المحرر موضوع: حقيقة الكلدان في آخر الزمان!  (زيارة 4222 مرات)

0 الأعضاء و 2 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل آشور بيت شليمون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 842
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حقيقة الكلدان في آخر الزمان!

آشور بيث شليمون


        ( الكلدان: هذا الشعب لم يكن، أسسها آشور لأهل البرية - اشعياء 13:13)

لقد استرعى انتباهي مقال كتبه الاخ جاك يوسف الهوزي حول وجود الكلدان ولغتهم والى ما هنالك.
إن الأخ الهوزي، في كتابته هذه عن الكلدان ، لنا ان نسأل  منه أولا، عن أي – كلدان – يكتب؟! إذا كان يكتب عن الكلدان القدامى، فهذا أمر مغاير تماما، كون  أولئك الكلدان مع الأسف الشديد لم يبق لهم أثرا اليوم وكان من أواخر الشخصيات التي دافعت عنهم وهو – ابن وحشية الكلداني النبطي من القرن الثالث الهجري( 1 ) كونهم انصهروا وذابوا في المجتمع العربي الإسلامي عن بكرة أبيهم.

أما إذا كان يكتب عن عما يسمى – كلدان اليوم – وهم في الحقيقة آشوريون و سكان الشمال الآشوري ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ، ومنهم  البعض الذين مع الأسف يتبنون هذه الفكرة الميتة منذ الولادة، كونهم آشوريون ودخلوا الكاثوليكية بطرق مختلفة من الإبتزاز والتهويل من قبل الكنيسة الرومية الكاثوليكية، مع احترامنا لها ومنهم عائلة الأخ جاك يوسف الهوزي وغيره الذين وقعوا في شرك الكاثوليكية لتمزيق شعبنا الآشوري اليوم كي نكون لا شيء، بينما هم – كلدان البابا – الأكثرية في بلاد آشور بفضل ألاعيب البابا الروماني من خلال – القصادة الكاثوليكية ( 2 ) - في وقت لا وجود لهم البتة كما نوهنا أعلاه  في ديارهم اليوم، والتي هي مهزلة العصر.

 والأنكى من ذلك يدعون بالكلدانية وبانقراض الآشوريين او فنائهم عن بكرة أبيهم ( طبعا بعد 1991 وتحديدا 2003 ) من قبلهم وحلفائهم  الميديين، بينما هم  - الكلدان القدامى - لا وجود لهم البتة في ديارهم الأصلية، في الحقيقة هي أيضا نكتة العصر بحد ذاتها !

الحقيقة الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، ان في الشمال لم يوجد ذكر ما
يسمى – الكلدان – قبل 400-500 سنة خلت ولكن نجد – الآشورية -  موجودة لدى الشعب الاشوري رغم طغيان المفاهيم المسيحية على الفكر الآشوري ونقول 
 على سبيل الذكر لا الحصر – طاطيان الآشوري من القرن الثاني الميلادي، ماري نارساي الملفان من القرن الخامس الميلادي  والعلامة كوركيس وردا الآربيلي ( ؟ - 1225م ) وحتى ماري عبديشوع الصوباوي( ؟ - 1318 م )  ومن الكتاب حتى وصفوا شعبنا الآشوري بالشوفينية الآشورية من خلال هذه العبارات التي تؤكد وجودهم وفخرهم بآشوريتهم :

" ... كان هذا يعني أن الآشوريين كانوا موحدين قبل المسيح ومسيحيين بعده، والماضي بالتالي قاد نحو الحاضر دون أي شرخ. وهكذا فتاريخ كارخا دي بيت سلوخ يبدأ بالملوك الآشوريين وينتهي بالشهداء الآشوريين: سركون أسسه(89) والشهداء جعلوه «حقلاً مباركاً للمسيحية»(90). يشبه ذلك أنه في القرن السابع قبل المسيح وقف العالم كله مرعوباً من ساردانا(91)، وفي القرن السابع بعد المسيح احتل القديسون مكانه باعتباره «شمس آثور» ܫܡܫܐ ܕܐܬܘܪ  و «مجد نينوى»9 ܘܚܩܪܐ ܕܢܝܢܘܐ.." ( 3 )

ان الغريب العجيب في أمرنا اليوم كي نكون ضحية بعض الأفكار الوهمية التي يتداولها إخوة لنا ممن يتبنون القوميات الجديدة – الآرامية والكلدية - التي لم يكن لها أثرا قبل أكثر من 10-15 سنة خلت، والأنكى من ذلك كي تطمس حتى بالوجود القومي الآشوري برمته وفي عقر داره  بدون هوادة الذين أسسوا أكبر حضارة وامبراطورية في الهلال الخصيب في وقت هم يعتمدون على وجودهم بالمراجع الآشورية نفسها  يا لها من سخرية القدر؟!
حقيقة، هم شعوب ثانوية دخلت بيث نهرين ( 800-1100 ق.م. ) بالنسبة للشعب الآشوري البابلي  ووجودها فيما إذا وجد فقد كان مجرد سحابة ربيع فيما يسمى اليوم العراق/ ميزوبوتاميا/ ܒܝܬ ܢܗܪܝܢ او كما عرفها المؤرخ الإيطالي ساباتينو موسقاطي بسقوط شهب ( 4 ) .

الشعوب الأولية لما يسمى لبيث نهرين في القديم

إن الشعوب الأولية فيما يسمى بيث نهرين ܒܝܬ ܢܗܪܝܢ او ميزوبوتاميا هم : السومريون ( وهم شعب غير سامي ) في الجنوب والشعوب السامية مثل الأكاديين، الآشوريين والأموريين في الوسط والشمال.
وقبل ذلك كانت مرتعا غير دائم لشعوب غير سامية مثل، السوباريين، الحثيين، الهوريين والميتانيين، ولكن هؤلاء بعد ظهور القوة العسكرية الآشورية التي استطاعت دحرها ومن ثم طردها كليا من المنطقة .
أما حوالي ( 800- 1100 ق. م. ) كانت هناك هجرة داخلية من الهلال الخصيب ذاته لشعوب سامية  بدوية اتجهت شرقا من وسط بلاد الشام/ سوريا مثل الآراميين والكلديين .
إن هذه الشعوب كانت مصدر قلق لبابل وكذلك لبلاد آشور، ما دعا الملوك الآشوريين من ترويضهم إثر حملات عسكرية وبموافقة بابل ذاتها وللمزيد حول الموضوع يرجى قراءة مقالي على الرابط أدناه:
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=763851.0
لغة الشعوب الأصلية في الهلال الخصيب

