المحرر موضوع: " هل التسمية الآرامية هي خيار فردي أم ضرورة قومية للشعب السرياني؟"  (زيارة 4601 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل henri bedros kifa

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 653
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
" هل التسمية الآرامية هي خيار فردي أم ضرورة قومية للشعب السرياني؟"
هنري بدروس كيفا
لقد نشرت عدة أبحاث في مجلة آرام لها علاقة وثيقة بهويتنا السريانية .
البحث الأول هو حول الأخطاء التاريخية الموجودة في مقدمة المطران
أوجين منا في قاموسه الشهير .
المخجل هو أن بعض الإخوة السريان -الذين إنخدعوا بالفكر الأشوري
المزيف و إنتموا الى أحزاب تدعي الهوية الأشورية - لا يزالون يرددون
بعض ما ورد في هذه المقدمة التي كتبت في نهاية القرن التاسع عشر.
أتمنى من الإخوة السريان المهتمين الإطلاع على بحثي المتواضع
و مع إنه كتب منذ ٢٣ سنة فهو لا يزال مفيدا لأنه ينتقد و يصحح
عددا كبيرا من الطروحات الخاطئة التي وردت في هذه المقدمة .
السريان هم الآراميون أنفسهم و جميع مسيحيي الشرق يتحدرون من
السريان الآراميين . الإخوة السريان الضالون - دعاة الفكر الأشوري
المزيف -لا يريدون الإعتراف بأن التسمية الأشورية هي مزيفة لأنهم
سيشعرون بخيبة أمل كبيرة ! تاريخنا الأكاديمي سوف يعمق الإختلاف
بين السريان الأمينين لهوية الأجداد و بين السريان الذين ضيعوا شبابهم
و أمالهم من أجل سراب أشوري .
من الطبيعي أن يختلف السريان حول أمور عديدة تخصهم : مثلا
هل يجب - لأننا مسيحيين - أن نسامح تركيا عن حرب الإبادة التي
تعرض لها أجدادنا ؟ أو ما هو الأهم الإنتماء القومي السرياني أم الإنتماء
الوطني الى دولة ما ؟ ... و لكن إختلاف السريان حول هوية أجدادهم
هو أمر غير مقبول و لهذا السبب نحن نؤكد أن هويتنا التاريخية هي
آرامية و من يدعي أن السريان يتحدرون من شعوب أخرى فهو سرياني
ضال و مضلل لإخوته .
http://www.aramaic-dem.org/Henri_Kifa/Yaqub-Augin-Manna/Ar.htm


غير متصل Eddie Beth Benyamin

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1627
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ henri bedros kifa

بداية ... ليكن ردك اكاديمي وبصورة محترمة بعيدا عن التسميات " ضال , مزيف , حاقد ...الخ" ...شكرا
نعم قبل خمسة وعشرين عاما من يومنا هذا نشرت مقالة عن الاخطاء التاريخية , حسب بحثك , الموجودة في مقدمة قاموس المطران مار يعقوب اوجين منا ... فما الغاية من نشرها ثانية وهل وجدت اذن صاغية لمجهودك الممل انذاك ؟

عندي في مكتبتي نسخة من قاموس المطران مار يعقوب اوجين منا  ...
بما انك وجدت  , حسب بحثك , اخطاء تاريخية في قاموس المطران مار يعقوب اوجين منا ...ممكن حضرتك تجمع القواميس التي نشرت في العالم اجمعها وتحرقها ... لا تنسى باني سوف احفظ هذا القاموس في مكتبتي واسم ( ܣܘ݂ܪܵܝܵܐ - سورايا ) يعني سرياني ارامي نصراني باختصار ( ܐܲܣܘ݂ܪܵܝܵܐ "آسورايا او ܐܵܬܘܿܪܵܝܵܐ آثورايا) سيبقى في هذا القاموس وانت يا استاذنا henri bedros kifa قوميتك آثورايا ...رجاءا راجع الرابط الاول في المستطيل ...

ايضا عندي نسخة من قاموس حسن بن بهلول ( القرن العاشر ) كما في الصورة الوسطى لا توجد معنى لكلمة آثورايا ( ܐܬܘܪܝܐ ) .... رجاءا راجع ما كتبته في اخر صفحة من بحثك في رابط مقالتك كما في الصورة الثالثة ... ممكن تنسخ لنا صورة الصفحة التي نجد فيها كلمة ( آثوري = عدو ) وهل حقا كتبها بالسريانية الغربية كما كتبتها لنا ؟


تقبل تحياتي وشكرا
ادي بيث بنيامين

غير متصل bet nahrenaya

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 500
    • مشاهدة الملف الشخصي
سيد هنري بدروس كيفا،

انت تقول " دعاة الفكر الأشوري المزيف -لا يريدون الإعتراف بأن التسمية الأشورية هي مزيفة لأنهم سيشعرون بخيبة أمل كبيرة ! تاريخنا الأكاديمي سوف يعمق الإختلاف بين السريان الأمينين لهوية الأجداد و بين السريان الذين ضيعوا شبابهم و أمالهم من أجل سراب أشوري"

اي انك قررت وتاكدت بان الاشوريين يعرفون جيدا بانهم على وهم وان اشوريتهم مزيفه (وانا احدهم) ولكننا مصريين على هذه الكذبه ومستعدين حتى على التضحيه بارواحنا من اجلها؟ بالله عليك، اين المنطق في كلامك هذا؟ وهل انت مستعد ان تضحي بنفسك من اجل اراميتك التي تؤمن بانها حقيقه؟ على الاقل معظم الاشوريين لا ينكرون ارامية اخوتنا سكان معلولا وصافيتا وصيدنايا وبعض البلدات والقرى الحمصيه والحلبيه واللاذقيه الاخرى، فلماذا لا تذهب هناك لترى كيف سيستقبلوك، فقد تصبح فيلسوفهم او ربما ستكون ملكا عليهم!


قرات بحثك بعجاله ، وتوقفت عن القراءه عندما ذكرت بان السريان هم الاراميون بني ارام ابن سام،
فبحسب تحليلك واستنتاجك هذا، هل ممكن ان توضح لنا لماذا بقي نسل ارام حتى يومنا هذا بينما انقرض نسل اخوته الاخرين كالاشوريين؟
وان كان الاراميون من ارام ابن سام بهذه البساطه، لماذا لا يكون الاشوريون القدماء ايضا من اشور ابن سام وبنفس البساطة؟ ام ان المساله تفصيل واختيار حسب المزاج؟

هل ممكن أن تشرح لنا بالتفصيل وليس بالتضليل، ماذا سنستفيد لو تبنينا الاراميه كتسميه شامله لنا؟ اليست العربيه في هذه الحاله أفضل وأسلم؟؟

يبدو ان قصص جدتك ووالدتك (عليهما الرحمه ولهما طول العمر ان كن احياء) التراثية حول شميرام وارام لا زالت مؤثره فيك.

وشكرا

غير متصل henri bedros kifa

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 653
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
السيد المحترم bet nahrenaya
أرجو أن تخرج من أوهامك الأشورية المزيفة فأنت سرياني مثلي و لكنك
تردد بإنك أشوري بدون أي تحقيق .
حتى إسمك المستعار bet nahrenaya لا تعرف بأنه اسم تاريخي يشير
الى الجزيرة السورية التي كانت نهريما و في ايام الآراميين سميت بيت
نهرين !
إنني لا افهم كيف إنسان متطفل على التاريخ مثلك يسمح لنفسه أن
يقدم لي " تصحيحات " حسب إيديولوجيته الأشورية المزيفة .
أخيرا إنني لم أكتب "  بان الاشوريين يعرفون جيدا بانهم على وهم "
و لكن "  دعاة الفكر الأشوري المزيف -لا يريدون الإعتراف بأن التسمية الأشورية هي مزيفة لأنهم سيشعرون بخيبة أمل كبيرة !"
هنالك فرق كبير في التعبير ! أنت سرياني لا تملك أية شجاعة أدبية
و لن تقوم بأي تضحية من أجل أشوريتك المزيفة !

