كتاب العقاد - ابراهيم ابو الانبياء (ازر - اشور )
اخيقر يوخنا تقودنا قراءتنا للكتاب المقدس الى التساءل عن معنى كثرة ذكر اسم اشور فيه ؟
فهل كان اشور نبيا ؟ او مصلحا او حكيما ذات منزله محترمه لدى الرب لكي يتخذ منه (اشور قضيب غضبي -اشعيا ء5-10) ( اشور بركة على الارض - واشور عمل يدي اشعياء 19-25)
وكذلك ونظرا لتواجد اسماء الكثير من انبياء الكتاب المقدس في القران الكريم من دون اسم اشور فان ذلك الامر كان يدفعني الى النساؤل عن سبب ذلك ؟
حيث كما نعرف ان اسم اشور والاشوريين يتكرر لعدة مرات في التوراة (اكثر من 150 مرة ).ومنذ سفر التكوين نجد ان اشور كان الولد الثاني لسام .وان هذا الاسم اطلق ( على احد الشعوب التي كانت من ضمن مملكة ايشبوشت بن شاول (2 صم 2:9 )وكانوا يحسبون بين جلعاد ويزرعيل وقد جاء ذكرهم في الترجوم الارامي باسم اشيرين ويعتقد البعض ان هذا هو اسمهم الحقيقي )قاموس الكتاب المقدس
( وقد اكتشفت في كثير من المدن الاشورية تماثيل هائلة الحجم مصنوعة من الحجر وكانت توضع على جانبي الهياكل والقصور وكان الاشوريون يسمون هذة التماثيل - شيدو - وكانت تمثل حيوانات لها رؤؤس بشرية واجنحة واما اجسامها فكانت اجسام اسود وثيران ويرى بعض العلماء شبها كبيرا بين هذة التماثيل - شيدو وبين وصف حزقيال للكروبيم - حز 1- 5:14 - وكان الاشوريون يعبدون الهة كثيرة اما الههم الرئيسي فكان اشور وهو اله الحرب وكانوا يمثلونه في شكل رام للسهام داخل دائرة تمثل قرص الشمس ولها اجنحة وكانت اشتار الالهة العظيمة للحرب والخصب وكان انو يمثل قوة السماء و - بل - يمثل الارض و- ايا - تمثل المياه و-سين- يمثل القمر و- شماش - تمثل الشمس و- رمان - تمثل العاصفة وكان معظم الالهة يعبد في بابل فيما عدا الاله اشور ) قاموس الكتاب المقدس - شعب اشور
وجاء في سفر التكوين 10-11 - من تلك الارض خرج اشور وبنى نينوى ورحوبوت عير وكالح
-واخيرا وبعد قراءة عدد من الكتب الدينية - وجدت ضالتي في كتاب ( ابراهيم ابو الانبياء - تاليف عباس محمود العقاد ) من منشورات المكتبة العصرية - صيدا - بيروت
وهنا سوف انقل للقارئ الكريم بعض ما جاء في الكتاب
حيث جاء في ص 34 حول الشبه بين قصة دانيال وقصة ابراهيم ( يزعم بعض الشراح ان القصة لم تكن معروفة قبل يوناثان بن عزبيل الذي كان يجهل البابلية فالتبس عليه معنى - اور - لانها بالكلدانية تعنى النار وبالعبرية تعنى النور وظن ان نجاة ابراهيم من اور الكلدانيين يعنى نجاته من نار الكلدانيين
ولا بد ان يلاحظ هنا ان الكنيسة السريانية التي يعيش اتباعها في بلاد الكلدان القديمة بين سورية والعراق والتي اشتهر اباؤها بدراسة السريانية وهي الارامية بعينها لا تعتبر ان القصة ناشئة من غلطة في الترجمة وتقييم لنجاة الخليل من النار حفلا سنويا في الخامس والعشرين من شهر كانون الثاني )
وعن اسم ابو ابراهيم (فقد ذكر يوسبيوس المؤرخ المسيحي اليوناني ان ابا ابراهيم الخليل يدعي اثر
وزعم بعضهم ومنهم سنكلر صاحب كتاب مصادر الاسلام وهو من اشد المتعصبين قدحا في الاسلام ان للاسم اصلا في الفارسية القديمة بمعنى النار )ص45
وعن موقع اور( وقال عن اور الكلدانيين مدينة ابراهيم انها كانت في الموضع الذي يسمى الان المقير على الفرات الادنى ولم تكن في اورفه كما خطر لبعضهم من قبل لتشابه اللفظ بين اورفه واور )ص62
وعن سبب مغادرة ابراهيم لبلده اور يقول (بسبب افكار وايمان ابراهيم بالله - فان هذة الافكار هي التي اثارت الكلدانيين والعراقيين فراى من الخير بمشيئه الله ومعونته ان يرحل الى ارض كنعان وهناك استقر وبنى الله مذبحا وقدم عليه القربان )ص97
وعن سلالة ابراهيم جاء ( هو ابراهيم بن تارح وهو ازر بن ناحور بن ساروغ بن رعو بن فالغ بن عابر بن شالح بن ارفخشذ بن سام بن نوح
وولد ابراهيم بالاهواز وقيل ببابل وهي العراق
وكان ازر ابو ابراهيم يصنع الاصنام ويعطيها ابراهيم ليبيعها فكان ابراهيم يقول من يشترى ما يضره ولا ينفعه
وقيل كان نمرود ملكا مستقلا براسه فاخذ نمرود ابراهيم الخليل ورماه في نار عظيمة فكانت النار عليه بردا وسلاما