كثر الحديث في الأونة الأخيرة حول لغة هذه الشعوب السامية التي كان موطنها الهلال الخصيب.
والمستشرقون في دراساتهم وإكتشافاتهم للمنطقة واستنادا الى الكتاب المقدس – التوراة العبرية – كونهم من أبناء سام (  سفر التكوين، الأصحاح 10: 21- 24) رأوا  ان تعد لغة سامية وأول من  استعمل هذا الإصطلاح هو العالم شلوتسر / Schlozer  في ابحاثه وتحقيقاته في تاريخ الأمم الغابرة سنة 1781 ميلادية .
ولا غرو باستخدام هذه التسمية، رغم أنها في الحقيقة لا صدق فيها بتاتا بل فيها كثير من الترهات وعلى سبيل المثال، في ذكر ابناء ( سام ܫܝܡ )  يعد آشور  ܐܫܘܪ جد الآشوريين الإبن الثاني لسام، بينما في الحقيقة يجب ان يكون الإبن الأول، والسبب في ذلك هو ان – عيلام، وفق التوراة هذه يعد الاول، بينما هو لا يمت بالسامية وكذلك التوراة تعد الشعب الكنعاني من الشعوب الحامية، بينما هم ساميون .
كما من المعروف أن هذه الشعوب ( شعوب الهلال الخصيب ) المنضوية تحت التسمية السامية مع العرب والأحباش تعتبر لغتهم تقريبا ذات أصول واحدة ومتقاربة بعضها ببعض والقرابة الأكثر تكمن في شعوب الهلال الخصيب اي ما بين الآشوريين البابليين، الكنعانيين الفينيقيين، الإيبليين والاموريين والكلديين الآراميين.
وبصورة مختصرة هؤلاء جميعا كانوا ينطقون لغة مفهومة للجميع ما عدا بعض الفروقات المحلية نظرا للتاثيرات المحيطة بهم من خلال دخول بعض المفردات الاجنبية وعلى سبيل المثال من كلمات دخلت في اللغة الأكادية البابلية الاشورية .
وهناك نقطة مهمة في الموضوع، أن كثيرا من الدارسين والباحثين وخصوصا من أبناء شعبنا يعولون طغيان لهجة على لهجة أخرى، وعلى سبيل المثال – اللغة الآرامية التي تعد اللغة التي سادت في المنطقة بعد أفول الشعب الآشوري البابلي، واللغة التي تحدث بها السيد الرب.
من دون شك كل هذه التكهنات لا صدق فيها أطلاقا، إن الاشوريين، البابليين ولا حتى الكلديين نطقوا بما يسمى اللغة الارامية، بل باللغة الواحدة التي توارثوها وهي اللهجة البابلية الآشورية والكلدية . كما ان هذه الشعوب لم تستخدم الخط – الآرامي – كما يزعم البعض والاراميون في كل حياتهم لم يساهموا في حضارة الشرق الأدنى بشيء ( 5 ) وفق المؤرخ جورجيوس روو في كتابه – العراق القديم.
إن البابليين والآشوريين، وقبلهم الكلديين استخدموا الخط المسماري حتى ايام سقوط امبراطوريتهم ، كما والجدير بالذكر لا ننكر محاولتهم إستخدام الخط لا الآرامي، بل الخط الكنعاني ولكن في مع الاسف لقد فاتهم الزمن بافول سلطانهم، واليوم لا تجد أي وثيقة لا من قبل الآشوريين ولا حتى من البابليين والكلديين معا باللغة الارامية (  6 ) واكبر مثل على ذلك مكتبة آشور بانيبال العملاقة لا تحوي سطراواحدا بالكتابة                                                            المزعومة الارامية رغم انها تحوي أكثر من  26000  لوحة كتابية قرميدية والتي سميت لاحقا بإبن العبري ܓܪܝܓܘܪܝܘܣ ܒܪ ܥܒܪܐ ( 7 ) بالقلم الحبري ܟܬܝܒܬܐ ܟܘܡܪܝܬܐ أي اللغة الآشورية البابلية والكتابة المسمارية .

والخلاصة، كل هذه الشعوب في بيث نهرين كما ذكرنا اعلاه تكلمت ونطقت لغة سامية واحدة وقريبة جدا بعضها ببعض – إلا في بعض الأحيان – حيث حتى اللغات الواحدة تختلف من منطقة الى اخرى – والتي تعد عندها لهجة .
وأود تاكيد القراء الأعزاء، ان لا يتوقعوا ان يدركوا هذه اللغات القديمة مائة بالمائة ولكن اؤكد لكم نظرا لخبرتي حيث في متناولي الكتب العديدة في الموضوع اللغوي هذا بوسعي أدراك قسما كبيرا منها.
ومن المعروفن، أن اللغات تتطور وكثيرا ما تبتعد عن المصدر الأصلي حيث في كثير من الأحيان يلجأ البعض في استخدام المعاجم اللغوية، وهذا ليس عيبا لنا فيما إذا كنا امام لغة عمرها زهاء 3000 سنة وهو الامر نفسه في اللغات الأخرى وعلى سبيل المثال – اللغة الإنكليزية  حيث يقول عالم لغوي Leon Bloomfield  [color=red ( 8 )  [/color   أن لغة القرن التاسع للغة الملك ألفرد الإنكليزية تبدو كلغة أجنبية والت تحتاج الى معجم لغوي .
ختاما، بوسعنا أن نسمي لغتنا – آشورية – ما دام هناك شعب مؤمن بآشوريته وهو موجود في الشمال العراقي اليوم، وكذلك لغة –آرامية وهي موجودة في معلولا والعاصمة دمشق ، ولكن لا وجود لغة كنعانية، إبلية، امورية وكلدية، بسبب عدم وجود مثل هذه الشعوب في مناطقها الجغرافية المعهودة.
واليوم إخوتنا من ابناء الطائفة التي تسمى مع احترامي زورا وبهتانا بالكلدانية، ليس لهم قضية كونهم  لا وجود لهم بذوبانهم في المجتمع العربي الإسلامي في جنوبي العراق ، اما الذين يدعون – الكلدانية – في بلاد آشور هم يتحدثون اللغة الآشورية اسوة بباقي إخوتهم الآشوريين النساطرة وكذلك الامر لما يسمى السريان.
إن ما يسمى – الكلدان- أرادوا ادخال التغيير في لغتهم الآشورية، بنطق الحرف الثامن وهو ( ܚ ̱/ خاء ) كالعربية – حاء ولكن فشلوا فشلا ذريعا لأن شعبنا الابي لا يزال ينطق ذلك الحرف خاء آشورية وهو امر موجود في اللغة الآشورية القديمة ( 9 ) وكذلك نشكر الإخوة اليعاقبة الذين كانوا شوطا الى الامام بإدخال اللهجة النطقية الآشورية البابلية القديمة وهي حالة الرفع – الضمة في آخر  الكلمة وهنا العلامة تيودورس بركوني/ ܬܐܕܘܪܘܣ ܒܪ ܟܘܢܝ عندما نوه أن لغتنا اتجهت غربا.