غير متصل آشور بيت شليمون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 842
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
وهنا لقد سئمت من الرد عليك كونك أكبر أنسان مزيف هنا، للبرهان على ذلك خذ الكلام من غيري مشكورا ألا وهو الكاتب والفنان الكبير صبري يوسف !

آشور بيث شليمون
________________________







الكاتب و الشاعر  الأخ صبري يوسف يرد على إجابات هنري بيدروس كيفا!
 
ما كان بودّي أن أردَّ على إجاباتكَ على تساؤلاتي، لأنني لم أجد في ثناياها ما يحرِّضني على الردِّ، حيث جاءت مكررة وغير مقنعة، ومع هذا أردُّ على تحاليلك من منطلق أن يكوِّن المتابع والمهتم فكرة شاملة على وجهات نظرك وردودك على الأسئلة التي طرحتها عليك، ولكي يطلع على وجهات نظري وردودي أيضاً، وأترك النقاش والحوار مفتوحاً للقارئ والمتابع والمهتم والباحث المتخصص من كافة شرائح شعبنا بكافة تسمياته، كي يقدِّموا وجهات نظرهم أيضاً، لعلَّ وعسى يكون حواري معك وإجاباتك وردودي عليكَ واحة مفيدة ومثمرة ومحرّضة على الحوار البنَّاء بين كافة الأطراف، آملاً أن نصل إلى الأهداف المرجوَّة بما فيه مصلحة وخير شعبنا بكل أطيافه وتسمياته.
 
الأستاذ هنري بيدروس كيفا
أي تزوير تتحدَّث عنه يا عزيزي الباحث، هل عندما تعتبر الآشوريين بحكم المنقرضين هو تاريخ علمي وأكاديمي، هل هذا بنظرك وبحسب حيثيات دراساتكَ وبحوثك تاريخ غير قابل للردِّ عليه أو الطعن به، ومَن منّا يزوّر التاريخ أنا أم أنتَ؟!
من خلال الجملة الأولى أراك تقع في تناقض يا أستاذ هنري، حيث تقول: " لا أحد يحق له إلغاء الشعوب الأخرى"، وأنتَ تلغي وجود الآشوريين، وتعتبرهم بحكم المنقرضين تارةً والذائبين في السريان الآراميين تارةً أخرى، فهل برأيك هذا الردّ مستند على التاريخ القويم والبحث السليم؟!
لم أتهجّم على د. أسعد صوما، بل سألته سؤالاً يتعلَّق بمعنى كلمة آشوري كما وردت في قاموس حسن بن بهلول، وأكَّد لي تبنِّيه لما ورد في القاموس قائلاً، إنَّ كلمة آشوري تعني عدو، فقلت له هذا التصريح يدعو إلى إلإنقسام والانشقاق، وما أزال مسؤول عن كلامي، وأعتبر كل من يعتبر "الآثوري/الآشوري عدو هو عدو وعدو لدود للآراميين أولاً ثم للآشوريين والآثوريين ثانياً"، لأن هكذا طرح يدعو إلى المزيد من المشاكل والتباعد والخلاف في الوقت الذي نحن بحاجة إلى التلاحم والتواصل والتقارب وخلق علاقة سويّة وتقبُّل الآخر رغم اختلاف وجهات النظر فيما يفكر كل طرف!
 
أية شهرة أبحث عنها وتتحدَّث عنها يا عزيزي الباحث، هل سأحقِّق شهرة ما من خلال طرح بعض الأسئلة على د. أسعد صوما، أو عليك، ما هذه الشهرة التي سأحققها من خلالك ومن خلال د. صوما؟ وهل تعتبر نفسك مع د. أسعد من أرباب علم التاريخ، ما هذا الغرور؟ دع الآخرين يتحدَّثون عنكم وعن بحوثكم لا أن تتحدث عن نفسك، وأجب عن أسئلتي بدقة ولا تتهرَّب منها، وتوقَّفْ عند حدود السؤال ولا تخرج عن جوهر السؤال وتقحم نفسك في مسارات أخرى، وما علاقتك بالرسالة المفتوحة التي وجهتها للرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما، وما شأنك أنت لو ردَّ عليها أو لم يرد، ثم أنني كتبت مقالا بصيغة رسالة مفتوحة تتضمن الكثير من التساؤلات ووجهات نظر أحببت أن أطرحها على الرئيس الأمريكي الجديد، ولستُ بصدد انتظار جواب منه، وكلّ ما كان يهمني هو أن أقول كلمتي وأقدِّم له وللقارئ رأيي وبعض وجهات نظري حول السياسة الأمريكية ومواقف الرؤساء الأمريكيين السابقين واللاحقين، فلماذا تقحم نفسك فيما لا يعنيك؟!
 
كن لبقاً ومؤدّباً في آداب الحوار عندما تحاور وتتحاور مع الآخرين، ولا تقُلْ بوق آرامي أخرس، ولا تطرح نفسك وصيّاً على الأدباء والشعراء والفنانين والمثقفين على مختلف تخصصاتهم ولا تطلق عليهم صفة التطفل عندما يطرحون أسئلتهم عليك وعلى غيرك بكلِّ لباقة وإحترام، ولا تقلق يا أستاذ، لقد قرأتُ مقالك أثناء نشره ولم أرد عليكَ آنذاك لأنني لم أجد في المقال ما يستحق الرد عليه، وقد آن الآوان أن أردَّ عليكَ الآن وعلى ردودك على تساؤلاتي.
 
اندهشتُ عندما قرأتُ أوَّل جملة من ردِّكَ على أسئلتي، قائلاً: " ليس مهمّاً أن تزور عرين الأسد، المهم أن تخرج حيّاً"، هل تطرح نفسك أسداً ولكَ عرين غير قابل للاقتراب منه؟! إني يا أستاذ لا أجد أمامي عريناً ولا أسداً، وها أنذا حي أُرْزَق، أردُّ على منازلاتكَ الطريفة، هل تعتقد أنَّ مَن يدرس التاريخ سيصبح أسداً وسيصبح سيَّد الغابة والغابات، ثم أنني لا أطرح عليكَ أسئلة لأخيفك ولا أنتظر منكَ ردَّاً مخيفاً، لأني أطرح عليك أسئلة بكلّ جدِّية وموضوعية كي تجيب عنها وتوضح للقراء والمتابعين وجهات نظرك فلا تخرج عن سياق السؤال؟!
 
مَن هو وديع هذا الذي توجّه إليه أسفك، هل تقصدني أم تقصد شخص آخر، أم تقصدني ونسيت اسمي لانغماسك في بحوثكَ ودقّة إجاباتكَ!! أنتَ تؤكّد لنا يا أستاذ هنري من خلال اجابتك بأنك من أم أرمنية ومن أب سرياني آرامي، إذاً أنتَ من جذور حضارية هجينة، نصفكَ أرمني ونصفكَ الآخر سرياني آرامي، ومع هذا تعتبر نفسك أرامياً محضاً، ومهما كان ولاءك للسريان الآراميين قوياً، يبقى نصفك من جذور سريانية آرامية ونصفكَ الآخر من جذور أرمنية، فأنتَ والحالة هذه لستَ سريانياً أرامياً خالصاً من حيث الجذر التاريخي، مع عميق احترامي للعرق الأرمني الذي يجري في عروقك، بينما أنا من أم سريانية آرامية ومن أب سرياني آرامي، فأنا سرياني آرامي محض، ومع هذا لا تعترف بسريانيتي وآراميتي من حيث الجذر التاريخي الحقيقي، وليس مهما أن أتبنى وجهات نظرك في كل ما تذهب إليه كي أصبح سريانياً آرامياً، لأنني أتحدث هنا عن الانتماء والجذور التاريخية لكل منا ولشعبنا بكل تسمياته الذي نحن بصدده الآن.
 
