القوش بلدة اشورية / 2
زاهـر دودا / 27 كانون الثاني 2015 القوش كم انت عظيمة ومحبوبة من قبل ابنائك الى حد الجنون وهم يتنافسون بشراسة من أجل رفع مقامك الى الاعلى اكثر وأكثر ، كيف لا يحبك كل من يعرفك لأنك منذ ان وجدت والى نهاية العالم ستبقين عظيمة ونقية وشريفة رغم كل المحاولات للنيل من شموخك لتركيع هامتك المقدسة، وان كل من يتشابه بصفاتك ولصفات ابنائك ينجذب اليك ويتودد لك وان كان من عوالم الفضاء الخارجي . وإن وُجِدَ من يكرهك فتلك مشكلته لوحده لوجود خلل فكري ونفسي لإصابته بمرض الغيرة والحسد ليس إلا ( ومعذورا ).
نعم القوش بلدة آشورية. ويحاول البعض رغم الجهل في التاريخ تجنب الواقع والبقاء في الاحلام ، ويتصور بعض الاخوة ان من وراء هذه الحقيقة منافسة او معاداة الافكار المختلفة بحيث تجعلهم يتحدون ويتصدون لهذة الحقيقة ، وهم في الواقع يقاومون ويحاربون انفسهم ويهدمون اكثر مما يبنون، وهذا يصب في صالح الغريب الحاقد الاعمى الذي طالما كان ويريد ان تتنحى هذه البلدة العقبة الصامدة المتبقية من حضارة اشور والوريثة الحية الممثلة الشرعية لكل الشعب الاشوري المتوزع في العالم الذين يفتخرون بعروقهم التاريخية المشتركة معها . وستبقى القوش اليد التي تحمل راية الحلم للمستقبل في قلب كل من يؤمن بجذوره وينتمي الى تراب اجداده الذي يحتضن هويته الحقيقية مع عظام الاجداد بين اطلال الاثار الشاخصة المتحدية لحقب الظلام ولآلاف الاعوام .
القوش بلدة اشورية هذا لا يعني ان من يسكنها كلهم اشوريين فكرا تحديدا رغم انهم كذلك جسدا وأيضا هذا لا يعني الغاء الفكر الاخر كما يتصور اخي وابن عمي وابن خالي ، ولكن بالنقاش وبقليل من التفكير سنصل ان النتيجة الواحدة التي لا يمكن تقسيم الجسد الواحد بمجرد ان العقل يحمل عدة افكار، واذا ما استمرينا البقاء في هذا الجدال والتعصب الاعمى ستكون اثاره ونتائجه سلبية على قوة الجسد وسينهار بنيانه بكل تأكيد وهذا ما لا يمكن ان يقبله كل عاقل ( وما اكثرهم ) .
الكل يعلم ماذا حدث بعد الحرب العالمية الاولى وبعد سقوط الامبراطورية العثمانية وتقسيم أراضيها الشاسعة المستعمرة وتشكيل دول وتنصيب مماليك بعد رسم الحدود وفرضها من قبل القوى المنتصرة. ونتيجة لذلك ولد منها العراق وسورية ولبنان وغيرها . وكلنا يعلم ان ذلك التقسيم شمل مناطق في شمال العراق وبعد ان رسمت الحدود بحيث قسمت العائلة الواحدة المنتشرة بين عدة قرى وبلدات قسما منها وقع ضمن الاراضي العراقية وقسم اخر في تركيا وكذلك في سوريا وخاصة المناطق الواقعة على الحدود التي كانت تسكنها اغلبية (مسيحية) من ابناء شعبنا الآشوري (سورايا).
الغاية من هذا التذكير للاستفادة من دروس الماضي لان الذي يلوح في الافق لا تختلف شكل الوانه ونواياه كثيرا وان المنطقة تقع ضمن مخطط الكبار وتقسيم الاوراق واللعب بهوية المنطقة على حساب الواقع الجغرافي ، واضرب مثال واطرح تساؤل من خلاله الى كل الاخوة .
بعد ان يتم تقسيم المنطقة حسب المخطط العالمي الجديد الذي باتت ملامح ولادته بالظهور وشكل الوانه المرفوعة واضحة بعد مرور اكثر من عشر سنوات من المخاض بين المؤيد والرافض ، ونينوى او اجزاء منها ضمن الدولة الكردية المرتقبة للشعب الكردي الذي يطمح الى تحقيق حلم الانفصال من دولة العراق ضمن حق تقرير المصير لكل الشعوب، وهنا السؤال : ماذا سيكون مصير أخي الذي يدعي (الكلدانية) من الناحية السياسية والثقافية وجذوره القومية من خارج الدولة الكردية الجديدة ؟
ــ كيف سيُعامل مع استحقاقاته القومية لهويته المنتمية الى الدولة العربية (الشيعية) في جنوب العراق الحالي ؟! .
ــ ألــن تحدث اختلافات لحقوق التواجد الآشوري في اراضيه التاريخية وبين المكون (الكلداني) في هذه الحالة لدى نظام الدولة الكردية ــ في حال اذا لم يتم صهرم مع القومية الكردية ؟؟؟!
ــ الن يُستغل انقسامنا ويصبح من نقاط الضعف امام اتخاذ القرارات والتشريعات عند الشركاء الاخرين على اراضينا التاريخية والجغرافية ؟ مثلما حدث بعد التغيير في 2003 في هضم حقوقنا كشعب اصيل بسبب انقساماتنا الطائفية بالدرجة الاولى بحيث لم يكتب في دستور العراق ما كان ينبغي ويستحقه جسد شعبنا الواحد المشترك بسبب الأسماء المتعددة ، ولكن التطرف الفكري والطائفي الاعمى ادى الى اضعافه وضياع حقوقه المشروعة التي ينالها الانسان من الهنود الحمر في امريكا او استراليا ، وتنالها كل الشعوب الاصيلة حسب قوانين دولية منبثقة ومشرّعة من هيئة الامم المتحدة لحقوق الأقليات بالرغم من اننا من الشعوب المشرفة انسانيا وحضاريا، إلا ان حقوقنا منتهكة ووجودنا مهدد بسبب افكارنا المريضة التي اكثرها منتقلة الينا نتيجة تعرضنا للتيارات الخارجية المعادية لاسمنا وتاريخنا .
الخلاصة من طرح هكذا افكار لمعرفة معنى هوية تواجدنا وان ننظر بعين العقل للمستقبل القادم القريب وللنتيجة الحتمية لخارطة المنطقة، وكما حدث في الماضي القريب، وعلينا ان نضع في حساباتنا كل الاحتمالات والنتائج المتوقعة من خلال افكارنا مع أفعالنا الحالية بالإضافة لما سنتوقعه من الاخرين بعد التغيير الذي ستشهده المنطقة كي لا نجد انفسنا في نهاية الطابور (السرة) من أجل نيل الفتات من الحقوق اذا اسعفنا الوقت لأنه يجري بسرعة ويقترب من نهاية الدوام .
ــ أن ينتهي حزنك بالأفراح خيرا من ان ينتهي فرحك بالأحزان ــ
ودمتم دائما بالأفراح
محبكم
*******