........................

( 1 ) هو أبو بكر أحمد بن علي بن قيس بن المختار المعروف بابن وحشية النبطي والكلداني والكسداني ،    مجهول المولد والوفاة ، وإن كان بعضهم قدّر وفاته أنها بعد سنة 318 أو قريباً من سنة 350 هـ ، غير أن الراجح بقرائن عدّة أنه عاش في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري . كان عالماً بالفلاحة والكيمياء والسموم والفلك والأقلام القديمة والسحر والحيل وغيرها ؛
http://www.ladeenyon.net/forum/viewtopic.php?f=176&t=25737

( 2 ) القصادة الرسولية الكاثوليكية، هي بالحقيقة تمتلك أمور ما يسمى الكلدان، والبطريرك في هذه الحال ليس في يده أي سلطة أو قرار بدون موافقة هذا الجهاز الذي له ادوار قذرة مع الأسف في معاملة شعبنا الآشوري والتآمر عليه من خلال السلطات المحلية أو حتى الأجنبية والفرنسية مثالا. 
لكي تعرفوا المزيد عن هذا الجهاز، يمكنكم قراءة مقالي الموسوم : تعالوا معا لإكتشاف  قصة إغتيال المطران منا.
( 3 ) الهاجرية كتاب باللغة الإنكليزية ومعرب من قبل الأستاذ نبيل فياض الكاتب السوري المشهور لمؤلفيه باتريشيا كرون ومايكل كوك
    Hagarism, the Making of the Islamic World- by Patricia Crone and Michael Cook-Cambridge University Press, London – U.K. 1980 p 57-58
 
( 4 ) Sabatino Moscati , The Face of the Ancient Orient- A Doubleday Anchor Book 1962 , p 68
“ The crises of Assyria is followed by the renascence of Babylonia under the Chaldean dynasty, a brief meteoric episode.”
( 5 ) Georges Roux , Ancient Iraq – New Edition , Penguin Books 1992, p 275
“ Whether merchants, peasants, shepherds, soldiers, or bandits, the Aramaeans were originally uncouth Bedouins and contributed nothing to the civilization of the Near East-.”
بما معناه: الآراميون، سواء كانوا تجار، فلاحين، رعاة، جنود، او قراصنة / قطاعي الطرق كانوا أصلا بدوا غير مؤهلين ولم يساهموا في حضارة الشرق الأدنى بشيء.
( 6 ) Samuel A.B. Mercer , Assyrian Grammar – Fredrick Ungar Publication Co, New York 1962
كتاب قواعد اللغة الآشورية ، يحوي نصوص بابلية ( لحمورابي ) وآشورية ( للملك آشور بانيبال – غزو مصر ) وكذلك ( للملك نبوخذنصر – دعاء للإله مردوخ ) كل هذه النصوص باللغة الأكادية البابلية الآشورية والكتابة المسمارية.
 

( 7 )  راجع تاريخ الدول لإبن العبري طبعة بيجان ص 164

8 ) Leonard Bloomfield, Language – The University of Chicago 1984 , p 281

( 9 ) البروفيسور أ. ولفنسون، مدرس اللغات السامية في الجامعات المصرية في كتابه تاريخ االغات السامية ص 235 من ملاحظات وتحقيقات .
[/b][/color][/size]


غير متصل آشور بيت شليمون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 842
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: حقيقة الكلدان في آخر الزمان!
« رد #1 في: 09:18 27/01/2015 »
لطفا، الآشورية ليست فرضيات بل حقيقة يا أستاذ عبدلله مرقس رابي !
الأحد, 11 يوليو 2010 15:47 آشور بيث شليمون .تقييم المستخدمين: / 0
سيئجيد
آشور بيث شليمون



لطفا، الآشورية ليست فرضيات بل حقيقة يا أستاذ عبدلله مرقس رابي !



طلع علينا الأخ الدكتور عبدالله مرقس رابي مؤخرا من خلال الصحيفة الأليكترونية " كتابات " لصاحبها الأخ الأستاذ أيّاد الزاملي بتاريخ الخامس من شهر تموز/ يوليو الجاري بمقاله الموسوم " الفرضيات الآشورية الوهمية والمنطق القديم تجاه الكلدان ".

شخصيا، أحترم جهود الأخ الدكتور في الموضوع وذلك من باب أن لكل فرد حرية التعبير عن آرائه وهو حق لكل بني البشر وخصوصا بعدما صدقت عليه وعممته منظمة الامم المتحدة منذ أواسط القرن الماضي، ولكن للأسف المنهج الذي اتبعه لا يعد موضوعيا وعلميا اطلاقا. إذ أن الأستاذ رابي في مقاله هذا حاول طمس القومية الآشورية وفي عقر دارها من بلاد الرافدين ليعوضها بأخرى كلدانية الجنوب التي زالت من الوجود بعد الفتح العربي الاسلامي للعراق ( 1 ) في مطلع القرن السابع للميلاد عن طريق الأسلمة والتعريب، كما حصل أيضا على معظم المدن الآشورية لاحقا بدءا من تكريت ومرورا بسامراء، الحديثة، كركوك والموصل/ نينوى.



