المحرر موضوع: تضليل ألامة حلال أما تسريب المعلومة حرام !!  (زيارة 1295 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أوشانا نيسان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 322
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تضليل ألامة حلال أما تسريب المعلومة حرام !!


أوشــــانا نيســـان
يعتصرني الالم وأنا أدون تفاصيل هذا المقال ليس دفاعا عن شرف المهنة التي زاولتها بالامس وأزاولها اليوم بكل صدق وأمانة، بل بسبب الدرك التي ألت اليه الاوضاع الفكرية، السياسية، الاجتماعية، وحتى الكنسية لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. حيث المتّبع في العرف الصحفي يقضي، أن تعبر الصحافة تعبيرا صادقا عن مصالح الامة ومستقبل الشعوب، وان قدرة الصحفي أو حرص الناقد العضوي في تحريك الجمود الفكري أو السياسي المسيطر، لا يعطلهما هاجس الخوف من المنظرين التقليدين ولا التردد من التعليقات الصفراء التي تعود هذا العاطل عن العمل أو ذاك أن يسطرها في نهاية كل مقال. لآن الواضح أن الكتابات المنشورة وللاسف الشديد، باتت تعبرعن أجتهادات "شخصية" أو انفعالات "حزبية" غير مثقفة، لآن الثقافة أساسا تعني القدرة على التفكير وصياغة الرؤية المستقبلية للشعوب في سبيل تجديد روح الابداع السياسي والفكري وتوسيع أفاقهما قدر الامكان.
وبهدف اثبات مصداقية القول، زرت صفحة عنكاوا الغراء في الثامن من شهر شباط الجاري، فوجدت هموم كتابنا ونتاجاتهم تمحورت حول المزاجية، وأقل ما يقال عنها أنها مجرد صفحات طواها الماضي البعيد، باستثناء التبعية العمياء لشروحات بعض رموز الاحزاب والاجتهادات الفردية التي لا تنتمي الى منطق العقل والشرع وفي طليعتها:
- رغبة الاكثرية من كتابنا في تجاوز خطوط الحمر بهدف التعرض الى رموز الامة وقياداتها التقليدية وتحديدا قياداتنا الكنسية وفي طليعتهم كرسي غبطة بطريركنا الجليل مار لويس روفائيل الأول ساكو، رغم تحركات غبطته الملحوظة وزياراته الرعوية للاطمئنان على حياة وسلامة أبناء رعيته في عموم العراق في زمن تحولت فيه فكرة السفر والانتقال الى مجرد أمنية بسبب الظروف الامنية المعقدة.
هذه الزيارات الرعويّة الى جانب الحملة الاصلاحية التي اطلقها غبطة البطريرك ضد الفساد المالي والاداري ضمن مؤسسات الكنيسة، كانت بمثابة نقطة التحول في نهج العلمانين ونظرتهم الى الدين والمتدينين. ولاسيما بعد أجتماع الأساقفة الكلدان بسينودس في بغداد يوم السبت 7 شباط الجاري. حيث تطرق الاجتماع ولربما للمرة الاولى وعلى المستويين الكنسي والعلماني ليخرج ببيان يوحي إلى غدٍ مشرق ومسيرة جديدة بخطوات منظمة للعلمانيين من خلال الرابطة الكلدانية المزمع تأسيسها لاحقا.
- توظيف ظاهرة النوستالجيا في فهم الحاضر وتحليل أفاق المستقبل، وذلك من خلال اصرارأولئك المتأثرين بالفكر الماركسي - الاشتراكي من الرفاق القدماء فى التشبث بأوراق الماضي وعدم الانفكاك عن ملف نظام العراق القديم رغم تداعيات الملف ومخرجاته على وجود وحقوق الشعوب العراقية غير العربية.
حيث تعود العديد من الكتّاب العراقيين ان يتغنوا بالثورات والانقلابات العسكرية التي الّتفت على أجندة الديمقراطية والعدالة وأفرغتها عن محتواها الحقيقي ولم تجلب على العراق غير الكوارث والماسي منذ اليوم الاول لاحتلال كرسي الحكم ولغاية يومنا هذا.
هذا بقدر ما يتعلق الامر بكتاب الاكثريتين العربية والكردية أما ما يتعلق بطروحات معظم كتابنا فالامر لا يختلف كثيرا، بسبب التداعيات التاريخية للاحباط المسيطر على عقلية أبناء شعبنا وغياب الحلول الواقعية والشرعية لازمة نظام الحكم في العراق القديم. حيث بدلا من الاصرار على المضي قدما في نهج فصل الدين عن الاجندات السياسية المشبوهة، يبحث أحد كتابنا وفق سياق تاريخي مطّول عن ألاسباب التاريخية وراء مقاطعة رجالات الدين المسيحي وعدم اشراكهم ضمن لائحة القيادات السياسية تحت عنوان   " فشل إشراك بطاركة كنيسة المشرق في العمل السياسي".
 
