المحرر موضوع: قراءة في مواقف الاخوة الكورد من المكونات القومية والدينية بعد سنة 1991  (زيارة 2494 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بطرس نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 416
    • مشاهدة الملف الشخصي
قراءة في مواقف الاخوة الكورد من المكونات القومية والدينية بعد سنة 1991
1-3
                               
                           
بطرس نباتي
المقدمة :
تظهر بين فترة واخرى دعوات سواء بين بعض الكتاب الكورد او من كتاب ومثقفي المكونات الغير الكوردية ، مفادها إما النيل من مكون ديني أو قومي ، أو طعنا بتجربة الحكم الفدرالي في اقليم كردستان ، رغم أن التعايش المشترك ، وما يحدث الان من نزوح أعداد هائلة من المكونات الغير الكوردية وأتخاذ من الاقليم ملاذا آمنا لها ، إلا اننا نجد تصاعد وتيرة حملات التشكيك للأسف بموقف القادة الكورد ومساندتهم لأبناء المكونات الاخرى في العراق ، وسأحاول بيان مدى التغير الحاصل في التفكير والموقف الكوردي عبر مراحل معينة وسأقدم ذلك بنزاهة وضمن حلقات ثلاث:
 اولها سأستعرض موقف السياسين الكورد وعلى رأسهم الاستاذ المناضل مسعود البرزاني ، ثم المثقفين الكورد وبعض القوانين المهمة التي اقرت بهذا الشأن ، بعدها سأحاول الكتابة عن أهم المشاكل التي لم تجد لها حلا  لحد الان في ظل التجربة الكردستانية .
الاخطار المحدقة بالتعايش المشترك  به فيما مضى
يتمتع أقليم كردستان بتنوع قومي وديني ، هذه الحالة عززت  حالة التعايش  المشترك بين جميع القوميات والاديان  جنبا الى جنب بدون أن يعكر صفو العيش المشترك، في بعض الفترات التاريخية، بينها سوى ايادي اثمة ومؤامرات دنيئة كانت تحيكها دوائر استعمارية او حكام يريدون تثبيت مشيخاتهم وسلطاتهم سواء في الاقليم او فيما يجاوره  وخاصة عندما كانت النية تتجه الى ضرب هذه المكونات بعضها بالبعض الاخر بحجة لاختلاف الديني وكان للأسف بعض شيوخ واغوات من الكورد يساهمون بتصفية تلك المكونات وحتى ان كانوا كوردا كما حصل للأزديين مثلا أو للكاكائيين او للزرادشتيين بحجة محاربة الكفار وقد لحق بالمسيحيين كما بالشرائح الكردية الغير المسلمة ـ ايضا مآسي عديدة على يد بعض من هؤلاء بدفع وتغذية دول مجاورة كانت تتخذ من نفسها حامية للدين الاسلامي وتدعوا الغير المسلمين إلى ترك ديانتهم  وتمت محاربتهم ظاهريا بهذه الحجة ولكن ما حدث انذاك كان ينصب ضمن مصالح الدول المحيطة بكردستان وللحفاظ على مصالح الدول ومطامعها في هذه البقعة ، للأسف لا زال بعض المسيحيين وحتى ابناء المكون الكوردي من الاديان الاخرى الغير المسلمة لا زالوا يعيشون في عهد الحربين العالميتين وايام سفر بولك بدون ان يحاول احد من المفكرين والباحثين للأسف سواء من الاخوة الكورد او من المكونات تقديم الصورة الصحيحة والواقعية لما حدث  في تلك الفترات وإعطاء التفسير المقنع لما حدث في الماضي بغية تجاوز تلك الاحداث وخاصة ان  معظم القادة الكورد  وابناء العشائر لم يشتركوا في تلك الحملات ضد المكونات القومية والدينية الغير المسلمة والحق يقال بأن من بين هؤلاء برزوا قادة وشيوخ وأغوات شكلوا ملاذا آمنا لجأت اليهم العديد من العوائل الغير المسلمة او دافعوا بشدة عن وجود هذه المكونات .