قبل الاجابة والخوض في الموضوع، أحب أن أؤكد أن ما يسمى بالكلدان اليوم، ليسوا أولئك من كلدان الأهوار القدامى، بل آشوريون جنسا ووطنا إنفصلوا عن الكنيسة المشرقية النسطورية أو ما كان يعرف يومئذ بكنيسة آثور(2 ) حوالي آواخر القرن الخامس عشر والتحقوا بالكنيسة الرومية الكاثوليكية. كما أن كلامي هذا ليس موجها ضد أحبتنا المنفصلين حيث نعتبرهم إخوتنا ومن دمنا ولحمنا رغم القرار الذي أخذه آباؤهم قبل أكثر من خمسة قرون خلت، بل ضد شرذمة جد صغيرة التي عادة تستهتر بالتاريخ، ثم هناك الغالبية منهم ( الطائفة الكلدانية ) يدركون المسألة هذه لذلك إنخرطوا في النهضة القومية الآشورية بدون هوادة أسوة بأبناء الكنيسة المشرقية والشقيقة الكنيسة الأرثوذكسية وأفضل شاهد على هذا أن المرحوم فرنسيس يوسف شابو( 3 ) الذي كان عضوا قياديا في الحركة الآشورية الديمقراطية ومن نفس القرية التي ينتمي إليها الدكتور عبدالله مرقس رابي نفسه إغتاله الأكراد دفاعا عن شعبه الآشوري في 31 من شهر أيار عام 1993 حيث يعتبر اليوم شهيد الأمة الآشورية.



ومن الطريف أن الدكتور رابي يتحف القراء ببعض من الأسئلة التي ينسجها خياله وفي نفس الوقت يطرح الاجابة عليها كما يحلو له بدون استناد إلى المراجع التاريخية، وحتى إذا فعل ذلك فأستشهاده ليس إلا ببعض من الذين على شاكلته من مزوري التاريخ . ونتيجة ذلك يقع في أخطاء فادحة وهذه طائفنة منها:



أولا: يذكر تعرض سكان الرافدين من جنوبه وإلى شماله منذ سقوط الدولة الكلدانية إلى القتل والتشريد إلخ ... ويقول فلماذا لا يتعرض لها الآشوريون ايضا؟ إنه لمن المؤسف جدا بمثل هذا الكلام الذي لا أساس له من الصحة إطلاقا، ثم من قال أن الآشوريين لم يتعرضوا لمثل هذه الجرائم؟ ألم تسمع بيوم الشهيد الآشوري السابع من آب من كل عام؟ أما إذا كان بحوزتك الدليل، لماذا لم تتحفنا به أو الجهة التي نفت تعرض شعبنا لمثل هذه الجرائم حيث لن تجد ذلك إلا في مخيلتك؟!



ثانيا: من قال لك ومن هي الجهة الآشورية التي تجاهلت حركة الهجرات البشرية وما هنالك؟ومن ثم ما هو الدليل القاطع عندك بأن التجمعات المحيطة بنينوى هم من الكلدان، في وقت آباؤنا الكنسيين أشادوا بآشور والآشورية حتى وصفت بلاد آشور بمبعث العلم والمعرفة حيث تجدها في أشعار العلامة كيوركيس الأربيلي ( 4 ) الذي وافته المنية في مطلع القرن الثالث عشر للميلاد قبل أن تطأ اقدام الانكليز في العراق بسبعة قرون، في وقت لم يذكر عن الكلدان شيئا وقصيدته هذه موجودة لدينا والتي رجال الدين ما تسميه الكلدان لا يريدون إبلاغها للشعب كي يستمروا في عملية التعتيم والتزوير هذه كما يفعل المطران سرهد جمو وغيره من الذين أخفقوا في المجال الديني كي يظهروا قوميين كلدانا من الطراز الأول يا للحيف !



ثالثا: إن حجة الأسرى وما جاء به الآشوريون من الكلدان إلى بلاد آشور ليس إلا كذر الرماد في العيون، لأنه المصدر الذي ذكر قضية الأسرى هم الآشوريون أنفسهم، وهل من المعقول لكبح جماح أولئك الذين يسببون لهم الشغب أن يعوضوا شعبهم به في سكناهم؟ والآشوريون حقا هم أول من نفذ سياسة نقل الشعوب من مكان إلى آخربغية استتباب الأمن والاستقرار، ولكن كانوا في الوقت نفسه أذكياء جدا بأن تلك الجموع لن تؤثر على هيكلية الأمبراطورية الآشورية بإسكانهم في مناطق نائية حيث كانت غايتهم الاولى في مثل هذه العملية.



من الملاحظ أن هؤلاء الموبوؤون بمرض الكلدانية، تجدهم عادة يستندون على الحوليات الآشورية للتأكد على وجودهم وفي نفس الوقت ديدنهم الأول والأخير هو شطب وحذف وجود الشعب الاشوري برمته! أليس هذا نوعا من التناقض؟ لماذا لا يستشهدون بالكلدان القدامى؟ الذين عندهم الألف والياء في بلادنا، طبعا هذا لا يحتاج إلى عالم صاروخي لمعرفته حيث لكلدانهم لا أهمية في تاريخ بلاد الرافدين مقارنة بشعبنا الآشوري وهم يدركونه ، لذلك كل ما يريده المرء معرفته عن بلاد الرافدين وشعوبه والكلدان ضمنا يمكن الحصول عليه تحت علم " الآشوريات " بدون منازع.



رابعا: يقول لو افترضنا أن التسمية أطلقت من قبل الفاتيكان على النساطرة المتكثلكين. ولماذا هذه التسمية دون أخرى؟ يا اخي الفاضل، هذا الخبر ليس محض افتراض، بل حقيقة ناصعة جاء به رجال الاكليروس الكلدان أنفسهم قبل غيرهم، والمصيبة أنكم تقلدون النعامة ولا تجتهدون لمعرفة الحقيقة. ومن ثم يضيف ويقول لماذا تم الاختيار على التسمية الكلدانية؟ سؤال منطقي ليس بوسع الفرد الرد عليه ومعرفة ما يدور في مخلية بابا الفاتيكان، إلا بالتكهن وفي رأيي الشخصي من المحتمل بذلك سيؤجج الضغائن وإستمراريتها كون الكلدان القدامى هم المتآمرين على سقوط الدولة الآشورية بمساعدة الاجنبي الميدي، وهذا بالفعل يحصل اليوم كي يؤمن تفريط كنيستنا المشرقية النسطورية – فرق تسد - التي كانت نصب أعينهم على الدوام بإحاكة المؤامرات وحتى بإرعاب شعبنا من خلال تآمرهم مع الدولة العثمانية وأداتهم الوحيدة كانت وما تزال بما يسمى الإكليروس الكلداني لأن وظيفتهم الوحيدة هي زرع التفرقة والهيمنة على الشعب ضد كنيستنا. وبغية التأكد، ما عليك إلا أن تقرأ ما يكتبونه هؤلاء الذين يشكلون رأس الحربة في محاربة الفكر الآشوري القومي وكأننا عدوهم الأوحد ويمدون يد الصداقة لمن يكرههم تاركين مهمتهم الدينية على قارعة الطريق والتي هي نشر المحبة – الله محبة - ولكن تجدهم غالبا مملوؤون بالحقد والكراهية التي صفات صفات ودلائل مع إحترامي شيطانية بكل معاييرها.