- النقطة الاخرى والاهم باعتقادي، تتعلق بحرص معظم قياداتنا الحزبية وتحديدا الرموزالمتنفذة منها في حجب الحقائق المزنرة على صدر أجندة اجتماعاتهم وسجالاتهم خلف الابواب المغلقة بعيدا عن مسامع وانظارالشعب، لربما بسبب غياب مؤسسات الصحافة والاعلام الحقيقي لابناء شعبنا داخل الوطن وخارجه. بحيث بدأ يتسرب هذا "الوباء " شيئا فشيئا إلى أذهان الاكثرية من كتاب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وذلك بعد اصرارهم على تفضيل الهوية الحزبية الضيقة على هويتنا القومية الوطنية.

أما المعلومة التي يفترض بالصحفي المحترف أن يتسابق في كشفها ونشرها وفق معايير العرف الصحافي، لا تتعلق ومضمون المكالمات التلفونية التي تجري بانتظام بين السياسين داخل الوطن وكتابهم في دول المهجر، ولاسيما بعدما نجحت في رفع راية الهجرة المعاكسة لوحدي ولملمت أوراقي وحملت حقائبي وانتقلت الى داخل الوطن نهائيا. علما انه أصبح بأمكاني اليوم تسريب المزيد من المعلومات التي اعتبرها السياسي "المتنفذ" سرية للغاية ويعتاش عليها هو وطابوره من الكتاب في المهجر. في وقت  يفترض بمسألة تسريب  المعلومات أن تكون في غاية البساطة لسبب بسيط مفاده، ان ما يواجهه شعبنا الكلداني السرياني الاشوري من تحديات جسيمة في وجوده ومستقبل بقائه على أرض الاباء والاجداد، هي أكبر بكثير من سلبيات النشر أو التسريب كما يقال. 

ومن المنطلق هذا يمكن القول، ان نشر الصديق أنطوان الصنا مقاله المعنون" تسريبات الكاتب اوشانا نيسان من داخل اجتماع قيادة التجمع بغياب زوعا" على صدر صفحة عنكاوا الاليكترونية بتاريخ 7 شباط الجاري، لا يمكن اعتباره نوعا من الممنوعات، في وقت يعرف الصحفي المحترف وأشدد الصحفي المحترف، أن ظاهرة تسريب المعلومات "السرية" والمعروفة اعلاميا بالسبق الصحفي(SCOOP) هي ظاهرة متبعة في جميع البلدان الديمقراطية وعلى راسها صحافة زعيمة العالم الولايات المتحدة الامريكية منها، تسريبات "إدوارد جوزيف سنودن" خلال شهر يونيو 2013 والذي كان يعمل اساسا كمتعاقد تقني وعميل مع وكالة الأمن القومي الأمريكية.
عليه يفترض بالقارئ الكريم أن لا يستغرب كثيرا وهو يلاحظ ان جل التعليقات المذيلة للّرد الذي نشره الاخ أنطوان الصنا حول مقالي، دارت حول المفردات المتعلقة بنهج الحركة الديمقراطية الاشورية ولا نقد مضمون الطروحات التي نشرتها أنا أوالسيد أنطوان الصنا على حد سواء.