المحرر موضوع: ( رحلة زادها عذابات الانثى)  (زيارة 742 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سفيان شنكالي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 80
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
وقفة مع قراءة نقدية قامت بكتابتها الشاعرة القديرة والناقدة ( رحاب الصائغ ) لثلاث من قصائدي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( رحلة زادها عذابات الانثى)
الشاعر سفيان شنكال
رحاب حسين الصائغ
لا شعر بدون ألم، والقصيدة الشعرية تبنى على محاور العذابات التي توقد نار التفاعل مع انفجارات الحزن الشديد لدى الانسان المكتوي بجمر يصنف" بالحقد والكراهية والتسلط من قبل الاخر"، والشاعر انسان الشمولي بعواطفه الجياشة وأخلاقه المتعففة حتى مع ذرة التراب، فكيف والالم مبعثه الحبيبة والابنة والام والاخت والانثى التي مصدر الهام ووحي لكل جمال انساني.
الشاعر سفيان شنكالي، بخرم ابرة عمّق صوت التأمل في الالم المنساب من حالة واقعة في مسارات يومه المشكول بكل انواع الرذاذ المتوهج في كل اناث بني جلدته المغدورات بدون سبب، كتب بلغة شعرية ترصد مترابط التحولات الخطيرة متحدثا عن واقع مرير في جوف واقع أمر منه، ما ذنب تلك الاناث في زمن حل به الجدب، واستلاب ذوات كممت صرخاتهن، من قبل ضمائر ميته، كابد الشاعر طرائق الهيمنة التي لها تدفقات مشاهد العنف في افلام الجريمة الدنيئة، استلم مشرط عقله الذي بات يركض في وراء آليات هذ العنف المتدفق بصور خالية من الانسانية والاخلاق، حيث يقول: في قصيدته( صيام في حضرة المعبد)
في دنيا انثى
خسرت كبش ابراهيم
المحنط باصواف الهبة!
وآخرتي الموعودة
اتجاهلها تماما!
غمرتها بعطائي
الانسي, والرجولي
جلست على سفرتها
امد يدا ,, يقطعها الشوق
ارسل دمعا
يبخره الخوف
استنجد بالسماء
انا جعلتها مستبدة!
امضغ الهواء
في حضرة المعبد
وانا المتسلط..
شرقي هجين الفكر اصنع المكيدة لنفسي
فاغدو شاهدا هول التاريخ
معلنا انه شاهد على التاريخ، ليخفف من وطأة المحنة ومرارة القهر وزيف كل خداع عاينه بأم عينه من هول الظلم الذي ما فتئت الانثى تتلاقاه، وهي براء من كل التهم، وظلاميات مورست في وضح النهار، يرسم بعدسة قلبه المفجوع من رؤياه، وهنات التشاؤم لن تزول مهما بعد الزمن به في هذا العالم المعدومة فيه معاني الحرية، مكنونات بوحه لها حدقات عواطف بلورية حدودها العمق الوجداني،حيث يقول: في قصيدة ( معبد السماء)
اتيتك عشتار خاشعا
ارتشف من خمر دمعك
متضرعا استنكر خيبتي
اتقدم بالاعتذار
وان كان العذر باطلا
بعد الانكسار
عن اكذوبة التاريخ
عن موت الرجولة
اتيتك بالنذور والاضاحي
اتقبلين رشوة الرجولة ؟
ما حمل لنا من صور حسية تقرع اجراس مؤثرات علاقة الالم بالمطلق من كبديل عن كل التعبيرات لمسميات قد تكون لا اساس لها لما مرت وعانت منه تلك الاناث البريئات، والشاعر سفيان يبقى محشو بالجمالية والايغال في سيل لا يخول من عناصر الايحاء، في ملفوظات مفرداته اللغوية، والافضاء الى نشوء مبدأ البياض في خطابه الشعري، حيث يقول: في قصيدة( مُدّني حباً)
مُدّني حباً
او ومضة امل
تدك عرش الخليفة
مدني ثباتا
لأنتزع الذعر عن الاكباد
وهو يقطعون الشريان
ما بين اجسادهم
ومهجة الديار,
وانسكاب الدمع
على ارصفة الرحيل
لهجرة الارواح
كيمامات بيضاء
تقبع لسعات حرفة الشعر في بذرة اللغة الشعرية، الشاعر سفيات شنكالي، في قصائده الثلاثة يوقعنا في اشاراته وورارداته الغنية عن التعريف لما يدور في خلده، استخدم قيم ذهنية معذبة لا تقبل ايقاضات أمل اختمر في راسه، عبر من خلالها عن مكنون جوارح واكبت التمزق على اظافر التحول الذي قلب جدار الغليان الى صراع جديد بصبغة زمن زوابعه لا تقبل التوقف الى حدودٍ ما، ففي قصيدة( صيام في حضرة معبد)، و (معبد السماء)، و( مُدَني حباً) تجتمع في كلا القصائد نفس وتيرة الاعصار الذي يحاصره مثل ذاكرة اسطرلاب، موجها خيوط المعاني التي تشتعل داخله الى مركزية المضموع الذي يعذبه، لا هدف له غير الامساك بشعلة النور، سارجا حول شجونه كل الحب في زمن الهوان.
