المحرر موضوع: مقص الرقيب في جريدة الصباح الحكومية !  (زيارة 803 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف أبو الفوز

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 680
    • مشاهدة الملف الشخصي
مقص الرقيب في جريدة الصباح الحكومية !


يوسف أبو الفوز
أتصل بي احد الاخوة من محرري جريدة الصباح ،وكان لطيفا ودمثا في سؤالي للمساهمة  في استطلاع صحفي يعده للجريدة ، حول " دور النخب الفكرية والسياسية" ، وسررت جدا، للموضوعة ، فهذا ما ننشد ، اثارت الافكار والحوار ، لاجل ان نصل معا الى ضفة النجاة بمركب وطننا الذي منذ سقوط النظام الديكتاتوري وامواج بحر السياسة العراقية المضطرب تتقاذفه نحو المجهول . واوافقت فورا على المساهمة وأرسلت النص بالحجم المطلوب ومعها صورة كما طلب الاخ المحرر .وأذ نشر الاستطلاع ، في ملحق " ديمقراطية ومجتمع مدني " يوم الثلاثاء 19 شباط ، فوجئت بأن مقص الرقيب في جريدة الصباح ، قد غيب بعض السطور وأجتزأ الجمل فعاد بعضها بدون معنى . ولا أدري هل جرى الامر ذاته مع المساهمات الاخرى في هذا الاستطلاع ، ام اني كنت الضحية الوحيدة .
 حين استفسرت عن السبب كان الجواب "انت تعرف أنها جريدة حكومية". فكان جوابي لا تتحدثوا اذن عن حرية التعبير مرة ثانية وكأنكم حماتها . يبدو وكأن لا شيء يتغير في هذا العراق الذي نريده عظيما ، ما دام هناك من يعمل لاذلاله وهو يخنق احلامنا يوميا تحت الف حجة وستار! . والطريف ان النص يتحدث عن هذا النوع السلوك بالذات . سلوك النخب التي تحاول تغييب صوت الحقيقة والرأي الاخر .  فمن أين يا ترى يستمد هذا الرقيب "النخبوي" سلطته ضد اراء ابناء العراق ، مهما كانت؟ من حجم الراتب والامتيازات التي يستلمها ؟ ام انتظار تنفيذ وعود بوظيفة أهم ؟ أم من روحية وطبيعة السلطة القائمة التي تغذيها روح المحاصصة الطائفية والاثنية المقيتة ؟ ان الامر ليس سوء فهم ، ولا يحل بأعتذار او توضيح ، فهو ليس أمرا شخصيا ، أنه اكبر من ذلك بكثير .
هنا اضع نص مساهمتي كاملة، واضع خطا تحت السطور التي تم حذفها مطالبا باعتذار الجريدة عن فعلتها والتي ارجو ان لا تتكرر مع غيري ...

عن دور النخب الفكرية والسياسية


في نشاطات مختلفة، اتيحت لي فرصة الاشتراك فيها، محاضرات او احاديث صحفية وتلفزيونية، تحدثت عن موضوع اعادة اعمار العراق، واشرت الى كون البنى التحتية في البلاد، من كهرباء وصحة وتعليم وغيرها، بامكان الاستثمار الوطني وحتى الاجنبي اعادة اعمارها وبنائها، لكن الانسان العراقي، الذي خربته الحروب وسنوات الحصار الاقتصادي البغيض وسنوات العسف البعثي الديكتاتوري وسياسات الاحتلال الامريكي وسياسات حكومات المحاصصة الطائفية والاثنية، هذا الامر لا يمكن انجازه وبنجاح بدون مساهمة حقيقية من المثقف العراقي، فهذا من اهم المهام في اعادة بناء قيم المجتمع لاجل تطوره نحو الافضل ليلحق بركب الحضارة الانسانية. ولست اشعر بالارتياح لدور النخب السياسية الحالية، بل اجدها تتحمل المسؤولية الكبيرة في الاستمرار بتخريب قيم مجتمعنا، وتغييب المواطن والمثقف ليلعب دوره الحقيقي في تطوير البلاد والمجتمع.
من هنا، فلابد للمثقف العراقي ان يدرك حجم مهامه وخطورتها، فهي ذات طابع فكري معرفي واجتماعي، وعليه ان يسمو ويترفع عن التعامل وفق معادلات السياسة العراقية وسلوك نخبها الحالية، فهي تعمل لمسخ رسالة وروح المثقف الحقيقي، وفصله وابعاده عن العمل السياسي، والسعي لاحتواءه لأن يكون مجرد ديكورا وبوقا يطبل لها ويبرر اخفاقاتها وحالة الفساد المستشري في جسد الدولة العراقية وانحلال قيم الاخلاص والامانة والمواطنة. ان المثقف الحقيقي مطالب بأن يكون صوتا شجاعا لفقراء وبسطاء الناس، في مواجهة كل ما يراه مخالفا لللقيم الحقيقية لبناء مجتمع متحضر تسوده قيم المواطنة والسلام والحرية والمساواة وفق القانون والعدالة الاجتماعية. وان ينشر روح التسامح والتعاون بين الناس، وان يكون قدوة في استيعاب الاخر واحترام وجهة نظره المختلفة والتعامل معها بشكل حضاري وانساني بعيدا عن مفاهيم التعصب العشائرية او الطائفية او القومية.ولا يمكن للمثقف ان يقوم بمهامه المطلوبة بشكال افضل ما دامت نخبنا السياسية الحالية بنت لنا دولة على اسس خاطئة وفق معادلات المحاصصة الطائفية والاثنية، ولاتدرك اهمية حرية التعبير والاختلاف بالرأي ووجود مؤسسات مدنية ترعى ذلك .