صوم نينوى
صوم نينوى يبقى انشودَةَ الايمان
ورمزاً لوفاء اُمَة آشور للآرض والانسان
ومع الجبروت استسلمت تواضعاً للخالق الديان
نبدأ الذكرى بتاريخ لَمن لَبوا النداء
انهُ تأريخ شعبٌ أدرَكَ سِرَّ البقاء
من خصالٍ سطر التأريخ فيها للعلاء
امةٌ فيها البطوله والشهامه والوفاء
والمتاحف احتوت من ارثها كل البهاء
فيه مجداً فيه فخراً فيه سِرَ الأقوياء
تبقى ذكرى شعب آشور الأبي واللأوفياء
جاء للعبراني وَحياً نَحوَّها قم للعزاء
أُمَة باتت لشعبي تضمُرُ كلَّ العداء
أنَّ لي تنفيذ هذا فَهوَ طَعنٌ في الوفاء
نحو ترشيش استقَلَّ قارباً للاختباء
غيرَ إنَّ حُكمَ رَبي يبقى حَتماً للقضاء
نينوى الغراء كانت في اختبارٍ للبقاء
كانوا فيها رازحين تحت نير الكبرياء
عندما يونانَ اهداهم لِتحذير السماء
قال ربي قد قضى حكماً عليكم بالفناء
بعد انذارٍ وتحذير النبي أمر القضاء
ارتقى للراحه تللاً ناطراً وقت البلاء
واستضلَّ نبتَةً توقيه من حر السماء
فيه هَبِّ الشعب أياماً ثلاث في نقاء
قائمين الصوم في ارجائها رمز الرجاء
إنَّ للايمان سِرَّاً في خلاص الاوفياء
بعد نومٍ استفاق اذ رأى موت القثاء
والبلاد قائمه اصواتهم ملىء الفضاء
فأعتراه الحزنَ جداً ثمَّ ابدى استياء
عِندها الباري نَهاهُ ثُمَ قالَ في صَفاء
أنتَ ابديت امتعاضاً انه عشب الفناء
كيفَ لي اهلاك شعبي تائبين اتقياء
فيه اثنا عشره ربوه من صغار انقياء
في المحبه قدرة الباري تجلت في جلاء
كانَ سِرُ التوبه عَنواناً لاصحابُ والوفاء
وكانت التوبة والايمان بقدرة الخالق والأتكال عليه عربوناً لنجاة نينوى وشعبها من الدمار الذي انذرهم به النبي يونان .