التغير في التعامل بين الكورد والمكونات القومية والدينية
بعد ان تعرضت كردستان الى عمليات الانفال والتي سببت إبادت وتهديم  ألاف القرى والقصبات صاحبها ترحيل الكورد ومعهم  ابناء هذه المكونات و تهجيرهم من مناطق سكناهم    وحشرهم في مجمعات سكنية قسرية وهذا الامر كانت له نتائجه الوخيمة على البنية التحتية للأقليم ، بعد انتفاضة أذار 1991 وفي الاحداث الاحقة لغاية ما بعد 2003  تشكلت لدى الكورد وخاصة لدى شرائح المثقفين منهم نظرة أخرى إلى الواقع الكردستاني  المعاصر وملخصها ،( بأن الشعب الذي تعرض إلى كل هذه المظالم لا يمكن أن يكون ظالما في يوم من ايام)  ، ونتيجة ما مرت به الاكثرية (الكردية  من حيث العدد) ظهرت دعوات من قادة الكورد وبالاخص سيادة رئيس مسعود البرزاني أولا تسمية جميع المكونات والاثنيات بغض النظر عن عدد افرادها بانها قوميات حالها حال القومية الكردية ،  فيما كانت بعض المؤسسات في الحكومة الاتحادية وفي مقدمتها مكتب رئيس وزراء العراق يصدر تصريحا يعتبر فيه المسيحيين جالية مسيحية وعندما صدرت ردود فعل و ادانة من بعض القوى والشخصيات السياسية لم يتم تقديم اعتذار من قبل الجهة التي اصدرت التصريح ( مكتب رئيس الوزراء) وإنما اكتفي باصدار تبرير لما صدر عنهم ، الامر الاخر اذا ما قارنا تواجد المسيحيين والصابئة على سبيل المثال بمناطق تواجدهم في المناطق الجنوبية والوسطى من العراق بين سنوات قبل وبعد 2003 لأكتشفنا مقدار الخلل الحاصل في اعداد هؤلاء سنة بعد اخرى وخاصة بعد 2003 وهذا جاء طبعا على ما لحق بهم من اضطهادات وماسي تحت انظار وسمع السلطات الاتحادية بدون ان تتحرك تلك السلطات للحفاظ على وجودهم .
مواقف لابد من الاشادة بها
لا يخلوا اقليم كردستان هو ايضا من مشاكل وكان أخطرها في نظر الجميع ما حدث في دهوك واطرافها من تحريض ضد بعض المصالح الخاصة للمسيحيين والازديين في عام 2012 وقبل ان تستفحل الاوضاع بادر سيدة الرئيس مسعود البرزاني ومعه كل الخيرين إلى إطفاء نار الفتنة ، حيث توجه بنفسه وأشرف على قيادة عمليات حيث بذل جهودا استثنائية من اجل تهدئة الاوضاع ومحاسبة مثيري تلك الفتنة . وبعد ألتقائه ببعض الشخصيات الحزبية من ابناء شعبنا أكد سيادته على مقولة هي الاخرى تعبر عن النظرة المعاصرة للكورد وقادتهم  للتاخي القومي والديني في الاقليم حيث قال في الحرف الواحد ( إذا أقتضى الامر سأضع على كتفي بندقية وأدافع عنكم لحد التضحية بنفسي) .
