المحرر موضوع: كمال يلدو: مربون في الذاكرة الحلقة (٢٠)  (زيارة 5137 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كمال يلدو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 563
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
كمال يلدو: مربون في الذاكرة  الحلقة (٢٠)

رغم ان سنين طوال تفصلنا عن هذا الجيل، وعالم آخر نعيشـه دونهم، لكن الحديث عنهم يكتسب أهمية خاصة لأبنائهم وعوائلهم الكريمة، ولكل من يقرأ ويدرس هذه السير المباركة والمفعمة بالتجربة والحياة.
مهما تغيرت الظروف والمستجدات، يبقى الأنسان هو سيد الموقف وحامل كل مفاتيح التغيير، يسـمو  و يضئ ظلمة هذا الكون،  ويمنحه طعمه الزكي الحلو.
إن تجربة هؤلاء المربين  مفعمة بالأمل والعمل والصبر، على إن أروع درس هو ذاك الذي تشي به تجربتهم الجميلة والمتلخصة ب : إن العمل المبدع لا يأتي إلا من عقل وروح مبدعة،  إلا من إنسان عاشق للحياة ويقدسها،  إنسان يفرح لتقدم الناس وتطورهم.
تحية لذكراهم الطيبة، بأمل ان نأخذ من رحلتهم تلك وقودا لرحلتنا في هذه الحياة ، من أجل البناء وخير الأنسان.
آمل أن تروق لكم هذه الرحلة مع المربين.

****     *****       *****

رحلة مع بناة الأنسان العراقي
الراحل الأستاذ المساعد د.نعيم يوسف الشماس ججو صرافة

ولد في مدينة (تلكيف) التابعة لمحافظة نينوى  عام ١٩٠٦ في (محلة سامونا)  وتوفي في مدينة ديترويت الأمريكية عام ٢٠٠٣ .  كان متزوجا من السيدة كرجية بتو سالم ولهم ستة  أولاد وبنتان، ولو كان قد قدّر له الحياة لليوم لكان قد شهد ٢٦ حفيدا و ٣٨ من ابناء الأحفاد.
درس أول الأمر في مدرسة الكنيسة بمدينته، وبعد ان انهى الرابع الأبتدائي أخذه والده الى العاصمة بغداد حيث درس الخامس ابتدائي في (مدرسة الكلدان) الواقعة جوار  (كنيسة ام الأحزان) في عكَد النصارى.
 في تلك الفترة (يقول الأستاذ نعيم في مذكراته) افتتحت دورة  ـ دار المعلمين ـ لمدة سنتين، فتقدمت لها من ضمن ٢٠٠ مُرشـح ، وبعد فرز الناجحين   كنت ضمن ال ٤٠ المقبولين. وعندما  انهيتها كانت السنة ١٩٢٤ قد أزفت،  فعيُنتُ براتب قدره (١٢٠ روبية) ونسبتُ:
١) معلما في مدرسة تلكيف الأبتدائية ،
٢)  ثم مديرا ل (مدرسة ألقوش) الأبتدائية بين الأعوام ١٩٣١ـ١٩٣٤، وقد افتتحتُ فيها الصفوف الخامس والسادس الأبتدائي ثم نقلت :
٣) مديرا ل (مدرسة تلكيف الأبتدائية) للأعوام ١٩٣٤ـ١٩٣٦  ،
٤)  بعدها دخلت (دار المعلمين العالية) وتخرجت عام ١٩٤٠ .
٥)   ثم  دخلتُ (دورة للضباط الأحتياط) لمدة سنة (٤٠ ـ ١٩٤١) نسبتُ  بعدها ،
٦) مدرس في (ثانوية كركوك)  للأعوام ١٩٤١ـ١٩٤٤ ثم جرى نقلي،
٧) الى (دار المعلمين في الرستمية) ولمدة  ثلاث  سنوات بين الأعوام ١٩٤٤ـ١٩٤٧  . نقلتُ بعد ان ضربت مياه الفيضان تلك المنطقة ،
٨) الى (دار المعلمين في الأعظمية) ولمدة ٤ سنوات بين الأعوام ١٩٤٧ ـ ١٩٥١ إذ قمت بالأشراف على (مدرسة تطبيقات دار المعلمين)  . 
٩)  بعدها اصبحت معيدا في (كلية التربية) بين الأعوام ١٩٥١ـ١٩٥٤ ثم
١٠) مديرا ل (اعداد المعلمين) في ديوان الوزارة بين عامي ١٩٥٤ـ١٩٥٦ ثم ،
١١) معيدا في كلية التربية بين عامي ٥٦ـ١٩٥٧.
١٢) دراسة الماجستير:
١٣) في العام ١٩٥٩ تقرر ارسالي للدراسة الى الولايات المتحدة الأمريكية  وفي (جامعة وين ستيت يونيفيرستي / ديترويت) لمدة سنة واحدة وذلك لغرض الحصول على  ـ درجة الشرف ـ وبعد انقضائها، كتبت رئاسة الجامعة الى الوزارة كتابا رسميا تطلب فيه تمديد ايفادي لمدة عام آخر لغرض اكمال متطلبات الحصول على شهادة الدكتوراه.
١٤)  درستُ طوال العطلة الصيفية، اضافة الىى مدة ـ سنة ـ المقرر وتمكنتُ أخيرا من الحصول على الدكتوراه عام ١٩٦١
١٥) عدت الى بغداد فورا، وبعد مضي حوالي ٤ أشهر جرى تعيني (مديرا للتعليم الثانوي)  .
١٦) اثناء غياب السيد مدير التعليم، جرى تكليفي ب ( مدير التعليم العام) وكالة ولحين عودة المدير الأصلي.
١٧) في العام ١٩٦٣ جرى ترفيعي الى درجة (استاذ مساعد) في كلية التربية/ جامعة بغداد .
١٨)  وفي عام ١٩٦٩  جرت احالتي على التقاعد بعد وصولي السن القانوني (٦٥ عاما) .
١٩) في عام ١٩٧٠ عملت لمدة سنة واحدة استاذا في الجامعة المستنصرية وبمادة (الأرشاد والتوجيه) .

