لم تكن غايتي من كتابة المقال الاول عن ال DNA ان اسكب زيتا على النار وانما اردت سكبه على جروحنا العميقة.
من الناحية العلمية ولمن ليس لديهم اطلاع على موضوع ال DNA فان كل انسان مكون من خلايا ووبشكل عام فان كل خلية فيها نواة وفي كل نواة هناك 23 زوج من الصبغيات " الكروموسومات" وهذه الصبغيات مكونة من مادة ال DNA وهي اختصار للتركيب الكيميائي DeoxyriboNucleic Acid حيث اخذ الحرف الاول من التركيب الاساسي لهذه المادة.
هذه ال23 زوج من الكروموسومات تحمل كل منها رقم ثابت وهي تحمل المواصفات التي يرثها الانسان من اسلافه غير ان زوج الكروموسوم 23 هو الكروموسوم المحدد للجنس فالانسان XX هو انثى اما الانسان XY فهو ذكر. تعطي الام للجنين كروموسوم X اما الاب فيعطي اما X فيصبح الجنين انثى(XX) او يعطي الاب Y فيصبح الجنين ذكراَ (XY).
وبما ان الكروموسوم Y لا يعطى الا من قبل الاب فان نفس الكروموسوم هو تكرار للذكور اي ان الذكر يحمل نفس الصفات الذكورية لاجداده اي انك تستطيع الرجوع الى ما لا نهاية لتكتشف اصحاب تلك السلسة الذكورية الا ان كانت هناك طفرة وراثية كبيرة.
وتلك هي الطريقة الاولى لمعرفة قرابة الشعوب
اما الطريقة الثانية فهي من ناحية اللغة فان علماء اللغة يستطيعون تتبع قرابة الشعوب بتتبع الكلمات المستعملة وقواعد اللغة وتوارثها من جيل الى جيل مع ربطها منطقيا بالجينات والصفات الموروثة.
وكملخص لما توصلت له بعد "الاطلاع" وليس "الدراسة المعمقة" فان الاكتشافات الحديثة بأخذ عينات من اناس يعيشون في منطقة الشرق الاوسط ومقارنتها مع عينات من رفات لكل منطقة .دلت هذه الابحاث على التالي
1- البحث الاول المجموعة المستوطنة قبل العرب وقبل المسلمين وتسمى ( aka Chaldo-Assyrian) للمسيحيين المنحدرين من بلاد ما بين النهرين هي قريبة جدا من العراقيين الحاليين مع الاردنيين الحاليين والمندائيين ويهود الشرق الاوسط ولكن نتيجة للتزاوج المبني على اساس الدين فان لديهم خواص معينة تفصلهم عن بقية العراقيين العرب , الكرد ,الارمن , التركمان , والشبك.
2- المجموعة ( Assyrians ) لها صفات عموما منفردة عن باقي المجموعات وهي مجموعة يعتقد بانها منبثقة من شمال العراق
3- في عام 2006 اجريت ابحاث مقارنة اخرى للمجموعتين الاشورية والسريانية على الجين Y فتبين انها مجموعتان تنتميان للسامية ولكنها مجموعتان لها صفات مميزة تماما عن بعضها البعض.
4- في عام 2008 تضمنت 340 عينة اخذت من الاشوريين ,اليهود , الزرادشتيين ,الارمن , التركمان , والعرب في ايران والعراق والكويت وجدت بان المجموعة الاشورية ( Assyrians ) لا تنتمي الى باقي المجموعات الاخرى.
5- في عام 2011 اجريت دراسة على عرب الاهوار والسومريين القدماء اضهرت بان جيناتهم هي في الغالب شرق اوسطية وتنتمي ايضا الى الجينات التي يملكها عرب الاهواز وسكان شبه القارة الهندية ولكن الابحاث التي اجريت للكروموسوم Y التي اخذت من المعدان اظهرت القرابة بين عرب الاهوار والمندائيين وال(Assyrians) مما يوكد موطنية هذه الجينات.
6- دلت ابحاث الDNA الارمني التي اجريت عام 2014 وجود تقارب كبير جدا بين الارمن و مجموعة الاشوريين (Assyrian) مع ان الشعبين يتكلمان لغة منفصلة تماما.
هذا هو رابط المقال من wikipedia
http://en.wikipedia.org/wiki/Archaeogenetics_of_the_Near_East لذلك نستنتج بان هناك مجموعات عرقية قريبة جدا من بعضها البعض ولكنها متميزة عن بعضها البعض.
الان وبعد هذه الديباجة الطويلة من الشرح عن المجموعات العرقية الساكنة في عراق اليوم
هل بمعرفة هذه المعلومات سوف ننتهزها فرصة للنزاع ؟ ام سنجعلها فرصة للتعارف من جديد على بعضنا محترمين كل واحد الاخر.
الرجاء لا دا داعي لاستخدام عبارات مثل متأشور ومتكلدن وغيرها من العبارات التي لا يراد منها الا الاهانة وتصغير الاخر مع ان الاخر هو قريب جدا. فنحن الان خلطة لا يمكن فصلها اجتماعيا نغيش في مكان واحد وفي ضروف مماثلة وولدينا نفس الطموحات.
ماالمصلحة الان من التناحر ؟ ما المصلحة من ان نكيل للاخر بالشتائم والتصغير
ارجوا ان تكون مساحة الردود في هذا المقال مخصصة للتسامح والاعتراف بالاخر على الاقل كما يدعي.
ولكي نكون مستعدين لان ننتقل الى مرحلة اخرى نبدا فيها بالجلوس الى طاولة مستديرة للناقش وبجدية ما يجب عمله للنقذ وجودنا كشعب تابع للمسيح فقط مع الاعتزاز بقوميته سواء كان كلدانيا او اشوري او سرياني او ارمني.
من منكم مستعد ان يصافح الاخر فليكتب "نعم اصافح الاخر " في مساحة الردود بدون اي كلمات اخرى.