المحرر موضوع: نينوى والموصل المسيحية ـ الحلقة ال15  (زيارة 1941 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل josef1

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4780
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
   نينوى والموصل المسيحية   الحلقة ال  15

تكلمت في الحلقات الثلاثة الاولى عن نشوءمدينة الموصل بعد سقوط نينوى عام 612  ق.م وكيف توسع الحصن العبوري
(حصن عبرايا ) .وازدادالبناء فيها حتى اصبحت مدينة عرفت بعدة اسماء اخرها الموصل . وقد دخلت اليها المسيحية على ايدي الرسل الاولين ومنهم مار توما في رحلته التبشيرية الى الهند ، ثم تبعه التلميذين مار اداي وماري . وانتشرت المسيحية في نينوى والموصل كما انتشرت في بقية انحاء العراق قبل الفتح الاسلامي للمدينة  . وكان يسكن الموصل آنذاك اغلبية من المسيحيين وكذلك اليهود وعبدة الاوثان او النار وهم اليزيدية . كما تكلمت في الحلقتين الرابعة والخامسة عن الكنائس المندثرة وكذلك التي تحولت الى جوامع . كما تكلمت في الحلقات بعدها عن الفترات التي مرت بالموصل ومدن نينوى وما رافقها من حروب ومشاكل وصعوبات وكذلك الفترة الذهبية التي مرت بها المدينة خلال حكم الاتابكية وتطرقت الى بعض الحكام الذين حكموا الموصل ، وفي الحلقتين الاخيرتين كتبت بعض الشيئ عن مدينة الموصل ومدن وقصبات وقرى محافظة نينوى ، تطرقت فيها عن بعض معالم المدينة واسوارها وبواباتها ومرافقها الخدمية وجزء من الحالة الاجتماعية للمدينة ووضع المسيحيين فيها في فترات متعاقبة وساتكلم في هذه الحلقة والحلقات القادمة عن بعض أعلام الموصل من المسيحيين وكذلك عن عادات وتقاليد اهالي الموصل قديما وحديثا .
          إن آخر حقبة مرت بها الموصل قبل حصول العراق على الاستقلال بعد الحرب العالمية الاولى هي حكم الدولة العثمانية وبعد خسارتها للحرب باشتراكها مع المانيا وحلفائها ، دخلت بريطانيا المنتصرة الى العراق بعد معارك لصالحها
عدا مدينة الموصل حيث استولت عليها بعد الهدنة المعلنة بين المتحاربين حيث انتهت الحرب وبريطانيا جنوب الموصل ، وطالبت تركيا مجلس الامن انذاك بضمها اليها ، فعمل استفتاء حول مصير المدينة وانضمامها الى المملكة العراقية أم الى تركيا ، فجاء الاستفتاء الذي أجري لاهالي الموصل ومنهم صوت المسيحيين ورجال الدين ومنهم البطريرك يوسف عمانوئيل الثاني توما عام  1925  . وقد كتب حينها الشاعر الموصلي إسماعيل احمد فرج هذه الابيات لحنها الاستاذ حنا بطرس (ابو باسم ) والابيات تقول
      لست ياموصل إلا    دار عز وكرامة
     انت فردوس العراق  حبذا فيك الاقامة
    بلدي الموصل دومي  في امان وسلامة
    لن ينال الغير منك    قط من ظفر قلامة
وقد كرم الملك فيصل الاول الشاعر ب (100 )ربية والملحن بساعة ذهبية  .

