المحرر موضوع: نداء من الحاكم ميخائيل شمشون (( إلـى من في يدهم زمام الأمور))  (زيارة 2141 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل iraq my home

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 46
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
بمناسبة كتابة مسودة الدستور العراقي
نداء إلـى من في يدهم زمام الأمور

الحاكم ميخائيل شمشون
((عضو المحكمة العراقية العليا))

تبين لنا من خلال متابعة عملية صياغة الدستور العراقي

أن كل الأطراف من مكونات الشعب العراقي قد وضعت خلافاتها ورؤاها الخاصة جانباً، وباتت تعمل من اجل المصلحة العامة التي هي هدفهم جميعاً، حيث لا يستطيع احد منا أن ينكر الخلافات الكبيرة والعميقة الموجودة بين احزاب التحالف الكردستاني والإئتلاف الوطني العراقي الموحد وغيرها.. وهذا أمر طبيعي، وكان الأولى بنا أن نحذو حذوهم خاصة ونحن لسنا بأقل خبرة ووطنية منهم ولكننا أكثر لا مبالاة للموضوع بحيث أصبح همنا الوحيد هو كيف نستطيع ان نمرر طموحاتنا في الدستور العراقي وإن كان ذلك على حساب طموحات وحقوق الأمة.
عندما شاهدت الجلسة المقررة لمناقشة مسودة الدستور للجمعية الوطنية مؤخراً ضحكت وبكيت في نفس الوقت، إذ شاهدت كل واحد يقاتل من اجل أهداف وأمنيات بني قومه، تعجبت فعلاً!، ألمْ يفكر أحد بأن في الاتحاد قوة وفي التفرقة ضعف وزوال؟!، ومن ثم هناك حقيقة واضحة يدركها الجميع ألا وهي (ان الاحترام الذي نلمسه من الآخرين هو ليس من اجل سواد عيوننا "كما يقول المثل الشعبي")، في احدى المرات سُئِل محافظ دهوك وقبل الانتفاضة السؤال التالي: "الى متى ستبقى يا استاذ في هذه الوظيفة"؟، فأجابهم: (ادعوا الله ان يمد في عمر ملا مصطفى البرزاني "إذ كان الملا مصطفى البارزاني في حينها لا يزال حياً")، فتعجّب الجميع من إجابة المحافظ وإنتابهم الخوف ولكنه ولأجل قطع الطريق امامهم من الذهاب بعيداً في أفكارهم أوضح لهم الأمر وقال "انهم بحاجة لي اذا كان الملا مصطفى حياً واذا توفي فتنتفي حاجتهم لي"!.
يجب علينا جميعاً أن نستفيد من تجارب الآخرين ونأخذها عبرة لنا ولا بد لي في هذا المجال من توجيه نداء الى من في يديه أمر توحيد هذه الأمة العظيمة أن يبادر الى إتخاذ ما يلزم بإعادة اللحمة الى جسدها، وأود أن أضع أمام أنظار كل من يهمه الأمر الملاحظات التالية عند التطرق الى حقوق أمتنا وتثبيتها في الدستور العراقي:

1. الرجوع الى الحقائق التاريخية والعلمية والإستعانة برأي الخبراء والباحثين والعلماء في العلوم التاريخية والإنسانية خاصة في موضوع التسمية التي يجب ان تطلق على أمتنا والتعمق والدراسة من قبلهم لبيان هل أن أواصر الإشتراك والتوحيد بين مكوناتها هي اكثر من عناصر الإفتراق والإبتعاد أمْ اقل، وبالتالي تغليب ما هو تاريخي وحقيقي وعلمي على الآراء والأهواء الشخصية في هذا المجال.
2. الكنيسة "بكل فروعها" رأيها محترم وهي مرجعية يجب علينا جميعاً أن نحترمها ونخدمها ونحافظ عليها كلما كانت ملتزمة بالأمور الدينية وهذا هو دورها في الحياة كما رسمه السيد المسيح "عظُم شأنه" وعليها ان لا تدخل في السياسة إلا من حيث التوجيه فقط، أي توجيه الرعية بالرجوع الى الأخلاق القويمة ودعوتها الى الوحدة ونبذ الخلافات، وبالتالي ليس من حق أية كنيسة التدخل في الأمور الدنيوية وفرض تسميات معينة على أبناء امتنا دون غيرها. ولكننا نرى بعض رجال الدين يتدخلون في السياسة حتى العظم وعندما تواجههم بذلك ينفون تدخلهم في السياسة.
3. ليس هناك من يمثل جهة معينة بصورة شاملة تنفي وجود الآخرين، فليس هناك كلداني أصيل وكلداني غير أصيل وآشوري أصيل وآشوري غير أصيل، وكل من يدّعي بهذه الأمور يعرف أصله ومسقط رأس اجداده الأولين وماذا كانوا، إذ لا يجوز لنا إنتقاء بعض الملاحظات من هذا الكتاب والإستئناس برأي أحد الأشخاص وتكوين قناعة شخصية منها والتشبث بها لنفي كل ما يخالفها ولا يستقيم معها.
4. إنني اؤيد النداء الذي وجهه نخبة من ابناء أمتنا الكلدوآشورية الى رجال الدين بأن يكونوا مع مشاعر أبناء الأمة وإقتراحهم بأن يصار الى مؤتمر وطني موسع يُدعى اليه الجميع ومن خلال ذلك المؤتمر "يُقر" الاسم الصحيح والذي يجمعنا جميعاً ويحمينا من عاتيات الزمن.
5. ان الفرصة التي هي بأيدينا هي فرصة ثمينة علينا إستغلالها وعدم التفريط بها لأننا بعد ذلك سوف نعّض أصابعنا "كما يقول المثل الشعبي" ونندم على تصرفاتنا السابقة حيث لا يفيد الندم، وعلينا عندئِذ أن نقّر ونعترف بأننا جميعاً مسؤولون عما آلت أو تؤول اليه احوال الأمة من تدهور "لا سمح الله"، فمن كان بلا خطيئة فليرجمها بحجر، ولكن مع الفارق لأن هناك من عمل وخطأَ دون تعمد وهناك من لا يعمل ويتشدق بالكلام وهو عالِم بأنه على خطأ ولكنه لا يعترف بخطئه وتلك هي الطامة الكبرى. ولكن التاريخ لا يرحم من كان يعمل ضد طموحات واهداف امته، وعجبي أخيراً.. ألمْ تطلق التسمية المركبة "الكلدوآشورية" او بالأحرى ألمْ تستحدث من قبل المطران العلاّمة ادي شير في القرن الماضي في كتابه "كلدو-آشور" وهو كلداني حتى العظم وليس هناك من يفوقه بهذه الصفة!، او لم يستعن بها البطل القومي آغا بطرس عند محاربته أعداء الامة في نضاله الذي كان يستهدف من و! رائه توحيد الأمة!.. لماذا نخجل الآن من هذه التسمية؟، وإن كنتُ شخصياً غير متمسك بهذه التسمية في حالة وصول ابناء الأمة الغيارى الى تسمية اخرى تجمعنا ولا تفرقنا.
6. وبرأيي المتواضع فإن أي رجل دين يعمل من اجل توحيد ابناء الأمة ويناضل من اجل أن تحتل موقعاً مرموقاً بين الأمم الأخرى.. سوف يصبح هو البطل والرمز في أعين الجميع وان الشعب لا ينظر عندئِذ الى مذهبه وأصله وانما الى عمله.. والله الموفق.


    www.zahrira.net