ومن ثم قولك، لماذا مركز الكنيسة في ديار الكلدان في ساليق؟ للإجابة على ذلك هي:إن تاريخ كراسي القيادات الروحية كانت دوما حيث السلطة السياسية لأن بابل كانت عاصمة لشعبنا الآشوري وفق ما قاله العلامة المطران مار عبديشوع الصوباوي عندما ذكر عن الكراسي الرسولية في العالم وكان من ضمنها كرسي بابل العاصمة الآشورية - أنظر كتاب مروج النزهية في آداب اللغة الآرامية - للمرحوم القس أوجين منا ( 5 )عندما يتحدث عن ترجمة حياة هذا العلامة، حيث يقول بالحرف الواحد وكرسي بابل العاصمة الآثورية ، وبابل لم تكن في بلاد الكلدان يوما – بل الكلدان كانوا في بابل - وإن ذكر أور الكلدان وما هنالك ليس إلا من أساطير اليهودية لأن اليهود وفق توراتهم كانوا في فلسطين قبل ولوج القبائل الكلدانية إلى بلاد الرافدين.

كما تخطئ القول بأن التسمية الآشورية حديثة العهد وأن التسمية أطلقت من قبل البعثات الإنكليزية التبشيرية، لن ألومك لأنك من اولئك الذين ضربوا ظهر المجن بلغتهم وليس لك دراية بكتاب كنيستنا النسطورية التي انفردت في الشمال كي تكون آشورية الهوية بعد اضمحلال المسيحية عن بكرة أبيها في الجنوب ومن ضمنهم الكلدان كما جاء على لسان مؤلفي كتاب المهاجرون ( 6 ) وذلك في القرن العاشر وعلى الأكثر في القرن الحادي عشر واعتصمت ردها من الزمن في الشمال حيث هي الأخرى أسلمت واستعربت بعد القرن الرابع عشر والخامس عشر في كل من تكريت، سامراء، الحديثة، كركوك والموصل/ نينوى.

أما ادعاؤك بأن السيد يوسف ملك خوشابا لم يذكر أية تسمية آشورية في كتابه ( حقيقة الأحداث الآثورية المعاصرة ) فهو ادعاء باطل لا أساس له من الصحة بحيث اسم الكتاب يدل على ذلك كما أوردته بنفسك يا صاح! أما إذا كان قصدك التجاهل أو التحايل كونه استخدم عوضا عنها بالتسمية الآثورية ( بحرف الثاء ) فهذا دليل قاطع على ضحالة وعجز معرفتك مع احترامي لك لأن الآشورية أم الآثورية كلتيهما تدل على الشعب الواحد كما تقول اليوم العراقي، العرائي (طبق اللهجة السورية ) أم العراكي باللهجة العراقية نفسها ، وكذلك الأمر في حال الآثورية،الآشورية أم الآسورية/ السريان فهذه تسميات واحدة لشعب آشوري واحد.



خامسا: تقول رغم أنك غير اختصاصي في الموضوع ولكن من مراجعتك للكتب التاريخية تبين أن وجود الكلدان تاريخيا هو قبل الآشوريين وليس الآشوريين إلا جماعة منشقة من الكلدان.

إن من يقرأ مثل هذا الكلام الذي يبعث الضحك والسخرية، لأنه ليس هناك مرجع واحد يؤيد كلامك هذا، أما إذا وجد، إذن لماذا لم تات بالدليل، إلا اللهم ما يكتبه المطران سرهد جمو وشركاه من أمثال الشماس أبو رضوان الحاصل على الدكتوراة الفخرية مؤخرا من مروجي الوهابية بما يسمى ( الجامعة العربية ) للشمال الأميركي وكندا والتي بطشت وتبطش في شعبنا العراقي و شعبنا المسيحي خاصة وآخر جرائمهم ما حصل في قرانا إثر الحادث الهمجي والبربري على طلابنا الجامعيين في سهل نينوى وأنت تفتخر لتكون بنفسك أحد موظفي هؤلاء الأوباش !





إن بلاد الرافدين/ العراق الحالي معروف تاريخيا أنه مهد الحضارة البشرية بمراحلها، السومرية، البابلية والآشورية، هذه حقيقة وواقعة تاريخية لا يشوبها أي غبار.

دون شك كان هناك شعوب عديدة متداخلة تاريخيا مع الشعوب المذكورة أعلاه ومنها الكلدان ولكن تلك الشعوب لم تكن إلا بمثابة سحابة ربيع في تاريخنا إذ سرعان ما انقشعت وزالت من الوجود، بينما الشعوب السومرية والبابلية وبصورة خاصة الآشورية منها تركت بصماتها على تاريخ الوطن العراقي إلى الأبد، بحيث يعرف تاريخ المنطقة عموما بعلم " الآشوريات " وعلى هذا الأساس قال المؤرخ الإيطالي، ساباتينو موسقاطي في كتابه الموسوم وجه المشرق القديم (7 ) : إن الأزمة في بلاد آشور تبعها بعث بابل تحت السلالة الكلدانية، وهو بالفعل حدث نزكي/ شهبي قصيرالأمد.



واليوم، من العسير جدا أن يجد المرء في المكتبات كتابا واحدا عن الكلدان القدامى – ما عدا كتب قديمة جدا والمستندة على أساطير التوراة التي تعود إلى اكثر من مائة عام - نظرا لدورهم الثانوي وحتى في دراسة اللغات السامية لا تجد شيئا اسمه اللغة الكلدانية أسوة باللغة الآشورية أم البابلية العريقتين. وهنا لا نقصد أنه لم يكن هناك لغة كلدانية، بل كل ما نقوله وبأي لغة تحدثوا لا تجد لها آثارا تذكر وحتى كل ما يذكر عن الكلدان ليس إلا ما جاء في الحوليات الآشورية، في وقت المتكلدنين الجدد يريدون أن يحولوا شعوب بلاد الرافدين إلى الكلدان القدامى وقرى شعبنا الذي أغدق عليهم بابا الفاتيكان ( 8 ) بالتسمية الكلدانية بعد انفصالهم من الكنيسة المشرقية/ النسطورية الأم في منتصف القرن الخامس عشر أصبحت كلدانية إلى درجة أن بعضا منها على مرمى حجر من نينوى العاصمة التاريخية الآشورية ! في وقت أن موطنهم الأصلي في جنوبي العراق لا تجد لهم أثر ولو بقرية من ثلاث بيوت كما قلنا أعلاه.

