المحرر موضوع: ان نسامح نعم .... ان ننسى ابدا  (زيارة 1763 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل تيري بطرس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1326
  • الجنس: ذكر
  • الضربة التي لا تقتلك تقويك
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ان نسامح نعم .... ان ننسى لا، ابدا
[/b][/color][/size][/font]


تيري بطرس
منذ بداية هذه السنة 2015 بدأت النشاطات المختلفة وفي مختلف بقاع العالم للتذكير بالمذابح التي اقترفت بحق الاشوريين خلال الحرب العالمية الاولى والتي سميت بسيفو اي السيفا وقطلعما اي ابادة الشعب، مذابح ابتدأت منذ 12 تشرين الثاني عام 1914 عندما اعلن السلطان محمد الخامس الجهاد والانظمام الى المحور وتاييد ذلك من خلال فتوى شيخ الاسلام بالجهاد ضد الكفار، واستمرت حتى نهاية الحرب في عام 1918. ذهب ضحيتها وحسب الارقام المتداولة (مليون ونصف المليون من الارمن، سبعمائة وخمسون الف اشوري (سريان وكلدان ونساطرة) ومائة الف يوناني. ترمي النشاطات من اجل تذكير العالم بهذه المذابح البشعة التي اقترفت ضد ابناء شعبنا وتركته عاجزا لعقود طويلة عن لملمة جراحه، لا بل تركته اقلية غير قادرة على المطالبة وتحقيق حقوقها المشروعة. ان النشاطات السياسية والاعلامية والجماهيرية ترمي الى نيل الاعتراف بحق شعبنا الواضح بما لحق به، وضرورة معالجة الاثار السياسية على الاقل لما حدث، وحقه في نيل اعتذار رسمي عما لحق بحقه، من قبل من يدعي تمثيل استمرارية السلطة والدولة المسؤولة عن حملات الابادة الجماعية.
               
ليس من السهل تحمل وزر الظلم والاجحاف الذي لحق بشعبنا، هذا اعتراف قد يكون مقلوبا وغير مفهوم لدى البعض، ولكن الضحية تشعر بثقل الالم المستمر لما لحق بها، وحينما لا تجد منافذ للتنفيس عن الامها او معالجة اثار الالام حينها يتحول الامر الى مرض يستعصى معالجته، مرض قد يتحول الى كره للعالم كله، لانه لم يحاول ان يمد يد المساعدة لمن احتاجها ولا يزال يحتاجها، لكي يعبر الطريق المظلم الذي وضع فيه. ولتوضيح بعض امثلة المعاناة اليومية وعلى مستوى الشعب ومطالبه بالخصوص، اطرح مثال يتم تعييرنا، كلما طالبنا بحقنا في المشاركة في تقرير مصير بلدنا، باننا اقلية، يا ترى لو لم يكونوا قد قتلوا هذا العدد من ابناء شعبنا خلال هذه المذابح والمذابح التي سبقتها والتي تلتها، هل كانوا يتمكنون من تعييرنا هكذا؟  والمرارة تكون اشد حينما يعيرك من شارك اباءه او اجداده في قتل شعبك بهذا الامر، دون ان يرف له جفن، اي نعم في الحوار الجانبي قد يقر شخص ما بان ما حدث كان جريمة، وقد يبرره بان الدافع كان دينيا، ولكن حين التطبيق على الارض يتم محاسبتك وتفصيل حقوقك على اساس انك اقلية، هل تدركون مدى الالم الذي يمكن ان يستشعره الانسان حينها؟
نحن ندرك ان لا معنى ابدا للانتقام حتى لو قدرنا عليه، لانه لن يعيد لنا قتلانا ولا يضاعف اعدادنا، ولكننا نرمي الى الحصول على العدالة، التي تقول اي نعم لقد تعرضتم ظلما لكل هذا ولتفادي استمرار ذلك ومعالجة اثاره، نتشارك جميعا معكم في وضع اساس قانوني يحميكم من غول وشره الاكثريات التي بين الحين والاخر تستل سيف الايديولوجية الدينية وترميه في وجوهكم مهددين وجودكم. هل هذا كثير، سؤال اوجهه للعالم كله عالم القرن الواحد والعشرو ن. ولعل الاحداث خلال السنوات الاخيرة في العراق وسوريا وغيرها من المناطق وما احاط الاشوريين والازيديين خير دليل على ما اقول.
يا ترى هل كان هناك مبرر للهمجية هذه، لهذا القتل المجاني، لهذه الابادة المجنونة، اذا كان يحق لنا ان نسأل حقا عن مبرر، لمثل هذه الممارسات التي لا تبرير لها؟ الحقيقة المؤلمة ان ان المدافعين عن موقف السلطنة ومن شاركها من العشائر، يحاول اما نفي احتمال قتل هذا العدد الكبير من الناس، اي بمعنى انهم يشككون في العدد، وهذا يذكرني بما قاله حسن عبد المجيد وزير الدفاع العراقي في زمن صدام حينما قال وهو يفند دعوة الكورد بانهم قتلوا منهم في الانفال مائة وثمانون الف انسان، قال ولماذا هذا التضخيم ان القتلى لا يتجاوزون المائة الف! اي ان المهم ليس القتل بل العدد، ولكن يتناسى الكل ان القتل هو جريمة تحرمها كل الشرائع الدينية والارضية، اما البعض الاخر فيحاول الايحاء ان الارمن كانوا يتأمرون على السلطنة، متناسين انه لا يمكن ان ينضم شعب كامل في مؤامرة بهذه الضخامة، وانه لا يمكن ان يتم قتل كل هذه الاعداد لهذا السبب، وان السلطنة لم تكن من ممتلكاتهم بل كان الارمن والاخرين شركاء و اصحاب ارض وكانوا مهانون ومظلومون ومن حقهم البحث عن حقوقهم، ولكن ماذا عن الاشوريين وعن اليونان، ماذا عن الحملات الابادة على الازيدية والتي تجاوزت السبعين حملة، ولماذا لم يلاقي العرب نفس الامر وهم كانوا يتامرون علنا. اذا كل محاولات التبرير تبقى واهية عن هول المذبحة البشرية التي اقترفت بحق بعض الشعوب الاصيلة لهذه المنطقة، بل تبقى هناك اسباب ايديولوجية وتعاليم دينية تحث وتسمح بذلك.
         
