داعش يذبح 21 قبطيا ً ، والحقيقة ، لا سلام في العالم بوجود داعش واخواتها ، لماذا ؟
اعلن تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا عن ذبح 21 مواطنا ً قبطيا َ مسيحيا ً على ساحل البحر في سرت ، واظهر
الفيديو الضحايا في الزي البرتقالي ، واجبروهم على الجثو على ركبهم ثمّ كبهم على وجوههم واضعين السكاكين على
رقابهم .واعلنت مصر الحداد لمدة 7أيام حزنا ً على الضحايا ، وكانت الردود الشعبية تطالب الحكومة بالرّد العسكري
القوي ، ومن الجانب الآخر أغلقت إيطاليا سفارتها ، وأعلنت عن إستعدادها للتدخل عسكريا مع بقية دول العالم لإيقاف
تقدّم الأرهابيين الذين أعلنوا البيعة لداعش ،كما أعلن مسؤول مقرّب من رئيس الوزراء بأن سرت ودرنة باتتا خارج
السيطرة وتعتبر معاقل داعش ، وقال بأن التدخل العسكري في ليبيا مرفوض .
فهل أفاقَ العالم على حقيقة خطر داعش وبقية المجاميع الإرهابية على سلام وإستقرار العالم ؟ الحقيقة الساطعة
والتي لا تقبل الشك ، إن هذه المجاميع الإرهابية بمختلف مسمياتها قد خرجت من تحت عباءة الإخوان المسلمين
ونهلت من أدبياتهم أفكارها المسمومة ، فلولا كتب سيد قطب وحسن البنا مثلا : ( معالم في الطريق ورسائل الدعوة
ومفاهيم في الحاكمية واستاذية العالم ) لما ظهر تنظيم 65 وتنظيم الفنية العسكرية في السبعينات ، ولما ظهر الظواهري
ورفاعي طه وخالد الاسلامبولي والزمر واسامة بن لادن وعبدالله عزام والزنداني ومحمد سرور والزرقاوي وأخيراً
البغدادي ، كلهم نهلوا من نفس منبع الأفكار الإخوانية ، فظلّلت ولا تزال تغسل ادمغة المنتمين إليها وينقادون لفكرها
الإجرامي لدرجة التضحية بالنفس من أجل قتل الآخرين حتى لو كانوا أبرياء ، وما يجري في العراق وسوريا وبقية
بلدان العالم لا يحتاج إلى برهان ، فما العمل ، وأين يكمن خلاص العالم ؟
سوريا وبعض دول الخليج وتركيا ساندت ومولت المجاميع الإرهابية ، ولكن بعد أن تقوّت شوكتهم إنقلبوا على
بشار الأسد ، وسينقلبوا على رعاتهم ومموليهم آجلاً أو عاجلا ً ، فالقاعدة وجبهة النصرة وداعش وبوكو حرام
وبقية التنظيمات الإجرامية والتي هي بالعشرات لا تخرج من دائرة الفكر الإخواني قولا ً وعملا ً من إدبيات و
ممارسة على ارض الواقع المعاش ، وقد إنكوى العالم بنار إجرامها التي لا تستثني احدا ً ، فإما أن تكون معها
أو ضدها ، فمن لا يكون مع أفكارها وممارساتها هو عدوها الآن أو بعد حين ، بعد أن تتقوى شوكتها ويزداد
بأسها ، وتكفّر بقية أبناء الديانات الآخرى ، وحتى بقية المسلمين المعتدلين لم يسلموا من شرّها ، وجريمة
سجن بادوش ، وقاعدة سبايكر ، وقطع رؤوس الرهائن الأمريكان والبريطانيين والياباني مؤخراً وحرق
الطيار الأردني حيا ً وتهديدها بحرق البيشمه ركه الأسرى لديها وهم أحياء ، إلا دليلا ً على وحشيتها التي
لا يقبلها العقل الإنساني ، وكل من إشتم ّ رائحة العقل والمنطق ، فمتى سيقف العالم يداً واحدة ؟ ألم يحن
الأوان ليفيق من سباته المزمن ؟ نأمل ذلك وبسرعة وقبل أن تصبح الرقعة عصّية على الراتق .
منصور سناطي