قلقي كبير على مستقبل كنيستي الكلدانية
زيد غازي ميشو
zaidmisho@gmail.com
لا يوجد حقبة زمنية تمر على كنيستنا الكلدانية إلا وفيها سلبيات، لأن الكنيسة تأسست على عنصرين رئيسيين، الأول إلهي لا يقبل الخطأ، والثاني بشري، والبشر مدعو للكمال، وعكس الكمال هو النقص. ومن هذا المفهوم تأتي مسيرة الكنيسة المنظورة هو السير نحو الكمال، وما السلبيات إلا من نتاج النقص الموجود في الأنسان، كهنة كانوا أم شمامسة او علمانيين.
وخلال حياتي عاصرت اربعة بطاركة، ثلاثة أنتقلوا إلى الحياة الأبدية والأخير أطال الله في عمره أنتخب حديثاً ليكمل المسيرة وبحسب ما يراه مناسباً للكنيسة.
منذ البطريرك شيخو وأنا اعرف الكثير من السلبيات ولا يوجد كمال بتاتاً في شطر الكنيسة الأنساني، ولكل بطريرك سلبياته وإيجابياته، وذلك يعتمد أيضاً على الأساقفة المحيطين والكهنة والعلمانيين ومدى تأثيرهم الإيجابي او السلبي على قرارات البطريريك، وما يهمنا هي الحقبة التي نعيشها الآن، لأننا أبناء اليوم، نقرأ الماضي لنستفيد من أختباراته، ونعمل الآن من أجل مستقبل تندر فيه السلبيات.
خلال السنتين تقريباً ومنذ تولي غبطة أبينا البطريرك مهمة قيادة الكنيسة الكاثوليكية للكلدان، سجلت الكثير من الأيجابيات والسلبيات، إسوة بمن سبقوه، وعندما يشير الكاتب إلى سلبية معينة فهذا لا يعني بالضرورة أن يكون ضد البطريرك وإلا كان من يمتدح متملق.
شخصياً تهمني كنيستي الكلدانية جداً، والكهنة والرهبان والراهبات والأساقفة الكلدان، وباتأكيد يهمني شخص البطريرك الذي على رأس كنيستنا، لذلك فأنا أكتب ما أريد ولا أكترث للأحكام التي يطلقها ضيقي النظر، كوني واثق من نيتي الصادقة تجاه كنيستي، وما سأكتبه في هذه السطور القادمة حتماً سيعبّر عن قلقي الكبير تجاه محبوبتي والتي لا يعلو عليه حب آخر، وكعادتي في مثل تلك المواضيع التي تخرج من الشجون لا أفكر بماذا اريد أن أكتب، بل من فيض القلب ينطق اللسان.
بالحقيقة باتت تقلقني الأحداث المتسارعة في الخلافات والمواقف المتشنجة بين الأساقفة مع بعضهم والبطريرك مع بعض الأساقفة، حتى أكاد أشعر بأنني أختنق عندما يتحول الحديث العام مع الأهل والأقرباء والأصدقاء ليشير إلى تلك الخلافات، بل حتى بيننا كأشخاص عاديين وأثناء نقاشنا حول الموضوع أصبحنا نختلف فيما بيننا على من له الحق ومن عليه! اسقف متمرد، وبطريرك يهدد، وثالث يؤيد، ورابع يكتب مقال ضده، وخامس يطلب إيقافه عن الخدمة، وسادس يتقاعد وأثنين من كهنته يهينوه في نهاية خدمته، ومطران الموصل يُنقل إلى استراليا، وأساقفة يطالبون بألغاء التسمية الكلدانية من الكنيسة!! وماذا بعد؟
سينهودس على الأبواب ...من سيجتمع مع من؟ من سيتفق مع من؟ من سيؤيد من؟ مالخير الذي سنجنيه من هذا السينهودس مع كل تلك الخلافات المتراكمة؟
ألا ترون بأن كل تلك المشاكل والأنقسامات جعلتنا نحن ايضاً نختلف ونتشاجر فيما بيننا؟ ألهذا الغرض ستجتمعون أم لتحلوا المعضلات ومنها تلك العداءات التي تسببتم بها وأنتم تتفرجون على أحقاد ابناءكم كون فلان مع الأسقف الفلاني وعلّان مع البطريرك او اسقف آخر... أين سنصل بعد ذلك؟
ألا ترون بأن حتى مثقفينا لا يفهموا سوى لغة الطاعة ومنهم مستعد أن يتصرف بحقد كامل على من يعترض على من يعبده...وأقصد الأله الذي أختاره بشخص رجل دين!!؟؟
الا تدركوا بأن من بيننا من وصل إلى مستوى من الحرية لقول ما يريد دون أن يبالي بتأثير كلامه على الكنيسة وعلى القراء؟
اتذكر في أيام البطريرك دلّي قام أحد الكتّاب بمطالبته بالأستقالة بأسلوب مقرف، وأعتبره البعض شجاعاً بذلك! والسؤال: الا تفكروا كم تلك الطروحات ستؤثر حتماً على كنيستنا وعلى المؤمنين عندما ينفجر أحد (المخنوقين) بتلك الخلافات التي وصلت إلى ما لم يصدّق ويطالب أيً من الأساقفة او البطريرك بالأستقالة او جميعهم؟
هل مطلوب منّا أن نطيع المختلفين ام المتحاببين؟
هل مطلوب من عندنا أن نعترف بأساقفة لا يعترفون بهويتنا ويطالبون بتغيير إسمنا الكلداني!؟
هل مطلوب منأ أن نرى الإيجابيات فقط ونغلق عيوننا امام السلبيات؟
هل مطلوب من عندنا ان نتملق ونصفق لكم في كل خطاب وظهور؟
هل تنزعجون لو قلت لكم بأنني كمسيحي مؤمن مستاء جداً جداً من طريقتكم في إدارة الكنيسة؟
هل تنزعجون لو قلت لكم الأولى بكم أن تحلوا خلافاتكم قبل أن تعظونا بالأنجيل؟
هل وصلنا إلى زمن يعلّم فيه المؤمنون كهنتهم واساقفتهم كيف تكون حياتهم الكهنوتية؟
هل وصلنا إلى وقت يسعى فيه العلمانيون لحلّ الخلافات بين الأساقفة والكهنة؟
وا أسفاه يا كنيستي ...وا أسفاه
لا أريد أن اقول أكثر .....وأكتفي بـ ... وا أسفاه يا كنيستي الكلدانية، مسكينة أنت