بعد دخول داعش وتسلمه لمدينة الموصل وما حدث لسكانها من الازديين والمسيحين والشبك والكاكائيين ، وخاصة في قرى وقصبات سهل نينوى  وسنجار ،هناك انتقادات توجه إلى البشمركة بانها حاولت في اللحضة الاخيرة جمع الاسلحة التي كانت بحوزة ههذه المكونات ، وذلك باصدار منشور يدعوا ابناء سهل نينوى بتسليم اسلحتهم الى قوات البشمركة والاسايش قبل سقوط هذه البلدات ، لو نفرض ان ما يكتب عن هذه المسألة صحيحة ، إذا كانت  الموصل بالوتها وفرقها العسكرية وشرطتها المحلية لم تصمد امام داعش ولو لساعة واحدة فهل كان  بامكان بضع قطع اسلحة خفيفة الدفاع عن هذه البلدات؟ قبل ان اجيب عن هذا التساؤل علينا العودة قليلا الى الوراء الى قبل 10/8 حيث كان لنا ما عدده حسب بعض المصادر 3000 حراس الكنائس مسجلين في القرى والقصبات هذه ويتقاضون رواتبهم من الاقليم، ماذا حدث لهم لقد تركوا اسلحتهم إما في البيوت أو رموها على الطرقات وهم في طريقهم نحو مدن اقليم كردستان ،    إذن كل هذا السلاح او لنقل بعضه اصبح غنيمة سهلة لداعش ، ألم يكن من الافضل جلبه معهم إلى الاقليم كما فعل قسما منهم او تسليمه إلى قوات البيشمركة والاسايش ليوجه الى صدور داعش بدل ان تستخدمه عصابات داعش في محاربة ابناء شعبنا والبيشمركة لاحقا ..
خلاصة رسالة مسعود البرزاني بمناسبة ميلاد المسيح
هناك دعوات عديدة من الاسلاميين السلفيين وبالذات من شيوخهم تدعوا الى مقاطعة المسيحيين وعدم تقديم التهاني لهم باعيادهم الدينية ولا انكر بان في كردستان تتردد بين الحين والاخر مثل هذه الدعوات الحاقدة وهناك استنكار شعبي ورسمي لمثل هذه الدعوات هنا في الاقليم ، وقد بادر السيد مسعود البرزاني  في مقدمة من هنأ في هذه السنة المسيحيين بأعيادهم وقبلهم الازدية مبشرا لهم بعودة سنجار وجاءت بشرته لهم من جبل سنجار التاريخي ليعطي لهم الامل بالانتصار النهائي على قوى الظلام والتخلف ، مخالفا بهذا جميع هذه الدعوات المتخلفة الظلامية وقد اعطت رسالته القوية للمسيحيين املا بالبقاء في الوطن وعدم مغادرته وسبق ان كان يكرر يجب البقاء في الوطن انه وطنكم نعيش معا او نموت معا وقد كررها الان في هذه الرسالة التاريخية الفذة. 
اقول للذين لا زالوا يشككون بنوايا الكورد والقيادات الكوردية مجرد قراءتهم لما جاء في النقاط التي طرحها سيادة رئيس الاقليم والتي اعتبرها ثوابت يعمل عليها دوما والتي طرحها في رسالة التهنئة بمناسبة اعياد ميلاد المسيح ورأس السنة الميلادية  والتي جاء فيها:
1-   قوله بالتحديد للأخوة المسيحيين (حسب ما جاء في رسالته) أنكم مكون أصيل وعزيز في هذا البلد وأننا نتفهم جيدا معاناتكم ومشاكلكم واطمانكم بان الارهاب والتطرف والوحشية لا مستقبل له في هذا البلد .
2-   وان ارهابي داعش كما ترون يدحرون على ايادي البيشمركة الابطال حيث تم تحرير غالبية المناطق التي كانوا يحتلونها  واطمانكم بان المناطق المسيحية التي لازالت تحت سيطرتهم سيتم تحريرها حتماً.
3-   كما اننا نعمل من اجل ان يعود اخوتنا المسيحيين مرفوعي الهامة الى منازلهم ويبدأوا حياة جديدة ىمنة بعيدة عن كل التهديدات .