من قال لكَ يا أستاذ كيفا أن الفكر الآشوري حديث جداً بين السريان، ومَن قال لكَ أن الشعب الآشوري القديم انصهر ضمن أجدادنا الآراميين منذ مئات السنين قبل الميلاد، وهل لديك براهين وبحوث تاريخية ومصادر ووثائق واكتشافات الدِّي إنْ DN التي تثبت انصهار الشعب الآشوري مع الآراميين؟؟؟ ردُّك هذا يفتقر للموضوعية وهو كلام إنشائي وليس له أي علاقة بالبحث العلمي والتاريخي الدقيق.
ما قصّتكَ مع التاريخ الأكاديمي، وكيف تقصَّيتَ بأن المدافعين عن الفكر الآشوري لا يعتمدون على التاريخ الأكاديمي، هل تظن أنك ومن يحذو حذوك فقط تعتمدون على التاريخ الأكاديمي السديد؟! وما هذا التناقض عندما تقول يرفع الآشوريون شعار الوحدة ولكنهم يقسمون ويضعفون أمتنا الآرامية، كيف سيقسِّمون الأمة الآرامية طالما دعواتهم تصب في الوحدة ؟!
 
لا أسألكَ بهدف إحراجكَ، بل بهدف توضيح وجهات نظرك وأفكارك حول الكثير ممَّا تطرحه ويؤدِّي إلى خلخلة العلاقة بين شعبنا، وأعود مؤكِّداً على تساؤلي: "ما علاقتكَ فعلاً في اعتقاد ومبادئ الآخرين؟"، نعم هوية الشعوب لا تبنى على اعتقاد ومبادئ سياسية حديثة، ولكن الآشوريون لهم هويتهم الآشورية منذ مئات السنين قبل الميلاد وبعده، وقدموا جنبا إلى جنب مع الكلدان والسريان للبشرية حضارة ما لم تقدمها أية حضارة أخرى خلال تلك الفترة الزمنيّة، والهوية الآشورية ليست حديثة العهد ولا حديثة الطرح ولا هي مزيفة كما تزعم، هي هوية أصيلة وذات جذر ومنبع تاريخي أصيل، شأنها شأن الهوية السريانية الآرامية، وأنا ضد أن يعتبر الآشوريون أن كل السريان من جذور وأصول آشورية، ولا أحد يستطيع أن ينفي التمازج والتزاوج الذي حصل فيما بينهم عبر تاريخم الطويل، ولكن في المحصلة النهائية هناك شعب آشوري وما يزال وهناك شعب سرياني آرامي وشعب كلداني وما يزال، وكل هذه التسميات تصب في شعب واحد متعدِّد المشارب، قد يتفق أو يختلف عنها المؤرخون والباحثون ، وفي هذا السياق علينا جميعاً أن نتوقّف عند التسميات التي أدَّت مراراً وما تزال تؤدي إلى خلافات وانشقاقات غائرة في الصميم، لهذا لا بدَّ أن نجد حلولا لها لرأب الصدع الذي يعترينا في الوقت الحالي، بدلاً أن نجترَّ الماضي والتاريخ بشكل لا يتوافق ولا يليق بماضينا ولا بحاضرنا، فأنا لستُ مع الفكر والطرح الآشوري الذي يقول أن السريان هم أشوريون ولا مع الطرح السرياني الآرامي الذي يقول أن الآشوريين الحاليين هم سريان آراميون، انا مع إيجاد حل لهذه المعضلة العسيرة ولهذه الخلافات التسموية، وإن لم نعالج هذه الخلافات التسموية ستضحك علينا الأجيال القادمة، وسيضحك علينا أبناء بني جلدتنا وأبناء بني غير جلدتنا في الشرق والغرب، ونحن أبناء اليوم، علينا أن نعالج مشاكلنا التسموية بما يناسب اليوم وحضارة اليوم وليس بما يناسب الماضي وخلافاته ونزاعاته وصراعاته، أنظر إلى أوربا، ألم تمرّ في حربين عالميتين، وفي فترة قصيرة لملمَتْ جراحاتها وتجاوزت خلافاتها وصراعاتها ووحَّدت نفسها رغم اختلاف أممها وقومياتها ولغاتها ثم وحَّدت اقتصادها وها هي واقفة في وجه أقوى القوى في العالم وهي ما تزال تخطط للمزيد من القوة والتحضر والمنافسة للوصول إلى حالة أفضل وأرقى ممّا هي عليه، وأما نحن أقصد أنتم فما تزالوا تجترّون الماضي والتاريخ وتقولوا أن أصل الآشوريين هو سرياني آرامي، طيب ما الفائدة من طروحاتكم طالما الطرف الآخر لا يتبناها بل ينبذها ويقف ضدَّها فيزداد حدّة الصراع والخلاف ويصل إلى أقصاه، لهذا علينا أن نطرح طروحات تناسب كل الأطراف ونضع برامج جديدة تناسب واقع الحال حالنا وننهض مجتمعين بطريقة تلائم واقع العصر الحالي وتناسب عراقة حضارتنا، لا أن نقف ونبكي على الأطلال!
 
لم يطلب أحدٌ منكَ أن تزوِّرَ تاريخ أجدادك، لكنكَ أنتَ تريد أن تمسح تاريخ الآشوريين وبجرة قلم تريد تحويلهم إلى سريان آراميين، وخلافي معك ومع مَن يناصر أفكارك المتشدِّدة هو أنك لا تقبل الحوار مع الآخر، كيف ستصل إلى نتائج مثمرة طالما لا تحاور الآخر المختلف معه، نحن يا سيد كيفا في عصر الحوار والتواصل مع الآخر كائنا من كان هذا الآخر، حتى ولو كان من ألد أعدائنا فكيف لو كان من بني جلدتنا، وإذا لم تكن قادراً على محاورة الآشوري والكلداني، كيف ستحاور الكردي والعربي والفارسي والتركي والغربي؟ لماذا لا تطالب بحقك المهدور من الذين ارتكبوا المجازر والإبادات بحق شعبنا من قبل الجانب التركي وغيره، وتتوقف عند بني شعبك وجلدتكَ وأقوى حليف لكَ وتعتبره عدواً بالمفهموم اللغوى والمفهوم التاريخي، أنني أرى أنكم تحملون آراءً هدّامة وضيّقة الأفق وتقود شعبنا السرياني الآرامي إلى المزيد من التفرقة والضعف والتفكك، في الوقت الذي نحتاج إلى لملمة جراحنا وصفِّنا وخلق كلمة موحدة نستطيع من خلالها أن نقول للآخرين نحن هنا! لا أن نظل نحوم ونجتر الماضي وننسى الحاضر فلا نجد أي مستقبل ينتظر أجيالنا القادمة.
من هذا المنظور أرى من الضروري إعادة النظر في وجهات نظركم ومحاولة فتح باب الحوار مع الآشوري والكلداني وإيجاد حلول لمشكلة التسميات، فأنا لست ضد السرياني الآرامي ولا ضدّ الآشوري ولا ضدّ الكلداني ولكن على كافة الأطراف الاتفاق على تسمية تشمل جميعنا حتى ولو وقعَ الاختيار على الاسم السرياني الآرامي، شريطة أن يكون بموافقة كافة الأطراف، لا أن يظل كل طرف يجر اللحاف صوبه ويعتبر نفسه هو الصائب رقم واحد، إلى أن ينقطع اللحاف ونبقى مكشوفين تحت العراء ، ينتظرنا زمهرير أهوج لا يعرف سواء السبيل إلى برِّ الأمان! وبرّ الأمان هو العقل يا أستاذ، نحن نحتاج أن نحكِّم عقولنا لا عواطفنا وتسمياتنا التي خرّبت بيت بيتنا!!! فإذا كان اسمي صبري: يسبب لي خراباً ودماراً لي ولأبي وأمي وأخي وأختي وجاري وصديقي وتاريخي وحاضري ومستقبلي، سأغيِّر اسمي إلى: سلام، إلى عادل، إلى حبيب، إلى أمين، تأكيداً على نزوعي نحو السلام والعدالة والمحبة والأمانة، فأنا قادر على صناعة اسم جديد، ونحن نحتاج لرعاية شعبنا ورعاية الإنسان، ولا نحتاج أن ننطح بعضنا بعضاً أو ننطح في الصخر، مركزين على التاريخ والماضي ومعمقين هوة الخلافات بين التسميات، كفانا توغُّلاً في المتاهات.
 
