المحرر موضوع: ذاك الصوب .......!؟  (زيارة 1090 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ذياب مهدي آل غلآم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 337
    • مشاهدة الملف الشخصي
ذاك الصوب .......!؟
« في: 18:57 28/12/2014 »

ذاك الصوب .......!؟
ذياب مهدي آل غلآم 
إذا ضاق بك صوبك .... أبحث عن صوب آخر يحتضنك ...!!
" ذاك الصوب يوكف من تجي بهالصوب
وهذا الصوب يوكف مـــــــــــــــــن تمر بذاك
مره اعله الجسر ظليت واكف عود
وكفت الولايه اعله الجســــــــــــــــ ـــــر وياك "

الصَّوْبُ :-
 الصَّوْبُ : الجهةُ ، ومنه : اتَّجهَ صَوْبَهُ .
وفلانٌ مُسْتَقِيمُ الصَّوْبِ : إذا لم يَزِغْ عن قَصْدِهِ .
و الصَّوْبُ المطر بقَدْر ما ينفع ولا يؤْذي .
المعجم : المعجم الوسيط
استهلال :

في درس اللون ، تعلمنا من اساتذتنا الفنانين : لمضاعفة سعة لوح التلوين سنذهب الى الضد ومايخالف ذائقتنا الشخصية ، نفتح ابواب مثيرة جديدة . بيننا نهر، قد يعود صدى ندائنا او لا يعود . دون حتمية ولا تعريف . اليوم الى الشمال وغدا ربما الى الجنوب . ( مغرب تارة ومشرج تارة آخرى ) سنتخذ موقف المخالف للمألوف كوسيلة للتخلص من النمط أو الاقتباس . ان الذاكرة الاجتماعية الخاضعة لتربية قسرية لم تجادل بعد . لقد رضخ المجتمع لتلوين نسيجه الاجتماعي الذي يشير في النهاية الى نوع الطبقة المتمثلة بلون مما يلوث مفهوم اللون ضمن منسوب ثقافي ضحل . انها ممارسة عنصرية . اللباس تقابله قيمة . نحن كرسامين نحرر اللون من تلك العبودية فنذهب به الى القرية .
. ان الرسم في جوهره فعل زاهد . وان رؤيته ثاقبة
انه ليس ممارسة مهنية . انه الوهم من النوع الراقي الذي يريد في رسالته التغيير .
.  الخوف النقي سينقذنا من الخوف العادي . ترى مم يخاف الميت ؟ المجنون سيخترق الخوف
ولأن ....... الحرفغالبًا ما يكون مرآة لصاحبه ، دائما اجد نفسي في " ذاك الصوب ! " وآي صوب منهما ؟ أحيانا أعكس أفكار على ضفاف الانكسار كثيرًا من " شخصانيتي " إذ إنَّ ذاتي حاضرة بقوة في كثير من خواطري ، فتراني تارة أتتحدَّث عن ذكريات طفولتي ومدينتي ، التي ترعرعت فيها بين أصدقائي الصغار الأشاوس ، الذين كانوا قليلاً من الليل ما يهدؤون ، وتارة عن مواقفي التي تعْرضت له في الحياة ، سواء في عالمي الواقعي ذاك الصوب أو الافتراضي ذاك الصوب الآخر ، وطورًا أسمح  لقلمي بالولوج إلى أعماق نفسي ، فيَحكي تذمُّره من واقع يَسبح ضد تياره الإبداعي فيغرقه في دوامة من الحزن والكآبة ؛ أحسُّ بالمرارة وأنا أتجرَّع من كأس الحياة ثمالتها ، وأشعر بهذا الواقع الجاف يلتهم ويأكل بنهم إرادتي ، همتي ، وطموحي . لكني في الصوب الآخر تلمحني متفائلا أنظر للحياة نظرة محب عاشق ، وأكاد أعانق كل الكائنات بروحي قبل قلمي ؛ قلبي مترع بالآمال ، مفعم بالتفاؤل ، مليء بالأحلام ، عامر بالأماني ، ولا مكان فيه للون رمادي ، وتارة تجدني كئيبا قد أسكنت الهمومُ فيه كل متحرك ، وخبتْ جذوة الفرح في كل نبض ِ من نبضات قلبي ؛ أجلس على عتبة الوقت أترنح منتظراً بزوغ فجر صادق ينتشلني من ضياعي الآثم وانصياعي الأحمق للفراغ الكئيب الذي ( يتشلبه ) جدران رتابتي والملل كطيور النورس التي لا يطيب لها التحليق إلا في سماء الشواطئ المهجورة ، في ذاك الصوب ، وذاك الصوب الآخر .... !؟   