جمع الأستاذ د. نعيم صرافة خصال  فريدة في شخصيته ميزتهُ ومنحتهُ المكانة التي وصل اليها، بالجد والعمل والتخطيط والتضحية والذكاء.  فبنظرة فاحصة الى السّلم الذي سلكه الأستاذ ابتداءا من معلم ابتدائية وصولا الى مساعد استاذ ومديرا للتعليم الثانوي و التعليم العام وكالة ، فإن هذه المنزلة لم يحصل عليها الا بعد أن اثبت كفاءة وجدارة قلّ مثيلها، ولعلي هنا، ورغم مرور كل تلك السنين  على  رحيله، استطيع الجزم، بأن النظام كان مقصرا معه، إذ لو اُخذت امكانياته بنظر الأعتبار فربما كان يستحق منصب الوزير ان لم أقل أكثر!
ان عشقه للتعليم لم يجد تطبيقه فيما حققه هو شخصيا بل  تمثل بالجهد الذي بذله في رفع مستوى المدارس الموجودة في بلدات سهل نينوى والتي عمل بها (تلكيف و ألقوش) اذ ساهم بأضافة الصفوف لها، ثم العمل على افتتاح المدارس المتوسطة من اجل تسهيل مهمة التلاميذ بدل ذهابهم للموصل او انقطاعهم عن الدارسة.   ومما ذكره في مذكراته بأنه قـد أسس (فرقة للكشافة) في مدينة تلكيف ابان عقد الأربعينات، وقد جلب خياطا من مدينة الموصل، و تفرغ للعمل  مدة ١٥ يوما ، أنجز خلالها  ملابس فرقة الكشافة ،  وأصبحت حاضرة وكاملة ل ٦٠ كشافا، وقد كانت تجربة رائدة وجميلة وجديدة على البلدة.
في العام ١٩٥٠ قدم طلبا ل (الجمعية الخيرية الكلدانية) في بغداد طالبا منها تأسيس (ثانوية أهلية مسائية) على حساب الجمعية، وفعلا تأسست (ثانوية المشرق المسائية) وكان قد سبقها بتأسيس متوسطة وبأشراف ذات الجمعية في منطقة السنك، بالقرب من كنيسة (باتري بيير).
مع عمله الوظيفي وألتزاماته العائلية والشخصية الكثيرة، فقد وجد الوقت للعمل في (متحف التأريخ الطبيعي) والذي كان كائنا  في الباب المعظم، حينما كان بإشراف الأستاذ  ـ بشير اللوس ـ حيث كان يقوم بتحنيط الطيور، ومن باب المصادفات التي لم ينسها، هي زيارة (الملك)  للمتحف حينما كان هو متواجد هناك،  حيث طلب منهُ  تحنيط احد الطيور ليشهد  مراحل تلك العملية التي لم تكن معروفة بعد في الوسط العلمي كثيرا.
برز وتفرد د. نعيم صرافة في كتاباته ومؤلفاته (المنفردة او المشتركة) بقضية التعليم وأساليبه . ولعل الوقوف امام افكاره ستكون اطلالة على الأبتكار والأبداع عند هذا الأنسان، فهو يقول :  "إن معاهد اعداد المعلمين والمعلمات ودور المعلمين تعلم مدرسينا طريقة (التدريس الصوتي)، فيما الطريقة الجديدة تستند على تدرج الطفل ونضوج قدراته وأتساع دائرة خبراته وإدراكه، وذلك بإتباع طريقة (من الكل الى الجزء) أو ما يصطلح عليها بطريقة ـ الكلية الجملية ـ والتي تتلخص بأستخدام المفردات المعروفة للطفل بغية تقريب المادة الى ذهنه ".