أخي الكريم، ما فائدة كل أبحاثك ودراساتك وتحاليلك، طالما تؤدّي إلى نتائج غير محمودة، بل تؤدّي إلى مزيدٍ من التنافر والتنابذ بين شعبنا، نحن لا نحتاج إلى بحوث ودراسات تاريخية وأكاديمية، كي نثبت للعالم مَن نحن وما هي جذورنا التاريخية، نحن معروفون لدى القاصي والداني، والآخر معروف مثلنا أيضاً، وتساؤلاتي إليك لا تتمحور على نفي سريانيتك وآراميتك، ولا تهدف إلى الغاء التاريخ السرياني الآرامي، كل ما أتوخّاه من حواري معك ومع مَن يطرح طرحكَ هو أن تكفّوا عن معاداة التسمية الآشورية، والبحث عن مخارج موضوعية لحل مشكلة التسمية، أيا كانت هذه التسمية، وأؤكّد لكَ ولغيرك وللجميع، انني ضد أية رؤية انشقاقية اقصائية لأي طرف، فلا أوافق نهائياً أي حزب أو تجمع آشوري آو أثوري يلغي وجود السريان الآراميين، أو الوجود الكلداني. أنا بصدد أن نقف جميعاً صفاً واحداً لحل هذه الأزمة المرعبة والخطيرة في التسميات، لأنها تحطم مستقبلنا جميعاً ، فلا يوجد أي طرف منتصر في هذا الصراع حول الإسم ، فأنا أحترم كل التسميات عندما تتحاور وتتوائم مع بعضها بعضاً ، وضد كل التسميات عندما تقودنا إلى الصراعات والخلافات اللاطائل منها! فهمنا أنك سرياني آرامي وهو آشوري أو آثوري، وآخر كلداني، فهمنا وشبعنا فهماً، أنت وهو وهم والجميع في موقع أن تتحاوروا رغم كل الصعوبات، كي نستطيع بعدئذٍ أن نتفق على تسمية معينة شاملة تضم كافة أطياف شعبنا، ولا مفرّ من الحوار ثم الحوار ثمّ الحوار، لأننا بالحوار البناء والفاعل ممكن أن نصل إلى أهدافنا المنشودة!
 
مَن قال لكَ أنني لم أطلع على مقالاتكَ التي كتبتها في هذا الخصوص، هل تعلم بالغيب، هل تقرأ أفكاري؟ عزيزي الباحث، قرأت كل مقالاتكَ التي كتبتها بهذا الخصوص حتى تاريخ هذه اللحظة ولم تقنعي بأنكَ تسير على طريق هادف، ولو لم أقرأها لما طرحت عليك أسئلتي، وهدفي من محاورتك هو إيقاظكم من غفوتكم وكبوتكم، لأنكم تسيرون في طريق مسدود ، ولا فائدة مرجوّة من نهجكم لأي طرف من الأطراف، ونحن في هذه الفترة العصيبة من حياتنا علينا أن نركّز على الحوار مع بعضنا بعضاً وعلى محاورة من يحيط بنا ونحاور المتفقين والمختلفين معنا كي نعالج خلافنا واختلافنا وكي نحقق أهدافنا من خلال محاورة الآخر وإلا فمن المستحيل أن نحقق أي طموح عندما ينغلق كل طرف على ذاته، والمعادلة التطورية لا تكتمل إلا بالحوار مع الآخر.
 
كيف انصهرت بقايا الآشوريين ضمن أمتنا السريانية الآرامية، هل أنتَ متخصص بعلم الجينات الوراثية، وهل أجريت فحوصات بالدي إن DN وتأكّدت بأن الآشوريين انصهروا في السريان؟ يا عزيزي هذا كلام إنشائي وضعيف وغير قابل أن تبني نظرياتكَ عليه، هذا كلام يفتقر للمنطق، وحتى لو إنصهروا بالسريان فلهم دماء تجري في دمائنا ولِمَ لا تقول من خلال انصهارهم فينا أننا انصهرنا نحن فيهم أيضاً، ولِمَ لا تقول أننا شعب واحد وانصهرنا مع بعضنا ولا بد من إيجاد حل لهذا الانصهار بشكل إيجابي؟ لا أنْ تلغي وجودهم، أنتَ وفئة قليلة جداً من السريان يطرحون طرحك، وهناك فئة قليلة من الآشوريين يطرحون طرحاً مضاداً لطرحكم فلا أنتم ولا الفئة الآشورية المضادة لكم على صواب، فهناك الأغلبية الساحقة من السريان الآراميين يرغبون في إيجاد حل لهذه المشاكل التسموية وكذلك يوجد نسبة كبيرة من الآشوريين ينزعون نحو حل لهذه المشكلة، لهذا يجب أن ينبثق رؤية جديدة انفتاحية حضارية تضع حداً لكل هذه الخلافات كي نلتفت إلى بناء ذاتنا وهويتنا وشخصيتنا وإعادة مجد حضارتنا التي أصبحت متناثرة في متاحف لندن والغرب وأصبح واقع الحال حالنا مجصصاً مثل تماثيلنا، نحن نحتاج إلى المرونة والحكمة والعقل والحوار، علينا أن نفهم أنه مطلوب منا نحن أن نحل مشاكلنا وليس من الغرب أو من المحيطين بنا، وتأكد تماماً أن هكذا خلافات وصراعات في التسميات ستجعلنا متقهقرين قروناً أخرى ونصبح لقمة سائغة لمن يحيط بنا، والمفلق في الأمر أننا كنا أصحاب أول حضارة على وجه الدنيا والآن نسير مترنحين في ذيل الحضارة، فإلى متى سنسير مترنحين يا عزيزي، بدون أن يكون لدينا برنامج ومنهج ورؤية انفراجية مفتوحة على مسارات شعبنا بكل تسمياته وعلى مسار الكون؟!
 
