المحرر موضوع: الحكم الذاتي في الميزان  (زيارة 1408 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل روند بولص

  • اداري منتديات
  • عضو فعال جدا
  • *
  • مشاركة: 319
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الحكم الذاتي في الميزان
« في: 20:24 13/02/2007 »

الحكم الذاتي في الميزان
[/color]

منذ صدور مسودة دستور اقليم كوردستان، انشغلت مختلف شرائح المجتمع والاحزاب السياسية والشخصيات الوطنية والمثقفين بدراسته وتقييمه وكل حسب رؤيته، وجاء في هذا السياق المطلب باقامة حكم ذاتي لابناء شعبنا في سهل نينوى، والذي دعمته لجنة التنسيق لاحقا والتي ضمت عددا من الاحزاب القومية لشعبنا.
ان مثل هذا المطلب المشروع  في الوضع الراهن لابد من الوقوف عنده بتأمل وبتأنٍ كبيرين، لان الوضع الراهن لايحتمل الشعارات والمغامرات و المزايدات السياسية، حيث مازالت مسألة الفدرالية لاقليم كوردستان غير محسومة وغير واضحة المعالم، ولازالت تواجه العديد من التحديات الاقليمية والمحلية ومنها مسألة كركوك و المناطق الاخرى خارج الاقليم، ومشروع استثمار النفط والثروات و تحديد الميزانية، اضافة الى عدم الدمج والتوحيد الاداري الكامل لحكومة الاقليم، على سبيل المثال عدم توحيد ودمج بعض الوزارات الحساسة في الاقليم، ناهيك عن عدم ارتياح دول الجوارمن فدرالية الاقليم  والتلويح  بالتهديد والتدخل العسكري بين فترة واخرى تحت شتى الذرائع، يجب ان لا نكون غافلين عن توصيات تقرير بيكر-هاملتون، بضرورة صيانة وحدة العراق و تقوية الحكم المركزي في العراق وزيادة النفوذ العسكرى الامريكي فيه والتدهور الأمني المستمر، كل ذلك يجعل الوضع العام في العراق وفي الاقليم  مرشحا لكل الاحتمالات والى تغيير موازين القوى بشكل مفاجيء ودراماتيكي، وان مثل هذا المطلب يحتاج الى تحرك كبير وفعال على مستوى الدستور العراقي الذي استمد شرعيته من عملية الاستفتاء العام.
وفي ظل هذه الاوضاع السياسية والامنية والاقتصادية الخطيرة والمعقدة، والتي شعبنا ليس بمنأى عنها، وبيتنا الداخلي مازال يعاني بشكل حاد من مشكلة الهجرة و التهجير القسري والنزوح و الفساد الاداري وضعف الاداء السياسي لاحزابنا القومية و تشرذمها وعزلتها عن الجماهير وعدم قدرتها على تعبئتهم و كسب ثقتهم، والمسألة المزمنة الخاصة بايجاد تسمية  موحدة لشعبنا، اضافة الى غياب وضعف دور المثقفين والاعلام المحايد والفعال في توضيح الامور وتداعياتها. كل ذلك جعل الحالة ضبابية غير واضحة وجعل المواطن العادي في حيرة من أمره امام هذه الاحداث.

لذلك قبل المطالبة بالحكم الذاتي، لابد من الاخذ بنظر الاعتبار الحالة العراقية وحالة الاقليم لاننا جزء منها، فلابد ان تكون البداية بالعمل المضني لايجاد حلول عملية وواقعية لترتيب بيتنا الداخلي ومشاكله  بكل شفافية و جرأة،  وأن تتم مصارحة ابناء شعبنا من قبل احزابنا القومية وشخصيات متنفذة بحقيقة رؤيتهم للامور او الاوضاع وعن بواطنها،وخلق أجواء مصالحة حقيقية بين ابناء شعبنا واحزابنا القومية والشخصيات المتنفذة فيه، والعمل على ايجاد تسمية موحدة لشعبنا العريق ترضي جماهير شعبنا قبل ارضاء اية جهة أخرى، هذه  اضافة الى اتخاذ خطوات عملية وجادة  في توجيه ضربة قاصمة الى الفساد الاداري والمالي المستشري في مناطقنا ذات الاغلبية المسيحية، عندما يتم حل أو تحديد حجم هذه المشاكل التي يواجهها شعبنا، سيكون مستعدا للتعامل مع الاحداث بشكل أكثر جدية وصلابة  وصدقا، بدلا من اللامبلاة و الهروب والهجرة  واليأس، عندها سيكون قادرا على انتخاب وصنع قيادة جماهيرية ذات قاعدة شعبية واسعة لتكون الناطق الحقيقي باسمه وباسم مطاليبه، وكل من يريد ان يكون في صف شعبه في هذه المرحلة العصيبة والحساسة، عليه ان يتحرك على هذه المحاور وسيجد وبدون شك كل الدعم والترحاب وسيكون في خندق الجماهير وطموحاتهم المشروعة، لان كل من يتجاوز على هذه الحقائق التي ذكرت قسطا منها سيكون في خندق الحالمين.


روند بولص
rawandbaython@hotmail.com  [/b] [/font] [/size]