كنت أتمنى ان يقال اكراما للشهداء .. وتعزية للمهجرين .... سنحتفل
في خبر أكيد قررت محافظة اربيل هذا العام عدم الاحتفال بالأعياد الخاصة بتوديع العام القريب من الماضي واستقبال الجديد ، ٢٠١٥ ، وذلك احتراما للشهداء الذين قضوا مدافعين عن الارض والشعب بكل طوائفه وأطيافه وأجياله ، وبالحقيقة هؤلاء الشهداء الأسخياء الكرماء يستحقون كل ما بمقدور الانسان اي كان ان يظهر لهم من تعظيم وتبجيل ، ولكن مع احترامي الشديد لمحافظ ومحافظة اربيل وحكومة اقليم كوردستان الا ان هذا التفكير تقليدي في فلسفته وتطبيقه ، فالحزن على الأغلب يقابل بالحزن في ثقافتنا الشرقية ، وحقيقة انا بدأت افهم ان من ينكوي لا يضع يده في النار او في ماء ساخن بل يعالج بما يعاكس الفعل فيكون رده مختلفا لتشعر بالفرق ، من هنا !! الا يمكن ان نفسر الأمور من جانب اخر او وجهة نظر اكثر عمق ، وبفلسفة الأضداد ؟ وبشكل بسيط حد الطفولة في العفوية اقول في سؤال ، لماذا بذل هؤلاء ارواحهم عن قناعة وثقة ؟ والجواب بسيط ايضا ، هو ليدوم الأمان والاستقرار والانجازات التي اهمها ، إنسان سعيد ، وتسير الحياة بشكلها الطبيعة بل بأكثر ، بتحدي ماهو على الارض وتجسيد ماهو في الخيال الى الملموس ، تحديا لمن يريد ان يوقف الحياة والذين وقف الشهداء جاعلين اجسادهم دروعا تصد همجيتهم وفكرهم التدميري ، انا ارى برأيي المتواضع أن خير ما يرد به جميل هؤلاء الشهداء هو إظهار مظاهر الاحتفال اكثر من قبل لتصل لأرواحهم رسالة مفادها ان استشهادكم لم يذهب سداً وها نحن بفضلكم ننعم بالفرح والسعادة كما اردتم ولأجله قاتلتم وبذلتم الأغلى والأنفس ولن تجدوا منا الا فرحا وأملا لئلا تعاتبنا أرواحكم الطاهرة فنشعر يوما ان أرواحكم تلك تقول لنا ما لكم لا تعملون ولا تحتفلون ولا تملأوا الأزقة والطرقات بالفرح والحياة الم نعطي الأرواح ليكن هذا ؟ صدقوني لو كنت صاحب قرار في اربيل او في اي مدينة في الإقليم او في العراق عموما لاوعزت وأشرفت على إنجاز اكبر شجرة ميلاد في العالم تتوسط اربيل وتكون زينتها صور الشهداء وأسمائهم الخالدة بأبهى الإضاءات فلا موت بالاستشهاد من اجل الوطن والإنسان ، إلا وتولد منه حياة مفعمة بكل ما للحياة من معانٍ ، ولا تجعلوا هدفا من أهداف المجرمين الهمجيين وهو أضعاف الحياة والامل لدى الأطفال والأجيال القادمة ان يتحقق ، ان فهمنا ، لما جاد هؤلاء الكرام بارواحهم ، لعملنا ما يرضيها
احتفلوا اليوم وغدا وكل عيد على شرف وكرامة ارواح الشهداء ، شهداء الوطن والمواطن
وفي موضوع متصل الفحوى فان غبطة البطريرك لويس ساكو دعى المسيحيين في الداخل والخارج الى عدم الاحتفال بالموسيقى والصخب والاكثار من الصلاة تضامنا مع الإخوة المهجرين والذين مازالواحتى يعانون من قساوة الحال خاصة وانه العيد الاول الذي يقضونه بعيدا عن ارضهم وبيوتهم وأشياءهم المحببة الغالية وأماكن ذكرياتهم ، انا لا أشك ان هذا الكلام فيه من الصدق والمشاعر ماهو راق وجميل ولكن اعود وأقول كما اسلفت أعلاه ، برأيي ، المجابهة بما يعاكس ولا يطابق ، فما اجمل لو كان النداء للجميع بان يكثروا من الفرح هذا العام ويزيدوا على طقوسهم طقوسا تناسب المهجرين ، كنت أتمنى ان يكون النداء ، تعالوا نجعل من المخيمات فردوس كرنفال فرح ونجعل من الحزن الذي يحيط بتلك الخيم فرحا لا ينساه المهجرون ماعاشوا بعد انتهاء ازمتهم وسيكون علامة مضيئة في ظلمة التهجير الحالكة ومصدر اضاءة لأمل قادم ، ولا ننزوي الى حزنهم ونثقل عليهم فوق أثقالهم ، وما أشبه الامس باليوم ، الم تكن الام مريم والمربي يوسف وطفلهيهما مهجرين من ديارهم من تهديد هيرودس بالقتل ،بحسب الرواية الإنجيلية ، الم يسكنوا الى اسطبل بل ولد هناك الأعظم ، كما اقرأ فان الرب لم يرسل أناس يحزنون لحالهم ، بل جرى احتفال مهيب بفرحه وحضوره فقد حضره الملوك والرعاة وارواح الخير ، الملائكة ، وقدموا الهداية وغنت الملائكة واطربت ، أليس هذا خير مثال يقتدى به اليوم
كنت أتمنى ان تكون الدعوة ان احملوا أفراحهم وموائدكم وَيَا أيها الفنانون احملوا ما يبهج من فنونكم وأمضوا الى المخيمات ولنجعل من الميلاد كرنفال تعزية للحزانى وقاعدة أمل بالخالق بان ينضم الغد ويسخر اصحاب القرار لخدمة ابناءه
لا ننسى انه قال ، طوبى للحزانى فانهم يعزون ،
كنت أتمنى ان نكون من المعزين
كل عام وكل ميلاد والعراق والعراقيين بفرح وسلام
يوسف عزيز