والطامة الكبرى ترى هذه الزمرة تلهث جاهدة لبعث الكلدانية الوهمية بأي ثمن وذلك مستندة على ذلك بالإستشهاد بما ذكره شعبنا الآشوري عنهم، واليوم يحاول المتكلدنين الجدد وصفهم بالمتأشورين وكأنهم أصحاب البلاد والآشوريون لا وجود لهم كما جاء في مقال الأستاذ عبدالله مرقس رابي هذا وغيره من المغرورين، وهي بحد ذاتها نكتة تبعث الضحك والسخرية كونها جاءت على لسان من يصف نفسه باستاذ في علم الإجتماع.





الآشورية إيمان راسخ في بلاد الرافدين/ العراق:



إن تاريخ النهضة القومية الآشورية في العراق ومنطقة الشرق الأوسط قديمة جدا إذ تعود إلى أواخر القرن الثامن عشر وبالأخص في مطلع القرن التاسع عشر كباقي القوميات الأخرى، وهذه النهضة قامت على سواعد طوائفنا المسيحية من يعقوبية، كاثوليكية/ كلدانية ونسطورية على حد سواء، بينما العدوى القومية لدى المتكلدنين الجدد فهي عبارة عن ظاهرة جديدة وبالحقيقة مبنية على أوهام وأساسها كما وصفها أخ كلداني الطائفة بنفسه إذ قال: " ليست إلّا كرد فعل للكره والحسد والحقد الذي للأسف يضمرونه للشعب الآشوري "، حيث ظهرت في الأونة الأخيرة وخاصة بعد الاحتلال الأميركي للعراق أي منذ عام 2003



أسطورة الكلدان :



أولا، نحن لا ننكر بوجود ما يسمى بالشعب الكلداني، هذه الموجة البشرية الأخيرة التي دخلت العراق واتخذت من جنوبه ( منطقة الأهوار ) وطنا لها بحوالي ألف سنة قبل الميلاد في وقت شعبنا البابلي والآشوري تمثل حضورهم بألاف السنين قبل ذلك في وادي الرافدين.



إن زعم كلدان الفاتيكان في العراق زعم باطل لا أساس له من الصحة والذي يرتكز في غالب الأحيان على كتاب التوراة المليء بالأخطاء وعلى سبيل المثل، حيث تعتبر إبراهيم جد العبرانيين الأكبر آراميا متجولا من مدينة أور الكلدانية .



إن جورج سميث ( 9 ) الذي كتب عما يسمى بالتكوين الكلداني قبل أكثر من مائة عام (1892 ) هو بنفسه رغم قلة المصادر وقتها أدرك الخطأ إذ قال بالحرف الواحد إن ظهور مملكة " أور " 2000 -1850 قبل الميلاد التي تصادف وجود إبراهيم عليه السلام وكما هو مذكور في التوراة اليهودية أنه قدم من مدينة أور الكلدانية بحيث ليس لي أدنى شك فقد كان ما يعنيه مدينة أور في بلاد بابل لأنه لم يكن وجود الكلدان في هذه الفترة إطلاقا.

والجدير بالذكر، منذ اكثر من مائة عام وقبيل التحريات والتنقيبات التي جرت في بلاد الرافدين/ العراق كل معلوماتنا كانت مبنية على كتاب التوراة، ومؤرخو اليونان والمؤرخ البابلي برخوشا، ولكن بعدها التحريات هذه فتحت آفاقا واسعة وجديدة كما يقول المستشرق وعالم في الآشوريات أليكساندر هيدل ( 10 ) والتي تبطل ما جاء في التوراة بحيث " ابراهيم " لم يكن كلدانيا وأور كانت مجرد مدينة بابلية، ومن ثم الخلط بين الكلدان والآراميين كل هذا يؤكد هشاشة والشك في رواية التوراة من أساسها، ولكن رغم ذلك كانت لقرون المصدر الوحيد لنا، والسبب يعود أن اليهود كانوا يحافظون في تسجيل تاريخهم ومجريات الأمور، بينما نحن الشعب لآشوري لم نواكب على ذلك لأننا درنا ظهر المجن على كتابتنا التي كانت تعتمد على الكتابة الاسفينية والتي لم يعد من احتفظ بها بعد تعويضه إياها بالخط الكنعاني الجديد وخصوصا إيماننا بالديانة المسيحية التي اعتبرت ما سبق غير مقبولا بل مجرد وثني .



زد على ذلك، لو أخذنا حتى بنظرية الانساب، يبقى " آشور " جد الأكبر للآشوريين الابن البكر لسام جد الشعوب السامية لأن " عيلام " الإبن البكروفق رواية التوراة ( 11 ) بالأساس ليس ساميا وللتأكد يرجى النظر على كتاب التوراة الأصحاح العاشر والأعداد 21-24

إن بعضا ممن أصابتهم العدوى القومية مؤخرا من دراويش المتكلدنين أخذوا في الأونة الأخيرة يروجون هذه المعلومات البالية القديمة التي أطاحت عليها المكتشفاتت الجديدة كون إبراهيم كلدانيا او آراميا متجولا بناء للتوراة العبرية قد يحصلون بذلك على امتيازات في الآخرة، لهذا قد أصابهم الغرور للترويج وبعث الكلدانية التي كانت إلى وقت قريب عندهم نسيا منسيا .