مؤلفات د.نعيم صرافة:
١) مبادئ  التربية وتطور التعليم في العراق لدور المعلمين والمعلمات ـ ١٩٥٦
٢) اصول تدريس التأريخ والتربية الوطنية لدور المعلمين والمعلمات ـ ١٩٥٦
٣)  طرق تدريس الحساب والقياسات لدور المعلمين والمعلمات والدورات التربوية.
٤)  عام ١٩٦٨ قامت كلية التربية/ جامعة بغداد، بطبع أبحاث د. صرافة على شكل ملازم  بمادة ( أحدث أساليب الأرشاد والتوجيه للأبناء)، وقُدمت على شكل محاضرات للصف الثاني ، قسم الماجستير / كلية التربية.
مؤلفات شارك بها سوية مع بعض الأساتذة والكهنة:
١) القراءة الحديثة للأميين والمبتدئين، ٤ أجزاء  عام ١٩٥٢
٢)  اصول تدريس الجغرافيا لدور المعلمين والمعلمات والدورات التربوية بالأشتراك مع الأستاذ محمد حسين آل ياسين ـ عام ١٩٥٩
٣) القراءة السريانية للصف الأول ـ رئيس اللجنة ـ بالأشتراك مع مجموعة من الآباء والكهنة بضمنهم المطران سرهد جمو
٤) القراءة السريانية للصف الثاني ـ رئيس اللجنة ـ بالأشتراك مع مجموعة من الآباء والكهنة.

 وحتى بعد احالته على التقاعد، كان قريبا من صنّاع القرار فيما يتعلق بالتعليم والتربية، وعشية صدور قانون (التعليم الألزامي حتى سن الأربعين) الذي أصدره  ـ مجلس قيادة الثورة عام ١٩٧٦ـ فأنه قدم رسالة للمجلس وضع فيها خبرته وتجربته وضمنها خطة عمل لأنجاح هذا المشروع الحيوي والأنساني المهم في تقدم ورقي العراق.  مع حلول العام ١٩٧٨، وبعد أن اصبح الجزء الأكبر من عائلته في الولايات المتحدة، قرر الرحيل والتفرغ  للعناية بصحته ايضا.