ناقدة من العراق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مختار عبد العليم
 دائماً أقول: أن المبدع [ سوفي]، يستحق التوقف عنده كثيراً جدا، جداً جداً. وها أنا أرى في هذه اللحظة ناقدة متميزة مثقفة تذهب بذائقتها النقدية إلى حيث يجب الذهاب إليه. وقد قامت [ رحاب] بجهد محترم، في تناول ثلاثة من أعمال المبدع، من نوع القصائد. وقد غاصت في حالة استبطانية في محاولة الوصول إلى عمق القصيدة من الناحية الشعورية المرتبطة بشكل أو بآخر بحالة الكاتب الذهنية من وجهة نظرها التي تفرض احترامها على مَن يقرأ تلك الإطلالة النقدية التشريحية من هذه الوجهة. غير أنني آخذ على الناقدة، اكتفائها بالاقتصار على تناول ما أشرت إليه من الحالة الاستبطانية والذهنية التي أشرت إليها. ولم تتطرق إلى سواها من حيث المفردات واللغة من حيث التركيب. كما أنها تغافلت عن البنية الشعرية والخوض في الربط بين الشكل والمضمون عند الكاتب. طبعاً يسوؤني عدم تمكنني من قراءة متون الأعمال نفسها. حتى أقف على مدى توافقي أو رفضي أو اختلافي مع تناول الناقدة النابهة المتميزة. غير أنه قد يعزيني في هذا الصدد هو أنني قد قرأت من قبل الكثير من مشروع هذا المبدع الرائع، وهذا ما يجعلني أستطيع الحُكم حتى ولو بالشيء البسيط على ما قامت به [ رحاب] من جهد أراه في مكانه تماماً. وما تناولته الكاتبة، قد يصب في ذائقتها المتميزة، ومن هنا أستطيع القول، بأن تلك الرؤية الاستبطانية الشعورية التي انطلقت منها الكاتبة وغاصت من خلالها، ربما يتفق أو يختلف معها غيرها حيث اختلاف الذائقات، إلا أن الاتفاق سيبقى دوماً بين المتناولين النابهين على قيمة هذا المبدع وما يقدمه من مشروع إبداعي لا يستحق أقل من الوقوف له أجلالاً وتبجيلاً مهما اختلفت حوله الآراء. ففي رأيي لا عظمة دون الاختلاف حولها، فالاختلاف حول الأمر العظيم يعطيه عظمة أكثر. شكراً [ رحاب]، وشكراً سوفيان ابن العراق والتي لا ينقطع طابور مبدعيه منذ حامورابي حتى سفيان شنكال وحاجي مرشاوي ونعمت خلات وبسام الله، مروراً بعزائم العظماء من أمثال، [ مظفر، السياب، نازك الملاائكة، البياتي، الجواهري، أحمد مطر وغيرهم من سلسال لا ينقطع .