المحرر موضوع: القطار الموت لانقلاب شباط الدموي اسود  (زيارة 1845 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Hanna Sliwa Jarjis

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3283
    • مشاهدة الملف الشخصي
قطار الموت”... من جرائم البعث التي لا تنسى  تحل في السنة المقبلة الذكرى الخمسون لانقلاب 8 شباط الأسود والذكرى الخمسون لانتفاضة معسكر الرشيد، أنتفاضة الشهيد البطل حسن سريع، وكذلك جريمةالبعث المقبور جريمة قطار الموت. وهيمناسبة لدعوة كل الأحياء والمثقفين والكتاب ممن عاصروا تلك الفترة المظلمة والقاسيةمن تاريخ عراقنا، لأرشفة تلك الحقبة وتداعياتها لتكون درسا للأجيال الحالية والقادمة لتعرف ما حل بالعراق والشعب العراقي، حينها خيم كابوس القوى الشريرة المتحالفة لاسقاط ثورة الرابع عشرمن تموز والسير بالبلاد الى مصير مجهول، حيث تمت تصفية خيرة الوطنيين والخبراء والمثقفين. وفي هذه الأستذكارية لجريمة قطار الموت، التقينا مع أحد ضحايا ذلك القطار المشؤوم، وتلك الجريمة الوحشيةالتي أرتكبت بدمٍ بارد ودون أدنى أحترام للقيم الإنسانية، ومهما كتبنا عنها فأن الجريمة أكبرمن ذلك، وحاولالبعثيون التنصلمنها بشتى الطرق، لكن الأحداث والشواهد كلها تدحض كل تبريراتهم وتؤكد اقترافهم الجريمة. الساعة السابعة صباحا – المسطر- (التعداد الصباحي في سجن الحلة الجديد 1964م) يحدثنا مخلص بركات رومي (أبو عمار)، عن يوم الثالثمن تموز1963، حين كان مع السجناء السياسيين ومعظمهممن الشيوعيين والديمقراطيين في سجن رقم واحد في معسكر الرشيد، ويقول: كنت في أحدى غرف السجن في قاطع الأنذار، حيث أعتقلت يوم 14 شباط 1963، عندما كنت ضابط احتياط مهندسامنتدبا للعمل في معمل ألبان أبو غريب، وتغيبت عن العمل بعد الأنقلاب ومن ثم قررت العودة للعمل. ثم وأنا في الطريق وعند نقطة التفتيش (التابعة لمعسكر وحدة مقاومة الطائرات في الطريق الى أبو غريب) تم أحتجازي بعد أن تعرف عليّ أحد الضباط الاحتياطمن دورتي وكان طالبا معي ويعرف نشاطي الطلابي. فطلبمني النزول وأخذونيمن أبو غريب الى مركز شرطة المأمون وسلمونيمن هناك الى معسكر الوشاش ليلا ومن ثم الى السجن رقم ( 1 ) والأرقام تشير الى أنه كان يتواجد في ذلك السجن حوالي 500 معتقلمن الضباط الشيوعيين ومن الموالين لعبد الكريم قاسم. تم وضعي في أحدى غرف القاطع القريبةمن السياج الخارجي للسجن، والمسمى قاطع الأنذار، وتعرفت فيما بعد على بعض نزلاء الغرفة اتذكرمنهم الصحفي فائق بطي، الملازم الاحتياط عوض كامل شبيب، د. صلاح العاني، وملازم طيار صباح أحمد زكي، ثم تم تحويلي بعدها الى غرفة مجاورة أصغر كان فيها ضباط سرية حماية وزارة الدفاع وعلمت أن بين نزلاء الغرفة هشام أسماعيل صفوت، والطيار عبد المنعم حسن شنون إلا أنهم أخذوا للتحقيق وقد يعودون ليلا أو في أي وقتٍ لاحق إلا أنهم لم يعودوا أبدا. وعلمنا لاحقا أنه تمت تصفيتهم. وتعرفت في ما بعد على بعض نزلاء الغرفة اتذكرمنهم الرائد الركن عارف حكمت يونس علي، والملازم الأول خليل حسون السعدي، النقيب خريبط فالح الخيون، ملازم عباس، النقيب الطبيب عبد الكريم. ولكون