ذاك الصوب ( بسيكوباتية الاختلاف ) .؟
بسيكوباتية الاختلاف : بمعنى أنت تنتقد كل شيء لأنك مختلف ، حتى أنك قد تنتقد النقيضين في نفس الوقت دون أن تشعر بذالك لأن كل ما سيصدر من الذين يخالفونك لن يكون إلا خطأ حتى لو كنت تقوم أنت به عشرات المرات يوميا .... بعد المختلفين يتكلفون في إحضار الدليل ويجتهدون على صياغته ويراوغون بشتى الوسائل والغريب أنهم لا يشعرون بالذنب مع تلك المراوغة التي يصنفونها جيدا ويفهمونها على حقيقتها بل تشعرهم بالحماس والعظمة ـ قد يفتخر عليك أحدهم أنه راوغ ذات يوم في مسألة - اختلاف ـ  بعضهم أغلق كل نوافذ العقل والدبلوماسية وله بضع كلمات يكررها بأي مناسبة ، حتى لو سألته عن اسمه . في قاموس بسيكوباتيي الاختلاف أسماء يطلقها على مخالفيه هي أقرب إلى تهم جاهزة وشاملة ، أنت تنتمي للفكر الفولاني إذا أنت كذا ، البعض يصم الإسلاميين بلقب "المتأسلمون" مع أنه لم يفكر يوما ـ على ما يبدو ـ في معنى الكلمة فهي تبدو لي شبه تكفير أو وصم بالنفاق ، فكلمة المتأسلم حسب فهمي تعني ـ مدعي الإسلام ـ ، بعضهم أيضا يدعوهم "الإسلامويون" شخصيا لم أفهم ماذا تعني هذه الكلمة وما هو الفرق المزعج الذي يفرقها عن "الإسلاميين" لاحظت الفرق "و" و "ي" فقط ،هناك أيضا عبارة تخوين جاهزة لبعض الإسلاميين يطلقونها على كل مخالف لهم مهما كانوا هي عبارة ـ خبيث ـ ، التي ترد على ألسنة التيار الإسلامي كوسم عار في جبين كل من ينتقدهم أو يختلف معهم ، وكذلك في التيارات اليسارية او العلمانية وحتى عند المستقلين ، هذا الاختلاف وصم الآخر بالخبث او الكفر والتهميش !؟ هو بعينه " نسيكوباتية الآختلاف " في ذاك الصوب ، وايضا في ذاك الصوب الآخر!؟ .
أرى أن كل تلك الفرق والمذاهب والاحزاب بكل انواعها ( الكلام نسبي ) لم توفر جوا صحيا للاختلاف وبالتالي لازال الجنود يشنون حروبهم بعفوية و أسلحة غير مرخصة ولا مقبولة في عالم الفكر دون تدخل او بتدخل غير كافي من القادة المدركين لأنواع الأسلحة المرخصة في ذالك العالم ، وكل هذا يجعل من الإمكان أن تتوقف كل دوائر الفكر في دولتنا من أجل اختلاف بسيط ، كما حصل في صدر التاريخ الإسلامي مع مسألة القرءان التي جعلت العلماء والفقهاء والسوقة وبنائي الجسور والبيوت ورواد الخمارات والجوامع والشعراء والقادة و الشرطة والخليفة يتعطلون حتى يعرفوا هل القرءان مخلوق أم غير مخلوق؟ .... تذكر أيضا أنك حين :
ـ تتعصب دون أي حوار حول أفكارك فأنت مصاب بمرض " الاتباع القهري "
ـ تتعصب في كيل التهم للمختلف فأنت مصاب بمرض " الاختلاف القهري "
المرأة في ذاك الصوب وذاك الصوب الآخر ...؟
" بذاك الصوب لاكَني فخاتي ... خذن عقلي ونسني عباتي ...؟ " أغنية عراقية لصديقة الملاية ....