 لقد كانت من المناسبات الفريدة التي جمعتني بالدكتور نزار صرافة (أحد ابناء الراحل)  إذ سلّمني  (كتابين ـ ملفين) كان قد وضعهما الراحل د.نعيم صرافة  والتي كانت عبارة عن (مذكراته) وأهم محطات حياته، المهنية والشخصية، وضمنها كمّاً كبيرا من الصور العائلية والشخصية والتي كانت توثق مراحل حياته وعائلته وأبنائه وبناته بالتواريخ والسنين، كذلك ضمنها (كل) وأعني كلمة (كل) الكتب الرسمية التي مرّت على حياته ابتداءا من صدور أول قرار تعينه عام ١٩٢٤ ومرورا بالكتب اللاحقة والترفيعات وكتب الشكر والترقيات والأيفادات والرسائل المتبادلة بينه  وبين  الجامعات  وصولا لآخر رساله وهو في العقد الأخير من عمره، ليثبت لمن يأتي من بعده بأنه كان انسانا غاية في التنظيم والدقة والمحافظة على كل ما هو مهم وثمين.  إن هذه المذكرات وفرّت فرصة ذهبية للدخول الى عالمه  (المثالي) والرائع، مما سهل مهمة الكتابة عنه بيسر ودقة وشمولية.  وحتى تكتمل الصورة عنه كان لابد من التحدث الى أحد افراد عائلته ، فكان الدكتور نزار صرافة الذي  قال:  كان أبا حنوناً، منظماً وصارماً ايضاً.  وبالرغم من جدول عمله وألتزامته المزدحمة، فقد كان يجد الفرصة دائما للأستماع الينا، ويعمل بكل جهده حتى يقضي أكبر وقت معنا حينما كنّا نكبر ، اما والدتي العزيزة، فقد كانت (منطقة الرحمة) التي نحتمي بها من غضب الوالد حينما كنّا نقوم ببعض الأعمال (الصبيانية) والتي لا تلائم شريعته بالتربية الصارمة.
والحقيقة، يكّمل (د. نزار):  لقد بذر فينا بذور حب العمل والطموح غير المحدود. وكان دائما ما يؤكد على إن (التصميم هو الذي يدفع الأنسان لأنجاز طموحاته، ويجب أن تكون لكم اهداف معينة، مهما صغرت، فالأنسان بلا اهداف خامل، لكن الأهداف هي التي تمنحكم الطاقة والديمومة حتى تصلوها).
ويضيف د.نزار: وصل والدي الى ديترويت وقد تجاوز منتصف عقد السبعينات من عمره، وكان تعبا ايضا، لكنه لم  يختر العزلة او الأنطواء بل كان دائم الحركة والتواصل مع الناس، وخاصة في خدمة الكنيسة ومجالس الخورنة اضافة لكتاباته في المجلات والصحف المحلية الصادرة  في ديترويت، وكانت اسعد اللحظات تلك التي يلتقي فيها بطلبته، فيغدقون محبتهم وأحترامهم له ولمسيرته التربوية والمهنية المشرفة، و كانوا يقولون لي دائما : ( لولا والدك، لكنّا غادرنا المدرسة منذ سنين!). كلام يبعث في قلبي كثيرا من الفرح والحب والأحترام للوالد العزيز، نعيم صرافة.
الذكر الطيب له ولوالدتي الغالية كرجية.

