فيان الدخيل لـ'العرب': لا نحتاج جهود الحشد الشعبي لتحرير مناطقناخلط تاريخي وتهم جاهزة تعرض الإيزيديين للانتقام، والقرى المحررة تم تدميرها ونهبها بالكامل.العرب مصدق عبدالنبي [نُشر في 20/02/2015،
دموع فيان الدخيل تحت قبة البرلمان جلبت انتباه العالم إلى مأساة الإيزيديينالإيزيديون يشاركون أبناء مكونات عراقية أخرى رفضهم القاطع دخول ميليشيات الحشد الشعبي مناطقهم بذريعة محاربة تنظيم داعش نظرا لمعرفتهم بما تمثّله تلك الميليشيات الطائفية من تهديد خبرت مخاطره مناطق عراقية أخرى خرجت من سيطرة التنظيم لتجد نفسها في قبضة قوة لا تقل عنه تطرفا وعنفا.
عبّرت البرلمانية العراقية فيان الدخيل عن رفض الإيزيديين القاطع لدخول ميليشيات الحشد الشعبي مناطق شمال العراق بذريعة استكمال تحريرها من يد تنظيم داعش.
وقالت الممثلة الوحيدة للمكون الإيزيدي بمجلس النواب العراقي لصحيفة “العرب” عبر الهاتف إن المقاتلين الإيزيديين وقوات البيشمركة الكردية ليسوا بحاجة إلى جهود قوات الحشد الشعبي، مؤكّدة قولها “نحن متمسكون بالدفاع عن أراضينا والعمل على استعادتها تحت راية قوات البيشمركة”.
وعكست البرلمانية العراقية بذلك مخاوف لدى الإيزيديين من انتقام الميليشيات الشيعية منهم، على خلفية ما هو مترسخ في الثقافة الشعبية للشيعة من ربط مأتاه خلط تاريخي بين الإيزيديين ويزيد بن معاوية الذي يرتبط في الذهنية الشيعية بمقتل الحسين.
وضاعفت أحداث تسعينات القرن الماضي في العراق منسوب العداء الشيعي للإيزيديين حين اتهمت الأحزاب الطائفية المرتبطة بإيران أبناء المكون الإيزيدي بمشاركة قوات صدام حسين في القضاء على انتفاضة عام 1991 وبإشراف ضباط منهم على قصف مرقد الحسين والعباس في كربلاء.
وقالت البرلمانية العراقية إن قوات البيشمركة بمساندة طيران التحالف الدولي قادرة على ردع مقاتلي تنظيـم داعش المتشدد، مؤكـدة أن البيشمركـة بحاجـة فقـط إلى تسليح جيد.
ويعكس موقف فيان الدخيل رأيا عاما سلبيا سائدا بين إيزيديي العراق بشأن قوات الحشد الشعبي سبق أن عبّرت عنه عدة شخصيات إيزيدية من بينها عضو البرلمان الكردستاني وممثل الإيزيديين شيخ شامو الذي قال في تصريحات صحفية “إننا كمكون إيزيدي نرفض أي تدخل خارجي في شؤون الإيزيديين، هناك قوة تحمينا وتقوم بواجبها وهي قوات البيشمركة ونحن لسنا بحاجة إلى أي قوة أخرى”.
خمسة آلاف إيزيدي لايزالون مختطفين لدى داعش بينهم نساء وأطفال وشيوخوأشار إلى أن “أي قوة أو ميليشيا خارجة عن قرار وموافقة وقوانين برلمان وحكومة إقليم كردستان مرفوضة من قبل الإيزيديين وأبناء سنجار”، مؤكدا أن “الإيزيديين ليسوا بحاجة إلى ميليشيات الحشد الشعبي”.
ومن جانبها، قالت فالا فريد رئيسة اللجنة القانونية في برلمان كردستان “نرفض حضور أي قوات للحشد الشعبي في سنجار كون تلك القوات مبنية على أساس غير قانوني وقوات البيشمركة هي القوة النظامية الوحيدة في كردستان”.
ويدفع عدد من الشخصيات السياسية الإيزيدية في اتجاه تشكيل قوات لأبناء المكون الإيزيدي في منطقة سنجار على غرار قوات الحشد الشعبي، غير أن هذه الدعوات قوبلت بالرفض مخافة شق الصف في مواجهة تنظيم داعش.
وتؤكد فيان الدخيل أن قتال الإيزيديين تحت راية قوات البيشمركة أفضل لها، مشددة على ضرورة التعقل في مواجهة مثل هذه المسائل.
وبشأن التطورات الميدانية أشارت الدخيل إلى أن قوات البيشمركة تمكنت من تحرير عدد كبير من القرى في جبل سنجار، وأوضحت أن تنظيم داعش دمر جزئيا أو بالكامل نحو 47 قرية إيزيدية ونهب ممتلكات سكانها.
وعرّجت الدخيل في حديثها لـ“العرب” على اكتشاف المقابر الجماعية في مناطق الإيزيديين التي مر بها تنظيم داعش، مشيرة إلى أن العثور على تلك المقابر متواصل في القرى المحرّرة وأن عددها بلغ 11 مقبرة، آخرها تم العثور عليه غرب مدينة الموصل وتضم رفات نحو 21 قتيلا، بينهم ستة أطفال.
وبشأن قضية المختطفين على يد مقاتلي تنظيم داعش أشارت الدخيل إلى أن عددهم يتجاوز الخمسة آلاف، أغلبهم من النساء والشيوخ والأطفال.
وتحدثت البرلمانية العراقية أيضا عن جهود تدويل جرائم الإبادة الجماعية لداعش ضد المدنيين قائلة: إن حكومة كردستان العراق تعد ملفا بشأن الانتهاكات الجسيمة بحق الإيزيديين وإن تعهدات شفاهية صدرت من الحكومة الاتحادية بمتابعة هذا الموضوع.
وعن منظورها العملي لاستكمال تحرير مناطق شمال العراق من تنظيم داعش، قالت الدخيل إن تدخلا بريا دوليا خطوة مناسبة للحسم بأسرع وقت ممكن، مقترحة مشاركة قوات من دول غربية وأخرى عربية بمساندة جوية من طائرات التحالف الدولي. وبخصوص تنامي المخاوف من تحوّل الحرب على الإرهاب إلى حرب طائفية مع تصاعد مطالبات العشائر السنية بتسليحها لمواجهة داعش، لم تخف الدخيل خشيتها من وجود مندسين في صفوف شباب بعض المحافظات لإشعال مواجهات بين الشباب السني والشيعي المتحمّس والمعبّأ إيديولوجيا وطائفيا.
وعلى غرار كثير من الملاحظين تربط فيان الدخيل بين الفساد المستشري في مؤسسات الدولة العراقية، والفشل الأمني والعسكري الذي فتح الطريق لسيطرة داعش على مناطق واسعة من البلاد، إلا أن ممثلة الإيزيديين بالبرلمان العراقي تنظر رغم ذلك بإيجابية إلى محاولات رئيس الوزراء حيدر العبادي للتصدي للظاهرة، مشيرة إلى الإجراءات التي شملت المؤسسة العسكرية والأمنية، ومن بينها بدء العمل على إنهاء ظاهرة “الفضائيين” أي الأفراد المسجلين شكليا كمنتسبين إلى المؤسسة لمجرّد تقاضي الرواتب دون أن يكونوا في الخدمة بشكل عملي. وقد سبق لرئيس الوزراء حيدر العبادي أن أشار إلى أن عدد هؤلاء بلغ نحو خمسين ألفا.