أما المرأة ، فقد كان لها حضور جميل بين دفتي ذاك الصوب وذاك الصوب الآخر ، أمًّا ، وبنتًا ، وزوجة ، وعشيقة ، حبيبة ، وأختا ،  وكائنا خرافيا يغازل طيفي كلما جنَّ عليّ ليل الكآبة ، فتراني أبعث لها عبر حروفي الرقيقة أحاسيس تخرُّ لها العذارى ولَهًا ، ومرة أتحدث بلسان العاشق الذي ظفر بمحبوبته واستكان لها ، فتحلق مع كلماتي في سماء صافية قد لفتها طيور الفرح ، وطورًا تبكي وأنت تتأملُ تصويرك للحظات الفراق والوداع ، فتحتويك تلك الكلمات الرقيقة ، والنغمات الآسرة ، والمشاعر الطافحة بالحنين والأشواق لمحبوبةٍ أبت الأقدار إلا أن تسرقها منك عنوة !؟  وأدون في ذاك الصوب لها ؛ امتطيت منذ يومين فرس الهجر والجفاء ، أقطع به فيافي الوجد المضني ، وقفار الشوق الآثم ، وبيداء الأمل المستحيل ، لا ألوي على شيء ولا يلوي عليَّ شيء ، متجاهلاً تلك الأيام الذاهبة الضائعة في الأبعاد ، لا أرغب في الازدياد منها... !؟ ، وقد كان للحب نصيب وافر في ذاك الصوب ايضا ، ومضات خاصة في صفحات مدوناتي ؛ إذ الحب عندي ربيع متنفَّس للحياة، ومجال خصب للخيال الجميل ، الذي يجعلني معتقدا أني متيَّم حتى الثمالة ، وما أنا إلا عاشق لهذا الإحساس الجميل ، عندما أكتب عن الحب لا يعني أنني غارق في بحوره إلى أُذني ، فالحب يكون جميلاً رائعًا كما أتصوره (أنا) وأتخيله وأرسمه بريشتي التشكيلية و ذائقتي الشعرية ... باذك الصوب ...!؟

ذاك الصوب وذاك الصوب الآخر ... مثاقفة ....
ارد أنشد الصوبين كرخ ورصافة .... ؟ أغنية عراقية لفاضل عواد ... 