4-   هذه الفقرة اود ان يقف عندها هؤلاء الذين  يعملون بجد في دس السم في علاقتنا الاخوية مع الكورد ويتراجعوا عن مواقفهم يقول السيد الرئيس ( أناشدهم ( اي المسيحيين) بان لا يفكروا في الهجرة وترك البلاد ، وأن يتحلوا بالامل لأن اعداء السلام والتعايش يريدون منكم أن تتركوا بلادكم ،لذا بقائكم هو هزيمة لمخططات اعداء الانسانية والارهابيين البشعة وان كوردستان هي بلادنا جميعا  ويجب ان تحترم فيها حقوق الاخوة المسيحيين ومطالبهم ، وأن يضمن لهم حياة ىمنة كما يجب أن نعيش معا ونبني من جديد بلادا يسودها السلام والامان ن وان نعمق تلك الثقافة الغنية التي ساعدت على التعايش في بلادنا لألآف السنين
لقد اورد معظم الرسالة التي وجهها السيد مسعود البرزاني بماسبة اعياد الميلاد المسيح وراس السنة الميلادية ومواقفه المبدئية من التعايش السلمي المشترك بين المكونات الاقليم غضافة إلى ما عمله مؤخرا حينما اعاد قانون الهيئة العليا للنتخابات في أقليم كردستان بدون المصادقة عليه ، لكون القانون كان لا يراعى به تمثيل المسيحيين والتركمان بصورة واضحة ومؤكدة وحقيقية وهكذا إضاف خر موقفا رائعا إلى موقفه الصادقة تجاه جميع المكونات القومية والدينية وبالاخص تجاه المسيحيين .
اقول لمن يدلي  بتصريحات تمس الاخوة والتعايش المشترك في الاقليم .
اقول له اتقي الله باخوانك من هذه المكونات ودعهم يختارون عيشهم كما يريدون ولا تملي عليهم خطاباتك المسمومة ، مرة تحثهم على الهجرة وترك الاوطان وقادة كردستان يريدون منهم البقاء بل يترجونهم عليه ، فينالوا منك بدل الشكر والعرفان بالجميل كلمات كلها حقد وملامة والبقاء ضمن دوائر حقدكم الاعمى للأسف
ومرة اخرى تتنقل بين عواصم العالم لتنال من قادة الاقليم وتلحق بهم ما لا يستحقونه من لوم ومهانة واتهامات لا مبرر لها .
من يريد من هؤلاء المشككين والناقمين  ان يطلع على ما يجري في أقليم كردستان ندعوه ان يزور هذه البقعة التي تجري فيها تجربة التعايش المشترك بين جميع المكونات وليطلع عن كثب عما يحدث فيها من مستجدات ، وحتى لو كان قد كتب العشرات من المقالات عليه ان لا يخاف ولا يخشى أحدا ، عشرات الاعلاميين والصحفيين هنا ينتقدون الاداء الحكومي بدون خوف ومن يتعرض من الصحفيين والاعلاميين  إلى اي إيذاء هناك محاكم وقوانين تطبق بحق الكل مهما كان مسؤولا او متنفذا.
 ويحضرني قول احدى الزميلات عندما كنت في امريكا قالت زرنا بمعية وفد كبير سيادة مسعود البرزاني وبعد تحدثنا معه في لقاء شيق قال لنا الستم من ضمن المتظاهرات ضد حكومة كردستان في مسالة اراضي قرى دهوك اجبناه نعم نحن كنا في المظاهرة ضدكم، قال لنا مبتسما اوصيكم ايضا اذا ضلت هذه القضايا بدون حل ان تعملوا مظاهرة اخرى وادعوني ان اتظاهر معكن تايدا لما طالبتن به .
هذه المواقف الجليلة علينا ابرازها وتثمينها من اجل تمتين علاقات المكونات القومية بين ابناء الاقليم ليصبح الاقليم ملاذا امنا ووطنا للجميع بدون استثناء كما نتمناه ونسعى من اجله.


