في زمن ساكو .. أكو وحدة .. تفرقة وأنقسام ماكو
قبل حوالي السنتين تسلم غبطة البطرك مار لويس ساكو سدة بطريركية الكنيسة الكلدانية وهي مثقلة بهموم ومشاكل وتسيب وفلتان وتوجه قومي أنقسامي ووو ..
بالتأكيد أختياره لرئاسة السدة البطريركية تم باتفاق الاراء لأعضاء سنهادوس مطارنة الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم وبمباركة قداسة البابا المعظم مار فرنسيس الأول ..عندما أتخذ غبطته الشعار
(وحدة .. أصالة .. تجدد) فبالتأكيد جاء عن دراسة واقع حال الكنيسة ورغبة غبطته في تطبيقه ورؤيته لمستقبل الكنيسة في عهده المبارك ..
الوحدة أرادها أن تتحقق في زمن نحن في أمس الحاجة اليها ..
ويقصد بها الوحدة الكنسية بالتأكيد وليست القومية .. بالوحدة فقط تكمن قوتنا وبها نستطيع العودة الى الأصالة والى مشرقية الكنسية الكلدانية .. التي تأسست في عهد الرسل الأوائل ..
أما التجدد فهو حالة التطور الطبيعي التي نراه ونتلمسه في الحياة اليومية .. والتجدد مطلوب ومشرع في الكتب المقدسة وقال عنه الرب (
(أن ما تربطونه في الأرض يكون مربوطا في السماء وما تحلونه في الأرض يكون محلولا في السماء أيضا )) .. وغبطته يؤمن بحالة التطور، ومنذ تسلمه السدة البطريركية ما برح يعلن على الملأ خططه وتحركاته أعلاميا .. ولا يخفي شيئا عن جمع المؤمنين ولا عن أبناء شعبنا وهذه حالة صحية وكنسيا مثلا ما تم الأتفاق على بعض التغييرات على القداس هو يأتي من منظور التجدد الذي لا يتعارض مع الأصالة ..
أما اللغة وبقدر علاقتها الوطيدة مع الأصالة الا أنها تتطلب التغيير حسب ظروف المجتمع الأيماني ومكان تواجده ورغبة الكنيسة في التواصل مع الأجيال الجديدة من الشباب التي هي عماد وروح الكنيسة واللغات التي يستعملونها في مجتمعاتهم مقبولة طالما تنقل لهم الأيمان وتثبتهم فيه ولكن هذا لا يعني أن ننسى لغتنا أو أن لا نقوم بتعليمها خاصة وهي حية ولها قواعد وتاريخ وقوة متجددة ..
أما معارضوا الوحدة .. فهم أنقساميون بكل معنى الكلمة وغرضهم تفتيت النسيج القومي
(الكلداني- الكلداني) أولا ومن ثم محاربة أي تقارب
(كلداني اشوري) لكي لا يكون هناك أي أفق لوحدة كنسية مشرقية مستقبلية والتي بالتاكيد أن حدثت ستعزز من مكانة كنيستنا ومجتمعنا محليا ودوليا ..
معارضوا الوحدة قليلون وغير مؤثرين .. وثرثرتهم لا تتجاوز صفحات الأنترنيت والتي هي الأخرى لاقت معارضة شديدة من أبناء شعبنا .. لذلك أنشأوا لهم صفحات خاصة مغلقة عن طريقها يتنفسون عن حقدهم وكرههم لكل من يدعوا للوحدة كنسية كانت أم قومية .. ولكل من يعارض أحلامهم الصفراء ..في زمن ساكو .. الكنيسة أدارت الأزمة والعالم عرف مأساتنا
عندما حلت الكارثة بأبناء شعبنا في الموصل وفي سهل نينوى وهرب الجميع تاركين بيوتهم مكرهين أستقبلتهم الكنيسة وفرشت لهم القاعات في الكنائس والمدارس وبيوت الخيرين وخففت عن معاناتهم وحاولت زرع الأمل في نفوس الميؤوسين منهم وطرقت أبواب الحكومة التي فشلت في تأمين أقل ما يمكن أن تفعله من واجباتها تجاه شعبها لا بل أنها لم تعطي لحجم الكارثة اية أهمية .. هرعت الكنيسة تناشد العالم والمجتمع الدولي للتدخل والمساعدة في عودة المهجرين الى بيوتهم وهي الأخرى تباطأت كثيرا وما قدمته لم يشفي ولم يخفف من حجم المأساة ولكن الكنيسة لم تتوقف في طرق الأبواب وكان لأبناء شعبنا في العالم أجمع دورا مشرفا في تعريف الحكومات والمجتمعات الدولية بما جرى ويجري لأبناء شعبنا ومنها بدأت الحكومات والبرلمانات الدولية بتفهم وتقييم وضعية شعبنا المهجر والنازح وحاولت تقديم ما يمكن ان يخفف قليلا ولكنها لا تستطيح حل المشكلة ولا حتى وضع جدول زمني لأنهائها ..