أستاذ هنري، أسألك أسئلة فتتهرب منها وتطلق كلاماً لا ينم أنكَ تملك مقومات الباحث، ويبدو أنك لا تملك القدرة على التحليل والتفنيد والاقناع، ولا تستطيع الدفاع عن أرائك، فتلجأ إلى الكلام الإنشائي الهشّ، أنا في موقع الكاتب الصحافي، أحاورك، وعليك أن تتوقف عند حدود السؤال وتلتزم بأداب الحوار والاقناع، ألا ترى أنكم عندما تتبنون كلام وتفسير حسن بن بهلول في تفسير كلمة آشوري بمعنى عدو هو نوع من العداء للآشوريين، ثمَّ أن كلمة آشوري أو آثوري لا تعني عدو من الناحية اللغوية، وإن كان الآشوريون عبر مرحلة معينة على عداء وصراع مع السريان أو غيرهم فهذا لا يعني ديمومة المعنى العدائي للكملة، وما هو عدوٌ لكَ ممكن أن يكون صديقاً لغيرك، وعدو الأمس بلغة السياسة والأقتصاد هو صديق اليوم، فلا عداء دائم ولا سياسة دائمة ولا حقيقة مطلقة في الكون فكل شيء قابل للتطوير والتغيير، ولا يجوز أن تتمسكوا بهذا الأمر وكأنه آية في الكتاب المقدس ومنزلة من السماء، ناهيك عن انها تبعث النفور والاستفزاز وتخلق نوعاً من الصراع والتحدي لأهم طرف يخص شعبنا، فلماذا تعتبر طرحي كلاما فارغاً في الوقت الذي تطرح حضرتك رؤى عدائية للآشوريين، لماذا لا تفسر كلمة آشور وآشوري بمعنى حضارة وحضاري وتاريخ عريق.؟!
أراك تتهرَّبُ من بعض أسئلتي وتعتبرها كلاماً فارغاً، تاركاً الإجابة عن السؤال بعيداً، هل برأيك لمجرد أن تعتبر كلامي فارغاً سيصبح فارغاً، عزيزي لماذا يضيق صدركَ أمام سؤالي، أسألك سؤالا واضحاً ومحدداً وجوهرياً، فلمَ لا تجيب على السؤال وتتوقف عن الكلام الانشائي الفارغ من أي مضمون ؟!فمن جهتي أعرف هوية أجدادي وهوية غيري من أي نبعٍ ينبعون ويصبون بطريقة أو بأخرى في معالم حضارتي وشعبي وكينونتي !
أجل، أنا أعتبر "بهلول وكل من يعتمد على بهلوليته هو عدو للآراميين والسريان والآشوريين والكلدان"، وهذا سؤال وجيه وهام، بينما ردُّك كلام انشائي غير مقنع، وطرحي موضوعي ومنطقي، وما هي البراهين العلمية التي قدمها د. أسعد صوما التي تؤكّد أن مسيحيي الشرق ينتمون إلى الشعب الآرامي، هل تستعرض نكتة، الأرمن هم من مسيحيي الشرق، هل الأرمن ينتمون إلى الشعب الآرامي، هل أقباط مصر ينتمون إلى الشعب الآرامي وهل وهل؟ يا عزيزي ما هذه البحوث والدراسات التي قدَّمها د. أسعد وتبرهن على أن مسيحيي الشرق من أصول سريانية آرامية، عجيب وغريب ردَّك وتحليلك والأغرب من هذا أن تنسب هذا التحليل إلى د. أسعد صوما! أنا أعرفه جيداً ولا يمكن أن يصرح أو يزعم هكذا مزاعم واهية؟!! فكيف استقيت هذه المعلومة وحبذا لو تذكر لنا المصدر الذي تنسبه للدكتور أسعد؟ لقد قدمتَ لنا معلومة جديدة طازجة، وقد اِزددنا معرفةً، ومنكم نستفيد!!
 
هل تظن أن هؤلاء السريان الذين رفعوا الأعلام السريانية يتبنون آراءك ويؤيِّدونك في كل ما تذهب إليه، هؤلاء السريان يؤمنون بوجود أخوة لهم هم الاخوة الآشوريون، ولم تجد بين هؤلاء إلا نسبة قليلة ممن يوافقونك على أن الأشوريين انقرضوا وذابوا في السريان، فلا تعلق آمالاً على تلك المظاهرة على انها من مناصريك فيما أنتَ ذاهب إليه، فأنا نفسي أخرج وأسير في هكذا مظاهرات وأحمل ذلك العلم، فهل يعني أنني معك في كل ما تطرحه من أفكار وتحاليل؟!
تحليلاتي يا عزيزي الباحث ليست خيالية، تحليلاتي ناجمة عن تصريحاتك الاستفزازية للشعب الآشوري ولكل مَن يناصر الشعب الآشوري والكلداني، نعم أنتَ تضر الفكر السرياني الآرامي عندما تدعو إلى معاداة الوجود الآشوري واعتباره غير آشوري، هذا اسمه تطاول على شعب له حضارة، وأنتَ ومَن يطرح طرحك في موقع تقديم الاعتذار للآشوريين والآراميين والكلدان، لأن طروحاتكم استفزازية واقصائية وعدائية ولا تحمل أية مصداقية تاريخية في مسألة ذوبان الآشوريين وانصهارهم في السريان الآراميين، وتحليلكم هذا هو رؤية طوباوية خيالية لا تمت للتاريخ والواقع بصلة.
أنا لم أنطلق من أفكاري بقدر ما انطلقت من تحاليلكم ورؤاكم الغارقة في زرع الانقسام والشرذمة بين صفوف شعبنا، ولو لم أجدكَ مختصاً على حدِّ قولكَ في تاريخ السريان لما وجهت أسئلتي إليك، ولكنك لا تجيب عنها، تهرب منها، بذرائع ضعيفة وليس لها أية علاقة في تفنيد الإجابة، وما قصتكَ تتوقف عند عبارة الكلام الفارغ بين جوابٍ وآخر، وهل تعتبر نفسك مثقفاً ودقيقاً أكثر من بعض المثقفين الذين درسوا التاريخ، هناك الكثير من المختصين في تخصصٍ ما، غير متمكنين من تخصصهم في بعض جوانبه مثل غيرهم من المثقفين غير المتخصصين في هذا التخصص أو ذاك، القضية يا أستاذ تتعلق بمصداقية ودقة هذا المتخصص أو ذاك المثقف، بقدرة هذا المتخصص أو ذاك المثقف على اقناع الآخرين بأن وجهات نظره سليمة وسديدة، لا أن يردَّ بكلام انشائي فضفاض ليس له أية علاقة بجوهر الموضوع والسؤال!
 