غير متصل وليد حنا بيداويد

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3064
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاستاذ بطرس نباتى المحترم

 مقال جرئ وتشخيص صائب وحقيقة مستنبطة من الواقع
شكرا لك ننتظر القوادم من المقالات

وليد حنا
كوبنهاكن

غير متصل شوكت توســـا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2243
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ والصديق بطرس نباتي المحترم
تحيه ومحبه أخويه
من حسن طالعنا,أننا نمتلك من الوسائل مما هوعصري ومتطور بالدرجه التي يسهل على كل منا  محاولة ايصال رأيه كلما اقتضى الأمر والى حيث يستوجب , وها نحن هنا ننعم باستخدام واحدة من تلك الوسائل الراقيه, يبقى امر  طبيعة استخدامها وطريقة استقبالها متروك للمستخدم والمتلقي نفسه.
من النقطة اعلاه انطلق واقول بانكم يا صديقي احسنتم الاختيار في اثارتكم لموضوعه تكاد تضيع اهميتها وتأثيراتها الايجابيه بين تجاذبات وامزجه متنوعه سأختار من بينها الدافع الذي اوصلكم الى اثارة هذه الموضوعه المهمه , اذلا يراودني  البتتةاي شك في حسن نيتكم واهتمامكم بمستقبل ابناء شعبنا في ظل مشروع متآخي ومتآلف من الواجب ان يعمل على انجاحه كل من يعود عليه بالطمأنينه والموفقيه .
فيما يتعلق بالشأن السياسي ,  لا باس لو اسوق رايا  من اجل توضيح الصوره  التي عن طريقها يمكنني ايصال فكره تعزز فكرتكم المطروحه في مقالكم , فمثلا هناك تباين بين كيفة رؤية الناشط السياسي الغير الكردي للشأن الذي حضرتكم بصدده, وبين رجل الدين  المسيحي  مثلا أواي امرئ عادي لايهمه الشان السياسي وما يتعلق به من برنامج  سياسي قومي غير كردي ونظام داخلي بقدر ما يهمه العيش الآمن وقضاء سنين عمره  في عيشه وصلاته بعيدا عن القيل والقال,ربما من السهل على اية حكومه او نظام تقديم قدرا  من التيسير بما يرضي هذا الانسان الغير مهتم بالسياسه.
لكن الامر يختلف شئنا ام ابينا لو اتخذنا من تطلعات الناشط السياسي معيارا في تقييم سياسة الحكومه واحزابها الحاكمه, اي ان ظاهرة المراقبه والمطالبه والبحث عن تحقيق المنجز السياسي  سواء في العمل التنظيمي او في اروقة البرلمان والمنظمات المدنيه الاخرى , لابد لهذه الظواهر وهي مهمه وصميميه  لتحقيق الديمقراطيه والمساواة, أن تكون مبعث تنافس وجدل ما بين مد وجزر بين الاحزاب الموجوده على  الارض  ونحن نتحدث عن جغرافيه تضم اكثر من مكون قومي وديني, اي   بمعنى ان  التعامل مع مثل هذه الامور وحسمها لا يتم الا في ارتقاء الاحزاب بمفكريها وقادتها  ثم قواعدها الى مرتبة المقتدر على تحمل المسؤوليه والمقتنع بضرورة ارساء وترسيخ سلطة القانون  وترسيخ ثقافة قبول الاخر بصفته انسان له حق العيش والتمتع بحقوقه كاملة دون تمييز, هنا وكما اشرتم في متن كلامكم  بوضوح اخي بطرس, لابد لنا ان نعترف بان  درجةالثقافه التي نتكلم عن حاجتنا اليها  لبناء المجتمع الراقي ,ربما تتوافر مثل هذه الثقافه  في اذهان البعض من القاده السياسيين وهم  بالتأكيد قله قليله مقارنة بالثقافه الازدواجيه لتي سادت المجتمع العراق طوال سنين , اي هناك حاجه الى منظومه تعمل اولا على بث ثقافة قبول الاخر اولا ثم بث ثقافة معرفة قدر حاجة الانسان الى حياة مستقره يستحيل تحقيقها الا في طرح مؤمن بقيمة الانسان التي لا تضاهيها اي ماده اخرى,,,,
اذن ما بين الذي تريده ان يتحقق واريده انا ايضا لابد ان يتفق عليه معنا السياسي كونه مالك سلطة القرار وكاتب الدستور وواضع قوانين الحياة, تلكم مقومات لا تكتمل ولن تتحقق ما لم يكن لعامل النقد فسحة متوفره للجميع مع الاخذ بنظر الاعتبار  مراعاةمديات امكانية تحقيق ما هو مطلوب  زائدا الحفاظ على ما موجود من روابط في اقل تقدير لكني لست  بالمطلق مع اي طرح يضعفها او يبث الفرقه والشغب الاجتماعي.