ثم ان ابراهيم ومن امن معه واباه على كفره فاقوا قومهم وهاجروا الى حران واقاموا بها مدة )ص106
وعن اللغة التي كان يتكلم بها ابراهيم - يقول الكتاب ( لقد عرفت تلك اللغة حينا باسم اللغة السريانية غلطا من اليونان في التسمية لانهم اطلقوا اسم اشورية او اسورية على الشام الشمالية فشاعت تسمية العربية باسم السوريانية والسريانية من المكان الذي اقامت فيه بعض قبائل العرب الوافدة من شبه الجزيرة منذ اقدم العصور قبل عصر ابراهيم بزمن طويل )ص131
وعن ذكر ابراهيم في القران - نقرا ( واذ قال ابراهيم لابيه ازر -- فاتخذ المهاجمون للاسلام من ذلك دليلا على الخطا في تسمية ابي الخليل وقالوا ان اسمه تارح كما ورد في العهد القديم ) ص134
وحول تفسير كلمة ازر - نقرا
(ان ابراهيم قد انحدر الى ارض كنعان من ارض اشور
واعتقد شراح الكتب الاسرائيلية في غير موضع ان الاباء الاولين كانوا ينسبون الى بلادهم او اممهم كما يقال غن ابن مصر وابن اوربه وابناء الشرق وابناء الغرب وابناء النيل
فاذا نسب ابراهيم الى اشور فمن الجائز جدا ان يكون تارح وازر لفظين مختلفين لاسم واحد سواء كان هذا الاسم علما على رجل او على الجد القديم الذي تنسب اليه امه اشور
وكثيرا ما انتسب القوم الى اسم جد قديم كما يقال في النسبة الى عدنان وقحطان .
ونظرة واحدة في كتابه اسم اشور ونطقها الى اليوم في العراق وسورية تقرب لنا هذا الاحتمال الذي يبدو بعيدا لاول وهلة .
فقد كتبت اشور تارة ازور وتارة اثور وتارة اتور وتارة اسور بالسين .
ولا يحفى ان اللغات السامية لم تكن تكتب لها حروف علة الى زمن قريب وان الاغريق الذين اطلقوا اسم - اسورية - على وطن ابراهيم من نهر الفرات الى فلسطين ينطقون الياء الاغريقية بين الواو والياء ولهذا تكتب لوبيا بالواو كما تكتب بالياء وتنطق سيريه بالياء في اللغات الاوربية وتنطق سوريه بالواو في اللغات الشرقية .
ولا يحفى كذلك ان كلمة تارح تنطق تيرح على لسان الكثيرين من الناطقين بالسامية وتنطق تيرا وتيره عند الذين لا يستطيعون النطق بالحاء .
فاذا لاحظنا ذلك كله فليس اقرب من تحويل اثور واتير الى تيره وتيرح .
وقد ورد ت في تاريخ يوسيفوس بغير الحاء في تاريخ يوسبيوس اثور .
وهو مكتوب باليونانية وقد ورد في التوراة اسمان بمعنى الاميرة احدهما بالحاء وهو سارح 46- تكوين - والاخر بغير الحاء وهو سار او ساره .
ومؤدى هذا ان - ازر - هي النطق الصحيح الذي عرف به اسور القديم وان تيره وتيرح هي نطق الذين يكتبونها اتيره واتيرح وينطقون بكلمة اثور بين الواو والياء .
وايا كان القول في نسبة ابراهيم الى ازر بمعنى اسور فهو اقرب من القول بان اباه سمى تارحا من الحزن او من الكسل وليس عليه دليل من وقائع التاريخ والجغرافية ولا من الاشتقاق .)ص 136
وعن تقارب اللغات بين تلك الاقوام - نقرا ( ان الحميريون كانوا يقيمون باقصى الجنوب من الجزيرة العربية والاشوريون كانوا يقيمون باقصى الشمال من العراق ولكن التشابه بين لهجة الحميرين ولهجة اشور اقرب جدا مما بين اللهجة الحميرية واللهجة القرشية بمكة والمسافة بين اليمن والحجاز اقرب المسافات .
فاللغة الحجازية لم تتطور من اللغة اليمانية مباشرة وانما جاء التطور من العربية القديمة الى الاشورية الى الارامية الى النبطية الى القرشية . ومن حهة الاصل واللغة
قال ابن العباس - نحن معاشر قريش من النبط - )ص137
وعن قصة الخليقة نقرا
( وجدت قصة الخليقة منقوشة بالخط المسماري على الالواح التي عثر عليها المنقبون عند مديمة الموصل ونقلوها الى المتحف البريطاني في لندن حيث تعاون المفسرون على تفسيرها وهذة خلاصتها :
كان الافق الاعلى لا يسمى بعد بالسماء وكان الافق الادنى لا يسمى بعد بالارضولما تفتح الهاوية ذراغيها
وكان الماء يغمرها جميعا وليس من انسان ولا حيوان يجوس خلالها
وولد يومنذ اقدم الارباب لخم ولاخامو
ثم ولد اشور وكيشور
واجتمعت الارباب وخلقت الوحوش والانعام والدواب ومنها جماعة بيتي - انا اشور السماء - وكانت فيه بهجة )ص165