وقد كتب كثيرون عن الموصل وتعايش اهلها ومنهم حديث الدكتورسيار الجميل وهو من اهالي الموصل ( لقد شهدت المدينة ولم تزل تعايشا اخويا رائعا قل نظيره بين نسيج سائر أطيافها السكانيه من عرب واكراد وتركمان وسريان وكلدان واثوريين وارمن . سنة وشيعة ويزيدية وشبك ويهود  ..... الخ .ويشهد على هذا الامر وجود عشرات الاديرة والكنائس والمزارات للمسيحيين والشبك واليزيدية وكل الاقليات . ومما يؤيد لنا قدم العرب في الموصل وبلاد الجزيرة ، ما ذكره صاحب التاريخ السعردي عند كلامه عن الحصن الغربي (الموصل) .قال  : كانت تسكنه منذ القدم قبائل عربية مثل : قبيلة تغلب وكان فيهم العدويون والحمدانيون والعقيليون فضلا عن قضاعة وثقيف وبنوشيبان ومعظم هذه القبائل كانت تدين بالنصرانية ) . والقول هذا للدكتور سيار مع العلم ان اهل الموصل سابقا كانوا يسمون بالجرامقة وهذا يدل على ان لغتهم كانت الارامية ايضا ، ولكن متى بدات اللغة الارامية تضعف لصالح العربية وهذا اكيد كان بعد الفتح الاسلامي للمدينة مع العلم ان مدن سهل نينوى لازالت لغتها المتداولةهي السورث التي يتكلمون بها .  وقد  قال الشاعر الموصلي اسماعيل احمد فرج ايضا بالتسامح بين اهالي الموصل فقال ـ               وعشنا وعاشت في الدهور بلادنا    جوامعنا في جنبهن الكنائس         
                                         وسوف يعيش الشعب في وحدة له    عمائمنا في جنبهن القلائس
وساتطرق في هذه الحلقة عن بعض اعلام الموصل وبالطبع يرتبط الموضوع ايضا بنينوى ، ففي التاريخ القديم والحديث ظهرت أعلام في الموصل على جميع المستويات السياسية والاجتماعية ، فظهر منهم علماء ومفكرين واطباء وكتاب ورجال اعمال ماهرين في مختلف المجالات وساذكر بعض المشهورين منهم وخاصة الذين ولدوا في مدينة الموصل ولا مجال لذكر الجميع ، لانهم يعدون بالمئات لا بالالاف خلال فترة نشوء المدينة والى الوقت الحاضر وسابدأ بالفترة القديمة للمدينة وتظهر اسماء الشخصيات بعد القرن الرابع والخامس الميلادي ومعظم الاسماء تاتي قبيل  الفتح الاسلامي للمدينة  . حيث كانت المسيحية قد انتشرت في العراق عامة والموصل خاصة وبعد ذلك بدأ التوسع للاسلام على حساب الاكثرية المسيحية  .
   
   
اعلام مدينة الموصل من رجال الدين
اقدم ما كتب عن اعلام مدينة الموصل هو مار ميخائيل الذي اسس ديره قرب الموصل في منتصف القرن الرابع الميلادي  وكذلك الشيخ متى في الربع الاخير من نفس القرن وديره يبعد عشرين ميلا شمال شرق الموصل ومن اساتذة هاتين المدرستين   عبد يشوع شهاري : المتوفي سنة 471 فكان استاذا فاضلا وشاعرا مجيدا وعالما قديرا ، وقد وضع قصائد جمع في أبياتها   حواشي اللغة ورقة الانسجام وجزالة اللفظ  ، ونشر القرداحي في كتابه الكنز الثمين نتفا منها     مذكور في تاريخ الموصل
        الاسقف يوحنا الاول: الملقب بيوحنا الشيخ  توفي عام 688 ترهب في دير الشيخ متي وعرف بالعلم والقداسة  .
       الجاثليق ابراهيم الثاني: ـ  توفي عام 853وهو من مرج الموصل وقد عرف بتواضعه وعفته وله كتابات عديدة .
      البطريرك ديونسيوس التلمحري: ـ وهو الذي دافع عن مسيحيي الموصل عندما اجتاح صاحب الموصل عام 830 الكنيسة الكبيرة للارثوذكس فيها . فتوجه البطريرك الى بغداد ورفع شكواه الى الخليفة المأمون وقال له ( ان الموصليين سلموا مدينتهم الى العرب طوعا )، فاحال الخليفة الأمر لكبير قضاته للبت فيه  .