إن المثاقفة كما عرفها علماء الاناسة هي تفاعل بين الثقافات وتأثير أو تأثر متبادل نتيجة الاتصال الحاصل بينها
في اللغة الإنكليزية . ( Acculturation ) وأحتكاك بعضها ببعض . وهذا المعنى هو المعبر عليه بمصطلح
وتتجلى مظاهر هذه المثاقفة فيما تقتبسه ثقافة ما من غيرها من الثقافات وتعمل على استيعابه وتأصيله في كيانها حتى يغدو جزءا منه بعد أن كان في المنطلق طارئا على ذلك الكيان ووافدا عليه من الفضاء الخارجي . وأما في وقتنا الراهن فقد أضحى لظاهرة المثاقفة شأن آخر . فبعد أن كانت حالة طارئة على وضع دائم وبعد أن كانت فعلا يتطلب إنجازه ردحا من الزمن أضحت حالة دائمة لوضع قائم وفعلا يقع في الحين والساعة ويتم إنجازه كل لحظة . إذ لم يعد خافيا على أحد أننا نعيش مرحلة زالت فيها الحدود بين المجتمعات فغدت منفتحة على بعضها بعضا وولى فيها التقابل بين المنظومات الاقتصادية ليترك المجال لاقتصاد السوق وللنظام الرأسمالي وانتهى فيها الصراع بين الأيديولوجيات السياسية بانتهاء الحرب الباردة ليحل محله خيار الليبرالية والديمقراطية . وتقاطعت مصالح الشعوب بما جعلها أحوج إلى بعضها بعضا والى التكتل لمواجهة تحديات التنمية وكل الأخطار التي تهدد وجودها ومجالها الحيوي المشترك . وذاك الصوب والصوب الآخر وجود ، علما ان الصراع الطبقي لايزال يحرك كل هذه المتغيرات المثاقفية . ذلك هو الوضع الراهن الذي جعل من المثاقفة اليوم قدرا لا محيد عنه وظاهرة شاملة لكافة المجتمعات " بصوبين "...؟ لقد سبقت الإشارة إلى أن فعل المثاقفة هو إفراز طبيعي وشبه حتمي لفعل التواصل الإنساني أي لخروج الكائن البشري من طور التوحش الذي كان يعتبر فيه غيره عدوا وخصما ينبغي التخلص منه بإبادته والقضاء عليه إلى طور التانس الذي يعتبر فيه ذلك الغير شريكا وحليفا يتعين التعامل معه لضمان البقاء واعمار الكون . فكان ذلك التواصل منطلق التحضر البشري والأساس الذي انبنت عليه المثاقفة لتسجل مرحلة أكثر تقدما ضمن مراحل التمدن الإنساني . وقد أثبتت التجارب التاريخية لمختلف الحضارات أن التفاعل الثقافي عامل أساسي من عوامل نموها وازدهارها وذلك بفضل ما يحدثه من إثراء وإخصاب لها وتنويع في روافدها وتنشيط وشحذ لقدراتها وإبراز لطاقاتها الكامنة وان المثاقفة تظل بمثابة السماد للتربة يقيها الجدب ويكسبها القدرة على مزيد الإنتاج والعطاء فهي  اللقاح الكفيل بابتكار مبادئ وقيم مستحدثة وإنجاب تصورات وخيارات جديدة اقدر على السمو بالوضع البشري وأنجع في تحقيق رقيه وفتح الآفاق العريضة أمام مستقبله. كما أثبتت تلك التجارب أن المجموعات البشرية التي توخت سياسة الانزواء والانغلاق ولازمت الانطواء على ذاتها عبر الأحقاب المتتالية سواء أكان ذلك اختيارا منها أو اضطرارا قد ظلت مهما استمر بقاؤها عاجزة عن الصمود أمام الزمن (  كما نرى النكوص والأرتداد الثقافي الحاصل في المجتمع العراقي من وراء هؤلاء الأسلاميين ..!؟ ) وذلك لأنها دأبت على الاكتفاء بموروثها ومكتسبها " من تمنطق فقد تزندق ، والدين قبل العقل ..!! " وعلى استهلاك قواها الذاتية واستنزاف رصيدها الحيوي ومخزونها القيمي فغدت فاقدة القدرة على التجدد لأنها لم تجد ما تجدد به نفسها من ذلك السماد الثقافي فأجدبت وأصيبت بالجمود والعقم وسيكون مصيرها وقدرها الفناء والاندثار.... أن الهيمنة على ثقافة الآخر أو نزعة إخضاع سائر الثقافات لثقافة القطب الواحد كما هو الحال في عالم اليوم ... نموذجا ... ( آيران ، افغانستان ، السعودية ، والعراق عند احزابه الاسلامية ) فإنها تخل كذلك بالمثاقفة إخلالا عظيما لان فيها قضاء على أحد طرفيها يؤدي إلى ضرب من الاختراق الثقافي المضر بالهوية الثقافية وبطبيعة الكيان الثقافي في حد ذاته . ولان فيها تنكرا أيضا لواقع التنوع الثقافي الذي يمثل كما سلف أن ذكرنا ركنا أساسيا من أركان المثاقفة . ولتلك الهيمنة الثقافية تجليات شتى وأشكال متنوعة سواء خلال الحقبة الاستعمارية أو بعدها ولكنها تستند في مجملها إلي استخدام القوة وتوظيف السلطة لإخضاع الأخر الثقافي . فكما وظفت في هذا المجال سلطة السلاح استخدمت سلطة المال وسلطة الإعلام للغاية نفسها . فلا مسوغ للحديث في مثل هذه الأوضاع عن المثاقفة وإنما عن ظاهرة أخرى مغايرة لها وان التبست على أذهان الكثيرين ونعني بها ظاهرة التكفير الأسلامي وارهابه المستند حسب تأويلاتهم على (النص والسنة ) مما جعل موضوعة المثاقفة تتراجع في المجتمع العربي والأسلامي بحد سواء ، وهذه هي الطامة الكبرى ...
مسك الخاتمة
من ذاكرة الشجن

( ذاك الصوب).....جملة ترتبط دائما بجسر ونهر ...في الأبتدائية كانت مدرستي ب(ذاك الصوب) حيث نعبر قنطرة من الجذوع الى الضفة الثانية ...وحينما تسألنا المعلمة ..(وين أهلك ....)....الجواب الوحيد هو (ذاك الصوب).... حيث النهر والنخل والشاطىء الرملي حيث...تنمو شجيرات الطرفاء والعاقول والغرب والصفصاف....وترعى الأغنام تحت ظل النخيل ...وتتقافز الجراء خلف بقرة هائمة ... ذاك الصوب ... عالم مترع بالحياة والحكايات ... هو عنوان دال ... أحد أقاربي ...سأله صديقه ...ماهو عنوانك ...فقال : ...(بس طب الديوانية وكلهم أريد لذاك الصوب ) ... 
مرة سأل أحدهم الشاعر العراقي عبد الوهاب البياتي ....وكان يجلس بجانبه في الطائرة ...ماهو عنوانك ,,, فقال :... شرق المتوسط ......................................... للشاعر نصير جابر  ...