المحرر موضوع: 14 شباط يوم الشهيد الشيوعي ، يوم العطاء في سبيل مصالح الشعب وكادحيه  (زيارة 1452 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Abu Fady

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 84
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
14 شباط يوم الشهيد الشيوعي ، يوم العطاء في سبيل مصالح الشعب وكادحيــه

مارسيل فيليب
marcelphillip@yahoo.com.au
  ... لذكرى  يوم الشهيد الشيوعي وقع خاص وأثير في ذاكرة كل الوطنيين العراقيين ، لكونها ذكرى البسالة والتحدي والصمود دفاعاً عن مبادئ وقناعات فكرية حد الأستشهاد ،  وهي ذكرى قطرة الدم الأولى التي سفحت على درب الأمل بغدٍ أفضل ووطن حُر مستقل ، قدمها  الرعيل الأول من الشيوعيين العراقيين ، ثم تكررت التضحية لالاف المرات دفاعاً لأنتزاع ابسط الحقوق والمكاسب الوطنية ، وصولاً لتحقيق أرقى القيم الأنسانية .                                                                                 
         هكذا تلألأت سماء الوطن العراقي بقوافل شهداء الحزب والحركة الوطنية العراقية  ، منذ الرابع عشر من شباط / فبراير 1949 ... وبدءاً  بأول كوكبة خالدة من الشهداء  ، قادة ومؤسسي حزبنا الرفاق  فهد – حازم – وصارم .... يومها أرتقى الرفيق زكي بسيم  " حازم " سلم المجد مع الرفيق  فهد  ، مردداً " لو تيسر لي أن أولد من جديد .. لما أخترت غير هذا الطريق " .                           
       ثم تواصلت التضحية وتوسع دفق الدم الشيوعي ، عندما داعب وهم القضاء على الشيوعية في العراق مخيلة الفاسشت الجدد في شباط عام 1963 ، لكن حتى في تلك الأيام السوداء وهمجية الذئاب البعثية المتعطشة للدم تمكن رفاق الحزب وقادته من تسطير  ملحمة جديدة مكللّة بالمجد والشموخ البطولي ، كمثل  الرفاق ، شهداء الحزب والوطن ، سلام عادل - جمال الحيدري – العبلي –  جورج تلو ومحمد حسين أبو العيس - وابو سعيد – وعبد الرحيم شريف – نافع يونس -  وحسن عوينة – ومهدي حميد – وحمزة سلمان  والمئات من اعضاء وأصدقاء الحزب وأعضاء المنظمات والهيئات والشخصيات النقابية والأجتماعية والعناصر الديمقراطية  ، وأستمر النزف الشيوعي  متدفقاً خلال مرحلة حكم وريث الحقد والجريمة المقبور صدام حسين ، دون ان يعي هذا الكل  " أن الشيوعيين العراقيين كانوا ومازالوا يستمدون من مأثر وبطولة شهدائهم  العزم على مواصلة العمل والتضحية دون هوادة من أجل عراق حر ولأجل غدٍ أفضل لأجيالنا القادمة " .                                                                           
  وهكذا يستفز هذا الشهر من كل عام ، وبألم مميز  ذاكرة كل الشيوعيين والوطنيين العراقيين ، ففي شباط 49 توهم نوري السعيد والسلطة الحاكمة والأدارة البريطانية انذاك أن الطريق الأفضل لكسرعزيمة النضال الجماهيري هو بأعدام قادة حزبنا الشيوعي ، وفي شباط  الأسود عام 63 اطلق وحوش أنقلابيي عفلق سُعَارهُم ( رقم 13 ) ، والذي أباحوا من خلاله هدر دم الشيوعيين دون محاكمة ، وأباحوا مبدأ محاربة الشيوعية بشعارات جوفاء وفتاوي دينية مدفوعة الثمن ، وكشفت حقائق التأريخ عبر العقود الماضية .. المزيد من الخيوط والحقائق التي ارتبطت بها عملية معاداة الشيوعية ومروجي هكذا شعارات ، وكذلك حقيقة أستحالة الجمع بين شعارات التحرر القومي والدفاع عن الشرائج المسحوقة وتحقيق العدالة الأجتماعية والسيادة وصيانة المصالح الوطنية ، وبين محاربة الشيوعية والشيوعيين والجدير بالملاحظة أن كل الذين يرفعون الأن عقيرتهم لتشويه تأريخ الحزب الشيوعيين العراقيين وحزبهم أو محاولة تهميش دورهم ، لا يستمدون دلالاتهم الا من ذات المستنقع الذي سبقهم اليه أسلافهم .                                                                                       