إن تاريخ بلاد الرافدين معروف وخصوصا بعد الاكتشافات الحديثة في نينوى، أوغاريت، ماري وإيبلا، والدور الآشوري الريادي يظهرببروز وحتى إلى عهد قريب ما توصلت إليه بعثة كندية مؤخرا وفق ما جاء في صحيفة كندية – أوتاوا سيتزن – المؤرخ في العاشر من شهر نيسان من هذا العام في تنقيباتها في الجزء السوري المحتل من لواء الأسكندرون الذي أذهل الباحثين والمستشرقين على حد سواء للدور الآشوري الفريد، أدناه الرابط للمزيد حول الموضوع.

viewtopic.php?f=43&t=7747



الآشورية لا تحتاج من يدافع عنها:



بهذا المقال ليس غرضنا الدفاع عن الآشورية ووجودها ، إذ الآشورية ليست في حاجة للدفاع عن نفسها، فهي موجودة على الدوام في عقر دارها بحيث قلت مرة ردا على هذيان وهلوسة هؤلاء المتكلدنين، إن آثارنا المبثوثة هنا وهناك رغم كونها صماء ولكن بوسعها أن تشنف الآذان. كما يظهر للعيان وما يكتبه ويسطره هؤلاء الأغرار ممن يسمون أنفسهم كلدانا، ليس مجرد بدعة من ذاتهم بحيث لا يشاركهم أحد وزد على ذلك فهم مدفوعون من قبل قوى أجنبية وفي مقدمتها الصهيونية العالمية والعروبة التكفيرية الوهابية بغرض تحويل المنطقة إلى كانتونات وذلك في إذكاء الطائفية البغيضة التي نلمس آثارها السلبية اليوم بما يجري في عراقنا المستنزف من قبل هؤلاء كي يغرق في مستنقع التخلف والتقهقر حتى أذنيه.

وهذا ليس بجديد، وكلنا على علم بما كتبه كل من الصهيوني أحمد سوسة ( 12 ) وغيره الكثيرون في هذا المضمار كما علينا أن لا ننسى الدور القذر الذي لعبته الكنيسة الكاثوليكية في تفتيت وتقزيم كنيستنا وما هؤلاء إلا حصيلة هذا الاجرام لأن وراءه ليس إلا رجال الدين الكاثوليك خوفا من شعبنا الذي اليوم أصبح على علم بهذه المؤامرات الدنيئة ضد كنيستنا المشرقية الآشورية والتي ستدفعهم بأن يلفظوا الكاثوليكية برمتها ويفقدون بذلك مكانتهم وغطرستهم على حساب شعبنا المنكوب على الدوام إلى درجة أننا عدوهم اللدود ولكن من المؤسف إلى الآن لا ندري ما هي جريمتنا غير دحض وتفنيد ما يروجونه من تزوير وتشويه تاريخنا الذي لا يضاهيه أحد في بلاد الرافدين .

من المضحك أن جمهرة من كتابهم يلهث وراء كتب قديمة والتي معظمها تستند على كتاب التوراة ومطبوعة قبل اكثر من مائة عام في دعم حركتهم المزعومة لأن الكتب الجديدة كما قلنا أعلاه لا توافق توراة اليهود في كثير من الأمور والكتب الجديدة لا تذكر الكلدان وأهميتهم بقدر ما توليه إلى الشعوب الأخرى في بلاد الرافدين من السومريين والبابليين وبالأخص الآشوريين.

وهناك بروفيسور يفتخر بكلدانيته مستندا على هذه الخرافات والأساطير التوراتية التي روجها كتاب أجانب قبل أكثر من مائة سنة والتي أصبحت في خبر كان . تأمل على هذا المنطق!



شهادة الدكتوراة لأبي رضوان في آخر الزمان :



و أطرف من هذه الطغمة، ياتي الشماس الموقر كيوركيس مردو، الذي حصل على شهادة الدكتوراة الفخرية مؤخرا من الجامعة العربية لشمال أميركا وكندا كما قلنا مسبقا والتي هي وكر الوهابية بدون أدنى شك. والجدير بالذكر أن نفس الجماعة التي منحت له شهادة الدكتوراة الفخرية تمنح شعبنا في الوطن لا شهادة واحدة، بل شهادات وفاة عديدة. وفي رده على مقال كتبته شخصيا منذ مدة والموسوم " نبذة من المغالطات التي يرتكبها منتحلوا الكلدانية ...." والتي جعلت هو وغيره على شاكلته أن يفقدون توازنهم حيث رد على مقالي بمقال ذي ثلاثة أجزاء تحت عنوان " التخرصات الكتابية لبعض الجهلاء " التي هي مجرد تزوير وتشويه للحقائق التاريخية المعروفة لدى المؤرخين، وباختصار عنده كل الشعوب في بلاد الرافدين أصولها كلدانية وهذا كاف لمعرفة شخصيته المشوشة، والأنكى من ذلك انها تنفث بالضغينة والأحقاد التي يجب أن لا تكون من صفات شماس إنجيلي مثله، وعلاوة على هذا وذاك وما يبعث الإستغراب لعقليته بما قاله في الجزء الأول منها بالحرف الواحد:





مُـلاحـظـة : وأود جـلب انتباه القـراء الكـرام بأن كلمـتـي المنـتحـل والـمدعي اللتين استعـملـتهـما بحـقٍّ وحقـيـقـة منذ عام 2004 وحتى اليوم لإعطاء الـوصف الحـقـيـقي لـِمَن يُسـمون أنـفسهم اليـوم بالآشوريين زوراً إذ لا صلة لهم بالآشوريين القـدماء المنقرضين حيث أكتب دوماً : منتحلو الآشورية المزيفة - مـدَّعو الآشورية - دُعـاة التسمية الآشورية : قـد اقـتبسهما منـظروا التسمية الآشورية وأول مَن استخدمهما تيري بطرس وحذا حـذوه الآخـرون ، ولكن استعمالهما بالنسبة الى الكلدانية هو نشاز وخـزىٌ لمستعمليهما ، ولكن للأسف هذا هو ديـدن المزيـَّفـين ذوي عقـدة الشعور بالنقـص.





وما علينا في هذه الحالة إلا أن نطلب من شماسنا الموقر قائمة بمفردات اللغة العربية التي بوسعنا إستخدامها من الآن وصاعدا لأن الدكتور الشماس يبدو أن كثيرا من مفردات هذه اللغة مسجلة باسمه أو من إختراعه ولا يمكننا استخدامها. لا أدري وصف هذه الحالة الشاذة مع احترامي لشماسنا الدكتور الذي بإعتقادي الأفضل له هو مراجعة طبيب نفساني .



ختاما: كما قلت أعلاه القومية الآشورية ليست بحاجة للدفاع عن ذاتها فهي أشهر من نار على علم. كما نقول للأحبة الإخوة الكلدان، إننا نحبهم ونعزهم وشرذمة كهذه المليئة بالكراهية والضغينة لن تعكر صفونا فهي كالكلدان القدامى سحابة ربيع، وكلدان اليوم في بلاد آشور هم آشوريون بدون منازع.