كنيستنا ورئاستها تستحق الأسناد والدعم والأحترام وهي تقوم بواجبات هي من صميم واجبات الحكومة الضعيفة والأحزاب الضعيفة التي وقفت عاجزة عن عمل شيء ملموس على الأرض .. من يحارب كنيستنا اليوم ورئاستها هو كمن يحارب شعبنا المعذب ويحارب دموع والام وتطلعات المهجرين ..وأن تقديم بضعة الاف او مئات الالاف من الدولارات لا تعني شيئا مقابل الجهد العظيم والمعاينة اليومية والزيارات الميدانية لغبطة البطرك ساكو ومعاونيه وكم كان المشهد رائعا في الأسبوع الماضي عند زيارة غبطته لقرى وبلدات قضاء عقرة وبمعيته الراهبين الجليلين الأب أوراها قرداغ منصور والأب بطرس سولاقا اللذان لبيا دعوة غبطته للعودة الى ديرهم في العراق والمساهمة في خدمة الكنيسة والمؤمنين .. ألف شكر وتحية للأبوين الفاضلين أوراها و بطرس اللذان كاما يخدمان هنا في شمال كاليفورنيا قبل أن يقررا العودة الى العراق ..
في زمن ساكو أكو ضبط وقانون .. تسيب وفلتان ماكو
عندما تسلم غبطته السدة البطريركية كان هناك فساد مالي وسرقة مرتبة لأملاك الكنيسة ووضع لجانا درست الواقع وكشفت عن السرقات المنظمة ووضع حدا لهذا الفساد وطرد المفسدين كونهم غير مؤهلين وغير أمينين على أموال الكنيسة ..عندما أستلم غبطته السدة البطريركية كان التسيب ساريا والفلتان جاريا .. الكهنة والرهبان يقررون ما يريدون بانفسهم من سفر وتنقل دون موافقة المراجع بحجة التهديدات على حياتهم .. متناسين روحية رسالتهم التي أقسموا على حملها ومتناسين واجباتهم وتاريخ ابائنا الأوائل في الأيمان القويم والشهادة من أجل المسيح .. الرعاة يهربون تاركين الرعية عرضة لأنياب الذئاب المفترسة .. وعندما طلب غبطته من هؤلاء الألتزام بالقانون الكنسي ثارت ثائرتهم ورفضوا بقوة وبدعم من مطران شجعهم على التمرد على رئاستهم الكنسية وعلى عدم أحترامها ولا أطاعتها ..
تداعيات قضية الكهنة والرهبان التاركين لأبرشياتهم وأديرتهم تفاعلت بين الشد والجذب وغذاها سلبيا الأعلام المضاد للبطريركية وضد غبطة البطرك ساكو من خلال التهجم على شخصه متخذين من الموقع المغلق (كلدايا نت) مكانا للتهجم ولأطلاق التهم وكتابات المقالات غير المتزنة وغير المحترمة ضد البطريركية وضد غبطته في سابقة لم تشهدها كنيستنا الكلدانية في تاريخها المعاصر .. الغاية من هذا التهجم هو أضعاف مركزية كنيستنا بدعم جهات لا تريد الخير لا لكنيستنا ولا لمستقبلها (الذي يكمن في العودة الى مشرقيتها وأصالتها) .. والقائمون على هذه الخطة جندوا البعض ليقودوا هذه الهجمة الشرسة .. وهذا البعض أصبح مكشوفا للجميع، ولكنهم سيفشلون لا محالة كون أبناء شعبنا من أكليروس ومؤمنين يدركون الحقائق ويحترمون رئاسة كنيستنا (التي وحدها اليوم تخدم ابناء شعبنا في الوطن)، وما عودة معظم الرهبان والكهنة الأفاضل الى بلدنا العراق ملبين نداء غبطة البطرك والوقوف معه الا الضياء الأول الذي كشف خبث وخطط من يريد لكنيستنا الأنقسام والضعف والتبعية.. وشكرا .
كوركيس أوراها منصور
ساندييكو - كاليفورنيا