مَن هو هذا الذي ضحك عليك وقال لكَ أن صبري يوسف كتب قصيدة دافع بها عن الآراميين، يبدو أنَّكَ تخاطب نفسك وتجيب عنها في سياق تساؤلاتي، أسألكَ سؤالاً محدداً وأنتَ تتحدث عن الشعر، وإن كل هذه التساؤلات هي دفاع عن السريان الآراميين ورغبة مني للتواصل والتفاهم مع بقية الأطراف من شعبنا العريق.
إذا لم تحاور الآشوريين فكيف ستقنعهم بإفكارك، أم أنك غير واثق من رؤاك لهذا تتحاشى محاورتهم، وإن أغلبية الآشوريين غير منظمين بأحزاب سياسية، وأما إذا كان قصدك التنظيم الآثوري الديمقراطي، فهذا التنظيم ليس منبثقاً من الآشوريين فقط بل أغلب مؤسسيه وأعضائه هم سريان أقحاح، وهو حزب سياسي يضم بين شرائحه كافة الأطياف، وليس بالضرورة أن يكون آشورياً محضاً أو الذي ينتمي إليه أن يمسح سريانيته وآراميته، هو دعوة حزبية سياسية للملمة الشمل وتشكيل موقف سياسي ما لتحقيق بعض المكاسب والأهداف التي يتوخاها التنظيم، فالتنظيم الآثوري الديمقراطي شيء والآشوريون كشعب شيء آخر بدليل هناك الكثير من الأحزاب انبثق من الشعب الآشوري، فلا يمثل حزب ما من الأحزاب التي نشأت ابتداءاً من التنظيم الآثوري ومروراً ببقية التنظيمات السياسية الآشورية، الشعب الآشوري كله فكل حزب له تطلعات وأهداف معينة وربما يوافق الآشوريون على قسم منها ولديهم تحفظات على قسم آخر، لهذا الحزب السياسي لا يعكس الفكر الآشوري ولا يمثل الشعب الآشوري فقط، وأنا مع التعددية الحزبية، وتوفير حرية الرأي والرأي الآخر، مع الديمقراطية، مع تواصل الأحزاب مع بعضها بعضاً وإيجاد اهداف مشتركة والعمل عليها للصالح العام، وضد كل من له تطلعات معادية للآخر، ضد أي حزب أو مؤسسة تقف ضد الوجود السرياني الآرامي، وضد أية مؤسسة أو حزب سرياني يقف ضد الوجود الآشوري أو الكلداني، أنا مع تنقية الأجواء وحرق الشوائب المتنافرة في صفوف شعبنا بكافة أطيافه ومذاهبه وألوانه وسياساته ومؤسساته، وإعادة صياغة كل طرف ومؤسسة وحزب رؤاه بحيث أن تصب في المصلحة المشتركة للجميع، وكل دعوة انشقاقية عدائية إلغائية للأخر هي دعوة باطلة وهدَّامة ولا فائدة منها سريانية كانت أم آشورية!!؟ فهل فهمت جوهر الفكرة والأهداف التي أتوخاها؟!
 
إذا كان تصحيح الأخطاء التاريخية يقود إلى المواجهة والعراك والصراع والخلاف الدائم فلا خير في تصحيح الأخطاء التاريخية، مع أنك لا تصحح التاريخ كما تزعم بقدر ما تشوّه التاريخ عندما تؤكد على ذوبان وانصهار الشعب الآشوري بالشعب السرياني، وعندما تتبنّى شروحات حسن بهلول بأن كلمة آشوري تعني عدو، هذا توجّه عدائي لا طائل منه سوى الاستفزاز والصراع والخيبة المشينة.
 
أنتَ لم تنتقد شاعرية نينوس آحو، لكنكَ أنتقدتَ على حدِّ قولكَ مفهومه الخاطئ لتاريخنا، ومَن نصّبكَ وصياً أو قاضياً لتصحيح مفاهيم الآخرين للتاريخ؟ هل تفهم التاريخ وتحلل التاريخ تاريخنا أكثر من نينوس آحو، هل تعتقد أنه لمجرَّد أن نينوس آحو قد غيَّرَ أسمه إلى نينوس قد تجرّد وتخلَّى من أصوله وتاريخه، وما علاقتك أنتَ بتغيير اسمه، وهل الاسم نينوس مقتصر على الآشوريين فقط؟
يا عزيزي أنا أعرف عشرات الطلاب من طلابي السريان يحملون اسم نينوس، وأخو د. أسعد صوما أسعد اسمه نينوس فما العيب في اسم نينوس؟ أمرك فعلاً غريب وعجيب، تتدخل حتى في اسم الشخص، والأكثر غرابةً أنكَ تقيم في باريس ودرست وقدمت بحوثك في السوربون، ألا ترى أن الأوربي له أحياناً اسمان وكل مَن لا يستهويه اسمه ولا يحبه سرعان ما يغيره في دقائق في سجلات قيده، الاسم ليس مهماً ، كما قلت لكَ سابقاً، الانسان يصنع الاسم ويصنع الفكر والحضارة، الإنسان أهم من أية تسمية على وجه الدنيا عندما يتميز بانسانيته السمحاء المتفتحة الحضارية الراقية، فما علاقتك بتغيير اسمه أو اسم غيره، طالما ينهج منهجاً حضاريا وراقياً، وأراك تخلط الحابل بالنابل، حيث تقحم الجانب السياسي بالجانب التاريخي، وتعتبر كل سرياني منتمٍ إلى التنظيم الآثوري الديمقراطي قد تخلى عن سريانيته، أنتَ موهوم في تحليلك هذا، لأن انتماء أي شخص لحزب ما شيء وأصله وجذره التاريخي شيء آخر، حيث تجد في العائلة الواحدة شخص آثوري وشقيقه شيوعي والثالث قومي سوري والرابع آرامي ديمقراطي، فهل يحق لكَ أن تعتبر كل ما هو غير منتسب لأحزاب سريانية أو آرامية هو مرتد عن سريانيته أو آراميته؟! يا سيد كيفا، الانتساب والعمل في صفوف حزب ما شيء وأصول البشر شيء آخر، وعيبكم أنتم هو أنكم تخلطون بين الجذور التاريخية والقضايا السياسية الراهنة، وأؤكّد لكَ أن هناك مئات الألوف من السريان في العالم ينتمون إلى أحزاب ومؤسسات غير سريانية في الشرق والغرب فهل يحق لباحث ما أن يعتبرهم مرتدِّين عن سريانيتهم وأصولهم وجذورهم التاريخيّة؟ الجواب لا، لأن مسألة العمل في حزب سياسي تتعلق بإيمان فلان وفلان بأفكار هذا الحزب أو ذاك وكم من المتحزبين تركوا هذا الحزب أو ذاك عندما لم يجدوا في مبادئه ضالّتهم المنشودة، فاختاروا أحزاباً أخرى، ولكنهم ظلوا على أصلهم التاريخي شاؤوا أم أبوا لأن الأصول التاريخية لأي إنسان ثابتة لا تتغير. فأنا مثلا سرياني آرامي حتى ولو لم أنتمِ لأي تجمع أو حزب آرامي أو سرياني.
 
