المحرر موضوع: العراق يصرخ صرخة يوليوس قيصر .. " حتى أنت يابروتس "  (زيارة 1608 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف تيلجي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 472
  • كاتب ومحلل في مجال نقد الموروث الأسلامي
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                     العراق يصرخ صرخة يوليوس قيصر .. " حتى أنت يابروتس "
تنويه :
  المقال ليس جلدا للذات ، لأن الذات أصبحت عارية بعد أن رفعت ورقة التوت عنها ...
الموضوع :
العراق ( الذي كان أساس نشأة أولى المراكز الحضارية في العالم على بلاد ما بين النهرين والتي قامت فيه على مر التاريخ  وعلى أمتداد 8000 سنة ، على  يد الأكديين والسومرين والآشوريين والبابليين  ، ومن بين ما أنتجته حضارة بلاد ما بين النهرين اختراع الحرف من طرف السومريون ، وسن أول القوانين المكتوبة في تاريخ البشرية بما يعرف في المصادر التاريخية ب شريعة حمورابي )  يعيد الأن الصرخة التراجيدية لعملية أغتيال يوليوس قيصر ( جنرال وقائد وسياسي وكاتب روماني ولد عام 13 يوليو 100 ق م وتوفى عام 15 مارس 44 ق م ، وهو أول من أطلق على نفسه لقب أمراطور، وتولى الحكم من 49 ق م لغاية  15 مارس  44 ق م ):
حتى أنت يابروتس !! ( بروتس ، هو أحب أصدقاء القيصر ومحل ثقته ، والشخص الأقرب إلى قلبه حتى قيل إنه كان ابناً لقيصر لكثرة ما أغدق عليه من جاه وعز ، ومنحه أعلى الأوسمة والمناصب.. )
العراق أعاد الصرخة ، وهو يهوى قتيلا على أرض  النخيل و الرافدين غارقا بدمه والخونة يجهزون عليه واحدا تلو الأخر ، يشاركهم أقرب الأقربون للعراق كعنوان / معظم أعضاء الحكومة و البرلمان و المسؤولين !! بلا أستثناء ، نفس الصورة تتكرر ، كأشتراك بروتوس والنبلاء في أغتيال القيصر ،  هذا هو حال العراق ،  فما الذي يجمع بين هذين الحدثين الذي يفصل بينهما حوالي 21 قرنا من الزمن ، سوى  الخيانة (( أن  خيانة  الوطن تعني عدم المروءة  بالضرورة ، والإنسان الذي ( لا يملك المروءة  )  يمكنه أن ( يبيع عِرضهُ  وشرفه ) كما يمكنه أن ( يبيع وطنه )  ، لأن الوطن هو بمنزلة العرض والشرف للإنسان . ومن هان عليه وطنه يهون عليه عرضه و شرفهُ ببساطة / نقلت بتصرف من مدونة أفلح اليعربي  )) .
هل تعود العراق على الخيانة ، هل أصبح العراق  مصدرا للخونة ، هل أصبحنا نحلم كيف أن نخون وطننا ، هل أصبحت الخيانة شرف / كالمتاجرة بالأسلحة مع الاعداء ، هل باع الخونة الوطن صراحة بلا خجل !! أي وضع مخزي نحن فيه ، كلها أسئلة يسألها العراقيون بعد أن فقدوا الأمل ، بوطنهم الذي ذهب ولم ولن يعود في " المستقبل المنظور " ، فنحن  مشردين تائهين مهجرين مرحلين ، كنا نعتقد بوجود منفذ في نهاية النفق ، ولكن كل الأنفاق حفر الأخرين في نهايتها هاوية  حتى أذا هربنا من النفق المظلم سنهوى في الهاوية لا محالة .
فالكل يغتالنا ، الكل ينهش فينا ، الكل يتاجر بدمائنا كما تاجروا بحرائرنا اللواتي بيعن سبايا ، الكل يتاجر بأسم قبيلته أو طائفته وحتى تاجروا بشرفهم وبدينهم ، الكل  نسى الله ، بل وضعوه ، في مكان مجهول ، ولكن عند الحاجة ينقلبون بين ليلة وضحاها  الى .. أمام أو فقيه أو شيخ ورع أو عالم دين تقي أو سيد بعمامة سوداء وخاتم وسبحة  ..!!
أين العراق الذي كان يحارب دفاعا عن الأمة ( في حرب 1948 دافع عن فلسطين وفي حرب أكتوبر 1973  دافع عن سوريا بجيشه ودباباته وعن مصر بطائراته .. ) والأن الأخرين يحاربون عنه !! كيف يعقل من كنا نحاربهم يحاربون عنا / أيران !! هل فقد العراق الرجال ، أم باع الرجال بلا أستثناء العراق ، كما قال شاعرنا مظفر النواب (  القصيدة كتبت لفلسطين ، بعنوان .. " القدس عروس عروبتكم " ) :
" أعترف الآن أمام الصحراء بأني مبتذل وبذيء
كهزيمتكم
ياشرفاء مهزومين
ويا حكاما مهزومين
ويا جمهورا مهزوما
ما أوسخنا ما أوسخنا ما أوسخنا
ونكابر ما أوسخنا
لا أستثني أحدا  " ...
هل ستبقى وحيدا يا عراق ، هل  صدقت نبؤات الأخرين ، كما صدقت رؤية زوجة يوليوس قيصر حين  قالت :
(  أرى دماءًا  ينهمر من تمثالك ، والرومان يضعون أيديهم بدمك ، ونشوة السعادة تغمرهم  ) .
هكذا أصبحت  يا عراق بلا درع وبلا سند وبلا نصير وبلا رجال ، كنت تطعم الجميع و تروي الجميع ، والأن يزرعون النار في أراضيك ، ويسقونك سما ،  أصبحت في منطقة الوجود أو لا وجود ، أرضك تضيع ، لأنها تقضم ، وحتى سماؤك أسودت زرقتها ، أين أنت يا عراق ، ويحضرنا في هذا المقام قول " الأمام الشافعي " في تغير الحال و الأحوال و الأيام .. :
       ولَا حُزْنٌ يَدُومُ ولَا سُرور         ولاَ بُؤسٌ عَلَيْكَ وَلاَ رَخَاءُ
خاتمة :
ونعود مرة ثانية و ثالثة لصرخة  القيصر/ حين طعنه بروتوس  ، وصرخ قيصر "  حتى أنت يا بروتوس  "  ،
 أجابه برتوس  :
" إني أحبك لكني أحب روما أكثر " فأجابه القيصر "  فليمت قيصر " .
وانتم تقولون يا خونة العراق "  نحن نحب المال أكثر " وتجيبون نيابة عن العراق " فليذهب العراق".