******     ******       *****

المربية الراحلة روز ناصر رومايا
ولدت في العاصمة بغداد عام ١٩١٧ وفي منطقة (العوينة)، وتوفيت عام ٢٠٠٠ في مدينة ديترويت. كانت متزوجة من الراحل الياس رومايا، ورزقا ببنتين إلهام وسلافة، وولد واحد (نبيل) ،  ولو قدّر لها ان تحيا  لليوم فسيكون عندها ٨ أحفاد و ١٢ من ابناء الأحفاد.
درست في مدارس بغداد ودخلت بعدها الى (معهد اعداد المعلمات) إذ تخرجت منه في العام ١٩٣٧ وصدر تعيينها الأول في مدارس (أبي الخصيب) بمحافظة البصرة. انتقلت الى بغداد بعد زواجها من السيد الياس رومايا، حيث لعبت الصدف دورها. فقد صادف اثناء دراستها في معهد اعداد المعلمات ان تعرفت على مدرسة كان اسمها (روز رومايا) ايضا ومن خلالها تعرفت على شقيق روز الذي اصبح لاحقا زوجها.
بعد عودتها الى بغداد مارست التعليم في (مدرسة المشاهدة الأبتدائية) في منطقة الكرخ، وظلت فيها لحين تقاعدها والذي ترافق مع هجرتها للولايات المتحدة الأمريكية.  كان هناك من انتبه الى اخلاص (ست روز) وتفانيها بعملها، فعيّنت ـ معاونة المديرة ـ في مدرستها.  لقد تنقلت بسكنها في مناطق عدة ومنها، الحاج فتحي، السعدون وعرصات الهندية، لكن ذلك لم يكن عائقا في التزامها بالدوام بشكل منتظم وملفت ، اذ انها كانت تستخدم با صات النقل الحكومي أو حتى التكسي في الحالات الأضطرارية.
وتعود الذكريات بالسيد نبيل (ابنها) ولأيام الطفولة، حينما كانت تصطحبه معها لمدرستها ، فتجلسه مع تلاميذها في الصفوف ويستمع الى دروسها، على ان اروع الصور هي تلك التي تركتها في احفادها بعدما عاشت معهم، فقد كانت تجلسهم وتعلمهم الأناشيد والأغاني التي كانت تعلمها للتلاميذ في (مدرسة المشاهدة)، ولعل تلك التجربة هي التي جعلت السيدة عفاف رومايا زوجة  السيد نبيل، أن تترك اختصاصها في الهندسة الكيميائية وتتوجه لتعليم مادة الرياضيات في المدارس الثانوية بديترويت.
وكم كنا نشعر نحن (ابناءها) بالفخر والأعتزاز كلما مرّ بنا تلميذ او تلميذة من مدرستها  فيظهرون  محبتهم وأعتزازهم لنا، ويتذكرون مآثرها  وصفاتها الحميدة.
الذكر الطيب لها دائما.

***   ****     *****

المربي الراحل عابد بتي حنا صفار
من مواليد مدينة (القوش) التابعة لمحافظة نينوى في العام ١٩٢٩ وفي (محلة قاشا). كان متزوجا من السيدة حياة سليمان حنو، ولهما ٤ بنين و ٤ بنات مع ٢٣ حفيداً و ٥ من ابناء الأحفاد.
كان أول عهده  بالتلمذة والتعلم في،
١) مدرسة (شيشا) الأبتدائية في مدينة ألقوش.  بعدها انتسـب الى :
٢)  "المدرسة الريفية في دهوك"  حيث تخرج منها معلما عام ١٩٥٢، عاد بعدها الى مدينته  وليصبح معلما  ويمارس وظيفته في ذات المدرسة التي تعلم فيها، وليبداء مشواره المهني الجديد:
١) معلم في مدرسة (شيشا) الأبتدائية  عام ١٩٥٢ .
٢)  وبعد فترة معلم في مدرسة (النصيرية) ـ قرية النصيرية ـ والتابعة الى ألقوش .
ولم تتردد تلك الحكومات الرجعية من انزال اقسى العقوبات، وإظهار حقدها وكراهيتها لحملة الأفكار اليسارية (في مسيرتهم السلمية بالحياة) فعمدت معه ومع الكثير من زملائه الى:
٣) نفيه الى منطقة (برواري بالا) و (كاني ماسـي) حيث اتهم بالنشاطات السياسية اليسارية، وسجن بعدها في سجن رقم (١) بالموصل ولمدة ٦ أشهر  وتعرض خلالها  لشتى انواع التعذيب والأهانات ، ثم فصل من عمله، فأضطر الأنتقال الى بغداد  باحثا عن فرصة للعمل من أجل إعالة العائلة  فعمل ،
٤) معلماً في مدرسة (القديس يوسف) عام ١٩٦٤ .
٥)  بعدها معلماً في مدرسة (با عذرا ـ الشيخان) إثر إعادته  للوظيفة وأستمر لمدة سنتين .
٦) ومعلماً في مدرسة (عزّة) في مدينة ألقوش بين عامي ٦٧ـ٦٨ ، فيما كان حينها  شقيقه (الأستاذ حنا بتي الصفار) مديرا للمدرسة، علما إن اول من تقلد منصب مدير مدرسة في بلدة القوش كان الأستاذ (منصور اوده).
استمر الراحل في التدريس بمدرسة (عزّة) حتى العام ١٩٨٢، وهي سنة رحيله ايضا.