نحن لم ننكر يوما وجود الكلدان في جنوب بلاد الرافدين، بل هم ينكرون وجودنا حتى في عقر دارنا. كما ليكن واضحا نحن حتى لسنا أعداء الشرذمة الشاذة هذه بل نحبهم لأنهم منا وإلينا، وما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا والذي يرفض القومية الآشورية منهم له كل الحرية والقومية الآشورية لم تفرض نفسها يوما على الآخرين . من المؤسف أن هذه القلة القليلة تعتبرنا في أدبياتها اللاأدبية عدوهم اللدود. نطلب من الرب العلي أن يغفر لهم ويفتح عيونهم وقلوبهم لمعرفة الحقيقة. وأخيرا وليس آخرا، نقول قبل فوات الأوان أن هذه الطغمة للأسف خطرة في كتاباتها،خطرة في نواياها وخطرة في علاقاتها المشبوهة وما على شعبنا وبطوائفه العديدة إلاّ أن يرفضهم ويلفظهم كي يكونوا عبرة لغيرهم .



المراجع:

( 1 ) Hagarism, The Making of the Islamic World by Patricia Crone & Michael Cook – Cambridge University 1977 pp 88 “ The Chaldean lost their ethnicity in that of the Arabs as they had lost their truth in Islam.”



( 2 ) الكلدان، أطلقها بابا الفاتيكان يوجين الرابع حوالي عام 1443 ميلادية على نساطرة قبرص



( 3 ) Amnesty International IRAQ, Human rights abuses in Iraqi Kurdistan since 1991, pp 90-91

( 4 ) قصيدة الملفان كيوركيس الأربيلي ( - 1225 ميلادية ) في تقريظ بطاركة كنيسة المشرق الكاثوليكي وذكره آشور والآشورية بافتخار والملحقة بكتاب " مركانيتا/ الجوهرة ) في الإيمان المسيحي لإمام الشعر السرياني المرحوم مار عبديشوع الصوباوي.

ܥܘܢܝܬܐ ܕܡܠܦܢܐ ܓܝܘܪܓܝܣ ܘܪܕܐ ܕܐܪܒܝܠ( 1225 - ?)
ܕܥܠ ܩܬܘܠܝܩܐ ܦܛܪܝܪܟܐ ܕܡܕܢܚܐ - ܢܩܛܘܦ ܚܡܫܐ ܚܘܩܝܢ ܐܝܟܐ ܕܥܗܕ ܫܡܐ ܐܬܘܪܝܐ ܒܐܝܩܪܐ :



ܘܡܪܝ ܡܐܪܝ ܐܬܘܪܝܐ: ܡܢ ܛܘܗܡܐ ܚܠܐ ܟܘܢܝܐ܀

ܘܥܒܕܝܫܘܥ ܐܬܘܪܝܐ: ܕܡܢ ܓܢܣܐ ܛܘܗܡܢܝܐ܀

ܕܗܘܐ ܒܐܬܘܪ ܥܠܠܢܐ: ܘܐܬܩܬܠܩ ܐܝܟ ܩܢܘܢܐ܀

ܒܐܬܘܪ ܡܒܥܬ ܝܘܠܦܢܐ: ܘܐܬܡܢܝ ܒܣܝܣܪܬܐ ܕܟܐܢܐ܀

ܘܥܒܕܝܫܘܥ ܡܐܢܐ ܓܒܝܐ: ܕܡܢ ܐܬܘܪ ܟܪܟܐ ܦܐܝܐ܀







( 5 ) المروج النزهية في آداب اللغة الارامية بقلم القس أوجين منا باللغة السريانية ، الجزء الأول، الفصل الأول ، ترجمة حياة مار عبديشوع الصوباوي حيث قال : أولا ( الكرسي الأول ) في بابل التي هي متروبوليس وام المدائن وقاعدة المملكة الآشورية .





( 6 ) Hagarism, The making of the Islamic World by Patricia Crone & Michael Crook – Cambridge University 1977 pp 55-59

( 7 ) The Face of the Ancient by Sabatino Moscati , the Double Day Anchor Book edition 1962 pp 68

( 8 ) هذا ما جاء في التوراة ( سفر التكوين، الصحاح العاشر، : بنو سام، ( عيلام ) و آشور وأرفكشاد و ( لود ) وآرام ... إن الأسماء المذكورة بين قوسين دلالة على أنها غير سامية الأصل، وعلى هذا الأساس يبقى وفق نظرية الأنساب هذه " آشور " الإبن البكر لسا ابن نوح.



(9 ) Chaldean Account of Genesis by George Smith 1892 pp 298

(10 ) The Babylonian Genesis by Alexander Heidel- the University of Chicago Press 1940



( 11 ) The Ottawa Citizen, an Article by Jennifer Green of April 2010



( 12 ) أحمد نسيم سوسة، يهودي عراقي الولادة (1900 ) أسلم وكتب عدة كتب التي تدعم العروبة في ظاهرها ولكنها بالفعل إذا تمعن القارئ في محتوياتها التي بالحقيقة تدعم اليهودية ، لذلك تراه في كتاباته عدوا لدودا لشعبنا الآشوري في تشويه تاريخنا .
صفحة 1 من 1    

غير متصل yohans

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 552
  • في قلب بلدتي الحبيبة ( الارض المحتلة )
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: حقيقة الكلدان في آخر الزمان!
« رد #2 في: 10:19 27/01/2015 »
من مهازل القرن 21
ان ياتي شخص سوري وبجرة قلم يريد محو شعب من اصله وفصله
والكلدان  موجودين منذ قبل الميلاد ولليوم
والدليل هو المعارضين لافكار اشور بيت شليمون؟؟؟؟؟؟
ليس المهم أن تكون صديقاً ولكن المهم أن تكون صادقاً

غير متصل Odisho Youkhanna

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 20789
  • الجنس: ذكر
  • God have mercy on me a sinner
    • رقم ICQ - 8864213
    • MSN مسنجر - 0diamanwel@gmail.com
    • AOL مسنجر - 8864213
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • فلادليفيا
    • البريد الالكتروني
رد: حقيقة الكلدان في آخر الزمان!
« رد #3 في: 01:15 28/01/2015 »
سيد yohans المحترم
اراك تنتقد الكثير من الكتاب وهذا من حقك ولكن لي سؤال واحد لحضرتك وهو
لماذا لا تكتب انت موضوع او مقال ونحن جميعاً نحاورك ونناقشك ونرد عليك
مع محبتي
may l never boast except in the cross of our Lord Jesus Christ