اخي العزيز بطرس , ارجو ان اكون قد وفقت في نقل شيئ مما يجول في فكري بعد قراءة مقالكم , وأملنا ان يركز ساستنا على نهج نابذ ورافض للنفسيه المتعاليه كي يتمكنوا من انجاز حالة التعايش الانساني اينما كانت تلك الجغرافيه التي نتحدث عنها,,
شكرا لكم والمعذره عن الاطاله,,, تقبلوا خالص تحياتي 

غير متصل كريم إينا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1311
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأديب والصحفي الكبير بطرس نباتي
تحية إبداعية وبعد
كيف خطرت فكرة المقالة هذه إلى دماغك بجرأته وتشخيصه علماً نحنُ الآن بأمسّ الحاجة إليها في المرحلة الراهنة. وهذا دليل كبير على حنكة فكرك ورؤيتك المستقبلية الواسعة بما يجري في بلدنا العراق الجريح. الحياة مستمرة والبشر في تزايد ملايين بعد الملايين في إقليم كوردستان البطلة وأنا لو الأمر بيدي كنتُ قد صنعتُ تمثالاً ثميناً لشخص المناضل مسعود البرزاني في منطقة سهل نينوى. فلو تطهّرنا من عنادنا عملياً إختفت أعراض الطائفية وميزان المحاكم لم يمل عن خطّه خدمة للعدالة والخير!! تقبّل تحياتي الحارة مع وافر التقدير والإحترام. 

غير متصل بطرس هرمز نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 440
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخوة الاعزاء وليد بيداويد العنكاوي الاصيل كل عام وانت والعائلة بالف خير  شكرا لمرورك الكريم ولكلماتك وسنتواصل حتما في الجزئين القادمي.
 ، شكرا اخي وصديقي الاديب ،كريم أينا على مرورك العذب .. لابد لكل ليل ان يعقبه نهار ولا بد لكل شدة ان تنتهي ..
الاخ شوكت توسا شكرا على تناولك في الرد لعدة امور اود ان اقف عندها ، فعلا طريقة ايصال فكرة ما للمتلقي  اصبحت سهلة ومريحة حيث كان هذا الامر ميدان قلق للعديد منا في السابق وخاصة المتعاملين مع الصحافة الورقية حيث كنا نشاهد الخط البياني ينحدر باتجاه مقلق بالنسبة للذين يطلعون على ما يكتبه الاخر ، لكني رغم ذلك اعبر عن قلق آخر ربما يفوق ما كنا نخشاه ألا وهو سهولة ويسر الاطلاع على المعلومة عن طريق وسائل التكنلوجيا الحديثة اصبحنا امام اسفاف خطير في عملية تكوين المعرفة بشكل عام فرسائل الماجستير والدكتوراه يمكن نيلها( ودرج حرف د. امام الاسم ) بعدةنقرات على جهينة العصر الحديث ( العم كوكل مثلا) إضافة إلى دراسات كاملة وجاهزة للعديد من أنواع المعرفة   ، فالجهد الذي كان يبذله الدارس قبل سنين من الان لا يبذل ما يعادل جزء يسير منه الان في وسط الكم الهائل من العلوم والمعارف والدراسات التي يتم ضخها في هذه الاجهزة التقنية الحديثة ، هذا الامر ربما سيسرع من الكم في الدراسات والبحوث مما يؤدي الى خدمة البشرية في الوقت ذاته سيحطم القدرة على التفكير الابداعي والاستنباط والمتابعة المتأنية للوقائع ، اما بالنسبة الى السياسة