يقول السيد ثامر الصفار ابن الراحل البكر: كان والدي وطنيا مخلصا بأمتياز، ويحزنني ان اقول، بأن الحكومات الرجعية كافأت هؤلاء الناس بالسجن والمضايقة والنقل المستمر، علما بأنهم كانوا يؤدون رسالة انسانية في التعليم.   لكنه لم يتنازل عما كان مؤمنا به، ونحن نحترم ذلك فيه. لقد كان طيب القلب، بسيط ومحب ومثالا يحتذى بـه في الأخلاص، محبوب ويحترم الجميع، وقد حظي بعلاقات طيبة مع نخبة  من المربين ومنهم (حبيب صادق شـدّة، زرقا يوسف عبّو، ميخا صادق مكسابو، حبيب ساكو و جرجيس بولا).
تقول  زوجته السيدة حياة وهي تتذكره:   مع اني فارقته منذ اكثر من ٣٠ عاما، لكنه حاضر بيننا يوميا ، وكلما يجتمع اولادي وبناتي، نتذكره بصفاته الحميدة وأخلاقه الطيبة، وأسمه الجميل، وأدعوهم ان يحتذوا به وبسيرته، حتى يحبكم الناس ويحترمونكم مثلما يحبونه ويحترمونه.
ويعود  السيد ثامر ـ ابنه ـ  فيقول: قد يكون أخي الأصغر (ظافر)  اوفرنا حظاً بالسير على خطى الوالد.  فهو مثله يقرأ ، وعاطفي وهادئ، ومع اننا أخذنا الكثير من صفات الراحل لكن  (ظافر)  اخذها كلها!   لقد كان  والدي يوصينا بأستمرار، ان نحترم انفسنا والناس ايضا، وأن لا نكون مؤذين للآخرين، وأن نكون مثل الجسم الواحد في تلبية حاجات بعضنا البعض وأقولها وأنا فرح، بأن كل أخوتي وأخواتي يسيرون على نهجه الطيب.
أما عن رحيله فيقول إبنه ثامر:  في الحقيقة كانت مفاجأة للكل، فهو لم يشتك من شئ ولم تكن تبدو عليه أية علامات للمرض، لكن صادف ان التحقتُ بالخدمة العسكرية عام ١٩٨٢ وكان عمري آنذاك ٢٢ عاما، وكانت الحرب العراقية الأيرانية مستعرة النيران، ويبدو انه صار يخشى عليّ من مصير الحرب المحتوم ، وضحاياها  الذين كانوا يتقاطرون على القرى والأرياف والبلدات ومن ضمنها القوش، فعصفت به ازمة قلبية حادة قضت عليه للأسف.
الذكر الطيب له دائما، والرحمة عليه وعلى كل الآباء والأمهات العزيزات.

كمال يلدو
كانون ثاني ٢٠١٥
 



غير متصل نبيل دمان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 895
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
موضوع جميل شكرا كمال، لقد امتعتنا بمعلوماته واخر صورة اكتب اسماء من فيها لانني اول مرة اشاهدها وانها غير واضحةوهي لمدرستي سابقا.
الخط الاول من اليمين:المرحوم حبيب شدا، صادق جهوري، كامل دمان، المرحوم المدير جرجيس بولا، المرحوم نوئيل قيا، سيف( من الموصل) ، المرحوم هرمز يلدكو، المرحوم عابد بتي.
الخط الاخير من اليمين، المرحوم كامل يلدو، المرحوم حنا متوكا، المرحوم سمو دزا.

غير متصل كمال يلدو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 563
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شكرا لمرورك عزيزي نبيل. ردا على بعض تساؤلاتك: وضوح الصورة من عدمها يعتمد على الأصلية، وهي بهذا الحال (لاتنسى عمرها اكثر من ٤٠ سنة)، اما بالنسبة لذكر الأسماء، فأن عملية النشر تسمح لسطر واحد فقط كما ترى اسفل الصورة، اضافة ان هناك اناسا لا اعرفهم، ولا حتى ضيفي (ابن الراحل ثامر) يتذكرهم. المهم ما قمت به هو الصحيح. شكرا لك