لا يمكن لاي شعب ان يفقد ذاكرته او يمحيها لان معنى ذلك هي محو وجوده اساسا، معنى ذلك عدم التعلم من التجارب المتعددة، ورغم ان البعض يقول ان شعبنا لم يتعمل من اغلب تجاربه المريرة التي مر بها، مرة تلو الاخرى ويثق بالوعود التي تقال له شفاها، فاننا نقول ان شعبنا لن ينسى ولا يمكن ان ينسى ابدا ما تم اقترافه ، اي نعم يمكن ان يسامح وان يعمل من اجل بناء وترسيخ الاسس السليمة لقيام حالة يمكن الجميع ان يتعايش فيها بمساواة تامة، ولكن على الاخرين الاقرار والاعتذار عن ما تم اقترافه، عليهم ان يقروا بان القوانين والفتاوي التي ادت الى ذلك لن يتم العودة اليها مرة اخرى وبشكل يمكن الوثوق به. ولعل اول الاوليات لخلق حالة التعايش الحقيقي بين كل المكونات هي ابعاد الدين عن التربية المدرسية وعن السياسة اليومية وجعله مسالاة شخصية بحتة، وان تكون الدولة حامية للجميع.
                  
      



ܬܝܪܝ ܟܢܘ ܦܛܪܘܤ


غير متصل Ashur Rafidean

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1021
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: ان نسامح نعم .... ان ننسى ابدا
« رد #1 في: 05:27 31/01/2015 »
اخ تيري
شكرا لك على مقالك الرائع
لا يزال شعبنا الأصلي يدفع الثمن حتى اليوم لدفاعه عن أصالته ودينه وارض اجداده  ضد الهجمة الإرهابية ودساتير الدول العربية الطائفية    وسنظل ندافع عنها مادامت الدماء تسري في عروقنا فهذا تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا فلتحرق كل دساتير وقوانين الدول العربية والإسلامية و التي عفنت عقولنا به وليعودوا كتابتها وترمى الاخرى في القمامة لاجل الإنسانية لا اقول ان شعبنا المسيحي في الشرق الأوسط شعب الله المختار او منزل من السماء ولكن لم يوجد نظام الا وجرب سلاحه فينا ولهذا لا نسامح ولن ننسى ممن حمل سلاحهه ضد شعبنا .تحياتي

غير متصل Adnan Adam 1966

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2883
  • شهادة الحجر لا يغيرها البشر ، منحوتة للملك سنحاريب
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: ان نسامح نعم .... ان ننسى ابدا
« رد #2 في: 06:59 31/01/2015 »
شلاما
مقالة جميلة ومهمة جداً ارجوا من أبناء شعبنا ان يقرا ويدرخ عن ظهر القلب لمعلومات  التي ذكرت وشرحها في هذة المقالة ،، واهم نقطة ذكرت هي العدد الذي خسرناه من هذة الجريمة ولو ان هذا العدد كان باقي  لحد الان لكنا في حال أفضل من الان ولو قمنا بحساب سريع فالعدد السبعمائة وخمسون الألف من أبناء شعبنا  الذين ذبحوا ولنقسمها علئ أربعة اجيال لكان عددنا بالملايين  ولم يكن في حينها ان يهجر شعبنا لا من قبل داعيش ولا غير داعيش وكلنا نعلم ان عددنا القليل جعل منا في موقف الضعيف ،،،  في التسعينيات قال السيد جلال الطلاباتي وفي احد مقابلاته الصحفية انه اول سياسي كردي يعتذر لشعب المسيحي لما جرئ له من فرمان من قبل عشائر كردية ،، ومبررا ان الذين نفذوا الفرمان من الاكراد  كانوا ينفذون ماطالبه  منهم  المتدينين العثمانيين  .
تحياتي