والى رجل الدين، والانسان الاعتيادي، الذي يهمه العيش الهنيء بعيدا عن المنغصات فانا اعتقد انهم جميعهم يمارسون العمل السياسي كل وفق منظوره الخاص فالسياسة لا تقتصر على التحزب او الجلوس في مقر البرلمان او استلام مهمة حزبيةكما يتصور البعض أي بمنضور ( القيادةكجزء من العمل الحزبي التنظيمي) ، لنأخذ الذي يعتبر نفسه كما يقال فوق الميول والاتجاهات ولا يتدخل بالسياسة ولكن لو توغلنا عميقا في فكره وحللنا ما يقدمه  للمجتمع نجد انه يتربع على قمة السياسة فهو مع السياسة في تعريفها كمصطلح عربي اي القيادة ، من ساس الخيل أي قادها ، فالرجل الدين يتطلع نحو القيادة سواء في عمله او في تنظيره ، اسمع إلى الخطب لرجال الدين، هل يحق لأحد مناقشتهم داخل الكنيسة؟ أي بانهم مع المفهوم التي تطبقه بعض الاحزاب التقليدية ( نفذ ثم ناقش ) ، أي يجب ان تتقبل ما يتفوهون به سواء شأت أم ابيت ، الامر الاخر كل أيمان سواء كان كتابي أو غيره فهو في الاساس يرفض ما لدى الاخر من ايمان ولا يعتبر مساويا له سواء في الظاهر او في الجوهر لما يؤمن به او يعتقد به الاخر اذن هذه قمة الادلجة السياسية للفكر الذي يرفض الاخر ، جزء او كلا منه ، ومثاله كمثال الفكر الماركسي الذي يرفض الرأسمالية فكرا وتطبيقا  ، على كل حال اخي العزيز لا اريد ان أتعمق أكثر في الدين والتدين وبعدهما وقربهما عن السياسة ، ولكنني سأتحدث عن الانسان الاعتيادي هو ايضا بما ينشأ عنده من طموح قيادي او في صراعه من اجل العيش يدفعه كي يتبنى مجموعة نظريات تساعده إما على إنماء ما لديه سواء من الفكر إذا كان  عمله فكريا أو من اجل أقتناء الثروة إذا كان يسعى نحو امتلاك الثروة او القوة،غنطلاقا من ان السياسة هي فن تحقيق المكنات
 ، أما السياسي التي قصدته أخي العزيز وخاصة في بلدنا المتعدد الثقافات ، السياسي او لنقل الحزبي هنا او في الغرب ليس منزلا من السماء فهو يخطيء ويصحح خطئه او يقوم افكاره ربما يسير بنفس النهج او يتبدل مع الزمن ، نحن كشعب نحتاج الى سياسي او حزبي يقيم وضعنا على اسس  عديدة اهمها ، موقفه من الاخر0 قربه وبعده عنه)  عدم استفزاز الاخر والنيل منه لمجرد ان الاخر قد ارتكب في الماضي افعال تضرنا ، فالعديد من سياسينا للأسف لا زالوا أسرى التاريخ والماضي ، وان يتطلع لبناء علاقات متينة والخوض في صداقات وليس الفزع منها مع الاخر المختلف ، وتشجيع المثقفين من الضفة الاخرى على الاطلاع على ما في ضفتنا من مؤهلات حضارية يمكن ان يستفيدوا منها ، اعذرني اخي العزيز على الاطالة ،فانا دائما اود ان اتبادل معك الافكار واود ان نلتقي وقد صرحت بذلك مرات عديدة لبعض أصدقائنا ،ولكن بعد المسافات حال دون تحقيق الرغبة ، واود أن تنتظر الجزئين القادمين علني اكون موفقا من لملمة موضوع كبير ومهم وخاصة في هذه الفترات العصيبة من وجودنا دمتم جميعا
بطرس نباتي