المحرر موضوع: من هذيان الفكر الآرامي الحديث، والسيد هنري بدروس كيفا انموذجا!  (زيارة 2578 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل آشور بيت شليمون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 842
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
من هذيان الفكر الآرامي الحديث والسيد هنري بدروس كيفا انموذجا!

 ( الموضوع نشر لأول مرّة في موقع – صوت العقل  )

•   الكاتب/ة : آشور بيث شليمون
•   تصنيف المقال :أبحاث تاريخية
•   تاريخ المقال : 2014-05-27

قلنا ونقولها على الدوام نحن لسنا ضد أمم الهلال الخصيب سواء كانت آرامية، إبلية، كنعانية، عمورية أوكلدانية، بل معهم في السراء والضراء . ولكن ما يزعجنا نحن الشعب الآشوري هو كل هذه الشعوب التي انصهرت وضاعت عن بكر أبيها لغة وقومية في المجتمع العربي منذ دهور، إلا الشعب الآشوري الذي استطاع رغم هذا الإنصهار في المجتمع العربي والإسلامي إلى حد ما الإحتفاظ بقوميته الآشورية في شمال بيث نهرين، أو تدقيقا بلاد آشور/ܡܬܐ ܕܐܬܘܪ.

واليوم، مع الأسف هؤلاء دعاة وغلاة " الآرامية " من أمثال السيد هنري بدروس كيفا والدكتور أسعد صوما أسعد وغيرهما لم يجدا لهما ندا وغريما إلا الشعب الآشوري، إذ تركا شعوبهم المنصهرة جانبا وحتى عدوهما / عدونا – العرب المسلمون الغزاة ( وقد ظلت بلهجاتها المختلفة- أي اللغة السريانية – لغة حية في الشرق الأوسط الى ان جاء الإسلام فقضت عليها وعلى لهجاتها لغة القرآن الكريم ] سبحان الله على الكرم هذا [ وإن ظلت معروفة في بعض البيئات ) * - ليحاربوا القومية الآشورية العتيدة التي كانت الوحيدة التي استطاعت إلى حد ما الإحتفاظ على وجودنا القومي واللغوي في آن واحد.

إن منظري ودعاة القومية " الآرامية " والتي بحق لم تكن – الآرامية - في كل التاريخ قومية بالمعنى الحرفي يحاولون حذف وإلغاء الوجود الآشوري اليوم حتى في عقر داره ܡܬܐ ܕܐܬܘܪ،/ بلاد آشور كي تعوضها بالآرامية الوهمية. ومن المضحك والمبكي أن دعاتها من أمثال الأب ألبير أبونا يمطروننا بتاريخ الدول الآرامية التي قد لا تغيب عنها الشمس وذلك منذ اكثر من ألفي سنة كي يحل محلها القبائل والعشائر العربية بعد ان اختفت تلك الدول الآرامية العشائرية بأعلامها ولم يبق لهم أثر بعد عين.

وهنا أدناه أستشهد بشذرات من مقال كتب من قبل لارا علي – سيريا نيوز/ Syria News - حول تدريس اللغة الآرامية في معلولا وهي آخر معقل آرامي بالمعنى الصحيح. وكما يجد القارئ الكريم هناك جدالا وأكثر من ذلك احتداما وصداما حول كيفية تدريس هذه اللغة التي البعض منهم يستخدمون الخط المربع العبري مع الحركات العبرية نفسها والتي تعود الى أواخر الألف الاولى الميلادية بينما يضربون ظهر المجن على خطوطنا - السريانية – المستحدثة والمستخدمة حاليا في كنائسنا الشرقية :

" و تحدث رزق الله عن "همه" للحفاظ على اللغة الآرامية في معلولا، وعن "انقسام معلولا إلى قسمين مع و ضد الحرف الآرامي
وأضاف، كنت أتمنى أن نكتب الآرامية باللغة العربية لكن ذلك صعب بسبب وجود أنصاف حركات لفظية لا يمكن لفظها من خلال العربية التي تعتمد الحركة الكاملة"
عندما قلنا، ونقولها على الدوام أن اللغة السريانية ليست هي الآرامية، بل لغة متطورة وجدت على أنقاض اللغات السامية المنقرضة، كالكنعانية، الآرامية، الإبلية، الآشورية البابلية، نراهم يعارضون ذلك بشدة .

اليوم كما هو معروف للجميع أن اللغة السريانية ( تشكلت في القرون الأولى للمسيحية كما بينا أعلاه ) لها خطوطها الكتابية المتنوعة وأشهرها الإسترنجيلي، اليعقوبي والنسطوري، كما وجدت لها الحركات مع القواعد التي مرت بمراحل عديدة – في وقت كما قال البروفيسور أ. ولفنسون مدرس اللغات السامية في الجامعات المصرية ( تاريخ اللغات السامية )** :
" بالرغم من وفرة تلك الآثار لم يستطع المستشرقون الى الآن ان يضعوا كتابا في قواعد اللهجة الآرامية القديمة وكيفية النطق بألفاظها وتصريف أسمائها وأفعالها لأن لا تكفي تلك الآثار لتكوين فكرة صحيحة عن تاريخ تلك القبائل وحوادثها مع من جاورها من الأمم القديمة . "
ولكن المهم هناك قواعد لغوية يعترف بها وباستخدامها كل المذاهب وخاصة الشقيقة– أي الأرثوذكس/ اليعاقبة والكنيسة المشرقية/ النسطورية ( اعرف بعض الجهات لا يحبذون استخدام هذه الألقاب اليعقوبية والنسطورية) ولكن بالعكس يجب ألا تكون لنا حساسية حول ذكرها مطلقا كونها تراثنا وتاريخنا .