فترة مكوثي في الغرفة كانت طويلة نسبيا اتذكر انه قدم لاحقا، كلمن الفنان نوري الراوي، وكاظم جواد، الشقيق الأكبر لحازم جواد. ولم يكن ليلتها أحدمن هؤلاء لديه علم بما سيحدث يوم 3 تموز. وفجر ذلك اليوم وحوالي الساعة الرابعة سمعنا صوت أطلاق نار وكلام بصوت عالي، وحركة غير طبيعية في باحة السجن وكان آمر السجن آنذاك هو الرائد حازم الأحمر، ومعاونه ملازم أول عادل الخشاب الذي رأيناه متحفزا وفي وضع قتالي مرتديا خوذته. وسمع البعض صوت دبابة عند بوابة السجن، وشاهدنا بعض ضباط السجن يدخلون المشجب لأخذ الأسلحة وكان مقابل غرفتنا، وشاهدناهمن خلال شباك الغرفةالتي تطل على باحة السجن ولكوننا قريبينمن بوابة السجن الرئيسية سمعناهم ينادون على آمر السجن حازم ويقولون له أخرج أفضل لك انها ثورة ...الخ. ولكن بعد فترة هدأ كل شيء وخفتت الأصوات بينما الضباط والجنود بقوا في حالة تأهب ومتخفزين، وعلمنا بعدها أنهم أنسحبوا وفشل كل شيء خصوصا بعد أن وصل عبد السلام عارف وأحمد حسن البكر وآخرون. وظل الجو متوترا والأرتباك باديا على الجميع، وعند العصر حوالي الساعة الخامسة أو السادسة،من نفس اليوم فتحوا الأبواب وبدأوا بقراءة أسمائنا وطلبوامنا أن نحضر حاجاتنا ونخرج، تجمعنا في باحة السجن المواجهة لقاعتنا، شدوا أيادينا بالحبال كلٌ لوحده، وأخذونا مجموعة مجموعة الى باب السجن، حيث كانت باصات خشبية بأنتظارنا، وتوجهنا بحدود الساعة السابعة عصرامن معسكر الرشيد الى المحطة، وهناك ترجلنامن السيارات وأوقفونا على رصيف محطة القطار الواقف هناك، شاهدنا ضباطا برتب كبيرة يعتقدمن بينهم أحمد حسن البكر، طاهر يحيى، حردان التكريتي، صالح مهدي عماش، عبد الغني الراوي، سعيد صليبي، محمد المهداوي،منذر الونداوي وآخرون وكانت الأوامر تصدر مع التنبيه بشد وثاق أيادينا بشكل جيد قبل أن نصعد الى القطار، كان القطار خاص بالحمل وليس لنقل البشر، وكان غير نظيف، فما تزال العربات (الفركونات الحديدية) مليئة بمخلفات الحيوانات والتبن، وبقايا الزفت، ووضعوا المعتقلينمن صنف الدروع في العرباتالتي كانت محملة بالزفت أنتقامامنهم كونهم كانوا يحتجزونمن ساهم في حركة الشواف، وأذكرمنهم ضابط الدرع خليل حسون السعدي الذي وضعوه في عربة كانت محملة بالزفت مع آخرين. ومن الذين كانوا معي في العربة رائد الركن عارف حكمت، النقيب خريبط فالح الخيون -أبو فيصل وهو عم الباحث رشيد الخيون، ملازم أول خالد صالح، ملازم عباس.، العربة هي عبارة عن صندوق حديدي كامل لا توجد فيه أية فتحة للتهوية، وذو بوابةمن نصفين تحكم الغلق عند أنسداد الأبواب، العربات مخصصة أصلا لنقل البضائع، وقد تستخدم أحيانا لنقل الحيوانات وفي هذه الحالة يترك النصف الأعلىمن البوابة مفتوحا، وفي حالتنا أحكم أغلاق الأبواب، فلا مجال لدخول الهواء إلامن ثقوب صغيرة في الجدران، أو شقوق صغيرة بين الحافات. سجن الحلة – المحجر- 10 أبريل 1964م أغلقوا الأبواب وسار القطار بعد حوالي الساعة التاسعة ليلا باتجاه الجنوب، شعرنا ليلا بالبرد الشديد كون الحديد يصبح باردا جدا، وأستطعنا تحرير أيادينامن الوثاق، وعندما بدأت خيوط أشعة الشمس الأولى