     يوحنا الجرمقي : ـ تراس دير بيث عابي في ارض المرج وقام بشؤونه احسن قيام . وقد كتب فصولا علمية تهذيبية للطلبة الرهبان ، ومن انفس كتبه تاريخ كنسي في  اربعة مجلدات . عاش في القرن السابع الميلادي  .
     اسحق اسقف نينوى: ـ ولد في بداية القرن السابع الميلادي له مؤلفات كثيرة منها سبعة مجلدات في تدبير الروح
   والاسرار الالهية .
  تومى المرجي : ـ  ولدفي جربا احدى قرى مرج الموصل في اوائل القرن التاسع الميلادي ، وبعدما تمهر في كل فن من فنون الادب أتخذه الجاثليق ابراهيم الثاني كاتما لاسراره . ثم سقف على المرج سنة 837 فكان من اشد الناس تعلقا بدينه واسرعهم تفانيا لخير الانسانية واقواهم سعيا لاعلاء منار العلم ، فكتب والف وشاد مدارس ، وضع تاريخه (كتاب الرؤساء ) .توفي عام850 . وقد كتب عنه كثير من المؤرخين الشرقيين 
           المفريان اغناطيوس : ـ عمل هذا المفريان على افتداء الاسرى العرب عند ملك ايبرية ( جورجيا ) زمن حاكم الموصل جمال الدين عام 1162 فرفع شان المسيحيين بالمدينة عندما عاد الى الموصل مع سفير ايبري حيث كانت الرماح مثبتة فوق رماح الجنود الايبريون  .
          يوحنا الموصلي : ـ  قرا على يد أساتذة مار ميخائيل بالموصل ، نظم قصائد رائعة ، ومن اشهر كتبه ديوان الفضائل الحسنة ضمه الاشعار التقوية والابيات الاخلاقية ، توفي عام 1270 م   .
         القس خدر ابن المقدسي هرمز  : ـ وهو من المحركين النشطين للانضمام الى الكثلكة والوحدة مع روما حيث اعلن ايمانه الكاثوليكي مع شلة من رفاقه رسميا في  6 كانون الثاني عام 1719 . وقد طلب المهتدين الجدد ،تاسيس رسالة كبوشية في الموصل ، وفي نهاية اللقرن الثامن عشر كانت ابرشية الموصل الكلدانية باسرها كاثوليكية  .
               البطريرك ايليا الثالث عبو اليونان : ـ  (1879ـ 1894 )  اتسم بشخصية وديعة ومحبة ، فساد في عهده السلام في الكنيسة الكلدانية ، في زمنه انشأ الاباء الدومنيكان دير مار يوحنا الحبيب الكهنوتي بالموصل  .
         البطريرك يوسف اودو: ـ ولد في القوش عام 1793 ، انتخب بطريركاللكنيسة الكلدانية بعد وفاة البطريرك ايليا الثالث عشر وكان مقره الموصل وضم في عهده كثيرا من النساطرة الى الكنيسة الكلدانية وكان في زمنه كلدان ملبار الهند تابعة لكرسي بابل   . وكانت فترة رئاسته بين عام ( 1847 ـ 1878 )  .
         الكردينال أغناطيوس جبرائيل تبوني : ـ ولد في الموصل عام 1879 ارتقى الى الدرجة الكهنوتية في اكليركية الاباء الدومنيكان بالموصل ، رقاه البطريرك رحماني الى المقام الاسقفي عام 1921 وبطريركا عام 1929 ، وشح بالثوب الكردنيالي وهو اعلى امتياز بالكنيسة الكاثوليكية عام 1935، توفي في بيروت عام 1968  .
            البطريرك عبد يشوع الخامس خياط: ـ ( 1894 ـ 1899 )  لقد كان علامة وهبه الله ذكاء حادا ومقدرة فائقة ، فمنحه البابا لاون الثالث لقب كوكب الشرق . وفي عهده نشرت عدة كتب طقسية في مطبعة الاباء الدومينيكان بالموصل  .
          البطريرك اغناطيوس أفرام الاول برصوم : ـ ولد بالموصل عام 1887 درس في مدرسة الاباء الدومنيكان اتقن الفرنسية والعربية والتركية اضافة الى دراسته للعلوم العالية .رسم كاهنا عام 1908 ومطرانا عام 1918 وبطريركا عام 1933  اصدر مجلة المشرق  ولسان المشرق ونشر اكثر من  20 كتابا  توفي عام 1957   . 
         البطريرك اغناطيوس افرام الثاني رحماني :ـ ولد بالموصل سنة 1849  ، درس في مدرسة الدومنيكان ، ارسل الى روما للدراسة ورسم هناك كاهنا عام 1873 ، بعد ان حصل على الملفنة في الفلسفة واللاهوت ، وفي 1887 رقي الى مطران الرها واصبح بطريركا عام 1898 ، كان يتقن عشرة لغات ، وضع كتبا كثيرة ونشرها باللاتينية والسريانية اضافة الى العربية
          المطران سليمان الصائغ : ـ ولد بالموصل سنة 1886 اصبح كاهنا ومطرانا للكنيسة الكلدانية بالموصل ، له عدة مقالات بالمجلات ، اصدر مجلة النجم الموصلية ، اشتهر بكتابة تاريخ الموصل بثلاثة أجزاء . توفي في سنة 1961  .
          البطريرك يوسف عمانوئيل الثاني توما : ـ ( 1900  ـ  1947 )
درس في مدرسة اليسوعيين في لبنان ، وعمل بعد رسامته الكهنوتية مديرا لمعهد شمعون الصفا الكهنوتي بالموصل حتى رسامته الكهنوتية عام 1892 . وقد واجه اثناء رئاسته نكسة شديدة خلال الحرب العالمية الاولى ، بسبب اضطهاد الاتراك للمسيحيين ، حيث ازيلت أبرشيات سعرد وديار بكر  والجزيرة  ووان  ، كما ذبح بعض اساقفتها ، وهاجر القسم الاخر  . وهذا البطريرك عايش مرحلتين من الحكم العثماني والملكي العراقي حيث كان له نفوذ في الدولة والبرلمان  .

    ملاحظة : ـ هذه بعض اعلام مدينة الموصل بعد دخول المسيحية اليها وقد كانت اسماء هذه الاعلام من القرن الرابع الميلادي وبعده والى الحكم العراقي للموصل ، وساتطرق في الحلقة القادمة اعلام الموصل من غير رجال الدين  . وكذلك رجال الدين في بداية القرن العشرين والى الوقت الحاضر انشاء الله     . 
 
                                                                                                  يوسف  حودي