والقراء الأعزاء يعلمون جيدا أن معلولا وقرى أخرى في ريف دمشق هم الذين احتفظوا ب" اللغة الآرامية الأصلية " نوعا ما ولكن نجدهم اليوم في حيص بيص حول كيفية كتابة لغتهم هذه وهم يرجحون ما يسمى بالخط " العبري " كما أشرنا إليه أعلاه وآخرون يتشبث بالخط المربع المقترح لأنه خط كنعاني وآرامي وما هنالك من اقتراحات، بينما يذهب البعض الآخر حتى باستخدام الخط العربي كما أشرنا إليه أعلاه ، ناسين أو متناسين " الخط والحركات السريانية " التي تفي بالمراد على أكمل وجه!!

السؤال يبقى الآن ليس لأهل معلولا، إذ هم يعرفون أنفسهم ولغتهم، ولكن لهؤلاء دعاة " الآرامية " الجدد الذين تركوا " الحلبة – الجدل في معلولا " جانبا كي يهاجموا القومية الآشورية وحتى يذهبون أبعد من ذلك إذ فاقوا العروبيين في تحوير وتزوير التاريخ وليس ذلك فحسب، بل يريدون أن يمحوا كل الشعوب في الهلال الخصيب التي جاءت بحضارات عظيمة معترف بها دوليا، وعلى سبيل المثال الحضارات الآشورية، الاكادية، البابلية ، الإبلية، العمورية، الكنعانية والفينيقية كي يعوضوها بحضارة آرامية التي مع احترامنا الكبير تفتقر بصماتها على الهلال الخصيب.

والجدير بالذكر أن دعاة الآرامية الجدد، يستندون على فرض ( نعم فرضها وليس بإقناعهم ) نظريتهم على مجرد أوهام، وعلى سبيل المثال وحتى لو نطق كل سكان الهلال الخصيب ومن الجملة شعبنا الآشوري اللغة الآرامية التي يدافعون عنها هل يغدون آراميين ؟ طبعا لا، إن الشعب الأميركي، الأوسترالي، الكندي وحتى الأيرلندي يستخدمون اللغة الانكليزية اليوم ولكن ليسوا بانكليز، ومن ثم أليس سكان الهلال الخصيب المتكون من شعوب قديمة مثل الآشوريين البابليين، الكنعانيين الفينيقيين، الإبليين العموريين مع الآراميين اليوم يستخدمون اللغة العربية هل يغدون عربا وفق نظرية دعاة الآرامية الجدد؟ طبعا لا ! إذا بأي منطق يريدون فرض " آراميتهم " على النزر اليسير من شعبنا الآشوري لذي كلفه دمه ودموعه ، في وقت يتجاهلون سكان الهلال الخصيب الذين دخلوا الإسلام واستعربوا ودمشق الآرامية تغدو اليوم " قلب العروبة النابض " ؟!

إن العداء المستحكم على شعبنا الآشوري من قبلهم مع احترامي لهو عار عليهم وعلى كل من يدور في فلكهم، ويكفي الآشورية فخرا أنها استقطبت من كل المذاهب – أرثوذكسية، كاثوليكية، ونسطورية - في شمال بيث نهرين، شمالنا الآشوري بدون أي ضغط او اكراه، والباب مفتوح لمن يريد الدخول وحتى الخروج إذ نحن أساسا لا نحبذ الآشورية المفروضة .

من المؤسف أيضا، أن دعاة الآرامية اليوم يلجؤون الى ذر الرماد في العيون لمجرد وجود بعض الأفراد الذين يحبذون الآرامية – وهي فرحتنا ولهم تشجيعنا – ولكن بالمقابل هناك الآلاف الكثيرين الذين يرفضون دعوتهم ويدافعون عن عروبتهم حتى الرمق الآخير.

ومن المضحك والمبكي أنهم أبطال وأشاوس ضد القومية الآشورية، بينما يغضون الطرف لدعاة القومية العربية وللعربان في وقت لم نكن لهم إلا صديقا حميما حيث يجمعنا المصير المشترك كوننا في نفس القارب، وما يصيبهم يصيبنا وما يفرحهم يفرحنا.
ܫܠܡܐ ܠܩܪܝܢܐ ܕܫܠܡܐ ܒܗܝ ܒܢܘܢܐ ܕܐܠܗܐ ܗܢܘܢ – ܬܐܚܐ ܐܬܘܪ – ܡܒܥܬ ܝܘܠܦܢܐ/ آثور مطلب العلم – ܒܥܝܢܢ ܘܫܐܠܝܢܢ ܡܢ ܐܝܠ ܐܠܗܐ ܕܝܨܦ ܐܘܡܬܢ ܐܬܘܪܝܬܐ ܡܢ ܟܠ ܡܚܫܘܠܐ ܕܒܝܫܬܐ ܘܥܘܠܐ، ܐܘ ܡܪܝ ܐܠܘܟ ܬܘܟܠܢܝ ܘܣܒܪܝ ܐܡܝܢܐܝܬ ܀ ܐܫܘܪ ܕܒܝܬ ܫܠܝܡܘܢ – ܐܘܚܕܢܐ ܡܚܝܕܐ ܕܐܡܝܪܟܐ ܀
.................

* الدكتور شوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي ، العصر الجاهلي من مطبوعات دار المعارف بمصر 1960 صفحة 25

** البروفيسور أ. ولفنسون، تاريخ اللغات السامية – دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت – لبنان – صفحة 108