بالأرتفاع في الأفق بدأت الحرارة تشتد داخل العربات، وماهي إلا ساعات حتى تحولت العربات الحديدية الى جحيم حقيقي، وكنا نطرق على الأبواب ونصرخ ونستغيث، وخصوصا عندما يقف القطار في المحطات والتي يبدو أن البعض سمع الأصوات وعرف اللغز، كون هناك جريمة معدة في هذا القطار، ضحاياها بشر، لم نعد نستطيع حتى التنفس، واسعفني حجي عارف حكمت الذي كان معي بالعربة بعد أن أحس بتعبي الشديد بأن وضع رأسي على رجله وأنفي بأتجاه ثقوب العربة، كان العرق يتصببمن أجسادنا بغزارة، وما أن وصلنا السماوة بعد الظهر حتى تم فتح الأبواب وخرج الجميع وكنا نلهث وركضنا صوب الماء وكان الدكتور رافد صبحي أديب يصرخ بنا خذوا قليلامن الملح مع الماء لا تشربوا ماء لوحده، وبعد فترة شاهدنا تجمعاًمن المواطنين خارج سياج المحطة وجاء بعضهم وهم يحملون لنا الخبز والفواكه ومواد غذائية أخرى، ويبدو أن الخبر قد وصل قبلنا، وقام الخيرون بتقديم الاسعاف، ونقل البعضمنا مباشرة بسيارة الأسعاف الى مستشفى السماوة وقد توفي احدنا، بعدها جُهزت سيارات لنقلنا الى معتقل (نكرة السلمان) الذي وصلناه حوالي الساعة الثامنة أو التاسعة ليلا، حيث أستقبلنا النزلاء وجلهممن الوطنيين والتقدميين وقد هيأوا لنا عشاء حينها. ويستطرد قائلا: بعدها بقيت هناك لحين تقديمي للمجلس العسكري في 15 تشرين الأول1963، وحكموا علي بثلاث سنوات سجن حسب المادة 131 لأنتمائي لتنظيم الحزب الشيوعي العراقي. لقد اظهرت احداث قطار الموت الموثقة أنالبعثيين لا يعيرون أية قيمة للروح البشرية، ولا يتورعون عن أتباع أية طريقة للإهانة والإذلال والتعذيب، خصوصا وأن ضحايا جريمة القطار كانوا جميعا كوادر علميةمن أطباء ومهندسين ومخابرين وطيارين أكفاء وقادة عسكريين عرفوا بوطنيتهم وأخلاصهم لمهنتهم. وقد وثق الفقيد الباحث د. علي كريم سعيد حركة حسن سريع وأفرد فصلا مكرسا لقطار الموت حيث التقى بالعديدمن ضحايا ذلك القطار ومن مرتكبي تلك الجريمةمن التنظيم العسكري والمدني لحزبالبعث، لقد قمعوا أنتفاضة حسن سريع بصورة دموية رغم أن المنتفضين لم يتعرضوا بالأذى لمن أحتجزوهممن الضباط والمراتب عند الأنتفاضة، كما أن السجناء لم يكن لهم علم بالانتفاضة أو الحركة كما يسميها البعض ولم يكونوامن المساهمين بها، لكن الخوفمن أن يستخدموا مستقبلا في ثورة أو أنقلاب ضد السلطة العارفية آنذاك هو ما دفعهم للانتقاممنهم. على اليسار مخلص بركات الرومي واليمين عبد الأمير عليوي يعدان وجبة الغداء في سجن رقم 1 سنة 1965م واليوم أذ نفتح هذه الصفحة لنعيد للأذهان انمنجزات الشعب يجب أن تصان وتحفظ حقوقهم، وعدم التهوينمن قدرة أعداء الشعبمن العودة بشتى الطرق الملتوية ويعتلوا دفة السلطةمن جديد وليمارسواجرائمهم بحق القوى الوطنية والديمقراطية ويتعاملوا بروح أنتقامية عندما تسنح لهم الفرصة.
كان مع الشهيد حسن سريع اثنان من اهالي عنكاوا كان حنود هم الرحوم جمعة شيشا وانور الملقب اوي
 المجد والخلود لشهداء شباد اسود من الشيوعين والقوي الوطني واشهداء مويدين لثورة ١٤ تموز الخالدة
  الخزي والعار لكل من قامو بالاشباط اسود الدموي

    حنا صليوا جرجيس  النمسا