أي بكاء تتحدَّث عنه يا سيد كيفا، إن موقع التنظيم الآرامي الديمقراطي لا يعادل إنتشاره 5% مما أنشره في بعض المواقع، أنا بسؤالي هذا بصدد انتقاد كيفية اقصائية الموقع والغاء الرأي الآخر، مع أن الرأي الآخر رأيي كان مجرد كتابات أدبية، فما هذا الموقع الديمقراطي الذي يمارس القمع والغاء الآخر؟ هذا هو بيت القصيد، ولا أتحدث هنا على أهمية كتاباتي بقدر ما أتحدث عن جهل مَن يشرفون على الموقع، كيف لاتعرف مَن أقصد بالأميين وأنصاف الأميين، أقصد بالضبط المشرفين عن الموقع الديمقراطي الآرامي والذين حذفوا فعالياتي بالدرجة الأولى دون أن يتمعَّنوا فيها، فلا يوجد أية فعالية لها علاقة بطر ح سياسي أو نقاش بخصوص ما نحن بصدده الآن، فما هذا العداء الخنفشاري لمجرد أنني أختلف معكم أو معهم بالرأي، هذا دليل على معاداة الموقع ليس للفكر الآشوري بل معاداتهم للسريان أيضاً فأنا بالنتيجة سرياني آرامي، ليس بالاسم كما تزعم وتدّعي بل بالفعل وبالواقع وبكل جوارحي ولكني على النقيض من بعض رؤاكم حيث أتقبل الحوار مع الآخر ومع مَن يختلف معي في أي شأن كان. وضعْ في اعتبارك أنت والمشرفون عن الموقع أن الكتاب والشعراء والمساهمون في أي موقع من المواقع هم الذين يصنعون المواقع وليس المشرفون !
لم تجبْ على السؤال، ولا أخلط بتساؤلاتي بين التاريخ والتاريخ المسيس، حضرتك تقول هذا في سياق ردودك المكررة، ومهما تجرّد المؤرخ من أهوائه ومن ميوله يظل يكتبه كما يرى وكما يحس وليس بالضرورة أن تكون رؤيته وأحاسيسه مرتكزة على أسس علمية، لهذا قلت لكَ التاريخ لا يمكن مرادفته بصفة العلمية كما تقول ، نعم هناك الكثير من البحوث يتم تقديمها بطريقة علمية حديثة وعصرية ولكنها بالنتيجة هي دراسة وتحليل وتفنيد حدث تاريخي فالحدث التاريخي والواقعة التاريخية ليست علمية خالصة، والتاريخ البشري برمته ممكن محاججته بصيغة أو بأخرى فقد يكون دقيقاً في جانب ومجانباً للدقة والحقيقة في جانب آخر، وأنا لم أنفِ التاريخ السرياني الآرامي ولم أقل أنه تاريخ آشوري، ولكني قلت لكَ من خلال أسئلتي أنكَ لا يجوز الغاء الوجود الآشوري الحالي، ولا يجوز أن تزعم بأن الآشوريين الحاليين هم سريان آراميون ، لأن هذا مجانب للحقيقة ومجانب للتاريخ وكلام مشكوك فيه وغير منطقي وغير واقعي ولكنك تلف وةدور وتردد وتكرر متشدقاً بعبارة التاريخ العلمي والتاريخ الأكاديمي وكأن دراساتك ورؤاك ومعلومات التاريخية منزلة من السماء وهي نصوص مقدسة لا يمكن المساس بها، مع أنكَ تشوِّه التاريح وأصوله عندما تزعم بذوبان وانصهار الآشوريين بالعرق السرياني الآرامي، لأن تحاليلك غير مقنعة لا للباحثين ولا للعوام ولا لدى المثقفين ولا لدى الأميين، فقط أنتَ ومجموعة صغيرة من السريان الآراميين تصدقون هذا وكأنكم تخاطبون أنفسكم، عليكم أن تقنعوا الآخر كائنا من كان هذا الآخر وطالما كلامكم وتحليلكم غير مقنع لدى الكثير من السريان فكيف سيكون مقنعاً للآشوريين وبقية الأقوام والأمم والشعوب؟!!
عزيزي استاذ هنري، خاطبتك عبر مداخلتي أثناء المحاضرة بلقب الدكتور، وسكتَّ على لقب الدكتور منشرح الصدر، وسألتكَ بعض الأسئلة منها أن الممالك الآرامية لم تكن فقط في الجزيرة، فأجبتَ بأنكَ تقصد أن موطن الآراميين هو في بيت نهرين التاريخية أي الجزيرة، ثم سألتك سؤالاً موجهاً لكَ وللدكتور أسعد صوما حول طروحاتكم بين الفينة والآخرى بخصوص شرح كلمة آشوري بمعنى عدو بحسب قاموس بهلول! وأكَّدت لكما أن هذا الطرح يعتبر تهجما على الشعب الآشوري الذي اعتبره جزءاً من شعبنا ككل، فأجبتم كما تجيبون مراراً أن حسن بن بهلول قال كذا وكذا، ثم بعدها قدم الدكتور يوسف متى اسحق مداخلة قائلاً لكَ يا هنري وشرح بعض وجهات نظره التي خالفك في بعض ما ذهبتَ إليه أثناء المحاضرة، والمحاضرة مع المداخلات موثّقة ومسجلة على شريط فيديو حيث كان الفنان التشكيلي كبرئيل ابراهيم يسجل المحاضرة بما فيها المداخلات، فكل شيء موثق ومحفوظ لدى آرشيف الفنان كبرئيل، وعندما أجبتَ على مداخلة الدكتور يوسف متى، قلتَ لنا في بداية الحديث، أنا لستُ حاصلاً على شهادة الدكتوراه، وقصَّرت في هذا المجال بسبب إهتمامي بشعبي وبحوثي، عندها رفعت يدي كنقطة نظام للتدخل، قائلاً لكَ إذا كنتَ غير حائز على الدكتوراه فلماذا تضع الدال قبل اسمك في بعض مقالاتك وبحوثك، ولماذا تتقبل اللقب ونحن نخاطبك بلقب الدكتور، عندها قلت لي إنه يتم وضع الدال أمام اسمي أحياناً، إشارة إلى أنها تعني دكتوراند، أي الذي يحضِّر للدكتوراه، أجيبك الآن يا عزيزي بأنَّ الدال قبل الأسم لا تعني سوى معنى واحد وحيد وهو دكتور وحاصل على الدكتوراه في تخصصٍ ما، هذا من جانب، ومن جانب آخر لماذا جلست مسترخياً عندما قدَّمك أحدهم الدكتور والباحث هنري بيدروس كيفا، لماذا لم تقاطعه وتقول له مصححاً أنا باحث وكاتب ولا أحمل لقب الدكتور، ثم أن لقب الدكتور ليس موضوع حديثنا وتحليلنا وردَّنا، ولكنك على ما يبدو تشعر وكأن شيئاً ما ينقصك لمجرد أنكَ غير حاصل على الدكتوراه ، وأتمنى أن تحصل عليها في القريب العاجل طالما تطمح الحصول عليها!!!
 
لم أقل لكَ أن محاضرتك ما كانت هامة، بدليل أنا نفسي حضرتها واتصلت مع بعض الأصدقاء وحضروها فعلاً، وأنا لا أوحي للقارئ بأنكَ غير ضليع ولا يهمني القارئ كي أوحي له أنك غير ضليع بهذا الجانب أو ذاك، بقدر ما يهمني ردودك على تساؤلاتي وبعدها يأتي دور القارئ اللبيب، فالقارئ ليس ساذجا كما تظن، هناك قراء يفهمون ويحللون ويمحصون في هذا المجال أكثر منكَ ومني، ودوري هنا عبارة عن حوار مفتوح معك للوصول إلى الحقيقة والأهداف المرجوة لشعبنا بكل تسمياته، وليس لدي أي باعث سوى تقويم وتفنيد بعض وجهات تظرك التي لا تلقى أي ترحاب لدي ولدى الكثير من السريان الأقحاح فكيف ستلقى ترحاباً لدى الآشوريين وبقية الشعوب، لهذا أؤكد لكَ أن وظيفة ومهمة الباحث والمؤرخ والمحلل والناقد عندما يقدم وجهات نظر معيّنة، عليه أن يكون قادراً على إقناع الغير بطروحاته وأفكاره وليس مجرد عرض كلام إنشائي.
 