           اليوم نتمنى أن لا يعيد التأريخ نفسه بشكل مهزله ، من خلال مانرصده عبر الراهن وأستشفاف القادم في لوحة الحاضر العراقي ، والذي لا تقل فجائعة عما عشناه وعاصرناه عبر العقود الماضية ، فثقافة ومبدأ العنف هي السائدة في الممارسة اليومية للداخل العراقي ككل ، ولا زال هناك مسؤول  رسمي أو شرطي أو عسكري أو رجل أمن مستعد لممارسة تزييف الحقائق ، أو قل لممارسة كل ثقافة وهمجية الجلاد الحقيقي ، أو عناصر ميلشياوية وفرق موت تابعة او غير تابعة لقوى مساهمة في تشكيلة السلطة القائمة تتجاوز على سلطة الدولة والقانون وبشكل واضح ، ومجاميع أرهابية وعصابات مسلحة تحترف الجريمة  ، وكلها تتخفى وراء " المقدس " يوجهون ضرباتهم نحو كل أنسان يخالفهم الرأي والقناعة بكل ما تعنيه شريعة الغاب والمهوسين بمنظر الدماء ، متقمصين سلطة قامعة لا تعرف غير رد الفعل المتوتر والممارسات المأزومة ، رغم علم الجميع بأن فصول العنف والعنف المضاد نهج عقيم لن يوصل الملتزمين بآلياته إلا لطريق مسدود ، أضافة لحقيقة وخلاصة دروس وتفاصيل شاخصة من تجارب مراحل سياسية وحقب نضالية أبان عقود القمع ونظام الفاشية المقبور ،  حين امتزج فيها دم العربي بالكردي والأشوري الكلداني  والمندائي والتركماني والأيزيدي والدم الشيعي بالسني والمسيحي بالمسلم في شوارع ومدن ومحافظات الوطن العراقي ، في جبال كردستان كما في شوارع  أربيل وبغداد أو الموصل والنجف والبصرة أومناطق الأهوار ، حيث قدمت جماهير شعبنا بكل أطيافه وأنتماءاته الفكرية  تضحيات غالية  من أجل حرية الوطن والشعب ولقيام بديل ديمقراطي ، أملاً ليكون العراق وطنا لكل أبنائه .                                                                                                     
      اليوم ونحن نحي ذكرى يوم الشهيد الشيوعي ، ندعو جميع الأطراف السباسية وكل الخيريين ، للسعي وبجهود مضاعفة ..  لوقف دورة العنف والتطرف ولتحكيم العقل ،  والسعي لبلورة وعي جمعي عبر كل وسائل الأعلام الرسمية والقوى السياسية المشاركة في الحكومة العراقية الحالية ، وأولهم احزاب الأسلام السياسي ورجال الدين وخطباء المساجد ، أبتداءً من الأخوة في المجلس الأعلى الى أصغر تيار في المعادلة الأسلامية ، ولرفع شعار واضح .. بأن الحرية والديمقراطية وجهان لعملة واحدة ، لا يكتمل أي من طرفي المعادلة بدون أكتمال شروط تحقيق الطرف الأخر ، كي نساهم معاً لفتح كوة صغيرة في فضاء عراقنا الجريح ليتاح من خلالها لأطفالنا وأهالينا ، أستنشاق هواء نقي بدل رائحة البارود .                                       
ولنستخلص الدروس من ماضينا  وتجاربنا ، كي نتمكن من أستشراف مستقبلنا بشكل سليم ، فما زال بالأمكان انقاذ الوطن والشعب من الكارثة المتربصة ، فالكل واعي لحقيقة " أن محنة الوطن تتفاقم ولابد لكل طرف من المساهمة في أقامة توازن جديد يعترف بالأخر ويرفض الألغاء والتهميش .                 
فلنبتعد عن المحاصصة الطائفية وأسلوب توزيع غنائم الحرب وأقصاء هذا أو تفضيل ذاك من الأطراف العراقية بحجة المظلومية أو الأغلبية والأقلية ، ولسعي كل الأطراف لتعزيز سلطة الدولة العراقية وأستقرار الوضع الأمني والسياسي ولتعزيز المصالحة الوطنية بعقلية متفتحة ، وللقضاء على العصابات وفرق الموت المنفلتة وحل جميع الميلشيات بكل انتماءاتها ، وللتمسك بتحقيق مبادئ ترسيخ نظام ديمقراطي حقيقي يمكن عن طريقه السير قدماً وبخطوات واثقة نحو أفاق المستقبل الواعد ، ولو  بالشروع لبناء أسس دولة عصرية تعتمد المؤسسات الدستورية لأعادة بناء الأنسان العراقي الجديد أملاً  بتحقيق غدٍ أفضل لأجديالنا القادمة .                                                                         
تحية عطرة لذكرى شهداء الحزب والوطن ، وكل ضحايا النظام الدكتاتوري المقبور والعمليات الأرهابية الجبانة .[/b] [/size][/font]