يتطلب زمنا طويلا كونها سجلات ضخمة جدا من ناحية، ومن ناحية أخرى حتى في يومنا هذا النخبة التي بوسعها قراءتها هي قلة صغيرة .

والجدير بالذكر، ان في التوراة العبرية كثيرا من المعلومات وأهمها النبوءات والتي قسما كبيرا منها قد حدث اليوم ومنها بإقتضاب وعلى سبيل المثال عودة اليهود من جديد الى أرض الميعاد، مجيء المسيا/ المسيح وإن كان اليهود معظمهم لا يؤمنون بقدومه، حيث في التوراة العبرية وخصوصا الأنبياء الكبار، اشعياء، ارميا، وحزقيال كثيرا من النصوص تشير الى ذلك بوضوح تام.
ومن تلك النبوءات المهمة بوسعنا القول انها تمت ولا زالت في طور الإستمرار ما جاء في سفر التكوين، الأصحاح 15 والأعداد 8- 16 عن العاصفة العربية الإسلامية حيث يقول بالحرف الواحد:
" ... يده على كل واحد ! ويد كل واحد عليه! وامام جميع إخوته يسكن ... "
عزيزي القارئ، لنفحص الاحداث في شرقنا والعالم أجمع، حيث يدور اليوم على محاربة الإرهاب الذي جاء به  نبي العرب – محمد – وما هي تداعياته على البشرية؟! ومن ثم إن ما يحدث اليوم من قبل هذه الجماعات الإرهابية هو بعينه النبوءة هذه بالضبط ومن ثم امحص وافحص – الكلمات، يده على كل واحد ويد كل واحد عليه ، أي الغرب اليوم يقوم بضرباته على هذه الجماعات الإرهابية بسسب ضرباتها  وما تقوم به من إرهاب!!

ولكن هناك نبوءات اخرى من المعتقد جدا أنها لم تحدث ونحن على شغف لحدوثها ما جاء في سفر إشعياء النبي الأصحاح 19 والعدد 25  والذي يقول بالحرف الواحد: " في ذلك اليوم تكون سكة من مصر الى آشور( الوطن ) فيجيء الآشوريون الى مصر والمصريون الى آشور ويعبد المصريون مع الآشوريين  " .
من دون شك، إن التوراة العبرية مهما يتخللها من الترهات والخرافات، ولكنها تحوي كثيرا من المعلومات الصحيحة .
وكذلك بوسعنا القول نظرا لقدم الكتاب والذي يعود الى الوراء أكثر من 2500 عام ، ليس من المستبعد ان يحوي بين دفاته كثيرا من الأشياء والخرافات التي استمدها من المنطقة، من بلاد الرافدين ومصر وغيرها وعلى سبيل المثال – قصة التكوين وكذلك قصة الطوفان ما هي إلا صور طبق الأصل عن المصادر البيثنهرينية / بلاد الرافدين .
ومن هذه  الخرافات  ما جاء ذكره في التوراة العبرية عن مقتل 185 ألف من الجيش الآشوري من قبل ملاك الرب وعودة الملك سنحاريب الى عاصمته وإغتياله من قبل ولديه كما جاء في  ( الملوك الثاني 19: 35-36 ).
إن الحوليات الآشورية تذكر فقط قصة إغتيال الملك سنحاريب فقط من قبل ولديه ولكن العملية تمت بعد مدة وليس حالما رجع الى نينوى، ومن ثم القصة كلها مفبركة ويمكن أن يكون المصدر مصريا حيث المؤرخ اليوناني هيرودوت  ( 4 ) يذكر عن قصة مشابهة تماما حول عجز الجيش الآشوري في الحرب نتيجة فئران الحقول التي التهمت الجلود التي استخدمت في الدروع والأقواس .

ومن ثم هناك علامات استفهام كبيرة، إذا كان ملاك الرب  قضى على 185 ألفا من  الجيش الآشوري، هنا لنا القول،   من بقي من هذا الجيش العرمرم وكيف نجا ملك سنحاريب من مثل هذه الضربة الإلهية ؟! كما أنه من المستبعد جدا أن يكون الجيش الآشوري تعداده بهذه الصورة الضخمة وعلى الأرجح ان يكون أقل من 50 ألفا من المقاتلين !
كما ان الرب في الكتب العبرية ليس هناك مصدرواحد  باستخدام الرب – الملائكة – في قتل البشر !! إذ أن الرب يستخدم شعوبا في ضرب شعوب أخرى ممن يخرجون عن طاعته وهذا موثوق في الكتاب المقدس إذ استخدم الشعب الآشوري في تحقيق ذلك مرارا ( إشعياء 10: 5 ):
" ويل لآشور قضيب غضبي والعصا في يدهم هي سخطي / ܘܝ ܠܐܬܘܪܝܐ:  ܫܒܛܐ ܗܘ ܕܪܘܓܙܝ  : ܘܚܘܛܪܐ ܗܘ ܒܐܝܕܗܘܢ ܕܡܚܘܬܝ : ܥܠ ܥܡܐ ܚܠܦܐ ܐܫܕܪܝܘܗܝ  . "

............

( 1 ) Alexander Heidel , The Babylonian Genesis- The University of Chicago Press ( Second Edition ) 1972  - See the Preface.
( 2 ) Dr. Patrick Hunt,  Ten Discoveries that Rewrote History , A Plum Book 2007
( 3 ) ابن العبري، تاريخ الدول طبعة بيجان 

) 4 ) Herodotus, the histories  ( Book two ), Penguin Classics 1972 p 185