عزيزي أستاذ هنري، سؤالي ليس سخيفاً، هو سؤال مشروع، خاصة لأن ما حصل في المحاضرة موثّق ومحفوظ في آرشيف الفنان كبرئيل ابراهيم، وردك هو نوع من العجز والضعف، لأن الدكتور يوسف متى اسحق خاطبك بكل ثقة: هنري، وخالفك ببعض وجهات نظرك وفيما بعد أكد لي متسائلاً هو الآخر كيف يعتبر الشعب الآشوري بحكم المنقرض وآلاف الآشوريين أحياء يُرزقون؟ وإذا كان الدكتور يوسف اسحق على تواصل حميمي معك فهذا أمر عادي، وإذا يكنُّ لكَ الاحترام هذا أمر عادي، ومن الطبيعي أن يختلف معك في بعض وجهات نظرك وهذا أيضاَ أمر عادي، أنا نفسي لو أرسل إليك رسالة على إميلك الشخصي الآن وغداً وبعد غد، سأخاطبك بود كبير، لأن الخلاف بيننا ليس خلافاً شخصياً، الخلاف هو خلاف في وجهات النظر وخلاف على قضايا هامة لا بدَّ من تصويبها والوقوف عندها مليَّاً، لا أن نخبئ رؤوسنا في الرمال ونتركها تنخر في شعبنا، فقد آن الآوان أن نتصدى لمعالجة كل ما يشوب علاقات مؤسساتنا وأحزابنا وطوائفنا، علينا أن نضع النقاط على الحروف، لا أن يتمسك ويتشبَّث كل طرف برأيه، وعلينا أن نلتقي في النقاط التي تجمعنا ونتجاوز ما لا يفيدنا وما لا يجمعنا، لأننا وصلنا إلى حالة يرثى لها لما نحن عليه من انقسامات وخلافات تقشعرُّ لها الأبدان.
الفكر الآشوري موجود والهوية الآشورية موجودة يا أستاذ هنري الآن ومنذ آلاف السنين، فلا تتهرَّب من السؤال ومن الحوار مع الآخر.
 
سؤالي ليس حشرياً كما تظن، وهناك الكثير ممن يحملون فكراً آشورياً وآثورياً، ولهم باع كبير في مجال التاريخ وبشكل عميق، هل تعتقد أنك فقط مع مجموعة من السريان الآراميين لديكم اهتمامات في التاريخ، ثم أن اهتمامك على ما يبدو، منصب على التاريخ السرياني الآرامي ولستَ متعمِّقاً بالتاريخ الآشوري العريق، وهنا أحيلكَ إلى قراءة قصة الحضارة لوول ديورانت، ستجد نفسك كم أنتَ بعيد عن الحضارة والتاريخ الآشوري، تفضل زر المتحف البريطاني والمتحف الخاص بالآشوريات في برلين ستجد هناك عرين الأسد الآشوري يتربع في صدر متاحف العالم، وهو تاريخ ناصع لهذه الإمبراطورية، والآشوريون الحاليون هم أخفاد تلكَ الحضارة. فلماذا تدّعي بانقراضهم تارةً وبذوبانهم في السريان الآراميين تارة أخرى؟!
 
كيف لا يهمّك حل الخلافات والمشاكل الناجمة عن التسميات، ولماذا تعتبرها أمنيات سياسية لا تعنيك، ألا تعنيك خلافات شعبنا، ألا يهمك التفاهم مع بعضنا بعضاً، هل تعتقد أنه مجرد أن تعتبر أن الآشوريين انقرضوا وذابوا وأنصهروا في العرق السرياني الآرامي، ستنتهي المشكلة، هل تعلم لو هبط عليناً إلهاً منزلاً من السماء، وطرح طرحك بخصوص انقراض وذوبان الشعب الآشوري في السريان ، لما يلقى هكذا طرح آذاناً صاغية لدى السريان الآراميين أنفسهم، فكيف سيُقنِع هذا الإله المفترض، الآشوريين وغير الآشوريين؟! فكن منطقياً وموضوعياً وباحثاً مقنعاً كي يتقبلكَ المتلقي ويقتنع بتحاليلك وبحوثك ودراساتك، وكفاك تشبّثاً ببضع كلمات وجمل تحوم حولها وتدور وتلف وتتوقف عندها، وهي غير مستندة إلى أية أسس ومصادر تاريخية دامغة، فلا يوجد أي باحث يقتنع بانقراض الآشوريين ولا بذوبانهم في العرق السرياني، ولا يقبل أي إنسان يحمل آفاقاً موضوعية ومنطقية أن يرادف كلمة آشوري بمعنى عدو، حتى ولو كان الطرفان في فترة ما على خلاف وعداء وتناحر، فتلك مسألة أخرى.
 
شكراً أيها الباحث الأكاديمي الأستاذ هنري بيدروس كيفا، على تفضلكَ بالإجابة على أسئلتي، ولكن وبكل أسف لم تضف تحليلاً أو تفنيداً جديداً على ما قلته وتقوله مراراً في عشرات الندوات والمحاضرات والمقالات والدراسات التي قدمتها، وكنت أتوخَّى أن تعبر عميقاً في تحاليلك وبحوثك في المجال، طالما أنتَ متخصص في التاريخ الآرامي، فلم تقنعني ولم تقدم للقارئ وجهات نظر معينة جديدة أكثر من بعض الجمل المكرَّرة والتي تصب في الكلام الإنشائي الفضفاض، غير المستند إلى وقائع ومصادر دامغة، وقد تمحورت إجاباتك على أسئلتي العشرين بما يلي:
الآشوريون انقرضوا وذابوا في السريان الآراميين
لا يحق لأحد غير متخصص بالتاريخ الآرامي والتاريخ الأكاديمي أن يتحدث ويناقش ويجتهد بهذا الخصوص.
الآشوريون يعتمدون على التاريخ المسيّس ونحن نعتمد على التاريخ العلمي.
كلمة آشوري تعني عدو بحسب رأي حسن بن بهلول.
 
وقد ورد ردَّاً جديداً واحداً عما قرأته في كل مقالاتك وبحوثك وهو تأكيدك على جذرك الأرمني من جهةِ الأم، أحييك على هذا الجذر العريق والحضاري والذي حقق دولة عاصمتها ييرفان، وكل المحبة لهذا الشعب المناضل، وهكذا تبين لنا أن نصفك من جذر سرياني آرامي ونصفك الآخر أرمني، وتعتبرني أنا المتحدر من أم سريانية وأب سرياني آرامي قح، سريانياً آرامياً بالاسم، أؤكّد لكَ وللأحبة القراء والقارئات أنني لا أتوقف سم واحد عند التسميات كحالة تعصبية، ولكن فقط أقولها للتاريخ أنني سرياني آرامي، ولكني منحاز أكثر إلى كوني إنسان، وإنسانيتي تطغى على كل هذه التسميات، وتسمو فوق أي تعصُّب أو تشدُّد، فلا أتوقَّف بتعصٌّبٍ عند القوميات والمذاهب والأديان بقدر ما أتوقَّف عند الإنسان كإنسان، مدافعاً عن حق الشعوب بكل أطيافها ومذاهبها وطقوسها وعقائدها وتطلعاتها، بأن تعيش في وئام وسلام مع بعضها بعضاً، بعيداً عن التشدُّد والتعصُّب واقصاء أي طرف للآخر، لا أقبل الضيم والظلم لأحد، شعاري الحوار والتواصل مع الآخر، وقد أحببت أن أطرح عليك وعلى مَن يناصرك وجهات نظرك وتشددك، لأبين لكم كم أنتم بعيد ون عن مستجدات وحيثيات القرن الحادي والعشرين، وكم تحتاجون إلى المرونة والحوار كي تنهضوا من سباتكم العميق وتخرجوا بشكل حضاري من شرانقِ التاريخ والماضي الذي لا يقدم أية فائدة للأجيال الحالية بحسب ما تنتهجونه من رؤية انغلاقية تعصبية اِقصائية مميته، فكيف ستفيد رؤاكم الأجيال القادمة وما بعد القادمة، لقد ولّى يا عزيزي الباحث عصر التعصب وعصر التشدُّد وعصر الغاء الآخر، نحن في عصر الحرية والرأي والرأي الآخر، عصر الديمقراطية، عصر الحاضر وقراءة أعماق المستقبل، عصر التواصل والحوار مع البشر كل البشر، فهل وصل المرسال؟!
 
 
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
sabriyousef1@hotmail.com